المحرر موضوع: الحوار المتحضّر ، بين متدّين ومتفتح  (زيارة 530 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحوار المتحضّر ، بين متدّين ومتفتح
    في لقاء على الهامش مع احد الإخوة  الذي اكن له كلّ الإحترام  والتقدير ، جرى  حديثاً متشعباً
في مختلف جوانب الحياة  ، وإنتهى بنا المطاف بين التعصب الأعمى وبين المرونة والإنفتاح  ، فقال
يا اخي ما بال المتعصبين  ماذا يكون ضررهم لو أنا ذهبت إلى الجحيم ، وإذا ذهبنا كلانا إلى الجحيم
فهناك الكثير من القاعات الفارغة والمساحات الشاسعة ، وأنا لا اعتقد أن هناك مشكلة بسبب الإزدحام .
   فقلت له : المضحك المبكي أنهم الذين يقررون من يذهب إلى الجنة ومن يذهب إلى النار ، وكأن الله
منحهم توكيلاً رسمياً ، ففي الوقت الذي تعتقد أن معتقداتك مقدّسة ، في الوقت نفسه غيرك مقدساته أيضاً
كذلك ، وأين هي الحقيقة الكاملة ؟ ومن يقرر أن لدى فلان الخبر اليقين والحقيقة المطلقة ؟ فلا تجبرني
بالطريقة التي اعبد بها الله ، ومن أنت حتى تقرر ؟ وتحلل وتحّرم  على مزاجك ؟ وما هو الحال مع
الملحدين  الذين لا يدن لهم ؟
   فقال : اصبت يا اخي ، ولكن في الماضي الجميل ، لم نكن نشعر بأية فوارق طبقية او عنصرية أو
دينية او قومية أو مذهبية ، والكل يحتفل  ويعيّد ويبارك ، والكل فرحانين ، أنه ببساطة كلنا إخوة في
الإنسانية  ، أما الآن فأول سؤال يسألك المتعصب ما أسمك ؟ ومن أين أنت ؟ وما هو دينك ؟ وهذا
حرام وهذا حلال ، وبعض الفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ، غير معقولة وغير منطقية لا يقبلها
العقل السليم .
   وفي الدول المتقدمة والناس المتحضرين لا يسألوك مثل هذه الأسئلة ، ويعتبرون هكذا سلوك 
مستهجناً وغير حضاري وغير ضروري ، وهو كمن يتدخل فيما لا يعنيه .
   قلت له :اصبت يا اخي الكريم : مما يؤسف له ، إن الوافدين من دول العالم الثالث ومن الشرق
الأوسط خاصة ، يجلبون معهم كل المفاهيم القبلية والعنصرية المتخلفة ، وتراهم ينتقدون البلدان
التي آوتهم وقدمت لهم ما لم يتوفر لهم في بلدانهم ، ومنها الحرية والمساواة وإحترام آدميتهم ولا
تمييز بين الناس ما داموا يحترمون القانون ، فالقانون فوق الجميع ولا إستثناء ، والأولى بهم أن
يعودوا أدراجهم إلى أوطانهم الأصلية  ويكفوا عن التذمّر والإنتقادات الجارحة ، وإلا فالإلتزام
وإحترام قوانين الوطن الجديد ملزمة ، وقد يأتي اليوم التي تقرر الأوطان الجديدة طردهم ، خصوصاً
عندما يحاولوا تطبيق قوانينهم  وعاداتهم  وتخلفهم على الأوطان الجديدة .
                                                                                  بقلم – منصور سناطي