المحرر موضوع: آرشالويس العمة "شگحه العنزي" الرطبة، تلعفر ومذبحة الارمن  (زيارة 685 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sound of Soul

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 13100
  • الجنس: أنثى
  • اردت العيش كما تريد نفسي فعاشت نفسي كما يريد زماني
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,53.0.html






آرشالويس العمة "شگحه العنزي"





شتاء ٢٠٠٨ في الرطبة،و في اثناء عملي بأحد مشاريع الإتصالات مع شركة آلكاتيل لوسنت ،
كانت الصدفة عاملاً بلقائي مع الأخ عُمر العنزي (صاحب شركه تأجير رافعات)
 عندما كنا بحاجة إلى رافعة كبيرة (كرين ) لنقل المعدات و اجهزة الاتصالات .


وصل عمر إلى موقع العمل، و بعد ان عَرَفَنا بنفسه سألني : "جنابك رافي؟"
اجبته بنعم، سألني مرة ثانية : "جنابك "أرمني"؟و اجبته بنعم ثانية، و عندها احتضنني و بدأ بالترحيب بي و بتقبيلي و القول: "يا هله بالخال، يا هله بالخال"!!

وكنت مصدوما بحفاوة و حرارة ترحيبه و متعجباً من كلماته، فسألته : " اخوية، ما تفهمني شنو القصة؟ شلون اني خالك؟"


اجابني عمر :"باجر من تجي أنت و كل جماعتك للغدة عِدنا افهمك بالموضوع".
كُنا أكثر من عشرين شخصا، و عُمَر "العنزي" المُسلم دعا لبيته الكل ترحيباً بخاله المسيحي الأرمني "رافي ملكونيان"!!!


و في اليوم الثاني، و بعد ما اكملنا الغداء ، حفاوة الإستقبال و المائدة العامرة الغنية التي يُعرف بها اهلنا في المنطقة الغربية لم تُنْسِنا أن نسأل عمر "العنزي" كيف و لماذا "رافي الأرمني " خاله؟!


و عندها بدأ عمر بالكلام ، بعد ان أشار الى صورة لسيدة تتصدر الديوان، الديوان الوحيد -
من عشرات الدواوين التي زرتها في العديد من المدن العراقية- التي يتصدرها صورة سيدة،

و قال عمر:

""هاي بيبيتي شگحه، أم ابوية: شگحه بلهجتنا تعني الجَمَل الأشقر،إسمها الاصلي "آرشالويس" . شكحة كانت أرمنية، ناجية من المذابح بعد ان ذَبح العثمانيين اهلها ،لگاها أبو جدي تايهة في البادية قرب الحدود السورية مع اخوها الأصغر منها "ارشاك" ، طفلين وحدهم بالصحراء هاربين من المجازر، عطشانين جوعانين تعبانين و مرضى، بملابس رثة بالية ، حالتهم تبچي الصخر.


اخذهم ابو جدي لبيته، ارشاك بعد فترة قصيره ما تعافى و توفى بمرضه، لكن الحمد الله آرشالويس شفت ، بس ابو جدي غير اسمها ل "شكحة" ،لأنها شقراء و لصعوبة اسمها الاصلي….


كبرت شگحه بس ما نست اهلها و شلون انذبحوا و لا نست ارشاك و شلون اتوفى و ليش ، و تزوجت جدي، و لكن الدنيا جانت مخبيتلها كارثة اخرى، توفى جدي وهو بعز شبابه، و شكحة ترملت و تيتم اولادها، لكن هل مرة شكحه صارت اقوى و أكبر من المصيبة، آرشالويس لمت العائلة و جمعتها بعد جدي و أدارت شغل العائلة مكان جدي و حافظت على حلالنا ، اصلا زيدته،

و الكل عرف ان شكحه تعادل ١٠٠ زلمه،
 و علمود هاي صورتها تتصدر ديواننا…""


شعر كل الحاضرين بالحزن الذي كان يعتصر قلب عمر و الذي طغى على كلماته اثناء سرده لمأساة
 آرشالويس و ارشاك و الجُرم و الإضطهاد الذي تعرضوا له و كيف ذَبح العثمانيون عائلتهم ،
 و لكن و في الوقت ذاته لمسنا جميعا فخر و اعتزاز عُمَر بجدته آرشالويس لإنتصارها على العثماني الذي فشل ب"إبادتها"،
و فخر عمر بكونه حفيد شكحة التي عَرَفَ الكل إنها "تعادل ١٠٠ زلمة اذا مو أكثر".
بعدما اكمل عمر قصة ارشالويس/شگحه ، سألني: "عرفت هسه ليش انتَ خالي؟"


و كُنتُ مصدوماً بالقصة و بمأساة ارشالويس و ارشاك، و قبل أن أجيب عمر ،
قاطعنا الأخ محمد ذنون (الذي لا اذكر لقبه لكني اتذكر انه من اهالي تلعفر ،
و كان مندوبا لشركة MG الالمانية للنقل ) و قال:

"اخوية عمر، اذا رافي خالك بس، فهو خالي و عمي بنفس الوقت!"
و قبل ان استفيق من هول مفاجاة ال"خال" ، تفاجأت بمفاجئة اكبر!!!"
تركت عمراً و سالت ُ محمد، بعد ان تعجب جميع الحاضرين من ما قال : "يمعود ،گول غيرها ،

 فَّهِمْنا شلون اني عمك و خالك بنفس الوقت؟؟؟" أجابني محمد :
""جدودي من الطرفين ، ابو ابوية و ابو أمي من الأرمن، من اليتامى الي نجوا المجازر و
وصلوا لتلعفر هربا من العثمانيين ، و تبنوهم عوائل مسلمه…

جدي من طرف الوالد توفى و في قلبه حصرة و امنية لم يحققها و طلب من ابوية ان يحققها بمكانه ،
 و هي زيارة بيته في مدينة "اورفا" في تركيا الحالية،
و تمكن ابوية من تحقيق الوصية بعد وفاة جدي…""


السؤال المهم هنا:

اشكم ارشالويس تاهت بالصحاري و ماتت و ما لگت احد ينقذها؟ شنو الي صار بأهل ارشالويس؟ شلون انذبحوا؟ شلون انقتلوا؟ شلون انتهى بيها الامر وية اخوها بالبادية الغربية تايهين وحدهم؟؟

كم يتيم ارمني ما حالفه الحظ مثل جَد محمد و ما نقذتهم عوائل مسلمة من العثمانيين؟
كم مليون أرمني مات و ما استطاع ان يحقق حلمه بعودته إلى بلده المغتصب؟

و السؤال الاهم، اصلا لماذا ذَبحَ العثمانيون الأرمن و حاولوا إبادتهم؟ ولماذا و ليومنا هذا الكثير من الاتراك و ذيولهم
و بغض النظر عن وجود الالاف من الادلة و البراهين يَنكِرون و بكل قباحه و دناءة و حقد الإبادة و المجازر؟


رافي ملكونيان ، نيسان ٢٠٢١
ملاحظة: الصورة المرفقة للمرحومة السيدة شگحة العنزي (آرشالويس)
 و النشر بموافقة حفيدها السيد عمر العنزي .


لجنةالقضية الارمنية في العراق
.







http://www.ankawa.org/vshare/view/10418/god-bless

ما دام هناك في السماء من يحميني ليس هنا في الارض من يكسرني
ربي لا ادري ما تحمله لي الايام لكن ثقتي بانك معي تكفيني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,603190.0.html
ايميل ادارة منتدى الهجرةsound@ankawa.com