ألأخ الأستاذ ناصر عجمايا
سلام المحبة
سبق وأن عبرت عن رأيي في مسألة التسميات باقتضاب في أكثر من مداخلة وأعيد هنا البعض مما كتبت:
"برأيي أن المحافظة على تعدد التسميات يعني التأكيد على الإرتباط بالجذور. أي ما معناه, وبصريح العبارة, أنه لو استبدلت التسمية الكلدانية والآىشورية بمسمى آخر بحجة الإتفاق على تسمية موحدة لإنهاء صراع التسميات الوهمي, فذلك يعني أن لا الكلدان الحاليون لهم علاقة بالكلدان القدماء, ولا الآشوريون اليوم لهم رابطة بآشوريي الامس أيضاً. لقد حافظت المسميات جميعها على أصالتها منذ مئات السنين, فلتظل كما هي سريان وآشوريون وكلدان.
أنا أتحفظ على كل تسمية تجردني من كلدانيتي التي أتمسك بها اعتزازاً لا تعصباً".
تقليعة التسميات ونحن شعب واحد وما شاكل من معسول الكلام التي بالنسبة لي كلمات حق يُراد بها باطل, هي جميعها من ابتكار سياسيي الصدفة الذين جُل غايتهم الصعود على أكتاف البسطاء والسذج بحجة تحقيق أهداف وهمية تصب في مصلحتهم الذاتية وعشقهم للأنا.
ما هو العيب في أن اكون كلداني أو آشوري أو سرياني أو أي أصل وفصل؟ لماذا عليَ أن أرضى بتسمية مبتكرة لا علاقة لها بحقائق التاريخ؟.
سوف تظل كنيتي "كلداني" ولن أتبع أية تسمية أخرى مهما كان مصدرها ومبتكرها, ولا اقول ذلك تعصباً بل اعتزازاً بما كان يحمله والدي وجدي وكافة أجداي المسجلين, مع كل احترامي وتقديري لما يؤمن به الآخرون.
تفرض الصدفة نفسها احياناً فيسألني ضابط الحدود الأمريكي عند عبوري براً من كندا إلى أمريكا عن أصلي؟ وجوابي له كلداني من العراق. لا يستغرب الضابط إطلاقاً من تعبيري لأن الكلدان معروفون جيداً في مشيكن أمريكا, وكذا العراق غير خافٍ على أي مواطن أمريكي. من دون شك أن الضابط سيعتريه الذهول والإستغراب لو أجبت "كلداني سرياني آشوري" أو "كلدو آشور" أو " نهريني" أو "رافديني" وما شاكل من التسميات الغريبة والهجينة بنفس الوقت.
أشد على موقف البطريركية بالتأكيد على الكنية الكلدانية التي هي مفخرة الكلدان خصوصاً وعراق الحضارات عموماً. فلا يصح إلا الصحيح.
شبعنا من التسمياتِ مللنا ومن لغَطِ الكلامِ قد سئمْنا
فبعضٌ يدّعي الاصولَ إليه وما يلقاهُ من دعمٍ به يهْنا
ولو الأمرُ كما البعضُ يشتهي فالقردُ بالأصلِ منسوبٌ إليْنا
فبئس من شوّه التاريخَ زوراً ونِعمَ ما نحنُ به وما كُنّا
من كلدو أو من آشورَ كلاهما ماضٍ عشقناهُ فخراً وما زِلْنا
لقيطٌ من لا يعرفُ أباً لهُ وعاقٌ من أنكرً الأصلً عليْنا
قطاريةٌ كيْ تلمَّ أهلَنا تاهَ القطارُ وفي الضياعِ فزْنا
على المعبرِ الحدوديِّ من أنا سريانيٌّ آشوريٌّ كِلدنْ نا
مسخرةٌ هذي التي نحن فيها ناهيكَ عن تكلدنّا تأشورْنا
أيُّ ثقافةٍ يصبُّ نبعُها مرارةَ واقعٍ منها ارتويْنا
فرقةٌ ورياءٌ وتناقضٌ وكم من المآسي بها اكتويْنا
متى الصحوة يا شعبَ الحضاراتِ في كلِّ متحفٍ لإرثكمْ معْنا
تحياتي