الاخ عبد الاحد دنحا المحترم, تحية طيبة
لو نظرنا بأعين مفتوحة لوجدنا ان الحشد الشعبي المقدس اليوم ليس تلك الفصائل التي تشكلت على إثر فتوى المرجعية الدينية في النجف. ولم يتغير بين ليلة وضحاها وانما تطورت مع الزمن بعد تدريبه وتسليحه وتقويته أثناء الحرب على داعش ثم تكليفه بمهام مسك الارض في الأراضي المحررة وغيرها والتي اعتبرها قادته تضحيات يستحق الحصول على مكاسب مقابلها.
الحشد اليوم وبعد إضفاء الهالة القدسية له أصبح له كيان (شبه) مستقل له مواقع خارج سلطة الدولة مثل جرف الصخر التي لا يسمح لأهلها وحتى الحكومة من دخولها وأن قادته لهم حجاب فوق القانون العراقي - لاحظ ان عملية القاء القبض على احد القادة الثنائيين بمذكرة صادرة من القانون العراقي أدت إلى احتلال المنطقة الخضراء التي تتمركز فيها الحكومة ومحاصرة منزل رئيس الوزراء لولا التدخلات واتصالات رئيس الوزراء والجمهورية وقادة الكتل السياسية المتنفذة والوعد بإطلاق سراحه والذي تم لاحقا (لعدم كفاية الأدلة) لوصلت إلى شبه انقلاب عسكري والتي صرح رئيس الحكومة أنه (تم حلها بحكمة)!!
اذن القاء اللوم على رئيس الحكومة سواء الكاظمي او غيره ليس صحيحا لأن المس بقيادات الحشد أمر خارج عن إمكاناتهم. اما الصدر فإن مشكلته هي مع الفصائل التي تتنافس معه في مناطق مكاتبه الاقتصادية لذلك لا يهمه القرار السياسي وتغريداته وأقواله هي فقط للاستهلاك الاعلامي (الرجل مسؤول عن إعالة مليون من المقلدين له!)
المرجعية لن تورط نفسها في اصدار فتوى حل الحشد لأن اول اتهام سوف يوجه إليها هو وضع افراد الحشد خارج الخدمة بدون دخل معاشي في ظل الظروف المعاشية الصعبة الحالية. ولكن حتى لو تم الضغط عليها لإصدار هكذا فتوى, فما هي الأسباب التي سوف تدفع هذه الفصائل الى الاستماع لهذه الفتوى؟ هذه الفصائل لاتحتاج مباركة مرجعية النجف لأن لديها مباركة من مرجعياتها الأيديولوجية, او الى اي دعم منها للبقاء والاستمرار. أعطيك مثالا, تستطيع الحكومة اليوم أن تستقطع جزءا من رواتب المتقاعدين والموظفين الآخرين او حتى افراد الجيش العراقي بطرق معينة, ولكن هل تستطيع استقطاع دينار واحد من رواتب الحشد الشعبي لأي سبب كان؟ سوف يقلبون عاليها سافلها كما يقولون!!!!
الحل ليس سياسيا ولا إداريا ولا عسكريا, الحل هو اقتصاديا بالتوجه إلى مصادر تمويله التي هي الركيزة الأساسية للبقاء والتطور, كنت قد تطرقت الى الحل في خلاصة مقالي المنشور حاليا على موقع عنكاوا الموقر التي نصها:
(الخلاصة:
إن عملية حل هذا الحشد بقرار من الحكومة أو المرجعية العليا في النجف او قيادات الأحزاب السياسية الداعمة لها امر مستحيل وذلك لأن لدى الحشد من مصادر البقاء والاستمرار والاستقواء ما لا تستطيع انتزاعه منه أي من هذه الجهات الثلاثة. لذلك أمام الشعب العراقي من الشرفاء والعقلاء والمتنفذين في صنع القرار في يومنا هذا مسؤولية مفصلية بخصوص هذا الحشد (المقدس) الذي أصبح كسلاح منتج حديثا (نعرف أنه يقتل ولكن لانعرف مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه) مسؤولية لنزع صفة القدسية عنه ومراقبة استقوائه وتطوره ومحاولة السيطرة على منابع تمويله.)
انظر مقالي على الرابط التالي:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1019237.0.html