المحرر موضوع: المسيحيون بين انياب الوحوش الحلقه الثانية والعشرون  (زيارة 632 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
المسيحيون بين انياب الوحوش
او مجازر المسيحيين في تركيا
(جرائم دولة تركيا الاسلامية العنصرية)

1-  معلق الكتاب
الفصل الثاني والعشرون

وليد حنا بيداويد
كوبنهاكن

مكتمل الرجولة وراجح العقل، من ارومة طيبة، نشأ في بيئة متدينة، جده من والده، كاهن خدم الكنيسة بكل اخلاص وتفان، وعمه الخوري فرنسي اليشودان(1928-1987) خدم في دهوك ثم في باريس، وادى خدمات جليلة للكنيسة الكلدانية في المحيط الفرنسي، بتمثيل كنيسته بجداره، مهتما بنشر كتب طقسية، وبجلب ابناء القرى الكلدانية المضطهدة  في تركيا الى فرنسا حيث تشكلت جالية كبيرة محترمة، وحبب التراث الكلداني للفرنسيين ولقن ابن اخيه الذي كلفني بترجمة ما نشره  بالفرنسية  الى اللغة العربية، هذا الكاتب ذو قلم سيال والمؤرخ في الشؤؤن المسيحية  النهرانية، الباحث والصحفي الذي لا يشق له غبار المتعقب لكل ما يخص التاريخ الكلو اشوري، جوزيف اليشوران، المقيم في باريس، مدينة النور، حيث الجو ملائم لحرية الكتابة والنشر والتعبير، وله الفضل في نفض غبار الزمن على مخطوطة مذكرات الاب الدومنيكي جاك ريتوري من اقبية دير السولشوار في الضاحية الفرنسية، ولم يكن من الهين فك بعض رموز تلك المخطوطةـ  لاسيما وان الزمن عيث بها بعد مرور قرابة تسعين سنة على كتابتها، كما ان الايدي استلت بعض صفحاتها وضاع قسم اخر كما اشارالى ذلك المنقب الامين في مستها كتابه نشكر له هذا الجهد الجبار الذي بذله في اخراج هذا الكتاب القييم الذي يسطر صفحات من سيرة شهدائنا الذين سفكوا دمائهم في سبيل المخلص والتي تظهر ايضا بشاعة ما قام به الجزارون ليبقى عبرة للاجيال القادمة ويطالبوا كما طالب الارمن جزاريهم بالاعتراف بجرمهم في التطهير العرقي، وهنا ايضا التقط الكاتب صورة حية عن الابادة الجماعية والتطهير العرقي الذي مارسه الاتراك بحق الارمن والكلدان والاشوريين والسريان، حقائق وان تبدوا جارحة لمشاعر لبعض الاكراد وخاصة اكراد كرمانجية الذين يعيشون في تركيا او اكراد تركيا، والحقيقة الجارحة ان بعض الذين لم تلطخ الكثير منهم اياديهم بدماء اجدادنا وكان شهما وانقذ ارواحا، اما الاكراد الحالييون فلا دخل لهم بما فعله ابناء جنسهم ونبرئهم عن تلك الدماء، كما برات الكنيسة اليهود الحاليين عن الجرم الذي ارتكبه اجدادهم في صلب المسيح الفادي ولكن لابد من ذكر تلك الحوادث الؤلمة، امانة للتاريخ ولكي تبقى عبرة للاجيال القادمة.
ينقل لنا في مستهل كتابه ذكريات حية عن اجداده الذين نجوا من الذبح، الجدة مسكو ابنة هرمز ميخائيل بيث اسرائيل(1902-1972) التي نجت مع والدتها انيسة واخت اصغر منها من مذبحة وسطا، احدى القرى الكلواشورية التي كان عدد نفوسها 520 نسمة والعائدة اداريا الى ابرشية جزيرة اين عمر في منطقة سيلوبي بالقرب من زاخو حيث ذبح في 10 تموز 1915 العديد من اقاربها مع ابيها هرمز، لقت ملجأ امينا في تلكيف، الى جزار نينوى حيث تاصلت بزواجها من رجل من قرية هربول، نجا هو الاخر من مذابح التطهير العرقي واسمه حنا يونان اليشوران (1918 – 1970)