المحرر موضوع: الميليشيات الشيعية تطمح لتكرار تجربة جرف الصخر في مناطق شمال بغداد  (زيارة 501 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
الميليشيات الشيعية تطمح لتكرار تجربة جرف الصخر في مناطق شمال بغداد
الحشد الشعبي يستغل هجمات داعش للبقاء في المناطق التي يطالب سكّانها القوات النظامية بتأمينها مخافة أن يؤول مصيرهم لما هي عليه الحال في جرف الصخر.
العرب

أهالي الجرف أخرجوا ولم يعودوا
الفصائل الشيعية المسلّحة التي استفادت كثيرا من مشاركتها في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق لجهة ما اكتسبته من خبرة قتالية وما بلغته من تنظيم وما حصلت عليه من مال وسلاح، ما تزال تعمل على استثمار نشاط التنظيم في عدد من مناطق البلاد لإدامة بقائها فيها وربما احتلالها بالكامل على غرار ما قامت به في منطقة جرف الصخر.

بغداد- اقترحت ميليشيا كتائب حزب العراق تطبيق نموذج جرف الصخر لضبط الوضع الأمني في مناطق تقع شمالي العاصمة العراقية بغداد وما تزال تتعرّض لهجمات فلول تنظيم داعش.

وجرف الصخر منطقة زراعية بجنوب العاصمة العراقية معروفة بخصوبة تربتها وكثافة غطائها النباتي كانت تقطنها غالبية سُنّية قبل أن تصبح خاضعة بشكل كامل للميليشيات الشيعية التي أفرغتها من سكانها ومنعت عودتهم إليها بعد أن طردت عناصر تنظيم داعش منها سنة 2014 وغيّرت اسمها إلى “جرف النصر”.

ورغم تواتر المطالبات من داخل العراق وخارجه بإعادة السكان إلى منطقتهم والكشف عن مصير المفقودين منهم، إلاّ أن السلطات العراقية وقفت عاجزة عن تلبية تلك المطالب ما جعل أحد السياسيين السنّة يطلب من وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته الأخيرة للعراق المساعدة في حلّ القضية من منطلق العلاقة الوثيقة التي تربط بين طهران والميليشيات الشيعية في العراق.

واعتبر أبوعلي العسكري المسؤول الأمني لكتائب حزب الله أن “الوضع الأمني في الطارمية والمخيسة في محافظة ديالى لن يستقر إلا باستنساخ تجربة جرف النصر” في المنطقتين.

وقال في منشور على الإنترنت “على الرغم من المخاطر الأمنية الكبيرة والتحديات التي تواجه القوات العراقية الماسكة للأرض في قاطع جرف النصر، دعونا الشرفاء لزيارة القاطع والاطّلاع على وضعه الأمني لطمأنة أهلنا في مدينة عامرية الفلوجة”.

وأضاف أنّه تم إبلاغ أطراف في العامرية “بإمكانية دراسة تعزيز أمن المزارع القريبة من الساتر الممتد من الفرات إلى بحيرة الرزازة وترتيب وضعها”، مستدركا بالقول إنّ “ما تم طرحه خلال لقاء خميس الخنجر ووزير الخارجية الإيراني (بشأن جرف الصخر ومناطق عراقية أخرى تسيطر عليها الميليشيات) أربك الأمر”.

جرف الصخر أصبحت خاضعة بشكل كامل للميليشيات الشيعية التي أفرغتها من سكانها ومنعت عودتهم إليها بعد أن طردت عناصر تنظيم داعش منها سنة 2014 وغيّرت اسمها إلى "جرف النصر".

وكان الخنجر الأمين العام للمشروع العربي (سنّي) قد طلب مساعدة وزير الخارجية الإيراني في حل المعضلة التي يواجهها عشرات الآلاف من أهالي جرف الصخر ومحافظتي صلاح الدين وديالى، حيث ما تزال ميليشيات شيعية تسيطر على عدد من المناطق كانت قد ساهمت في استعادتها من تنظيم داعش.

ويسبّب حضور الميليشيات الشيعية المنضوي أغلبها ضمن الحشد الشعبي في مناطق سنيّة توّترات مستمرّة ويمنع عودة الاستقرار إلى تلك المناطق التي ما تزال تشهد أحداثا دامية ينسب أغلبها لتنظيم داعش، بينما يتّهم السكان الميليشيات ذاتها بالوقوف وراء عدد من عمليات التفجير والقتل لأسباب طائفية حينا، وفي إطار صراعات بين الفصائل المسلّحة حينا آخر.

وقبل بضعة أشهر شهدت محافظتا ديالى وصلاح الدين سلسلة من المجازر بحق سكان مناطق في المحافظتين توجد فيها الميليشيات. ففي أكتوبر الماضي أسفر هجوم منسوب لداعش على بلدة الخيلانية في ديالى عن مقتل خمسة أشخاص من عشيرة واحدة بينهم شيخ العشيرة.

وجاء ذلك غداة قيام عناصر من ميليشيا عصائب أهل الحق بمهاجمة قرية المزاريع في محافظة صلاح الدين وقتل مدنييْن شقيقين وإصابة امرأة بجروح.

أمّا أكثر المجازر دموية فقد ارتكبت في منتصف أكتوبر الماضي في قرية الفرحاتية بصلاح الدين وراح ضحيتها اثنا عشر مدنيا بينهم أطفال وأعقبتها موجة نزوح لأهالي القرية تحت تهديد ميليشيا العصائب المتّهمة بارتكاب المجزرة.

وخلال الأيام الأخيرة شهدت مناطق بشمال بغداد تصعيدا لافتا في وتيرة الهجمات تركّزت في محافظة ديالى وأسفرت عن اختطاف اثنين من المدنيين وتدمير خط لنقل التيار الكهربائي المستورد من إيران وإصابة اثنين من أفراد القوات الأمنية بجروح.

والجمعة الماضية شهدت منطقة الطارمية في نفس المحافظة هجوما أسفر عن مقتل ضابطين وجنديين من الجيش العراقي تعرّضت مركبتهم العسكرية للتفجير بعبوة ناسفة.

وتستفيد الميليشيات الشيعية التي تصرّ على البقاء في مناطق شمال وغرب العراق من هجمات داعش لتأكيد أن خطر التنظيم ما يزال قائما وأنّه ما يزال لها دور تؤدّيه في تلك المناطق التي يطالب سكّانها بإسناد عملية تأمينها للقوات النظامية، مخافة أن يؤول مصيرهم لما هي عليه الحال في جرف الصخر.

منطقة جرف الصخر محرّمة على السلطات العراقية وتقيم فيها الميليشيات ورشا لتركيب الصواريخ التي تأتي مفككة من إيران

وتحتلّ منطقة جرف الصخر الواقعة شمالي محافظة بابل وعلى بعد ستين كيلومترا جنوبي بغداد موقعا استراتيجيا يربط بين المحافظات الغربية والوسطى والجنوبية.

وقد أصبحت منطقة محرّمة على السلطات الرسمية العراقية وتُمنع حتى المطالبة بإعادة سكانها إليها وذلك بموجب قرار سابق لمجلس محافظة بابل يقضي برفع دعوى قضائية على أي من السياسيين الذين يطالبون بعودة أهالي المنطقة إلى ديارهم.

وفي ظل حالة من الغموض بشأن ما يجري داخل الجرف وخلف بساتينه الكثيفة تتوارد أخبار عن اتخاذ عدد من الميليشيات من بينها ميليشيا كتائب حزب الله للمنطقة مقّرا لتخزين الأسلحة لاسيما الصواريخ التي تقول عدّة مصادر إنّها تأتي مفكّكة من إيران ويتم تركيبها في ورشات أقيمت داخل بساتين الجرف.