المنتدى الثقافي > أدب

قصة قصيرة بعنوان ... الرغبة الأخيرة

(1/1)

اسطيفان هرمز:
     

      قصة قصيرة بعنوان
             
             الرغبة الأخيرة ...

        .من شرفة غرفة نومها في الطابق العلوي التي تطل على بحيرة مترامية الاطراف ،وبفورتها وغضبها المعتاد ممسكه بكلتا يديها طرفي روب نومها الحريري وتضمه الى صدرها كأنها تداري لفحة الهواء البارده القادمة من البحيرة ،طلبت منه ان يتركها فورا بعد ضنونها انه لم يعد يحبها كما كان .
    بحسرة عميقة غادر دون أن ينبس ببنت شفه نزولا عند رغبتها التي اضافها لرغباتها السابقة والتي لم يمتنع يوما عن تحقيق احداها.

ثم دارت الأيام ...

     وهي مستلقية على ظهرها كأنها في سكراتها الأخيرة حاملة ثقل السماء على صدرها ، وتغوص في اعماق الأرض من تحتها ، وسواد بؤبؤعينيها يجول في ذلك الفضاء الشاسع الذي تزينه تلك السماء التي بدآ نجومها بالتلألأ بعد ان غادرت خيوط الشمس الذهبية تلك الأغصان ،حاملة سعادة العاشقين وهموم المنكوبين والمفجعين معا ،لتضيفه ليومهم القادم عند بزوغ فجر يوم جديد.

   من خلال ذلك الصمت الرهيب لم تشأ ان تحول ناظرها صوب صوت اقدام  تقترب منها بهدوء  لما قد اثقل الجوع وا لعذاب كاهلها،ولم ا للوهن الذي اخذ منها كل تلك الفورة الجبارة التي كانت تهز بها اركام كل من يحاول ان ينال من كبريائها وجبروتها الذي تربت عليه منذ نعومة ضفائرها .

     بقت ساكنة كسكون بحر بعد هيجان وهدوء ثورة بركان ،الى أن أحست بدفء نفس يقترب من جبينها وخصلات شعر بيضاء تداعب جفن عينيها  وقبلة دافئة طبعت على جبهتها قبل أن تسمع همسة ناعمة

 لماذا انت مستلقية بهذا الشكل في هذه الغابة ؟.

    ارادت ان تدارك وهنها، لكنها عبثا تحاول بعد أن اصبحت حتى دقات قلبها المتباطئة تنبيء بتوقف قريب لكل نبضة حياة ،لذلك لم تشأان تحرك ساكنا .
    تكرر الصوت بأكثر نعومة ..... أنت بحاجة لمساعدة ؟.
كانت الإجابة بإغماض عينيها مع شبه ابتسامة حاولت بجهد كبير أن ترسمها على وجهها ، بعد أن رأت ذلك الوجه الملاكي الذي اعتادت ان تراه كل يوم قبل أن يغادرها كل هذا الزمان

    كانت تمني النفس لو استطاعت ان تظمه الى صدرها بقوة وتذرف ما تبقى من دموع قد تكون قادرة على مغادرة مقلتيها ليغتسلا كلاهما من ترسبات زمن اثقل حبهما بأوهام هدمت صرح حب كان كالجبل الأشم عاصي على عاتيات الزمن، لكنه تهاوى حطما بفعل الشكوك.
 لكن هيهات .

     حملها على ذراعيه محاولا شد عزمه واستجماع كامل قواه التي خارت بعد ان غادرها في ذلك اليوم التعيس ، وسار بها على ذلك الطريق المتعرج الكثيف باشجارة واحراشه متعثرا تارة وفي اخرى كادت ان تسقط منه ، وبجهد جهيد وصلا الى غرفة نومهما المعتادة في ذلك البيت الصيفي الذي اشتراه لها قب شهر بمناسبة ميلادها الحادي والخمسين ، على طرف تلك الغابة والمطل على تلك البحيرة المترامية الأطراف .

     وفي اليوم الثاني كانت تتقدم الأقرباء والأصدقاء بكرسيها المتحرك في موكب نعشه المهيب بعد نظرة الوداع الأخير له في كاتدرائيةالمدينة ..
 اسطيفان ..... مشيغان
    كتبت في ..... May /1/2021

تصفح

[0] فهرس الرسائل

الذهاب الى النسخة الكاملة