الحوار والراي الحر > المنبر الحر

لماذا صعد المسيح الى السماء ؟؟ بعد قيامته من بين الاموات ؟

(1/5) > >>

يعكوب ابـونا:
        لماذا صعد المسيح الى السماء ؟؟
                            بعد قيامته من بين الاموات ؟
يعكوب ابونا
  امس كان يوم خميس الصعود 13 / 5 /2021 عيّدُ صعود ربّنا يسوع المسيح إلى السمّاء، وذلك بعد أربعين يومًا من قيامَتِه من القبر وظهوره للتّلاميذ.
 رسالة فيلبي 2 : 7  " لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس ".. ، وفي انجيل يوحنا 1 : 14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا ..".. فيسوع المسيح كان له مهمة فداء تتطلب تجسده ليدفع ثمن خطايانا ويعيد العلاقة بين الله والانسان التي انقطعت بسبب خطية ادم الاول ، بعد أن أتمَّ عمل الفداء وأكمل خطة الخلاص على الارض، بصلبه وموته ودفنه وقيامته من القبر ، ظهرلتلاميذه وكان اول من ظهر له ورأه بعد القيامه كنّ النساء عند القبر كما في انجيل يوحنا 20 : 14 ولما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع "..  وظهركذلك لاثنان من التلاميذ في طريقهم الى قرية عمواس انجيل لوقا 24 : 13- 31 " فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا،
انْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا،"..
 " كما ظهر للتلاميذ في اورشليم وهم مجتمعين لوقا 24 : 36 -43 ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ ! فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي".
وظهر كذلك يسوع للتلاميذ على بحر طبرية ،" يوحنا 21 : 1 بَعْدَ هذَا أَظْهَرَ أَيْضًا يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ.
وفي 21 : 4 وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ، وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلكِنَّ التَّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ.
وبعد ذلك ظهر لاكثر من خمس مئة شخص "رسالة بولس الى اهل  كورنثيوس الاولى 15 : 6 "
في اعمال الرسل 1 : 3 الذين اراهم ايضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعد ما تالم وهو يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الهر ، .
  من الملفت للانتباه  ان نلاحظ بان النساء والتلاميذ لم يعرفوا يسوع المسيح بعد قيامته من القبر ؟؟ الا بعد ان أظهر لهم هو نفسه وكشف لهم عن حقيقته انا هو يسوع المسيح ، البعض يسائل كيف لم يعرفوه تلاميذه وهم قضوا معه زمنا يزيد عن ثلاث سنوات ، في الوقت الذي ان غيابه عنهم من موته وقيامته لم يزيد عن 72 ساعة ، ؟؟ ماذا يدل هذا ؟؟ وكيف يفسر ؟؟  ما يدل بكل بساطه هو ان يسوع المسيح بعد ان قام من القبرتغير جسد انسانيته " من جسد انساني الى جسد ممجد " .. لوقا 24 : 36 – 43" .. لذلك لم يعرفوه تلاميذه بجسده الممجد . فالجسد الممجد صعد  الى السماء ، وليس كما يعتقد البعض خطأ بان المسيح صعد بجسد انسانيته الى السماء .. 
 ويضيف لوقا 24 : 44 -49 قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لابد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير ، فاخرجهم خارجا الى بيت عنيا ، الى جبل الزيتون قرب اورشليم ، وهناك وعد يسوع تلاميذه وأوصاهم أن يظلوا في أورشليم حتى يحل عليهم الروح القدس. ثم باركهم . وبينما هو يباركهم، بدأ يرتفع إلى السماء." كما في انجيل لوقا 24: 50-51 وأيضاً أعمال الرسل 1: 9-11 وَلَمَّا قَالَ هذَا
ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ ، وفيما
.  كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ ، وقلا ايها الرجال الجليليون ما يالكم واقفين تنظرون الى السَّمَاءِ ، ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ "..
  وهكذاعاد الى ملكوته كما يقول الرسول(يوحنا 18: 36)
    هنا نسأل ما هو لاهوت الصعود وكيف نفهمه نعيشه؟
     يمكننا أن نميّز أبعاد أهمية الصعود بما يلي ..


أولاً: الصعود بين الوهية المسيح 
 المسيح قبل أن ينزل على الأرض هو الله الكلمة .. فصعوده إلى السماء وجلوسه على يمين الأب هو عودته الى المكان الذي كان فيه قبل النزول ، مسكن الألوهية (رؤيا 1: 5) وبتجسده  اكمل خطة الخلاص لبني البشر ، فأعاد العلاقة بين  الله والانسان (يوحنا 1: 51)..واكد مجده السماوي (أعمال 2: 34).
 
 ثانيا :
3)  المسيح في الصعود اكد مجيئه الثاني: إن “يسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إِلى السَّماء سَيأتي كما رَأَيتُموه ذاهبًا إِلى السَّماء” (أعمال 1: 11). هذه العبارة تؤكد حقيقة عودة المسيح ثانية في اخر الازمنه ، نازلاً من السماء (1 تسالونيكي 4: 16) على الغمام (رؤيا 14: 14- 16)، بينما يصعد مختاروه لملاقاته، هم أيضا على غمام (1 تسالونيكي 4: 17). ينبغي أن نكون مستعدين لمجيئه المفاجئ (1 تسالونيكي 5: 2 " ...).
 
ثالثا
 كان صعود يسوع المسيح الى السماء مرتبطا بارساله  الروح القدس ليحلّ على  تلاميذه "  ستَنَالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أُورَشَليمَ وكُلِّ اليهودِيَّةِ والسَّامِرَة، والى أَقاصي الأَرض (اعمال 1: 8). معنى هذا بان المسيح بعد ان كان معنا في الارض ،سيكون كائن فينا بعد الصعود ، يؤكده  الرسول بولس برسالته الى اهل أفسس:3 : 17 "  ليحل المسيحُ بالايمان في قُلوبِكم ،
 رابعا
صعود المسيح ليشفع فينا في حضرة الله (عبرانيين 9/ 24)  .. يجلس عن يمين الله (عبرانيين 1: 3) فوق الملائكة (عبرانيين 1: 4-9) صعد أول الجميع، مجتازاً السماوات لنا رئيس الكهنه عظيم  (عبرانيين 4: 14)
خامسا
الصعود المسيح لإعداد مكان لنا في السماء: يعودُ الربّ بالمجد إلى أبيه ليُعدّ لنا مكانًا (يوحنا 14: 1-3). ثم يأتي ويأخذنا إلى هناك ليكونوا على الدوام معه (يوحنا 14: 28)...

والخلاصة لنفرح لان الذي نزل من السماء لأجل خلاصنا هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السماوات ملك على الأمم، جلس على كرسي قدسه (مزمور 47/8). والذي نزل هو الذي صعد فما هو الا انه نزل ايضا ".. لكي يملأ الكل (أفسس 4/ 9-10).
  كان مجتمع معهم على جبل زيتون وكان واقفا على صخرة  ولازالت اثار قدميه ظاهره على تلك الصخرة ، وهواليوم مزار يُحيي المؤمنون ذكرى صعوده ؟
بُني هذا المزار على قمة جبل الزيتون في اورشليم  ، في عام 378 ميلادية شيّد من قبل بومينا إمرأة  تقية من عائلة الإمبراطور بيزنطه ، عرف باسم “امبومن” أي “على المرتفع”. وهي عبارة عن بناء مستدير الشكل بلا سقف ليدل الجميع على طريق السماء تتوسطه الصخرة المباركة حيث ارتفع المخلص تاركاً اثر قديمة الطاهرتين . وأرضيتها مرصوفة بالفسيفساء.
 وفي عام 614 ميلادية دمّر كسرى ملك الفرس مزار الصعود. وبعد سنتين قام البطريرك مودستس بترميم الكنيسة. وإبان الفتح العربي عام 638 حافظ المسلمون على الكنيسة. ولكن السلطان الفاطمي الحاكم بأمر الله منصور بن العزيز أمر بهدمه  وهدم كنيسة القيامه في عام 1009. اذ اصدر امرا الى عامله في اورشليم قال فيه ، اجعل الكنسية طولها عرضها وعرضها ارضها .. " بمعنى ان تهدمها وتجعلها مع الارض ،
وفي القرن الثاني عشر بنى الصليبيون كنيسة مثمنة الشكل فوق انقاض الكنيسة المهدمة ويتوسطها بناء مستدير يحوي مذبحاً تحته صخرة تشير إلى موقع صعود الرب. ولكن في عام 1187 هدم صلاح الدين الأيوبي الكنيسة ولم يبق سوى المزار الصغير المثمن الشكل في وسط الساحة. وتحوّلت ممتلكات الكنيسة إلى وقف إسلامي عام 1198. ويعلو المزار قبة أقامها المسلمون عام 1200 ولم يُنصب على القبة صليب أو هلال بل عمود رخامي ليشير أن المزار هو مكان صلاة لجميع المؤمنين. اذ يؤيد القرآن رواية الصعود بقوله “إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (سورة آل عمران 55 ) ..
يذهب الآباء الفرنسيسكان و الروم الأرثوذكس والأرمن والأقباط والسريان كل سنة في عشية عيد الصعود إلى هذا المزار فيقضون الليل هناك تحت الخيام، ثم   في صباح العيد يجتمع الحضور للمراسيم الدينية وتلاوة التسابيح وصلاة المزامير.
    وختاما : قال المسيح "خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28).
وقال عن نفسه لليهود: "أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم" (يو8: 23). ولكن قال في انجيل متي 28 : 19 و20
فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.
يعكوب ابونا ...................  14 /5 /2021


فاروق.كيوركيس:
الأخ يعكوب أبونا المحترم
تحية طيبة ، وعيد الصعود مبارك عليكم ..
مقال جيد ويحتوي على الكثير من المضامين الروحية والدينية التي تدل على المامك بعقيدتنا المسيحية وبالانجيل بصورة عامة .
ولكن كان عندي ملاحظة بسيطة اتطرق اليها بحسب فهمي المتواضع للانجيل ، وهي انك ذكرت " فالجسد الممجد صعد  الى السماء "
وانا اعتقد ، أن المسيح لم يصعد الى السماء ( بالجسد ) أياً كان ذلك الجسد ، اذا كان ممجدا او غير ممجد .. وانما  اعتقد ان المسيح صعد الى السماء بالروح .
وربما أكون مخطئا ..
مع التقدير
اخوكم
فاروق كيوركيس


 

يعكوب ابـونا:

الاخ العزيز فاروق كوركيس المحترم
سلام  المسيح 
 اولا -  اشكرك جزيل الشكرلمرورك على المقال واسعدني ذلك حقا لما طرحته من تسائل ...
 اما  ما تفضلت به بان المسيح صعد الى السماء بالروح ، وليس بالجسد الانساني او الممجد . .. كما تعتقد واعتقادك وارد ..
ولكن عزيزي المحترم اخ فاروق ... ان الاصحاح الاول من سفر اعمال الرسل الذي استشهد به بالمقال اعلاه هويقول بان المسيح كان مع الاخرين من اتباعه طبعا ، كان يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم معهم عن امور المختصة بملكوت الله..
 وعندما نصل الى الاية 8 من الاصحاح الاول ، يختم قوله ويقول لهم : لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض "....وكانوا هم يسمعونه ويرونه وهويتحدث معهم ، بمعنى انه لم يكن روحا يتحدث بل شخصا ظاهرا لهم ، كما ظهر بعد القيامه لبعضهم ، ..
 لاحظ كما مدون في الاية 9 " ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون اليه ، واخذته سحابه عن اعينهم ، وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق اذ رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض .....وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ،. ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء ، حينئذ رجعوا الى اورشليم من الجبل الزيتون "..
 نستنتج من النص بان المسيح  لو كان روحا لما كان بامكان الحضوران يروه او يشاهدوه وهويرتفع من بينهم ، لان الروح لا ترى ؟؟  وهذا دليل على ان المسيح كان بجسد ، وقد ذكرت بالمقال اعلاه الفرق بين الجسد الانساني والجسد الممجد ، فمات يسوع بجسد انساني المعروف لدى تلاميذه و اتباعه ، ولكن كما بينا بان بعد قيامته من الاموات ومن القبر.. ظهر لتلاميذه  اكثر من خمسة مرات  ولم يعرفوه ؟؟ لو كان قد ظهر بجسده الانساني لكانوا عرفوه ، ولكن  عدم معرفتهم به بشكله الجديدة الذي تغيرمن جسد انساني الى جسد ممجد لذلك هم لم يعرفوه ، .. ولكن هو كشف لهم عن نفسه ..
 ونحن كذلك اخ فاروق سوف يغيرالله اجسادنا كما يقول بولس برسالته الى اهل فيلبي 
"3 : 21 الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ."وفي رسالة رومية 8 : 21 سنعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله ".. وفي افسس 1 : 18 رجاء دعوته وماهو غنى مجد ميراثه في القديسين ".
 وفي رسالة كورنثيوس الاولى 15 :  47:- "الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ."
آدم أعطانا جسدًا مائتًا ، أما المسيح فسيعطينا جسدًا ممجدًا نظيره.
سيأتي على السحاب بجسده الممجد والذي سيقيمنا بأجساد ممجدة نظيره. 
 الجسد الممجد سيكون خاليا من الخطية، وسيكون قادرا على أن يرى الله ، وقد تنبأ عنه أيوب فقال "بدون جسدي أرى الله" (أى 19: 26).وكذلك في كورنثيوس الاولى  15 : 51  "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ،"
. فالمسيح في مجيئه الثاني سيتلاقى مع أحياء من البشر كانوا أو سيكونون أحياء وقتها ولم يموتوا، وهؤلاء لن يموتوا أولًا بل هم سيتغيرون لشكل الجسد الممجد في لحظة. وفيآية 52:- "فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ."
  بمعنى لحظة مجيء الرب يخطف الأحياء يغيرهم إلى الأجساد الممجدة ، وسوف لا توجد خطية تسقط الجسد الممجد...
 اتمنى ان اكون قد وصلتك افكره .. ولكن طبعا الفكرة ناقصه بل عززتها بايات كتابية اتمنى ان ترجع اليها لتتاكد من صحتها .. والرب  يباركك وعائلتك الكريمه

وتقبل تحياتي ومحبتي ..
  اخوك يعكوب ابونا
 

Michael Cipi:
أخي يعـكـوب
أنا لي إستـفـسارات عـديـدة غامضة بالنسبة لي حـول مقالك ... أوثـقـها بكلام من مرجع كـنسي عالي .... والمسيح يقـول ( إسمعـوا كلامهم ) !!!
ولكـن قبل ذلك حـبـذا لو تجـيب عـلى سؤال بسيط
ماذا يُـقـصَـد بالجـسـد الممجّـد( دعـنا عـن أنه خالي من الخـطيئة ) ولكـن هـل هـو جـسـد مادي يمكـن لمسه بالـيـد وله وزن ؟؟؟؟ 

يعكوب ابـونا:
الاخ مايكل المحترم
 تقول هل الجسد الممجد ، " هو جسد مادي وله وزن "، بصراحة لا استطيع ان اجزم القول بذلك ولكن اقدم لجنابك بعض المعطيات الكتابية وانت تستطيع ان تعرف ابعادها اللاهوتية  لمعنى الجسد الممجد .. 
 يقول الرسول بولس في رسالته في فيلبي 3 : 21
"يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد مجده".. إذن السيد المسيح قد قام بجسد ممجد، ونحن سنقوم أيضًا "علي صورة جسد مجده " ..  كما لايفوتنا بان الجسد الممجد هو جسد روحاني كما في رسالة بولس (1 كو 15: 44، 49) ....
 ولازالت الشك نرجع الى انجيل لوقا 24 : 37 -40 ، ظهور السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة أنهم "جزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحًا. فقال لهم أنظروا يدي ورجلي إني أنا هو جسوني، وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه" . وفي نفس الأصحاح يقول، أخذ طعامًا منهم وأكل قدامهم (لو 24: 41-43) ..
  أراد بهذا أن يثبت لهم قيامة جسده.. فاكل امامهم ومن جس لحمه وعظامه، لكي  لايظنوا أنهم رأوا روحًا (لو 24: 37) ...
 
 لهذا قال لتوما "هات أصبعك إلي هنا وأبصر يدي. وهات يدك وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا" (يو 20: 27). كما سمح لمريم المجدلية ومريم الأخرى حينما سجدتا له بعد القيامة. أن تمسكا بقدميه (متى 28: 9). كل ذلك لإثبات قيامة الجسد...
 
 هذا الجسد الممجد الروحاني هو الذي صعد إلي السماء. وهنا تسائلك الثاني هل الجسد الممجد له وزن ؟؟
 اقول ان عملية الصعود جسد مادي، له وزن ، يتعارض مع قانون الجاذبية الأرضية لأنه أثقل من الهواء... ولم يشهد اي من الموجودين عندما ارتفع قال جذبته الارض فنزل ، بل ارتفع واخذته سحابه عن اعينهم ، يدل هذا انه اثبت لتلاميذه ان جسده روحاني، يرتفع إلي فوق في مجد، وبنفس المجد يجلس عن يمين الآب.
 ولكي يؤمن التلاميذ أن جسده قد قام، وينشرون هذا الإيمان عن ثقة بقولهم "الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1 يو 1: 1) "نحن الذين أكلنا، وشربنا معه بعد قيامته" (أع 1: 41).
 ومن الأدلة علي مجد جسد القيامة: دخوله وخروجه من المغلقات.
فقد دخل العلية علي التلاميذ أكثر من مرة والأبواب مغلقة (يو 20: 19، 26).
لهذا كله، تدرج السيد مع تلاميذه في إظهار مجد قيامته لهم.
 كما فعل ذلك مع المجدلية التي ظنته انه البستاني وكشف ذاته لها أخيرًا (يو 20: 14، 16). وفعل ذلك أيضًا مع تلميذيّ عمواس اللذين "كان يمشي معهما، ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته" (لو 24: 16). وهكذا مع باقي التلاميذ، نفس أسلوب التدرج، كي يحتملوا رؤيته بجسده الممجد بعد القيامة
  لان عندما رأي القديس يوحنا شيئًا من مجد الرب في سفر الرؤيا (وقع عند رجليه كميت)" (رؤ 1: 17، 16، 14).
 نحن سوف نراه في مجده عندما نأخذ "صورة جسد مجده" (في 3: 21).  ونفس الجسد الممجد هو الذي سيأتي به في مجيئه الثاني "في مجده" (متى 25 31) بمجده ومجد الآب (لو 9: 26) 
وفي غير تلك الحالات، فإن جسد القيامة الممجد لا يأكل، ولا يشرب طعامًا ماديًا، ولا يحتاج إلي ذلك، ولا بجوع ولا بعطش. كما أنه في الممجد لا يتعب، ولا يتألم، ولا يموت ، وبهذا الجسد نكون مع الرب بالسماء وبه نستطيع ان نتعرف ونعرف احدنا الاخر ....
 تقبل محبتي واحترامي والرب يباركك وعائلتك الكريمه ..
 

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة