المحرر موضوع: 300 لقاء سياسي للكاظمي: النتيجة لا شيء  (زيارة 778 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31569
    • مشاهدة الملف الشخصي
300 لقاء سياسي للكاظمي: النتيجة لا شيء
رئيس الوزراء العراقي يحتاج إلى أكثر من الجهد الفني لتحقيق أهداف سياسية
العرب

في مواجهة مع "الدولة العميقة"
بغداد - أكد مصدر سياسي مقرب من الحكومة العراقية أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حقق منذ تسلمه رئاسة الوزراء 300 اجتماع مع قوى وأحزاب وكتل برلمانية لمناقشة المستقبل السياسي للبلاد، إلا أنه لم يخرج بنتائج ملموسة تعيد مسار بناء الدولة.

وكشف المصدر في تصريح لـ”العرب” أن غالبية القوى السياسية التي التقى بها الكاظمي كانت تركّز على مصالح الأحزاب والاستثمارات والمشاريع التي تدر عليها الفائدة، ولم تقدم أيّ مشروع سياسي يسهم في إعادة بناء الدولة العراقية وفق مبدأ الحوكمة الرشيدة.

حميد الكفائي: لا حل لمعضلة العراق إلا بإزاحة القوى الفاسدة من المشهد السياسي
يأتي ذلك في وقت قال فيه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إن العراق سيشيّده “الوطنيون” لا الانتهازيون والمتاجرون بخطاب الكراهية والطائفية والعنصرية.

ويدفع الكاظمي في زيارات متتالية إلى المحافظات العراقية وافتتاح مشاريع اقتصادية وخدمية لإعادة المسار إلى عجلة مؤسسات الدولة، فيما يواجه على الجانب الآخر ميليشيات مسلحة تدير ما يسمى بـ”الدولة العميقة” الخارجة عن إرادة حكومته.

ويحتاج الكاظمي أكثر من الجهد الفني لتحقيق أهداف سياسية بعيدة المدى، لكي يتمكن من إخراج العراق من المستنقع الذي سقط فيه بسبب غلبة الفساد.

وقال برلماني عراقي “ربما منّى الكاظمي نفسه خلال مئات اللقاءات بأن يستمع إلى صوت نشاز يقع خارج منظومة الفساد وهذا ما أخفق فيه وسيخفق في كل مرة يحاول فيها أن يقيم علاقة متوازنة مع الأحزاب”.

وتساءل البرلماني الذي فضل عدم ذكر أسمه في تصريح لـ”العرب” هل كان الكاظمي في حاجة إلى كل ذلك الجهد لكي يكتشف أسباب فشل الدولة التي يدير شؤون حكومتها؟

وأجاب “نعم ولا. لا، لأنه ابن العملية السياسية والخبير بكل تفاصيلها منذ البدء وإن كان ينتمي إلى الجهة غير الموالية لإيران بمعنى عدم تناغمه مع ما كانت الأحزاب تقوم به. ونعم لأنه أراد أن يملك الدليل القاطع الذي يواجه به الأحزاب ويعرض أمامها مسؤوليتها عمّا انتهى إليه الوضع في العراق من فوضى ورثاثة وفقر وإفلاس”.

وطالب البرلماني رئيس الحكومة العراقية بأن يعلن للجميع وهم الشركاء في العملية السياسية أنه يعرف أنّ ما يسمّونها بالعملية السياسية ويدافعون عنها كونها دعامة النظام الجديد إنما هي حفلة لتقاسم الغنائم ولا صلة لها بالسياسة ولا بالواجب الوطني. غير أن تلك المكاشفة لن تكون كافية لكي يتغلب الكاظمي على الأحزاب التي تحظى بحماية إيرانية مطلقة.

إلا أن مشرق عباس المستشار السياسي لرئيس الحكومة العراقية أكد أن “لدى الكاظمي إمكانيات كبيرة على العديد من المستويات ولديه هدف محدد، وهو صاحب قرار ولا يتراجع، كما أن لديه رؤية مستقبلية حول العراق ليكون أفضل”.

مشرق عباس: مصطفى الكاظمي لن يتراجع عن بناء مستقبل العراق الوطني
وشدد عباس في أول حوار تلفزيوني معه على أن “الكاظمي لم يقدم تنازلات تمسّ بمستقبل العراق”.

فيما عبّر الباحث والمحلل السياسي العراقي حميد الكفائي عن عدم استغرابه من عجز القوى السياسية العراقية في تقديم مشروع سياسي لبناء الدولة.

وقال الكفائي في تصريح لـ”العرب” لم يفاجئني خبر 300 اجتماع بلا نتائج، فهذا هو واقع هذه الجماعات الفاسدة التي عملت منذ البداية على خدمة قادتها وأتباعها. ولم يكن متوقعا من هذه الجماعات، التي تسمّى خطأ أحزابا أن تتقدم بمشروع لبناء دولة، فهي التي خرّبت الدولة العراقية وهدّمتها ومزّقتها، أولا بتبعيتها لدولة معادية للعراق، وثانيا بجهلها وأفكارها الظلامية التي تنتمي إلى عصور ما قبل الدولة، وثالثا بنهمها وجشعها اللذين لا حدود لهما، ورابعا بتوظيفها الدين والمذهب لخدمة مشاريعها العائلية والشخصية.

ووصف الكفائي من يظن أن خيرا سيأتي من هذه الجماعات الموغلة في الجريمة والفساد والخيانة، بالواهم، مشددا على أنّ لا حل لمشكلة العراق إلا بإزاحة هذه الجماعات من الواجهة والإتيان بطبقة عراقية وطنية تبني دولة عصرية حقيقية تليق بالعراق وتاريخه وشعبه الشجاع المضحّي. وقال “ثورة تشرين مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق هدف بناء الدولة العراقية الديمقراطية العصرية المنسجمة مع العالم الحديث”.