عزيزي السيد أنطوان الصنا:
عشت في بغداد - كراج الأمانة لعشرات السنين. أتذكر كان هناك محل قصاب يبيع اللحم، وكانت العشرات من الكلاب السائبة تحوم حول المحل، وبين فترة وأخرى كان القصاب يرمي لها قطعة لحم أو عظمة، وكانت تهجم جميعها على ما قدم لها وتتقاتل فيما بينها للاسحواذ على عطية القصاب. نسيت تلك الكلاب كيانها الوفي فكانت تنبح وتهجم على المارة حينما لم يكن هناك سبب للتقاتل فيما بينها.
اليوم أُشبّه حالنا نحن أصحاب الأرض الأصليين، أفراداً وأحزاباً وكنائس بحال تلك الكلاب، ننتظر أن ترمي لنا الحكومة المركزية أو حكومة الإقليم شيئاً مهما كان قليلاً وسخيفاً، مثل منصب وزير أو عضو برلمان أو وظيفة حكومية لكي نتقاتل عليه. لقد تغيّر كياننا ونسينا بأننا كأمة عريقة كان لنا أهداف منذ قديم الزمان بأن نحصل على أرضنا وتعود لنا جميع أملاكنا المغتصبة، ونكون نحن وليس غيرنا أسياداً.
العرب وحكومتهم المركزية يغتصبون أملاكنا علناً وقسراً، ولا نجد أحداً يدافع عنا، وحينما حدثت مسألة الأرض العائدة للكنيسة الكلدانية، والاتهام الباطل ضد الكاردينال مار لويس ساكو، شمر ابطال الانترنيت على سواعدهم مثل الكلاب السائبة أعلاه للنيل من البطريرك، متناسين بأن كل الأرض كانت ملكنا منذ قديم الزمان.
والأكراد وحكومتهم الاقليمية أيضاً يغتصبون أملاكنا علناً وقسراً، ولا نجد أحداً يدافع عنا. يزحف الأكراد كعادتهم صوب قرانا ليغتصبوها، وان لم يستطيعوا فعل ذلك، فانهم يبنون قرى جديدة على الاراضي التابعة لقرانا. انظر ماذا يحدث في عنكاوة العزيزة، اغتصبوا الآلاف من الدونمات من أرض عنكاوة بحجة مطار أو شارع وغيرها من الحجج الماكرة. كل ذلك يحدث وليس هناك من يدافع عن أهل عنكاوة. ولكن عندما يمنحنا الأكراد وظيفة أو أي شئ تافه تبدأ الأحزاب والكنائس والأفراد كالكلاب السائبة أعلاه تنهش بعضها البعض.
يوسف شيخالي