المحرر موضوع: رهان فرنسي - سعودي على دعم الجيش اللبناني بدل الحريري  (زيارة 365 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31485
    • مشاهدة الملف الشخصي
رهان فرنسي - سعودي على دعم الجيش اللبناني بدل الحريري
باريس تلوّح للسياسيين اللبنانيين بورقة العماد جوزيف عون.
العرب

في كفتي ميزان
تحولت الأنظار الدولية والعربية اليوم إلى المؤسسة العسكرية اللبنانية باعتبارها صمام الأمان الذي يجب الحفاظ عليه للإبقاء على فرص نجاة لبنان، وسط عدم استبعاد أن تكون لهذا الاهتمام خلفيات سياسية في علاقة بتهيئة قائد الجيش العماد جوزيف عون للعب دور أكبر مستقبلا.

بيروت - تحدثت أوساط سياسية لبنانية عن توجه غربي وعربي واضح لتقوية المؤسسة العسكرية اللبنانية باعتبارها الوحيدة التي ما تزال تحظى بثقة المجتمع الدولي، في مقابل تهاوي باقي مؤسسات الدولة.

وتشير الأوساط إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية أظهرت في الأيام الأخيرة حرصا على دعم الجيش للحفاظ على ما تبقى من لبنان الذي تعصف به أسوأ أزمة مالية واقتصادية في تاريخه الحديث، في مقابل انغماس القوى السياسية في صراعات حزبية وفئوية ضيقة.

ولا تستبعد الأوساط أن تحركات قائد الجيش العماد جوزيف عون ضمن دوائر القوى الثلاث، تندرج ضمن مشروع يجري رسمه لتهيئة الرجل للعب دور أكبر في المرحلة المقبلة، لاسيما بعد فشل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في تشكيل حكومة تتولى مهمة الإنقاذ، وهو ما خلف حالة من الإحباط لدى المجموعة الدولية والعربية.

وترى الأوساط أن الثابت حاليا أن تنسيقا عالي المستوى يجري بين الدول الثلاث حول دعم الجيش وقائده للحيلولة دون انهيار لبنان الكامل وتحوله إلى دولة فاشلة، تحتويها إيران عبر ذراعها حزب الله.

باريس تعلن عن استضافة مؤتمر دولي عبر الإنترنت في السابع عشر من يونيو الحالي يهدف إلى حشد الدعم للجيش اللبناني

وتشير إلى أن هذا ما تجلى في استقبال السفير السعودي وليد البخاري مؤخرا في منزله لقائد الجيش، بعد أيام من زيارة أجراها الأخير إلى باريس، وقبلها اجتماعه عبر الإنترنت مع مسؤولين أميركيين من الخارجية والدفاع.

وأعلنت باريس الثلاثاء عن استضافة مؤتمر دولي عبر الإنترنت في الـ17 من الشهر الجاري لحشد الدعم للجيش اللبناني، يأتي ذلك بعد قيام العماد  عون بزيارة يومي 25 و26 مايو الماضي إلى فرنسا التقى خلالها الرئيس إيمانويل ماكرون، ووزيرة الدفاع فلورنس بارلي، ونظيره الجنرال فرنسوا لوكوانتر.

وحمل استقبال ماكرون للعماد عون رسائل سياسية عدة، لاسيما وأن اللقاء يأتي في وقت أبدت فيه باريس امتعاظها من الطبقة السياسية في لبنان دون استثناء.

وخلال اللقاءات استمع العماد عون إلى الكثير من الإطراء لطريقة تعاطيه مع الأزمة اللبنانية المتفاقمة، وشدد كل من ماكرون وبارلي على مواصلة دعم باريس للجيش اللبناني لضمان صموده في وجه التحديات المتفاقمة، لاسيما مع وجود مخاوف فعلية من اهتزازات شعبية وأمنية خلال الفترة المقبلة مع اقتراب رفع الدعم عن المواد الأساسية، والتي سيتأثر بها حتما عناصر المؤسسة العسكرية.

وقال مصدران دبلوماسيان إن المؤتمر الدولي الذي أعلنت عنه باريس سيلتمس الدعم من دول تعرض الغذاء والمواد الطبية وقطع الغيار للعتاد العسكري. غير أنه لا يستهدف تقديم الأسلحة.

وأوضحت وزارة الدفاع الفرنسية أن “الهدف هو لفت الانتباه إلى وضع القوات المسلحة اللبنانية، التي يواجه أفرادها ظروفا معيشية متدهورة وربما لم يعد بمقدورهم تنفيذ مهامهم بالكامل، وهو الأمر الضروري لاستقرار البلاد”.

وأضافت أنها ستستضيف المؤتمر بالتنسيق مع الأمم المتحدة وإيطاليا، بهدف التشجيع على جمع التبرعات لصالح الجيش. ووُجهت الدعوة لدول من مجموعة الدعم الدولية للبنان، والتي تشمل دولا خليجية والولايات المتحدة وروسيا والصين وقوى أوروبية.

وهوت قيمة الليرة اللبنانية 90 في المئة منذ أواخر 2019 في انهيار مالي يشكل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 1975 إلى 1990.

وعجزت فرنسا خلال الأشهر الماضية عن تحقيق أي اختراق يذكر على مستوى تشكيل حكومة لبنانية كانت تراهن عليها لاستعادة لبنان الدعم الدولي، وأظهرت في الفترة الأخيرة امتعاظا من الحريري الذي اعتبرت أنه حاد عن هدف التشكيل من خلال انخراطه في حرب ردود أفعال مع الرئيس ميشال عون وظهيره السياسي التيار الوطني الحر.

ويرى مراقبون أن تصويب باريس البوصلة اليوم نحو الجيش اللبناني، يحمل بين طياته دلالات سياسية عديدة، حيث من غير المستبعد أن يكون الهدف الإشارة للمسؤولين السياسيين في هذا البلد بأنه لديها في جعبتها أكثر من خيار، كدعم العماد  عون في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في العام 2022.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أظهر في آخر زيارة له إلى بيروت حرصا فرنسيا على وجوب إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها، فيما بدا أن بلاده طوت صفحة إمكانية ولادة حكومة لبنان قبل ذلك تتولى مهمة الإنقاذ.

ويشير المراقبون إلى أن خيار دعم عون للرئاسية يبدو منطقيا، لاسيما وأنه سبق وأن تولت قيادات الجيش هذه المهمة وآخرهم الرئيس ميشال عون، كما أن الرجل يحظى بتقدير عربي وغربي كبير جراء المواقف التي اتخذها منذ تفجر الأزمة.

ورفض قائد الجيش اللبناني مرارا دعوات مؤسسة الرئاسة للتدخل وقمع المتظاهرين في موجات الاحتجاج التي شهدها لبنان على فترات منذ تفجر الحراك في 17 أكتوبر 2019.

ووجه العماد عون في أكثر من مناسبة رسائل تحذير للطبقة السياسية من خطورة الوضع، كان آخرها في مارس الماضي حين انتقد في اجتماع له مع القادة العسكريين “السياسيين الطائفيين” في لبنان وتعاطيهم مع الأزمة.

وقال إن الضباط العسكريين جزء من المجتمع اللبناني وهم “يعانون ويجوعون مثل الشعب”، متوجها إلى السياسيين بسؤال “إلى أين نحن ذاهبون، ماذا تنوون أن تفعلوا، لقد حذرنا أكثر من مرة من خطورة الوضع وإمكان انفجاره”.

وأثارت تصريحات جوزيف عون حينها ردود فعل غاضبة من العهد ولاسيما من حزب الله الذي شنت القنوات القريبة منه هجوما عنيفا ضده، وسط محاولات تشكيك في نوايا العماد عون.

ويرى سياسيون لبنانيون أن تحركات قائد الجيش الحالية تصب في سياق حشد الدعم للمؤسسة في ظل العبء الثقيل الذي تواجهه، وأن الرجل لم يظهر حتى الآن رغبة في خوض المعترك السياسي، لكن أي تحول يبقى رهين ما ستسفر عنه الأوضاع مستقبلا.