المحرر موضوع: أحداث وذكريات ... أيام قبل سقوط بغداد الحزين !!  (زيارة 1899 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1830
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بغداد في نيسان  2003
أيام  قبل سقوط بغداد

كانت كل الشوراع تقريباً فارغة وأنا في السيارة مع ابن عمي على الخط السريع الذي يعبر دجلة   عائدين من حي الدورة الى منطقة الكراج
طلبت من ابن عمي  الإسراع لان الأوضاع كانت مضطربة والسماء ملبدة  بالدخان  والغبار والناس في احاديثهم اليومية  كانوا  في حيرة وخوف
حتى الحكومة كانت في دوامة ولا تواجد لها في الساحات او الميادين فقد  سقطت المدن العراقية كأحجار الدومينو   
وانفرط الجيش  واهتزت معنوياته . 
لا أحد كان  يعلم ما سيحدث غداً  وما مصير البشر والبلد
كان الهلع والخوف   من  الغد كبيراً وهو المسيطر  على أفكار ‏واحاديث  البغداديين  .... ولا أحد يعلم بمصيره غداً او بعده
كان الكل  روحه ، قلبه  وعقله معلقة  ببغداد وعلى سلامتها   

فالدبابات  باتاً على الأبواب وسمعنا إنهم على أبواب حي الدورة وأنهم وصلوا اليوسفية وأنهم هنا وهنالك !!!؟
وقد يدخلوا  في اي لحظة علينا 
والطائرات الحربية كانت قد  وصلت قبلهم  وتلاعبوا  بالبنايات والبشر وقامت الطائرات بدك  بغداد دكاً بلا رحمة وبلا هوادة
وصلنا والخوف يهز الكيان و يعصر القلب 
مشينا في تلك الأزقة التي كانت يوماً  ملعباً  وروحاً  وبهجة لنا
أصبحت تلك اللحظة  وكانها مهجورة  متروكة مبتورة
لم أرى شخصاً على الإطلاق حتى وصلت بيتنا وعندها  رأيت الجميع يبكي  ، حزين
أعصابه منهارة .
ركضت أمي نحوي تقبلني وهي تبكي  وتحمد الرب على سلامتي وتُقبل رأسي ، يدي ووجهي 
وقالت وهي في حالة  غليان وحزن وخوف   : لا تخرج بعد اليوم ياولدي أرجوك أتوسل إليك 
فالأحوال والاخبار ليست على ما يرام
وبغداد في خطر في خطر يا ولدي  وعلى وشك السقوط والانهيار
ولا ندري ما سيحدث لنا في الغد
فالغد والبلد   كما يبدو يا ولدي ليس لنا بل لغيرنا   
وهنا اتوقف  وأنحني امام كلماتها وكما قالتها وللتاريخ : 
الغد والبلد كما يبدو ليس لنا بل لغيرنا؟ 

والبقية وما جرى في اليوم التالي   أصبحت معلومة للجميع .
————————
جاني
والبقية تأتي


غير متصل Gabriel Gabriel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 305
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الصديق الاستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تحية عطرة
لم افكر من الخروج من العراق حتى عام 1991 عندما جرى مطاردة الجيش العراقي من الكويت لحد العراق... في منظقة العلاوي شاهدت جنود عراقيين بثياب رثة واحذية غير احذية العسكر (البسطال) حتى ان بعضهم كان ينتعل الـ(نعال) بدل البسطال، حينها ادركت ان العراق يتجه الى الهاوية، ادركت من قيافة الجندي العراقي المندحر في العلاوي ان العراق بدأ يفقد زمام الامور، وان الامور ستزداد سوءاً. فبعد ان كان الجندي العراقي لا يتجرأ بالنزول الى شوارع بغداد الا بقيافة عسكرية انيقة خوفا من الانضباط العسكري صار يسير اما الانضباط العسكري غير ابها بقيافته والاثنين (الجندي والانضباط) لا يهمهما امر الاخر. هذه الحالة كانت مؤشرا على فقدان الدولة لهيبتها اولا وعلى ان القانون بات مستباحاً. وفعلا اثبتت الايام التي تلت خروجي من العراق صدق حدسي وبدأت الامور تسير من سيء الى اسوأ حتى شاهدت احداث السقوط، وبقلب يعتصره الحزن، من على شاشات التلفزة في التاسع من نيسان عام 2003. صار كياني يتفتت كتفتت العراق ووصوله الى الحد الذي لا يمكن تجميعه الا بمعجزة... ومنذ عام 2003 وانا انتظر المعجزة فهل ستاتي ؟
تحياتي

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
  ميوقرا رابي جان يلدا خوشابا
    شلامي اللوخ
بعد احتلال العراق عام 2003 وأعمال العنف الطائفي التي عصفت بالعراق وأدت إلى تهجير عدد كبير من مسيحيي العاصمة بغداد وخصوصاً ضاحية الدورة إضافة إلى مسيحيي المدن الأخرى إلى خارج العراق أو إلى مناطق آمنة نسبياَ. وحتى هذه المناطق تم الأعتداء الشنيع على المسيحيين فيها . ومن ليس لديه سوى صليبه فقد حمله ورحل لكي لاتغتال المحبة في جسده.. تحية للصامدين المتعبين من النهرينيين في الوطن.. تخيلتكم بالتمام من التصور والتوحد معكم بشعورنا واحاسيسنا وانتم تعيشون ساعات المحنة بين الأهل وخاصة الأُم ، أُمهاتُنا العظيمات.. مررنا بما يوازي تلك الأيام ونقدر قلمك الذي يصف بعين الكاميرا هواجس مليئة بأسئلة المصير في طرقات فارغة وبيوت مغلقة تنتظر الآتي وما ادراك ما كان مخبئاً لبغداد والعراق.. بعد اطنان القنابل التي كانت تسقط وتحصد الأرواح ومن يظل حياً فقد تعرض لصدمات لن تزول وها انت تذكرنا بتفاصيل منها.. تحياتي وتقديري لك أخي العزيز جان.

متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1830
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأستاذ العزيز جبرائيل جبرائيل المحترم
تحية ومحبة
أشاركك الحزن والألم على تركك الوطن
والاكثر حزناً ما ذكرت  عن قيافة الجندي والضابط العراقي .
حقاً كنت قد لاحظت ذلك فقد كان لي الكثير من زملائي  وأصبحوا ضباطاً  وقادة
ولكن في الحقيقة كانوا  في دوامة مع أنفسهم وكانوا يعرفون إنهم قد ساروا في الاتجاه المعاكس
فعند تخرجنا من الإعدادية ذهب الكثير منهم لخدمة الجيش ونحن البقية ذهبنا للجامعات والمعاهد 
الكثير منهم كانوا نادمين على أحوالهم

ولكن تلك الايام والاحداث التي كتبت عنها جعلت  الجميع في نفس الموضع ونفس المصير ونفس العذاب  فبغداد كانت  محاطة بالعذاب القادم وهتك الاعراض والأملاك وتهجير الناس   .
كنا قبل السقوط وبعده في حالة جنون  ‏واضطراب نفسي وأيام سوداء .
لا ندري ما نفعل أين نذهب ماذا نعمل والكل في ذهول
وحقاً كما تفضلت نحتاج  معجزة  لحل ما جرى
والمعجزة قد لا تأتي أبداً .
تحياتي
والبقية تأتي 
 

متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1830
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأديب رابي بولص أدم المحترم
شلاما أزيزا
عشت تقريباً  عمري وشبابي  في بغداد بعد انتقالي اليها من كركوك محل ولادتي
لم أدرك ولا لحظة رويتها أي بغداد  مكسورة  محرومة بتلك الصورة الحزينة
عشت الحرب العراقية الايرانية والتي كانت من القساوة بحيث كنا ندفن الشهداء المسيحين ونحن شباب صغار
ومن ثما الحرب ودخول الكويت التي كانت نهاية مستقبل العراق
ومن ثما دخول بغداد  والسقوط المشين للنظام الذي  تصرف بلا حكمة والدبابات والجيوش من حوله .

يا صاحبي دفع المسيحيين ثمناً غالياً بعد السقوط
وكانت ‏ظروف الرسائل تصل بيوتنا وفيها رصاصة
وهذه معناها نريد راسك أو بيتك .
فالكثير تركوا وهاجروا الى المجهول ولازالوا في المجهول .
لقد تعذبنا وتفرقنا يا صاحبي  وتألمنا جداً . 
شكراً  لك على التواصل عسى أن تكون والأهل بخير وأمان والأهم بصحة .
تحياتي
جاني
والبقية تأتي

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1269
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ جان يلدا المحترم
تحية
 وصف واقعي لمعايشتك يوم البداية لتدمير عراقنا الحبيب ، تلك كانت البداية الماساوية ، وفعلا لم يتوقع ما الذي سيحدث كما تفضلت ، والى اليوم الشعب العراقي في حيرة ولا يعلم ما الذي سيحدث له غداً، يوما بعد اخر هو الاسوء، هذا ما اراده من لم يفقه في السياسة، وهذا ماارادته قوى الشر لعراقنا ، وبلدنا بيث نهرين، لو كانت لهم غيرة للحرص على المصلحة العامة ، كان باستطاعتهم وبكل سهولة ان يؤسسوا حكومة مدنية ، ويجعلوا من القانون والضبط ساريان في العراق ، ولكن هدفهم بات واضحاً،تسلم وشكرا
تقبل تحياتي

متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1830
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الدكتور عبدالله رابي المحترم
تحية
وصفي لما جرى وقتها  كتبته مبسطاً كتبته عن تجربة حياتية وواقع ارتبط بمخيلتي ولازال يأكل في ذاتي ويحارب ضميري
  كي لا أغوص في  الحزن هنا رغم ان الحزن هو مطبوع على جباه العراقيين
أردت ان انقل صورة لما جرى لبلد  بيت نهرين  .
ونعم انا معك في ما تفضلت بعد السقوط الحزين   ( لو كان لهم غيرة على المصلحة العامة )
لمًا جرى ما حصل 
من أتوا كانت لهم فرصة لا تقدر بثمن لكن  ؟
( وقد أكتب  بالمستقبل القريب  ما جري يوم السقوط وبعده ) 

وكما تفضلت لو نفذوا  القانون ما كنا قد هاجرنا أو تهجرنا أو تركنا
بغداد ليست هي كما رايتها او عشتها  يا صاحبي
بغداد فتاة جميلة يا صاحبي  ضُرب وجهها بسكين  وقُلع  قلبها  الحنين .
تحياتي وشكراً على التواصل .
جاني
والبقية تأتي

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2231
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما اللوخ  خورا ميوقرا جان خوشابا
أعجبني سردك  المشوّق وإن كانت لحظات المناسبه مُحزنه جداً,لكن الذي شدني هو صدق ما قالته طيبة الذكر والدتكم ( فالغد والبلد كما يبدو يا ولدي ليس لنا بل لغيرنا),قالتها بصدق على النحو الذي أملاه عليها خزين ذاكرتها المثقله بحلقات مسلسل مؤلم انجب لها هذاالمشهدالمرعب, والعلم عند مؤلف المسلسل ومخرجه إن كان القادم افضل .
كان شقيقي الأكبرفي بدايات سبعينات القرن المنصرم دائم الترديد لمضمون ذات الجمله التي قالتها والدتكم ( نحن مظلومون  في  بلدنا ومستقبلنا لا يبشر بخير), بنى قناعته المبكره هذه على تفاصيل ذاكرته ثم حرمانه من تحقيق طموحاته في تكملة دراساته بسبب اشتراطات الانتماء لحزب السلطه وهو بعيد عن السياسه بعدالسماء عن الارض,فعقد العزم في عام 1976على مغادرة العراق رغم رفض الوالدين الشديد لقراره, وفي 1980 عام اندلاع الحرب العراقيه الايرانيه , قال المرحوم والدي: انا سعيد  جداً بأن احد ابنائي قد نجا من نار هذه الحرب التافهه,فلم يتردد في تشجيع شقيقي الثاني في مغادرة العراق !! .
عزيزي جان: الذاكره ما زالت حيه لم تُمحى بعد, كان الخوف من بطش وبوليسية نظام البعث الحاكم  اقرب رفيق لتفاصيل حياتنا اليوميه,يمنعنا حتى من النظر الى السماء لدعاء الفرج, فكيف لو تجرءاحدٌ وقال جمله سياسيه لا تنسجم مع عقليات المتسلطين, وبالرغم من كل هذا القمع, الكثيرون وانا واحدٌ منهم تظاهروا وكتبوا ضد تجييش الاساطيل الحربيه الاجنبيه لإسقاط النظام بالطريقه التي تمت , ليس حباً بالنظام الديكتاتوري اطلاقا  أنما تحسباً لما ستجلبه مستجدات الاجندات الاجنبيه من كوارث,تلك الاجندات التي اقتضت مصالحها دعم نظام صدام كذا عقد وهو يقمع ويبطش بشعبه ,أنا على يقين بأن طيبة الذكر والدتكم سبق و مرت قبلك وقبلي بأزمات عديده إمتدت الى فترة نظام البعث  لتعيش  لحظة سقوط النظام عندما أقتضت مصالح الغرب الاطاحه به حتى لو كان البديل القادم اسوء ومثالنا هو الدمارالشامل الذي ألحقته الاساطيل الغربيه والاقليميه , كل الذي نعرفه اليوم  هو ان حال الشعب العراقي  يسير من سيئ الى أسوء بإرادة وادارة الاجنبي ,لذا حين نقارن سيئات اليوم بأخريات الامس , حتما سترانا  نتحسر ونترحم على العهد  الاجرامي العتيق , وهذا ما تعوّد عليه العراقييون عقودا عديده  .
شكرا لكم خورزايي
تقبلوا خالص تحياتي

متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1830
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الأستاذ شوكت توسا المحترم
تحياتي خال
مع تطور الأحداث في بداية نيسان  بداء الناس بالحديث والهمس والفرح احياناً والحزن  احياناً وازداد التوتر  وبداء الخوف والهم  يركب ‏ظهور الناس
كنا نعرف ان شي ما  مجهول وخطير قادم ونعلم شيئاً ما غير مرغوب سوف يحدث
كنا سمعنا ودرسنا  عن ما معنى الانقلاب وكنا نعلم ما معنى الثورات  وما تجلبه من مصائب.
لكن دخول جيوش مدرعة لبغداد بهذا الطريقة كانت تجربة قاسية علينا وعلى العراق الذي كان محكوماً بالحديد والنار
ولكن من جاء ايضاً  وعلى ظهر  الدبابات لم يكونوا أفضل
كلام امي  وما قالته ( فالغد والبلد كما يبدو يا ولدي ليس لنا بل لغيرنا )
 هو حقاً  ترجمة حرفية لما تفضل به أخوك وقاله في السبيعنيات ( نحن مظلومون في بلدنا ومستقبلنا لا يبشر بخير )

وكما ترى هولاء الأحبة اقصد امي واخوك  فهموا اللعبة وادركوا الحقيقة ونطقوا بيها  ولهم أرفع قبعتي احتراماً لفكرهم وتحليلهم للاحداث
شخصياً يا خال أنا عانيت من النظام السابق وكان لي معهم تجارب مريرة
كتبت عنها  وكانت سنوات  عجاف مرت ثقيلة 

لكن مرارة أيام سقوط بغداد وما بعده وماجرى من الحكام الجدد 
كانت اكثر قسوة وعذاب
 ضربت  كياني  ولازالت . تضربه  وبقسوه   
ملاحضة : انت يا خال وبعض  الاصدقاء  تدفعونني للكتابة والنشر  فكل مرة اتوقف عن النشر في هذا الموقع المحترم . اراكم   يا اخوتي   تدعونني  للكتابة والنشر هنا ... وها أنا معكم الان  ولا ادري ‏لمتى وما يحمله الغد ؟؟؟
تحياتي يا خال
جاني
والبقية تأتي