المحرر موضوع: الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا  (زيارة 311 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 944
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا
                                                                                   
صلاح بدرالدين


 يجمع علماء التاريخ ، ومفكرو حركات الشعوب التحررية ، على جملة من المسلمات بشأن ذاكرة الشعوب حول تاريخها السالف ، واللاحق ، والآني ، بالتأكيد على : " إن أردت أن تلغي شعباً، ما عليك إلا أن تهز ثقته في ذاكرته وتشل  ماضيه لتعطيل حاضره ، ولا يوجد أسوأ من أن تنسى الجماهير تاريخها، وعندما يغفل الشعب عن ماضيه الحقيقي ويستبدل بتاريخ مزيف مخالف، حينها سينسى الشعب من هو، وكيف كان،  والاخطر أن من حوله ، وكذلك العالم سينسوه أيضاً ".
  بعض  تعبيرات الحركة السياسية من ضمن الجسم الأوسع للحركة الوطنية الكردية وأخص بالذكر – البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي - ، من ١٩٦٥ وحتى ٢٠٠٣ ، أي نحو أربعين عاما ، ليس الا نموذجا مصغرا معبرا في مجال موضوعنا هذا وأقصد اقتضاء مصالح أكثر من طرف للتعاون على امحاء آثاره  من الذاكرة ، بعد نجاح نفس الأطراف تقريبا في القضاء عليه كحزب وتنظيم ، وقيادة مركزية موحدة ، ولكن لماذا ؟
 ببساطة وبمعزل عن – الحزبوية الضيقة - ومن دون سرد التفاصيل المتشعبة ، لأن هذا الاتجاه الفكري والسياسي المتقدم المعبر عن إرادة الكرد السوريين ، ونخبه الأكثر تقدما وثقافة ، ومناضلوه ألاكثر تضحيات ، وأعمق وعيا بدروب وتعقيدات القضية الكردية السورية ، قد تصدروا  العمل القومي والوطني الكردي لنحو نصف قرن ، لأنهم أدركوا أسباب أزمة حركتهم ، وتجاوزوا كل التفسيرات السابقة ( من شخصنة ومناطقية وتكتلاتية )  للصراع الداخلي ضمن صفوف الحزب الكردي السوري الأول .
   وذلك بوضع الاصبع على الجرح ، وتحديد مكامن وأسباب الازمة التي كانت فكرية – سياسية -  ثقافية تتعلق بتعريف الكرد وجودا وحقوقا ، والدور الوطني ، والموقع الكردستاني ، وفرز الأصدقاء من الأعداء والخصوم ، وتحقيق منجزات في نشر الوعي القومي الديموقراطي ، وتعميم ثقافة قومية ووطنية ، وطرح قضية كردية سورية واضحة المعالم ، لدى الرأي العام السوري والعربي عبر البوابتين اللبنانية والفلسطينية ، وكذلك في البعدين الكردستاني والاممي ، عن وجود الكرد التاريخي كشعب من السكان الأصليين ، ناهيك عن التمكن  من استثمار العلاقات السياسية للانفتاح على العالم ،  بارسال المئات من الطلبة المحتاجين الى دول أوروبا الشرقية للتعلم ، وبناء الصرح الثقافي الرفيع ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) ببيروت ، أولا ثم ، أربيل ، وتاليا القامشلي .
  تلك الحقبة التاريخية المضيئة في تاريخ حركتنا والتي شهدت تعريتنا لمخطط النظام المنبثق من تقرير أو دراسة – محمد طلب هلال - والتصدي لنتائج الإحصاء والحزام ، أي وضوح قضايا الصراع مع النظام الشمولي ، الشوفيني ، واتمام عملية الفرز بين من يواجه النظام ، وبين من يواليه من الأحزاب الكردية ، وبين من يقف مع الثورة الكردية بقيادة الزعيم الراحل مصطفى بارزاني قولا وعملا ، ومن يقف بالضد منها ومع المنشقين عنها .
   تلك الحقبة التي اضطر فيها النظام بسبب مارآه خطرا من وجودنا ونضالنا ، الى تنظيم مؤسسة أمنية خاصة بالملف الكردي ، وارسال محمد منصورة لتولي المسؤولية ، والبدء بتنفيذ استراتيجية – تكريد الصراع - ، والتي شهدت أيضا ظهورخطة  نظام حافظ الأسد الوقائية عبر عقد اللقاءات الثنائية ، والثلاثية ، والرباعية ، في دمشق ، وانقرة ، وطهران ، وسرا مع نظام بغداد ، من اجل حبك الدسائس والمؤامرات على الحركة الكردية بالمنطقة ، وخاصة استهداف منجزات شعب كردستان العراق .
    كل تلك الاحداث والتطورات تعج بالتفاصيل والخفايا وذات علاقة مباشرة بنضالنا ، وتاريخ حركتنا وحزبنا – سابقا – في سوريا ، وفي الأعوام الأولى من تلك الحقبة المضيئة تبلور ضمن الاطار العام للحركة القومية الكردية بالمنطقة ، التياران الرئيسييان القومي الديموقراطي المعتدل ، والقومي المغامر الذي خرج من رحم الأنظمة الإقليمية المقسمة للكرد ووطنهم ، وكنا جزء مميزا فاعلا من التيار الأول .
  نعم هناك من يسعى الى امحاء أو تشويه ذاكرة شعبنا التاريخية المتعلقة بتلك الحقبة المضيئة الغنية بالدروس ، من أدوات نضالية ، ورموز ، ومشروع قومي ، والقفز من فوقها ، والهدف كما تدل مجريات الاحداث مزدوج  ١ - تحطيم عوامل الحصانة ، والقوة ، المتمثلة في ذاكرتنا الحضارية التي تشكل جزء من هوية شعبنا النضالية ٢ – قطع الطريق على أية مبادرة أو مشروع لاضاءة الطريق من جديد ، واستكمال المهمة التاريخية التي بدأت منذ خمسة عقود ولم تنجز بشكل كامل ( ومثل هذه المدد الزمنية طبيعية في حياة الشعوب ) وذلك على درب إعادة بناء الحركة واستعادة شرعيتها ، وعافيتها ، ووحدتها ، من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع  .
  لقد حددت في مقالة سابقة ستة جهات وجماعات ، معنية بتاريخ حركتنا ، وبتلك الحقبة المضيئة على وجه التحديد : ( النظام – فرسان الانشقاق باشراف – الضابط الأمني محمد منصورة – جماعات ب ك ك – جماعة الاخوان المسلمين السورية – قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني – العراق – بعض قيادات الانكسي ) ، وذكرت أيضا الخيارات المتاحة امام تلك الأطراف : اما الرضوخ لمنطق الحوار ، والاعتراف بالخطأ ، والاعتذار للشعب ، وفتح صفحة جديدة منتظمة للحوار الحضاري الكردي الكردي ، أو ردود أفعال متسرعة ، هيستيرية ، عدوانية ، لامسؤولة .
    الأهداف المضادة في مسلسل امحاء أو تشويه الذاكرة الجمعية التاريخية لشعبنا
 ١ – امحاء دور الكرد والحركة الكرردية في سوريا ، باعتبارهم متسللون ، طارئون .
 ٢ – ا الاستخفاف با الحركة واظهارها بمظهر مجرد اشخاص يبحثون عن مصالحهم ، وتاريخها بمجرد صراعات شخصية ، وذلك لتحقيق موقف الأنظمة وهدفها في انكار وجود شعب وحركة مناضلة تعبر عن مطامحه .
  ٣ – من اجل اثبات ان – ب ك ك – هو البديل ، والمنقذ .
  ٤ – من اجل دحض الحقوق المشروعة على قاعدة مبدأ تقرير المصير ، وتخطئة ( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) أي مدرسة الخامس من آب لعام ١٩٦٥ في تجديد الفكر السياسي الكردي السوري ، وإعادة تعريف الكرد ، والحقوق ، والتنظيم السياسي ، والمصالح القومية والوطنية ، وعلى ضوئها طبيعة التحالفات ، وتمييز الأصدقاء من الخصوم .
 ٥ – اثارة الفتن البينية ، وشخصنة الصراع الفكري ببعديها القومي والثقافي ، للتمهيد بتمرير المخططات التصفوية ، والايحاء بان الإنقاذ يمر بإدارة الأحزاب الفاشلة للمصير الكردي السوري  .
  في الحلقات الأربعة ركزت على سرد الحقائق ، وتسليط الضوء على المفاصل الأساسية ، والقضايا الاستراتيجية ، مثلا  لم آتي على ذكر - فؤاد عليكو - الا نصف دقيقة من أصل – ٢٢٠ – دقيقة في معرض الكشف عن مخطط – منصورة – لشق حزبنا من خلاله مقابل توظيفه في برلمان النظام ، بل وقفت على قضايا استراتيجية وتاريخية هامة تمس ماضي وحاضر ومستقبل الكرد السوريين والحركة الكردية عموما بعكس ما أشار احدهم خطأ مقصودا ان قضايا لقائي الموسع انحصرت بين فلان وفلان .