المحرر موضوع: الكاردينال الدكتور ساكو مع الوطن والمواطن وفق القانون والنظام المدني الديمقراطي!  (زيارة 1808 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكاردينال الدكتور ساكو مع الوطن والمواطن وفق القانون والنظام المدني الديمقراطي!
كنت مقرراً بعدم أقحام قلمي بنقد رجال الدين ومنهم غبطة ساكو منذ نهاية عام 2016 ولحد الآن، والسبب هو التأثير النفسي الواقع سلباً على رجال الدين أنفسهم وعموم المجتمع، كونهم عاشوا وتعايشوا مع واقع أجتماعي وسياسي دكتاتوري قاسي فاشي دامي مؤلم، لا وجود للنقد في مفرداته، لعقود من الزمن الغابر المغيب لأبسط تنفس أنساني حر كحق شرعي له، وهو مغيب وصولاً للطاعة العمياء المرعبة للأنسان العراقي، فبدون نقد والقبول به بحرية مضمونة، ليس هناك تطور حياتي أنساني في المطلق، وفي غياب النقد يزرع في المجتمع نفاق لا يمكننا قياس مفرداته وتأثيراته السلبية القاتلة، بسبب عامل الخوف والرعب المزروع بداخل الأنسان العراقي، حتى بات يخاف النطق بأبسط الكلمات حتى مع نفسه، ولكن هناك متغيرات واقعة عليه في الأفق نحو الأفضل.
غبطة الكاردينال مار لويس روفائيل الأول ساكو غني عن التعريف، فهو خادم الرب وفق رسالته الأنسانية، هو الراعي الأصيل للفكر المسيحي المتعلق بالأنسان وروحه وحياته المتطورة والمتقدمة، كونه مع المسيرة الأيمانية منذ عقود من الزمن الغابر، عاش المرارة الحياتية كما عاشها مزيد من الناس في ظل الظروف المعقدة والصعبة للغاية، بفعل الأنظمة الأستبدادية العنصرية المتعاقبة التاركة لآثارها السلبية الدموية والأعتقالية والتهجيرية والهجروية وووالخ، التي عانى ويعاني منها الشعب العراقي بمحتلف مكوناته القومية والأثنية والدينية على حد سواء، بأستثناء المنافقين السارين وفق أجندات الأنظمة الفاشلة، فأكثر المعانين هم المكونات الأصيلة الحضارية، التي عانت الكثير بأمتياز، بالرغم أنها تركت آثارها الأيجابية على مستوى الوطن والعالم أجمع، بسبب تربيتهم المتقدمة والمتطورة ومسيرتهم الوطنية الخلاقة، جمعتهم حب الوطن والأخلاص له خارج كل المقاييس، عانوا القتل والهجر والتهجير والخطف والأبتزاز وكل أنواع الظلم والظلام الدامس، مع الأستحواذ على أموالهم وممتلكاتهم ولا زال سارياً دون وجه حق، في غياب القانون والنظام المواطني في وطن مفترس تحول الى غابة متوحشة، من قبل سلطات فاشلة فاشية طائفية عنصرية قومية بعيدة عن الشعب لتركعه وتستبده، وعن الوطن لتذله وتقتل أستقلاليته.
السياسة ورجال الدين:
من حيث المبدأ.. أنا شخصياً بالضد من (تدخل رجال الدين بالسياسة)، وهذا ما يؤكده غبطة الباطريرك ساكو بنفسه أكثر من مرة مشكوراً كما أكدوه أسلافه، وعملوا ويعملون وفق الخط الواضح لنهجهم تقليداً لمسيرة معلمنا الأول السيد المسيح عليه السلام، وللأسف هناك قليل من الكتاب ينعتون غبطته بتدخله بالسياسة، ولكن بموجب الوضع القائم الذي مرّ به الشعب العراقي عامة وشعبنا الأصيل خاصة، كونه هجّر عنوة ومهجر بتواصل، معاني الويلات وتضحيات لا تعد ولا تحصى في زمن شريعة الغاب الحاضرة، بغياب الأمن والنظام والقانون، وفي ظل التطرف الديني الأعمى وميليشيات خارجة على القانون والنظام، وغبطته هو على رأس شعبه روحياً، يشاهد الظلم الأرعن والمظالم على شعبه بأم عينيه، فكيف له السكوت لكل هذه الأستباحة القائمة، حتى على الكنائس وشعبها بما فيهم رجال الدين المسيحيين وغيرهم، في مختلف مناطق العراق بما فيها بغداد العاصمة، أليس من حقه أن يسلك جميع الطرق والوسائل المتاحة دفاعاً عن الظلم الواقع على الشعب العراقي وهو جزأ منه؟!
ثم أذا سلطة الأقليم أو المركز توجه لغبطته دعوة رسمية بالحضور، لمناقشة قضايا مهمة مصيرية تخص الشعب العراقي بمختلف مكوناته الدينية والأثنية والقومية وهو جزأ لا يتجزأ من الكل وفي قمة المسؤولية الدينية والأنسانية، فهل يبتعد عن قول الحق ليخالف روحانيته وأدبه وثقافته الأنسانية وهو جزءاً منها؟! وأذا أبتعد عن مهام شعبه ألم ينعت غبطته بما لا يحمد عليه من عامة شعبه؟! فهل التحدث بالحق وقول الحقيقة جناية لا سامح الله؟! أم هو حق أنساني مطلوب للقيام به؟! بل هو واجب لابد من تنفيذه بحكمة ودراية مطلوبتين للقيام بهما خدمة للأنسانية وحقوقها المطلوبة.. وعليه هو شخصياً مؤمناً بأن أقحام الدين بالسياسة هو تشويه له ولقيمه السامية، هو يقول: دعو السياسة تعمل لخدمة الناس ودعو الدين لخدمة الروحانيات، ودعو علاقة الأنسان مع الخالق دون الأملاءات على أي أنسان.. ولكن للضرورة أحكام، فهو المعني لحياة الناس ولابد أن تكون له كلمة أنسانية بحتة لنصرتهم وديمومة حياتهم.
دستور الأقليم ووحدته:
حضور غبطته لمؤتمر نظمته جامعة أقليم كردستان في أربيل لمناقشة ((الوحدة والدستور في أقليم كردستان))، حصلت من خلال دعوة رسمية لغبطته، فكانت له بصمته الواضحة والمعبرة عن روح التآخي والوحدة الأنسانية لمكونات الأقليم بأختلاف تنوعاتها القومية والأثنية والدينية للتعائش السلمي بينهم بمحبة وسلم وسلام دائم، فأكد غبطته المؤقرة بالوصول لدستور مدني ديمقراطي ضامن وموحد ومنسجم مع تنوعات الشعب المتواجد في كردستان العراق، ليكون نموذج راقي لتطور الحياة وضمان حريتها وتقدمها الحالي واللاحق بحدائة وتجدد، مركزاً على معاناة شعبنا وتهجره القسري وقتله العمدي من قبل تنظيم القاعدة وداعش الأجراميين، بدعم وفعل ماعش السلطوي الأكثر أجراماً وقتلاً للشعب العراقي عامة ومنه مكوناتنا الأصيلة خاصة، ليؤكد على التحديث بالتقارن مع العالم ومؤسساتها الأعلامية والأنسانية السمحاء، فالآعلام العالمي له قنواته الفاعلة والمؤثرة في الأرض البشرية بسهولة الأتصالات وسرعة التواصل بين الأنسان وأخيه الأنسان، وكأن الناس عالمياً تعيش في موقع جغرافي واحد موحد، فأنتهاك حقوق الأنسان باتت مقززة للنفس البشرية وللفكر الأنساني الحي المحرر من عبودية وأستغلال الأنسان وجشعه الفاحش، والذي لا يمكن للنزهاء القبول به، بل هي تسعى جاهدة لأنهاء الفوارق الأنسانية للعيش الأنساني المشترك، يفترض من القادة الأصلاء التعامل الممتاز، مع التحولات التقنية والمعلوماتية بجدية وفق الحق والحقيقة القائمة الملموسة.
ولابد من أحترام القوانين الدولية المعنية بالأنسانية والرسائل الدينية السمحاء بمفرداتها الخادمة للأنسان وضمان حقوقه الأنسانية، بتبني نظام مدني ديمقراطي حديث متطور بمؤسساته الوطنية الفاعلة لخدمة شعب الأقليم، ليكون نموذجاً متطوراً لعموم العراق. بأحترام جميع الأديان والقوميات على حد سواء دون تمييز مهما كان عدد أي مكون من المكونات، خالي من الصراعات والنعرات على المستوى الأجتماعي والسياسي والثقافي، وعليه لابد من دستور مدني ديمقراطي ينسجم مع الواقع العملي، يعي حقوق الجميع بمساواة قائمة مع حرية الضمير ونبذ القديم المتخلف ومع الحديث المتجدد بتحديث القانون والنظام بجد وجديد. فلا مفر.. الاّ بدستور مدني ديمقراطي حديث يعي حقوق كل الناس ومساواتهم في الحقوق والواجبات، بلا تطرف وخارج التحزب، وبالضد من الطائفية المقيتة والتعنصر القومي، وبعيداً عن المسميات الدينية مسلمة كانت أم مسيحية على أسس الأكراه والضغائن والأنقاص من الأنسان المتدين من عدمه.
النظام المدني الديمقراطي والدين:
النظام المدني هو وطني أنساني مرتبط مع حياة الناس بحيادية وعملية على أسس وطنية، تعي وتعمل وتضمن حقوق المواطنة وواجباتها المطلوبة منها، ترسخ الحياة الكريمة وتحافظ على وحدة الناس وتنوعهم وولائهم لوطنهم، تحترم القوانين والأنظمة النابعة من صلب الشعب والصادرة من قيادته الحكيمة الفاعلة الخادمة لمصالح شعبهم وبناء وطنهم، معززة التلاحم الأجتماعي المدني، تحتضن كل الأديان والثقافات والأدبيات واللغات بأدارة عادلة حامية لهم، تحترم خياراتهم الدينية دون أكراه لأحد كان من يكون مسيحياً أو مسلماً أو من ديانات أخرى، وممارسة الشعائر الدينية بحرية تامة دون أجبار أو أكراه بأية طريقة كانت حول أعتناق أي دين كان، أنه حق شرعي أنساني ديني دنيوي، بعيداً عن أدلجة المدنية وسياستها وفق عقيدة معينة، دون الهيمنة والنعرات والكره.
مهمات رجال الدين هي أبداء النصح والأرشادات ونشر ثقافة التسامح والمحبة وأحترام الآخر، وصولاً للعيش المشترك بسلام وأمن وأستقرار وتناغم، مقروناً بخطاب قداسة البابا المؤقر في العيش الأنساني الأخوي المسالم بأحترام وتعاون ومحبة وصولاً لمجتمع أفضل أكثر تطوراً وتقدماً في جميع مجالات الحياة. ولابد من نظام ديمقراطي مدني ضامن لحقوق الأنسان وكرامته وعزته وأدبه وثقافته وتقدمه وتطوره الأقتصادي، فالسلطة تكون للشعب وهي خادمة له دون تسلط، والشعب مصدر السلطات، وتداولها مطلوب وفق الكفاءات بأدارة ناجحة ومتميزة لخدمة وتطور الشعب والوطن.
ألسؤال الجريء: أين هو الخلل الحاصل لأفعال قائمة ومطلوبة التفيذ تجاه الشعب والوطن؟!..نشد على الأيادي الفاعلة تجاه الشعب العراقي مهما كانت، بمختلف تسمياتها ومسمياتها، فشعبنا العراقي بحاجة الى الأيادي الممدودة لنشلته من المياه الآسنة القاتلة له، فما أحوجنا لأيادي غبطته وكل النزهاء في العراق والعالم أجمع..

حكمتنا: (النزاهة والأخلاص في العمل هو الطريق القويم والسديد لنصرة الأنسان المظلوم).

منصور عجمايا
24\05\2021


الرابط أدناه:
https://fb.watch/5Eu5im3eqa/



غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1273
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
 قرات مقالك القيم هذا ، الذي تناول جوانب متعددة عن علاقة الدين بالسياسة وربطها بما يمارسه غبطة البطريرك الكاردينال ساكو في احلك الظروف التي يمر بها المجتمع العراقي المظلوم .
نعم كما تفضلت ما يقوم به هي نصائح وارشادات مستنبطة من فكره اللاهوتي الذي بمقتضاه يتعامل مع الوقائع اليومية، فغبطته لا يلزم احدا ليحل محل الاخر ، ولا يتعاطى مع الدولة او الحكومة او الاحزاب السياسية كانما هو عضوا فيها ، بل راعياً ومواطنا يشعر بالظلم الواقع على المجتمع العراقي جراء النظام السياسي السائد الذي لا يمكنه من وضع طريق للتخلص من المآسي التي تنال كل العراقيين .
 وفي كل المناسبات يؤكد على ترسيخ مفاهيم الوطن والوطنية والحياة المدنية، فهو يضع حد بين السياسة والدين وعلاقتهما ببعضهما وبالمجتمع برمته. فغبطته لا يمتلك حزبا ولا عسكر ولا اسلحة ،بل له الكلمة الطيبة ولغة السلام والتطمين والارشاد .
دمت وتقبل تقديري

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي ناصر
أقـول بإخـتـصار : رغـم نياتـك الطيـبة إلاّ أنـك فاهم المشهـد خـطأ
طيب ، من جانب آخـر ، هـل تـتـذكـر نـصيحـتي لك كأخ بشأن حـضورك مؤتمر ربطة البـتـرك ؟ وماذا قـلـتَ لي ؟ وبماذا أجـبتـك ؟ وماذا كانت الـنـتـيجة النهائـية .؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أريـد أن أعـرض لك هـنا الـتـناقـضات بشأن أقـوال وأعـمال سماحـته بشأن السياسة أو غـيـرها ... وكـلها موثـقة
دمت بخـير

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ د. عبدالله رابي المحترم
تحية وتقدير.
شكرا جزيلا لأطلاعكم على مقالتنا التي نراها من وجهة نظرنا الخاصة، هي تطور ملحوظ بأتجاه الجانبين الوطني والأنساني، الذي يعمل عليهما غبطة الباطريرك وخاصة في مطالبته الدائمة حول نظام مدني ديمقراطي يستوعب الجميع من أجل الخير العام للعراق ومواطنيه.
ملاحظاتكم القيمة أعلاه عززت المقالة وأعطتها الأهمية أكثر.. فشكرا جزيلا مرة أخرى لأهتمامكم بموضوعية..
تقبل تحياتي لكم وللعائلة والأهل.
25\05\2021

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي مايكل
تحية طيبة
شكرا لمساهمتكم وأطلاعكم التي أغنت المقالة بالرغم من عدم أتفاقكم على وجهة نظرنا تجاه غبطة الباطريرك، وبالرغم من أختلافنا أو أتفاقنا في هذا وذاك، يبقى الأحترام مطلوب من الجميع لأحدنا نحو الآخر. ونحن محافظين على ذلك.
نعم أتذكر جيداً الحوار الذي جرى فيما بيننا قبل مؤتمر الرابطة الكلدانية في منتصف عام 2016، أبديت وجهة نظرك مشكوراً، وأنا لم أخالفك الرأي في حينها، ولكن أعتبرت في حينها تشكيل الرابطة هي في الأتجاه الخادم لقضيتنا القومية الوطنية، وقلت مع نفسي مطلوب منّا الدعم والمساندة لأي عمل قومي وطني وأنساني، وعليه حضرنا وتحملنا ما هو مطلوب منّا تجاه شعبنا وعلى نفقتنا الخاصة كما هو معلوم للجميع، كما فعلنا في المؤتمرين الكلدانيين الأول في ربيع 2011 في سان دياكو والثاني في 2013 في مشيكان، أنه واجب أدبي وأخلاقي قمت به تجاه شعبنا المظلوم والمهاجر وفي طريق نهايته أن أستمر الوضع المأساوي على ما هو عليه الآن ولربما الأسوء.
أما أجراءات الأخوة في الرابطة بالضد منّي شخصياً، فهذا محض تقديري وأحترامي لهم، وأحترمت قرارهم الشخصي بالضد مني، وكل هذا وذاك بأعتقادي الشخصي لا يتحمله غبطة الباطريرك ابداً، بل هو تصرف شخص معين أملته عليه عاطفته الطائفية بعيداً عن القومية، ومع كل الذي جرى بالضد مني فأنا أحترمه وأتركه للزمن وهو الحكم ليعي خطأه.. وهو كذلك وهذا ما حدث..
تقبل تحياتي الأخوية..
25\05\2021

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ ناصر عجمايا المحترم

مقالة جديرة بالاهتمام، لِما لها من أهمية لتمييز: بين من له الكلمة في السياسة، كما يفعل قداسة البطريرك ساكو بكل جدارة، وبين التدخل في السياسة كما يروّج البعض عن البطريرك.

البطريرك وكما تفضّلتَ، ينطلق من شعور وطني وانساني، والعمل على خلق مجتمع مدني، علماني، لتحقيق العدالة الاجتماعية، ويكون فيه الجميع سواسية، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات،  على اساس المواطنة بدون اي تمييز. تقبّل تحياتي....

سامي ديشو - استراليا

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ ناصر عجمايا المحترم

مقالة جديرة بالاهتمام، لِما لها من أهمية لتمييز: بين من له الكلمة في السياسة، كما يفعل قداسة البطريرك ساكو بكل جدارة، وبين التدخل في السياسة كما يروّج البعض عن البطريرك.

البطريرك وكما تفضّلتَ، ينطلق من شعور وطني وانساني، والعمل على خلق مجتمع مدني، علماني، لتحقيق العدالة الاجتماعية، ويكون فيه الجميع سواسية، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات،  على اساس المواطنة بدون اي تمييز. تقبّل تحياتي....

سامي ديشو - استراليا


السيد سام ديشو

متى ستتوقف هذه المبارة المضحكة بين منتقدي البطرك ومؤيدي البطرك حول من سيفوز؟

هنا حقائق سريعة : البطرك لم توجه له الدعوة لسبب خاص بشخصيته التي تكتب عنها وكأن لو كان مكان البطرك شخصية اخرى لما وجهت له الدعوة، وانما الدعوة كانت ستوجه للبطرك حتى لو كان شخص اخر في كرسي البطريركية. وكثرة الدعوات لبطرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية مقارنة ببقية الكنائس لا علاقة لها بشخصيته وانما لارتباط الكنيسة الكلدانية بالكنيسة الكاثوليكية والفاتيكان في اوربا، وكل هذه الدعوات التي وجهت له كانت ستوجه ايضا لو كان بطرك الكنيسة الكلدانية شخص اخر. وكل المسؤولين المحلين او الدوليين الذين قاموا بزيارته فانهم كانوا سيزورن البطرك ايضا لو لم يكن البطرك لويس ساكو وانما شخص اخر. واي مكان يحضره انا لم اجد سوى كلام عام ولا اعرف باي منجز عملي، اذا كان هناك من يملك راي اخر فليفتح شريط وليذكر هذه الاعمال؟

والسطر اللذي قلته انت كان "البطريرك وكما تفضّلتَ، ينطلق من شعور وطني وانساني، والعمل على خلق مجتمع مدني، علماني، لتحقيق العدالة الاجتماعية، ويكون فيه الجميع سواسية، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات،  على اساس المواطنة بدون اي تمييز"

السؤال لك هو ماذا نفعل بهذه الجملة؟ انا متاكد اكثر منك ولا املك ادنى شك من ان البطرك لويس ساكو يتمنى مجتمع مدني يحقق العدالة ويقوم على اساس المواطنة.


انا اعيدها لك، باني متاكد من ذلك اكثر منك واكثر من اي مؤيد له. ولكن سؤالي هو بماذا تفيدنا ذلك؟

انت ايضا راي فيك بانك شخص طيب جدا وللغاية وتتمنى المصلحة العامة وللجميع. ولكن لو قلت ذلك في اماكن أخرى  فانهم سيسالونني "ماذا نفعل بهذه الجمل؟" . من سيجعلك مثلا مدير في شركة مرسيدس لكونك طيب ومخلص وتتمنى الخير الجميع؟ منذ متى كانت هذه صفات الاداري الناجح؟

قد يكون الذي لا يعرفون سوى انتقاد البطرك يسيؤن اليه. ولكني ارى ان اللذين لا يعرفون سوى تاييد البطرك بانهم يسيؤن اليه اكثر. فالذين ينتقدونه دوما يستطيع هو ان يتجاهلهم، ولكن الذي يؤيديونه دوما يجعلونه يصدق بانه يفعل افعال عظيمة وبان لو كان هناك شخص اخر غيره بطرك في مكانه لما استطاع ان يفعل ما فعله، وهذه بحد ذاتها تعني انكم تزرعون عنده اوهام. اذ المفترض ان يكون هناك مناقشات للاحداث وبالتالي البطرك يراها كطريقة تساعده بان يرى ما لم يراه وبان يقوم دوما بتعديل طريقه نحو الافضل.

لاتي للموضوع المطروح ولاخذه فقط كمثال لا غير،  فان ما قاله البطرك في الجامعة هو كلام عادي جدا ويستعمله الجميع لان لا احد يعطيه اهمية. حتى صدام حسين كان يرى نفسه ايضا مدافع عن المجتمع المدني وحقوق الانسان العراقي وكان يرى الغرب متخلف  ولهذا كان ايضا يستعمل هذه الكلمات مثل مجتمع مدني وعلماني. وفي كلام البطرك ليس هناك لا نصيحة ولا ارشاد ولا محاولة خلق لاي شئ.

جملة المجتمع المدني هو افضل  من مجتمع يحكمه الدين هي تشبه تماما جملة فصل الربيع هو افضل من فصل الخريف.

ولو كان هناك مناقشة حقيقية لهكذا مواضيع، مناقشة موضوعية فكنا سنملك عدة اراء التي كان من شانها ان تساعد البطرك بان يفكر بطرق اكثر فعالية في هكذا مناسبات.

ولاعطيك مثال عن هكذا مناقشات التي من شانها ان تفيده اذكر مثلا التالي:

ان محاول اعطاء نصيحة وارشاد ومحاولة جادة في خلق مجتمع مدني في مكان مثل الجامعة من الافضل ان تكون بطريقة اخرى. فالجامعة ، كطلاب واساتذة في بقية دول العالم كان لهم دور كبير في تغيير ثقافة المجتمع، وبالاخص الطلبة كشبيبة عندما يتم تذكيرهم بالتحرك في تحمل المسؤولية . ولنذكر مثال، فان مجتمع مثل المجتمع الهولندي كمثال لو امتلك هولنديين يسببون ظلم للاجانب فنرى من نفس المجتمع الهولندي  مواطنين هولنديين اخرين يتحملون مسؤولية الوقوف ضد التطرف وضد الظلم . فالظلم يتم ايقافه عن طريق افراد نفس المجتمع وذلك بان يتحملوا المسؤولية.

وبنفس الطريقة فعندما يرى طلاب جامعة كردستان ظلم يقع على الاخرين كما في حالة الاخبار الحالية من استيلاء على الاراضي من قبل الاكراد فان ذلك من مسؤولية طلاب جامعة كردستان قبل غيرهم بان يتحملوا المسؤولية للوقوف ضد هذا الظلم، وهذا الوقوف ضد هكذا ظلم هو ليس فقط مفيد للاقلية، وانما مفيد للاغلبية بشكل اكبر وهذا لان هكذا تحمل للمسؤولية يقود الى خلق مجتمع مدني علماني حقيقي. وما شرحته اعلاه كان ينبغي شرحه بنفس التفصيل للحاضرين في الجامعة.

والان انظر يا سيد سام ديشو، طريقة غبطة البطرك الانشائية تستعملها عدة جهات سواء كانت جدية او غير جدية، بينما الدعوة الى تحمل المسؤولية بالطريقة التي كتبتها انا لا يمكن لشخص غير جدي ان يستعملها.

غرضي الان ليس بان اقول باني اعرف اكثر من غيري، وانما غرضي هو ان المناقشات المفيدة هي هكذا مناقشات بالطريقة التي ذكرتها كمثال من شانها ان تقود نحو الحقيقة، اي الحقيقة حول كيف كان موقف شخصية معينة في مناسبة معينة، وبالتالي عندما يكون هناك مناقشات اساسها الحقيقة فيكون هناك توجه نحو تصحيح الطريق. وربما في هكذا مناقشات حقيقية مفيدة سيكون هناك من يمتلك اراء اخرى افضل.

وختاما  اقول باني اعرف جيدا بان المدافعين عن البطرك في كل مناسبة او لا مناسبة يرون انفسهم "خوش ناس" ويرون انفسهم بانهم طيبين جدا، فهم يرون انفسهم يدافعون عن راس كنيسة السيد المسيح، ويا لها من طيبة عارمة في مجتمع مثل مجتمعنا. ولكني اعود واقول مجددا بان كل شخص طيب لا يصبح اوتوماتيكيا شخص مفيد وانما قد يكون شخص مضر جدا.

فانتم في المحصلة النهائية وكما وضحت اعلاه مضرين للاسف للبطرك ولستم مفيدين له باي شكل من الاشكال ، وفي نفس الوقت فانتم مضرين لبقية افراد مجتمعنا وهذا لان هؤلاء لن يستفيدوا كما وضحت اعلاه من اي شئ.

وقبل ان انهي كلامي اقول ايضا باني لا اتفق اطلاقا مع اللذين لا يعرفون سوى انتقاد البطرك وبينهم من ينتقد ولحد الان لا اعرف السبب وما هي نقطته وحجته وسببه.

هذه المباراة المضحكة بين الطرفين يجب ان تتوقف.

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد لوسيان المحترم
بعد اذن صاحب المقال الاخ ناصر المحترم

حسب رأيك، فان المدافعين عن البطريرك والمنتقدين له، يُضرّون ولا ينفعون.

اذا كان المدافعون يؤازرون البطريرك في مسعاه من اجل العدالة الاجتماعية، ولو معنويا: لماذا لا تقف انت مع من يحاول الحرص على ابناء شعبنا في أراضيهم التاريخية والتشبث بها؟ الجواب: من خلال قراءتي لطروحاتك فانك تفضل ذلك، لا بل تشجع الهجرة المعاكسة.

أقول: حاول اذن يا سيد لوسيان، تشكيل فريق للعمل بقيادتك لمؤازة ابناء شعبنا في الوطن ورفع الظلم عنهم، ونحن معك وبكل ممنونية. عدا ذلك، كلامك اعلاه فارغ وليس له أي ذات أهمية. تقبل تحياتي....

سامي ديشو - استراليا

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ سام ميشو المحترم
تحية طيبة.. وبعد.
شكرا لأطلاعكم وتقييمكم لطرحنا أعلاه .. وشكراً لمساهمتكم الموضوعية، نقدر عالياً أهتمامكم بكل الحيثيات المطروحة من الجميع..
تقبل خالص المودة والأحترام لجنابكم الكريم مع المحبة والتقدير العالي..
أجمل وأحلى التحيات
27\5\2021