المحرر موضوع: الحـلـقة الثانية ــ تـفاصيل أخـرى حـول كـرازة الـمطران إميل نـونا في جـمعة الآلام 2 نـسان 2021  (زيارة 796 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5202
    • مشاهدة الملف الشخصي
تـفاصيل أخـرى حـول كـرازة الـمطران إميل نـونا في جـمعة الآلام 2 نـسان 2021
الحـلـقة الثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
في جـمعة الآلام المشار إليها ، تخـطـّى سيادة المطران إيميل كـل محـطات يسوع مُـدشّـناً كلامه فجأة بخـيانة يهـوذا ! واصفاً الموقـف بسـؤال : هـل يمكـن أن نـنـتهج سـلـوكاً أو وسيلة ظاهـرها جـميل من أجـل غاية شـريرة ؟ وأتى بمثال : قـبلة يهـوذا كانت وسيلة تُـعَـبّـر عـن ( محـبة ) ولكـن غايتها ( شـرٌ ) إيعاز إلى الجـنـود الرومانيـيـن لإلـقاء الـقـبض عـلى يسوع ، وأضاف مثالاً آخـراً بالفـكـرة ذاتها ولكـن معاكـس الإتجاه ــ أن نعـمل شـراً بحجة المحـبة ــ قائلاً : هـل من الصحـيح أن نـسرق لمساعـدة الـفـقـير ؟. 
ثم صار يُـواصل كـرازته بصورة قـد تـبـدو غـير منـطقـية لكـثيرين حـول (( قـول الحـق كـوسيلة ... لـتـبـرير غاية هي في نـظـره شـريرة )) !!... وإنه منـزعـج ممّن يطالـب بقـول الحـق لتحـقـيق مطلب قـذر (( دون أن يـذكـر لـنا مثالاً )) وكأنّ هـناك مَن طالبه بشهادة حـق للـوصول إلى هـدف غـير شـريف ....
ثم يتساءل : هـل يجـوز أن نكـذب من أجـل حـل مشكـلة ؟ هـل نسلك طريقاً مرفـوضاً من أجـل الوصول إلى الخـير ؟ وهـل نكـسر وصايا الله من أجـل غاية طوتا (( أو بمعـنى آخـر : هل يمكـن أن نعـمل حـسنة عـلى حـساب كـسر وصايا الله ؟ )) أم الأصح أنْ نسلك طريقاً مستـقـيماً للوصول إلى ــ طـوتا ــ حـسَـنة ؟
جـواب سريع لسيادة المطران : نعم ، مرات ومرات كـذبنا عـلى الطـفـل لغاية تـربـوية ، هـل تـريـدنا أن نـقـول له الحـقـيقة حـين كان يسألـنا (( مِن أين جاء أخي المولـود حـديثاً ؟ أو ماذا تعـمل القابلة المأذونة عـنـدنا ؟ )) نعم إن غايتـنا الـتـربـوية هي التي تـبـرّر وسيلـتـنا في الـكـذب .
ومثال آخـر : أنا كـذبتُ في شهادتي أمام الآمر العـسكـري في جـبهة الحـرب 1983 ( لصالح جـنـدي مسلم ) حـيث أنـقـذته من الإعـدام ، وإذا كانت شهادتي خـطيئة فلا يـدينـني أحـد سـوى الله حـيث سأتـفاهم معه في يوم الـقـيامة .
لـقـد أعـجـبـني تعـبـيـر المطران (( كـسر وصايا الله )) ويمكـن الكـتابة عـنه مقالة مـدهـشة ومثيرة وموثـقة !! . 
ويقـول : (( إن إفـتـخارنا بالمسيح لا يعـني شيئا ، ما لم نعِـش المسيح في كل لحـظة من حـياتـنا بأنه ذلك المسيح المملـوء محـبة ورحـمة )) . وهـذا كلام رائع لا شائـبة فـيه ونـتساءل : نعـرف أن الكاهـن هـو قـدوة ، هـل في كافة جـوانب حـياته يعـيش حـياة المسيح ؟ قـل لـنا واحـدة منها وسيأيك الرد المناسب .
أما في الـدقـيقة 57:40 يقـول : (( إذا أنا أردتُ الـيـوم أن أصلح الكـنيسة وأقـول أن الكـنيسة فاسـدة ، لا يوجـد أي سبب ليكـون ذلك غاية ــ كما نسمع ــ ، لا يوجـد أي مبرّر لإهانة كـرامة شخـص لإصلاح الكـنيسة ، ولا أن أكـتب عـنه وأهـينه وأفـضحه ... ولهـذا فالمسيحـية لا تعـتـرف بالمـبـدأ ( الغاية تـبـرّر الوسيلة )) . .... لالالالا ، إن هـذا الكلام نـتحـفـظ عـليه بأدلة من فـم الـﭘـتـرَك وستأتـيك لاحـقاً !!!
ولـذلك أنا شخـصيا أقـول إنه في تساؤله وإنـتـقاده ، يقـصد قائـداً مهماً ذا مكانة وسلطة وفاقـد المحـبة والرحـمة من قـلبه !! إلاّ أنه ــ المطران ــ لا يـرغـب في الإفـصاح عـن إسم ذلك المسؤول وإلّا سيدفع الثمن غالياً ، لهـذا رأيته يصول ويجـول في مسألة لم تكـن منـطـقـية حـتى بالـنـيابة عـنه ولكـنها في ذهـنه ويعاني منها ، ويمكـن أن يقع في هـكـذا موقـف أي منا عـنـدما يحاول أن يعـرض ما يصعـب عـرضه ! ولكـن هـذا ما لا نـتـوقعه من واعـظ بمستـوى خـلـيفة المسيح ــ مطران يحـمل عـلى صدره الصليب ــ الـذي نـنـتـظر منه الصراحة والجـرأة والـثـقة بالـنـفـس بما يريـد طرحه ، حـتى إذا كان لا يُسعِـد شخـصاً ما ... الصلـيـب يُـعـلــّـمنا جـميعـنا أن نـقـول : ((( مَن سـيفـصلـنا عـن محـبة المسيح ؟ أشـدة أم ضيق أم إضطهاد أم جـوع أم عُـري أم خـطر أم سـيـف ؟ ))) .
إن المسيح عـلـّـمَـنا قائلاً : (( إنْ عـرفـتم الحـق فالحـق يحـرركم )) ، نعـم إنّ الكُـتــّـاب الأحـرار شجعان يفعـلون ذلك لأنهم عـرفـوا الحـق فالحـق حـرّرهم ( إنها تـوصية المسيح ). والـﭘـتـرك لويس يـؤيـد قائلاً : (( 1 )) ليس بوَسع إنسان مسؤول وشريف أنْ يكـتـم كـلمته لأنَّ الصَّمت مَوت لـلـذات وللآخـر (( 2 )) نـنـشر الغـسيل لـتـنـشيط الـذاكـرة ............ فـيا سيادة المطران : هـل الكُـتــّـاب الأحـرار مخـطـئـون ؟
إسمحـوا لي بفـكـرة : نـفـتـرض أنّ الـبعـض إتـفـقـوا عـلى عـمل شعـبي لهـدف معـيّـن وكما يلي ...
(1) الوسيلة
: بـيع حـلـويات في ساحة الكـنيسة .. (2) الغاية : جـمع أموال لسد نـفـقات الكـنيسة .
ظاهـرياً ، كلاهـما إيجابـيّـتـين فالغاية تـبـرّر الوسيلة ولا شائـبة عـلـيهما ، وليسوا يعـتـدون عـلى أحـد ولا يضرّون آخـر وأن الـمطران ــ الـواعـظ المشار إليه ــ لا يعارض هـذا العـمل من حـيث المـبـدأ ، لأن هـكـذا عـمل يُـمارَس أمامه ، إذن هـو يقـبل بمبـدأ ( الغاية تـبـرّر الوسيلة ) ؟؟ ولكـن عـنـد المقارنة بالمسيح فإن قـدوتـنا ليس الواعـظ (( مع كامل إحـتـرامي له )) ولا الـزعـيم الـفلاني أياً كان ، بل إنه المسيح الـذي حاربَ هـذا العـمل معـتـمـداً عـلى الكـتاب المقـدس ، وإعـتـبرَ تلك الـوسيلة التجارية مرفـوضة ، حـتى إذا كانت تهـدف ــ طـوتا ــ لـفائـدة الكـنيسة  ، إقـرأ ( يوحـنا 2 : 14 ــ 16 ) ... غـيـرة بـيـتـك أكـلـتـني لأنه للصلاة لا للتجارة !! فالـواعـظ هـنا يسمح ( بـوسيلة يـرفـضها المسيح ) ولكـنه بـرأيه يـبـرّرها بإعـتـبارها ــ غاية طـوتا ــ هي مصلحة الكـنيسة ، فـلماذا لغـيـره يرفـضها ؟ ...... ما هـكـذا تـورَد الإبلُ يا صاحـب السيادة ، لـذا نـقـف بإستغـراب وإنـدهاش !!
كـلـنا نعـلم أن الكـنيسة بحاجة إلى دعـم مالي ، ولكـن طـريقة إستحـصاله يجـب أن تكـون بما يليق بمؤسسة المسيح وليس إعـتـبار الغاية تـبـرّر أية وسيلة كانت ، وإلاّ لكانت التجارة بالممنـوعات تـشـكــّـل وارداً لكل المؤسسات .
فـهـنالك ممارسات قـد لا تـناسب كـنيسة الرب يسوع المسيح مثـل : بـيـنـﮔـو ، اليانـصيب ، دلّالية منافـسات ومزايـدات الـتـبرّع للكـنيسة وغـيرها ... بل يجـب أن تكـون ــ لا حـباً بالظهـور ــ بل ذاتية عـفـوية نابعة من إيمان المؤمن وليس بطريقة فـذلكـية وإستغلال الولاء الساذج الموروث من الأجـداد . وإذا كانت هـذه الطريقة الـذاتية العـفـوية غـيـر مثـمرة ، فـلها أسبابها يتطلــّـب مناقـشـتها .... وأقـولها مقـدماً : إن مسؤول أية كـنيسة لا يقـبل مناقـشة الأسباب لأنها لـن تكـون في صالحه .
أنا لستُ أعارض ولا أؤيـد ، كما لستُ أدين أحـداً ... ولكـني أسـتـنـد إلى كلام المسيح قـدوتـنا ، وأعـرض تـناقـض الـواعـظ بـين (( نـظـرية كـرازته  والـتـطـبـيـق في عـمله )) .   
بإخـتـصار ، لـو يـبقى سيادة المطران في منأى عـن مُحـبّي المقاعـد الأمامية ، والأنانيّـيـن الغـيـورين ، ويتجـنّـب إصدار فـتاوي مُستـفِـزّة قـبل دراستها ، وعـن مواضيع شائكة هـو في غـنى عـنها ، سـيكـون الأفـضل له كي لا يُـمهّـد الـفـرصة لكـتابة هـكـذا سلسلة من المقالات ( رغـم أنها ناقـدة لصالحه ) . وإذا قال قائل : لماذا لم تـواجهه مباشرة ؟ فجـوابي جاهـز .
وإلى الحـلـقة الثالثة ...  ميكـياﭬـيـلي وكـرازة المطران الموقـر في جـمعة الآلام 2 نـسان 2021 

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل مايكل سيبي المحترم 
  سلام المسيح معكم
 موضوع شيّق للنقاش على الرغم من خطورته ...
  ( بين الصدق والكذب خط رفيع فاصل لا يمكن ان نتبيّنه إلاّ بالضمير " حسام سامي " )
سنبحث موضوع ( الغاية تبرر الوسيلة ) لأنني اعتقد انها مفتاح ( الموعظة )
قال الرب : لا تقتل ... وقال : لا تكذب ... وقال : لا تزن ... اي لا تخون ... وقال : لا تطمع ولا تحسد
قال الرب كل هذا وترك مفاتيح التعامل معها على عنصرين ( ذاتي وموضوعي ) ( الذاتي هو " الضمير " خاص ) ( والموضوعي هو " التشريع " عام ) ولنسوق بعض الأمثلة :
يهوذا : ( خان ) وكانت غايته استعجال عدالة الله المفقودة او المؤجلة ( حسب نظرته ) إذاً ( الغاية كانت تحقيق عدالة الله الغائبة بمنظور يهوذا والوسيلة كانت خيانة سيده وصديقه ) وهنا فإنه ( سقط في محضور واحد وهو الخيانة ) وهنا ما كان من ضميره إلاّ ان يدينه فحكم على نفسه بالموت ( حكم فوري مباشر ) بعد ان سقطت من يديه جميع المحاولات لتخليص سيده " اعادة مبلغ الخيانة والتوسّل لأطلاق السراح " ( لم يكن هناك حكم شرائعي عليه " بل كان هناك مكافأة " انما استجاب لحكم ضميره )
بطرس : انكر سيده وصديقه ثلاث مرّات فاستخدم اسلوب الكذب ليبرر نكرانه ( الوسيلة استخدام الكذب والخيانة ... الغاية تخليص النفس من العقوبة ) وهنا سقط في محضورين خطرين ( الكذب والإنكار ) وهنا نلاحظ الفرق في ( تأجيل حكم الضمير ) خوفاً من تنفيذ الحكم الشرائعي بالإدانة للإنتساب إلى السيد . وهنا يجعلنا المنطق امام تساؤل خطير :
 من الأقرب إلى السيد ( الذي ادانه ضميره وحكم على نفسه ام الذي هرب من ضميره خوفاً من حكم القضاء عليه ..؟ ) والجواب على هكذا تساؤل خطير يعتمد على عنصر ( ضمير القاضي ) ... وهذا هو ربّاط الموضوع ... الضمير وكيف يفسّر كل حالة .
الرب يسوع المسيح رفض الإتّجار في المعبد وحكم : لا يجب ان يحوّل بيت الله إلى تجارة يقع ريعها على سدنة البيت .. لأن البيت ليس ملكهم اولاً ولأن الضمير لا يسمح بأستغلاله لغير اغراضه التي انشأ من اجلها وهي التعبّد للرب الإله .
*** بناية الكنيسة بالمقابل هل يمكن استخدامها لغرض الإتجار لأن غاية الإتجار ( مصلحة الكنيسة ) وهنا نعطى انطباع بعائدية بناية الكنيسة ( هل هي مخصصة لله ام انها مخصصة للسدنة ) ان كانت مخصصة لله نحكم ضمائرياً عليها كما حكم الرب يسوع ... اما انها لا تعني الله فضمائرياً لا يجوز الحكم عليها كما حكم الرب ... إذاً هي قضيّة ( ضمير ) فهو سيكون الحكم في شعار ( الغاية تبرر الوسيلة ) .
 وكما قلنا ان هكذا موضوع كبير جداً ويحتاج لمساحات كبيرة إلاّ اننا نعتقد اننا اعطينا خلاصة بسيطة له ..
الضمير هو الذي يحدد ( الغاية والوسيلة ) ليجد مبررات اخضاعهما وليعطيهما شرعية العمل من عدمه .....
  بالمقابل فالضمير يتشكّل بما يبرمج عليه ليستطيع من خلال تلك البرمجة فرز ( الخطأ من الصواب ) ...
فالخطأ والصواب نسبيان لأنهما يخضعان لموروثات المجتمع .
   تحياتي  الرب يبارك حياتك واهل بيتك وخدمتك
  اخوكم الباحث في الشأن المجتمعي السياسي والديني والمختص بالمسيحية  الخادم حسام سامي  18 / 5 / 2021



غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5202
    • مشاهدة الملف الشخصي
أجـدتَ أخي حسام
من النادر أن تجـد الـيـوم مَن يُحاسِـب نـفـسه بنـفـسه ، قـبل أن يُـحاسَـب مِن قِـبَـل غــيـره