المحرر موضوع: إيران تشكل ميليشيات عراقية نخبوية صغيرة أشدّ ولاء  (زيارة 661 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31440
    • مشاهدة الملف الشخصي
إيران تشكل ميليشيات عراقية نخبوية صغيرة أشدّ ولاء
مسؤولان عراقيان يكشفان أن 250 مسلحا من قوات النخبة من ميليشيات إيران الجديدة في العراق تلقوا تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني في معسكرات حزب الله بلبنان على استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ وزرع القنابل.
MEO

ايران باتت تعول على ميليشيات صغيرة مقاتلوها من النخبة وقادتها غير معروفين
 الفصائل الجديدة تعمل سرا وتأتمر مباشرة بأوامر الحرس الثوري
 الميليشيات الجديدة مسؤولة عن هجمات معقدة ضد القوات والمصالح الأميركية
 الميليشيات الشيعية العراقية الكبيرة الموالية لإيران خرجت عن سيطرة طهران
 قاسم سليماني كان يسيطر على الميليشيات العراقية الشيعية على خلاف قاآني
 ميليشيات شيعية نافذة: إيران لم تعد تتواصل معنا كما كانت في عهد سليماني

بغداد - انتقت إيران مئات من المقاتلين الذين يحظون بثقتها من بين كوادر أغلب الفصائل القوية الحليفة لها في العراق لتشكل جماعات نخبوية أصغر حجما شديدة الولاء لها متحولة بذلك عن اعتمادها على جماعات كبيرة كان لها في وقت من الأوقات نفوذ عليها.

وتم تدريب الجماعات السرية الجديدة العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والاستطلاع والدعاية الإلكترونية وهي تأتمر بأمر ضباط في فيلق القدس ذراع الحرس الثوري الإيراني المسيطر على الفصائل المتحالفة مع إيران في الخارج.

وتكشف روايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة فصائل ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية أن هذه الجماعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة على نحو متزايد التي استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها.

ويعكس هذا الأسلوب رد إيران على ما شهدته من انتكاسات وعلى رأسها مقتل القائد العسكري الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي كان يسيطر سيطرة شديدة على الفصائل الشيعية العراقية حتى مقتله في العام الماضي في هجوم صاروخي أميركي بطائرة مسيرة.

ولم يكن إسماعيل قاآني الذي خلفه في قيادة فيلق القدس ملما بخبايا السياسة الداخلية في العراق ولم يكن له قط النفوذ ذاته الذي تمتع به سليماني على الفصائل.

كما اضطرت الفصائل الكبرى الموالية لإيران في العراق إلى تحاشي الأضواء بعد رد فعل سلبي شعبي أثار مظاهرات واسعة احتجاجا على النفوذ الإيراني في أواخر 2019.

وقد منيت تلك الفصائل بانقسامات بعد مقتل سليماني ورأت إيران أن السيطرة عليها تزداد صعوبة، غير أن التحول إلى الاعتماد على جماعات أصغر يحمل في طياته ميزات تكتيكية، فهي أقل عرضة للاختراق وربما يتأكد أنها أكثر فاعلية في استخدام أحدث الأساليب التي طورتها طهران لاستهداف خصومها مثل الطائرات المسيرة المسلحة.

فيلق القدس يحاول إنشاء جماعات من بضع مئات من الرجال بهدف أن تكون موالية فقط لفيلق القدس وكجيل جديد من الميليشيات أصغر حجما وأكثر ولاء

وقال مسؤول أمني عراقي "الفصائل الجديدة مرتبطة ارتباطا مباشرا بالحرس الثوري الإيراني، فهي تتلقى أوامرها منه لا من أي طرف عراقي".

وأكد هذه الرواية مسؤول أمني عراقي ثان وثلاثة قادة في فصائل أكبر موالية لإيران لها نشاط معروف ومسؤول في الحكومة العراقية ودبلوماسي غربي ومصدر عسكري غربي.

وقال أحد قادة الفصائل الموالية لطهران "يبدو أن الإيرانيين شكلوا جماعات جديدة من الأفراد المنتقين بعناية كبيرة لتنفيذ هجمات والحفاظ على السرية التامة. ونحن لا نعرف من هم".

وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان إن 250 مقاتلا على الأقل سافروا إلى لبنان على مدار عدة أشهر في 2020 حيث تولى مستشارون من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية تدريبهم على استخدام الطائرات المسيرة وإطلاق الصواريخ وزرع القنابل والترويج لأنباء الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال أحد المسؤولين الأمنيين "الفصائل الجديدة تعمل سرا ويأتمر قادتها غير المعروفين مباشرة بأوامر ضباط الحرس الثوري الإيراني".

وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان والمصادر الغربية إن الجماعات الجديدة تقف وراء هجمات من بينها هجوم على قوات تعمل بقيادة أميركية في قاعدة عين الأسد العراقية في الشهر الحالي والهجوم على مطار أربيل الدولي في أبريل/نيسان الماضي وعلى السعودية في يناير/كانون الثاني وكلها باستخدام الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات.

ولم تسفر تلك الهجمات عن خسائر في الأرواح، لكنها أثارت انزعاج المسؤولين العسكريين الغربيين لشدة تطورها.

ولم يعلق مسؤولون إيرانيون وممثلون للحكومة العراقية والفصائل الموالية لإيران والجيش الأميركي على تلك المعلومات.

وإيران هي أبرز قوة شيعية في الشرق الأوسط ويعد نفوذها في العراق صاحب أكبر أغلبية شيعية في العالم العربي أحد السبل الرئيسية التي تنشر بها نفوذها في أنحاء المنطقة.

الانقسامات والصراعات بين الميليشيات الشيعية العراقية دفع إيران لإعادة التفكير في إستراتيجية كان وضعها قائد فيلق القدس السابق الراحل قاسم سليماني

وتتسابق طهران وواشنطن على النفوذ في العراق منذ أطاحت القوات الأميركية بالرئيس الراحل صدام حسين في العام 2003 الأمر الذي أتاح لشيعة العراق سلطة ونفوذا.

وبعد أن اجتاح مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية ثلث أراضي العراق في 2014 وجدت واشنطن وطهران أنهما تقفان في خندق واحد وساعد الاثنان الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في إنزال الهزيمة بالتنظيم المتطرف على مدار السنوات الثلاث التالية.

وأرسلت الولايات المتحدة التي انسحبت من العراق في 2011 آلافا من جنودها من جديد.

من ناحية أخرى ساندت إيران فصائل كبيرة مثل كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وعصائب أهل الحق وكلها فصائل قادرة على نشر آلاف من المقاتلين المسلحين وتتمتع بوضع شبه رسمي وذلك للمساعدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

غير أن قادة فصائل قالوا إن المسؤولين في طهران أصبحوا، بعد مقتل سليماني وبعد الربط علنا بين المتظاهرين المحتجين على الفصائل وبين إيران، يرتابون في بعض الفصائل التي تعهدوها بالرعاية وتراجع دعمهم لها.

وقال أحد القادة "اعتقدوا أن تسريبات من إحدى الفصائل ساعدت في التسبب في مقتل سليماني ورأوا انقسامات على مصالح شخصية ونفوذ فيما بينها".

وقال آخر "تراجعت الاجتماعات والاتصالات بيننا وبين الإيرانيين. لم نعد نعقد اجتماعات منتظمة وتوقفوا هم عن دعوتنا إلى إيران".

وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان ومسؤول حكومي وقادة الفصائل الثلاثة إن فيلق القدس بدأ بفصل العناصر الموثوق فيها عن الفصائل الرئيسية بعد شهور من مقتل سليماني.

ويعكس التحول عن دعم حركات شعبية إلى الاعتماد على كوادر أصغر يسهل إحكام السيطرة عليها إستراتيجية اتبعتها إيران من قبل، ففي ذروة الاحتلال الأميركي للعراق خلال الفترة 2005-2007 شكلت طهران خلايا أثبتت فعاليتها الكبيرة في نشر القنابل المتطورة لاختراق الدروع الأميركية.

ومنذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه أعادت طهران فتح القنوات الدبلوماسية مع واشنطن ومع الرياض. وكان أحد المصادر الرئيسية للضغط في تلك المحادثات هو قدرتها على توجيه ضربات لخصومها.

والتصدي للطائرات المسيرة التي يستخدمها حلفاء إيران في شن هجمات أو رصدها أكثر صعوبة بكثير من نيران الصواريخ العادية الأمر الذي يزيد الخطر الذي تمثله على القوات الأميركية المتبقية في العراق وقوامها 2500 جندي.

وفي أبريل/نيسان الماضي قال الجنرال كينيث ماكينزي رئيس القيادة الأميركية الوسطى بعد الهجوم الذي شهدته أربيل، إن إيران حققت "إنجازات كبيرة" من استثمارها في الطائرات المسيرة.

وفي العام الماضي بدأت جماعات لم تكن معروفة من قبل إصدار بيانات تعلن فيها مسؤوليتها في أعقاب هجمات بالصواريخ وقنابل مزروعة في الطرق.

وفي كثير من الأحوال كان المسؤولون الغربيون وتقارير الباحثين الأكاديميين يعتبرون هذه الجماعات الجديدة مجرد واجهات لكتائب حزب الله أو أي فصيل آخر معروف، غير أن المصادر العراقية قالت إن هذه الجماعات منفصلة فعليا وتعمل بشكل مستقل.

وقال المسؤول في الحكومة العراقية "يحاولون في ظل قاآني (الذي خلف سليماني) إنشاء جماعات من بضع مئات من الرجال من هنا وهناك بهدف أن تكون موالية فقط لفيلق القدس. جيل جديد