المحرر موضوع: لنكن موسوعيين لنضمن المستقبل الغامض  (زيارة 405 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
لنكن موسوعيين لنضمن المستقبل الغامض
                                                     كريم إينا

يعتبر المستقبل آمال وتطلعات وأهداف وغايات الشعوب التي تطمح للوصول إليها. إنّ ما يحصل اليوم الآن من تغيرات جذرية في كلّ مجالات الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، والتقدّم العلمي في كلّ الإختصاصات يتطلّب من كلّ واحد منا أن يسرع في خطواته كي يلحق بما يدور حوله ويكون على علم وإتّصال بالعالم الخارجي لأنّ الذي يتباطأ تدوسه أنياب الأقدام الراكضة والتاريخ لا يرحم أحد لذلك يجب أن نواكب المسيرة نحو الأحسن والأمثل في بناء مستقبل أجيالنا، ويجب أن نبدأ من الصفر أي لا بدّ من وجود إرث حضاري يرتكز على الماضي والحاضر ولكن رغم ذلك الإنسان لا زال مهدداً بسبب متغيرات العصر سواء كانت ديموغرافية أو التصحّر أو دخان المصانع أو الإرهاب والمجاعة أو مسألة ثقب الأوزون والحرارة المنبعثة منه الذي ربّما سوف يأتي يوم لا نستطيع أن نتحكّم بها عندما تزداد المساحة ناهيك عن تأثيرات ومخلفات الأسلحة النووية وإشعاعاتها التي تؤثر بشكل سلبي على الإنسان والنبات والحيوان. أيّ شعب كان إذا عاش على أرض معينة يجب أن يكون له تاريخ وحضارة وأمجاد وعادات وتقاليد وكيان يعتزّ به سواء كانت قومية كبيرة أو صغيرة. ما الفائدة ياما دول وإمبراطوريات كبيرة سقطت وإضمحلّت ولم يبقّ منها شيء سوى الأطلال بينما الشعب الذي يمتلك الجذور الأصيلة يستطيع أن يفتخر بأمجاده وحضارته ونشأته وأسرته التي تربّى فيها وما هو عليه من مكانة إجتماعية ومبادىء يرتكز عليها وتعتبر هدف حزبه المنشود ويبذل كل طاقاته وإمكانياته وما ورثه من إرث مادي ومعنوي وعلمي لبناء مستقبل خالي من الضبابية ويحاول بكلّ الطرق وشتّى الوسائل كي يعيش في بحبوحة وأمان وإستقرار ولكن يبقى هناك الناس الغرباء(الدخلاء) الذين يحاولون إستمكان المنطقة بطرق ملتوية وحجج واهية وإعتداءاتهم المتكرّرة بحجّة أنّه يحقّ لهم العيش كغيرهم في تلك المدن والأقضية أو لا زالوا يفتقرون في قراهم إلى أبسط مستلزمات الحياة وهم الآن بأمسّ الحاجة إليها. فنلاحظ بعض الدول المجاورة تفرض إملاءات وتناحرات بين الأحزاب والطوائف ممّا تؤثّر على مستقبل العراق الزاهر فتخلّف مسرحاً للأحداث تزجّ به ظلماتها الواهمة ينبغي أن نبحث عن الثقة وهي الجوهرة التي لا تصقل والإنسان لا يفطن للمؤامرات إلاّ عندما تهذبه التجارب. نحنُ الآن نعيش على ضوء تحقيق الديمقراطية والدول التي تجاورنا لا تسمح بتحقيقها لماذا؟ السبب هو إذا ما تحقّقت الديمقراطية في العراق فلسوف تطالبُ الشعوب العربية والأجنبية حكّامها أيضاً بالديمقراطية لذلك فهي تعارض هذه التجربة الجديدة. إذاً يجب أن نبحث عن الموسوعية لنضمن المستقبل الغامض وبمعنى آخر حصول الشعب إلى تناسق فكري فلا يمكن أن يكون جهل وحماقة إلى جانب المعرفة والحكمة لأنّه نتيجة هذا التفاوت يعرقل ماهية الشعب في إتّخاذ القرارات والإصلاحات وأهمّ شيء في ذلك هو رأي الشعب في إتّخاذ القرار. هذه هي القيمة الثقافية العامة للشعب والقيمة الشخصية للفرد كي لا نصطدم بالغريب في ديارنا. نكونُ موسوعيين عندما نصبح عالميين بمناشدتنا تلك المثاليات العالمية الكبرى فنحقّق لأنفسنا الرقي الروحي الذي ينبعث منه النضال بشخصية جهادية متطورة لا يقف أمامها الشر. إنّ الإشارة التي يستهدف بها العراق ترجع من خلال أطراف خارجية وداخلية. وتشهد العملية السياسية في العراق خلافات حادة بين مختلف كلّ الكتل السياسية فالجميع متسببون ومسؤولون عمّا يحدث من مشاكل ولا زال الإعلام الغربي والعربي يلعبُ دوراً مهماً في خلق جو من التضليل والنفاق السياسي لإحداث شرخ كبير في البرمجة المعلوماتية للبنى التحتية في عراقنا العزيز. الكتابة هي إحدى المنجزات الجوهرية والثقافية للإنسان. إذاً الهوية الثقافية تمثل العادات والتقاليد وخصوصيات الشعوب فضلاً عن الثقافة والتربية الوطنية أو القومية حقوقاً أساسية للإنسان وتعتبر المائز الرئيسي في تنوّع المجتمعات البشرية. إنّ مشكلة التذويب والصهر الثقافي يجعل العديد من القوميات والأقليات المتقاربة والمنسجمة طواعية أو كرهاً أكثر إنسجاماً مع غيرها من الثقافات المهيمنة ودائماً الناس يتجهون بصورة متزايدة نحو جذورهم الثقافية ليستمدّوا منها زادهم الروحي وإستقرارهم في عالم سريع القفز من أجل الكشف عن عالم المستقبل الغامض.