المحرر موضوع: الكرد في الذاكرة السورية  (زيارة 372 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 945
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكرد في الذاكرة السورية
« في: 03:10 16/05/2021 »
الكرد في الذاكرة السورية
                                                                   
صلاح بدرالدين

    في البداية أرى من الواجب تقديم الشكر الجزيل لادارة تلفزيون سوريا على منح الفرصة لشمول ( الذاكرة السورية الحالة الكردية )  آيضا ، واعتبار تاريخ الحركة الكردية جزء من الحركة الوطنية السورية ، والشكر موصول لمعدي البرنامج ولكافة العاملين فيه .
  بعد عرض الحلقات الأربعة من مشاركتي في برنامج الذاكرة السورية الذي أداره الصحفي المخضرم  اللامع الأستاذ " شعبان عبود " ، وبعد متابعة مختلف الردود ، والتعليقات ، والرسائل التي تلقيتها من أصدقاء ، ومن أخوات واخوة لااعرفهم على الصعيد الشخصي ، توصلت الى جملة من الانطباعات :
   أولها - الاهتمام المميز من جانب الجيل الكردي الشاب أو الجيل الثالث لمعرفة تاريخ حركته وأحداثها التي لم يعاصرها ، وشغفه للاطلاع على الحقيقة التي تعرضت الى التشويه المتعمد من جانب أصحاب مصالح حزبية ضيقة ، وبالأخص من جانب الماكينة الإعلامية الأمنية التابعة لأجهزة سلطة نظام الاستبداد .
وثانيها - الثناء الذي تلقيته من عدد كبير من أصدقائي ومعارفي السياسيين ، والمناضلين القدامى ، والإعلاميين ، والمهتمين بقضايا الحركة الكردية في مختلف أجزاء كردستان ، وبالأخص في إقليم كردستان العراق على سردي الامين والواقعي  للاحداث التي كانت ذات صلة بهم .
 وثالثها - الاقبال الضعيف الخجول لاوساط من الشركاء السوريين ، محسوبة على المعارضة السورية في متابعة أحداث الساحة الكردية السورية ، واعتبار تطورات الحركة الكردية خارج اهتماماتها ، وكأن كرد سوريا في كوكب آخر ، وهو أمر مؤسف يرتبط بعدم استيعاب قطاعات سورية لحقيقة الكرد والقضية الكردية في سوريا .
 ورابعها - حصول مداخلات متسرعة من جانب أناس  قبل انتهاء عرض الحلقات الأربعة بل انطلاقا من مواقف مسبقة ، وبهذه الحالة كان التقييم مبتورا ومتجنيا على الاغلب ، الى درجة ان احدهم نشر ردا – عدوانيا وبكلمات نابية سوقية – قبل إتمام نشر الحلقات .زعموا  من دون تدقيق بانني وصمت أفرادا وشخصيات (  بالعمالة ) ، وللتوضيح فانني وفي كل تاريخي السياسي الممتد لاكثر من نصف قرن ، وفي كل كتاباتي ، ومقالاتي ، وفي كتبي العشرين بمافيها الاجزآء الخمسة من مذكراتي ، وفي خضم كل الصراعات والمواجهات بحركتنا ، لم أصف يوما أحدا من خصومي السياسيين با ( العميل و الخائن ) وهذه الالفاظ بعيدة عن ثقافتي ، ومناقضة لمنهجي العلمي الموضوعي في التحليل والتقييم ، وعلى سبيل المثال كان المرحوم الأستاذ عبد الحميد درويش الذي كان يمثل التيار اليميني في الحركة الكردية السورية ومن أبرز الخصوم بالفكر والسياسة ، ولم يخفي يوما قربه من السلطة وتعامله معها  ولكننا على الصعيد الشخصي والإنساني على علاقة حسنة ، وصداقة ، واحترام متبادل .
   المعنييون بالدرجة الأولى  في لقاءاتي عن الذاكرة الكردية السورية
   هناك صفحات منسية من تاريخ الحركة الكردية السوية ، وهناك زوايا يشوبها الغموض بفعل فاعل ، وهناك أيضا أحداث لها علاقة بالبعدين الوطني والكردستاني ، اريد لها ان تبقى في الظلال ، من واجبنا جميعا الكشف عن الحقيقة ، وسبر اغوارها من أجل اطلاع الأجيال الكردية ، وكذلك الحركة الوطنية السورية ، ليتسنى بعد ذلك اتخاذ الموقف السليم ، والاستفادة من دروس الماضي ، ولاشك أن  أكثر المعنيين ارتباطا بموضوعنا هو :
  أولا -  النظام الدكتاتوري الموغل بالاجرام واجهزته خصوصا بعد تسلط حزب البعث على مقاليد السلطة في البلاد .
   ثانيا  - مسؤولو أحزاب ومنظمات كردية الذين أساؤوا للحركة وشقوا صفوفها بدعم السلطة ، وتعاونوا مع النظام ضد من ناضل وواجه وضحى في سبيل حل القضية الكردية في سوريا جديدة ، ديموقراطية ، تشاركية ، تعددية .
   ثالثا -  بعض قيادات الأحزاب خصوصا الجماعات التابعة لحزب العمال الكردستاني – ب ك ك حيث سلطت الضوء على مواقفهم وممارساتهم بالجملة والتفصيل خاصة بعد اندلاع الثورة السورية ، وتمنيت ان يتمخض عنها بنهاية الامر تيارا وطنيا كرديا سوريا ، يعود الى الشعب ، ويلتزم بمبادئ العمل الوطني الكردي المشترك ويمارس مراجعة نقدية شاملة  .
   رابعا - جماعة الاخوان المسلمين السورية التي كشفت عن ازدواجية سياساتها في تجربتي معها بجبهة الخلاص ، وكذلك مجمل تقييمي لدورها السلبي في الثورة والمعارضة .
  خامسا -  قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة المرحوم جلال الطالباني ، لانني طرحت دورهم السلبي في الحركة الكردستانية عموما ، وفي الحركة الكردية السورية على وجه الخصوص .
  سادسا – بعض قيادات أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) التي ابدينا مآخذنا على سلوكها المسيئ وسياساتها الخاطئة ، علما أن في المجلس مجموعات حزبية وأفراد مع الإصلاح وإعادة النظر ، وتصحيح المسار عبر عقد مؤتمر كردي سوري جامع .
  من الطبيعي أمام هؤلاء  الذين نختلف معهم ، وابدينا ملاحظاتنا ونقدنا تجاههم في هذا اللقاء وفي الأجزاء الخمسة من مذكراتي  سبيلان : اما الاعتراف بالحقيقة وطلب الاعتذار من الشعب ، أوالدخول في حوار جاد ، وهادئ ، ومسؤول ، وعلني ،   ومن جهتي  ابدي استعدادي الكامل لذلك ، أقله قد ننجح في تنظيم شكل حضاري للحوار الكردي – الكردي ، أو المضي في الإساءة والتجني ، والانكار ، ومن الواضح أن أصحاب الخيار الأخير ستصدر عنهم ردود فعل قد تكون – هيستيرية – عدوانية ، لامسؤولة .
  بقي أن أقول أن التاريخ النضالي الماضي – على الصعيد الحزبي والشخصي - الذي أعتز بفصوله ، وصفحاته الناصعة يعود الفضل في ذلك  الى رفاق دربي الذين رحلوا عنا والذ ين مازالوا بيننا هنا وهناك ، وفي مسيرتنا تلك ( ٦٠ عاما ) ان أصبنا فكان واجبا ، وان أخطأنا أكرر الاعتذار لشعبنا العظيم الذي يستحق الأفضل والأكثر تضحية وعطاء .