شلاما اللوخ خورا ميوقرا جان خوشابا
أعجبني سردك المشوّق وإن كانت لحظات المناسبه مُحزنه جداً,لكن الذي شدني هو صدق ما قالته طيبة الذكر والدتكم ( فالغد والبلد كما يبدو يا ولدي ليس لنا بل لغيرنا),قالتها بصدق على النحو الذي أملاه عليها خزين ذاكرتها المثقله بحلقات مسلسل مؤلم انجب لها هذاالمشهدالمرعب, والعلم عند مؤلف المسلسل ومخرجه إن كان القادم افضل .
كان شقيقي الأكبرفي بدايات سبعينات القرن المنصرم دائم الترديد لمضمون ذات الجمله التي قالتها والدتكم ( نحن مظلومون في بلدنا ومستقبلنا لا يبشر بخير), بنى قناعته المبكره هذه على تفاصيل ذاكرته ثم حرمانه من تحقيق طموحاته في تكملة دراساته بسبب اشتراطات الانتماء لحزب السلطه وهو بعيد عن السياسه بعدالسماء عن الارض,فعقد العزم في عام 1976على مغادرة العراق رغم رفض الوالدين الشديد لقراره, وفي 1980 عام اندلاع الحرب العراقيه الايرانيه , قال المرحوم والدي: انا سعيد جداً بأن احد ابنائي قد نجا من نار هذه الحرب التافهه,فلم يتردد في تشجيع شقيقي الثاني في مغادرة العراق !! .
عزيزي جان: الذاكره ما زالت حيه لم تُمحى بعد, كان الخوف من بطش وبوليسية نظام البعث الحاكم اقرب رفيق لتفاصيل حياتنا اليوميه,يمنعنا حتى من النظر الى السماء لدعاء الفرج, فكيف لو تجرءاحدٌ وقال جمله سياسيه لا تنسجم مع عقليات المتسلطين, وبالرغم من كل هذا القمع, الكثيرون وانا واحدٌ منهم تظاهروا وكتبوا ضد تجييش الاساطيل الحربيه الاجنبيه لإسقاط النظام بالطريقه التي تمت , ليس حباً بالنظام الديكتاتوري اطلاقا أنما تحسباً لما ستجلبه مستجدات الاجندات الاجنبيه من كوارث,تلك الاجندات التي اقتضت مصالحها دعم نظام صدام كذا عقد وهو يقمع ويبطش بشعبه ,أنا على يقين بأن طيبة الذكر والدتكم سبق و مرت قبلك وقبلي بأزمات عديده إمتدت الى فترة نظام البعث لتعيش لحظة سقوط النظام عندما أقتضت مصالح الغرب الاطاحه به حتى لو كان البديل القادم اسوء ومثالنا هو الدمارالشامل الذي ألحقته الاساطيل الغربيه والاقليميه , كل الذي نعرفه اليوم هو ان حال الشعب العراقي يسير من سيئ الى أسوء بإرادة وادارة الاجنبي ,لذا حين نقارن سيئات اليوم بأخريات الامس , حتما سترانا نتحسر ونترحم على العهد الاجرامي العتيق , وهذا ما تعوّد عليه العراقييون عقودا عديده .
شكرا لكم خورزايي
تقبلوا خالص تحياتي