المحرر موضوع: تموز ..... وطقوس العشق والحزن العراقي  (زيارة 299 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تموز ..... وطقوس العشق والحزن العراقي
كتابة : نمرود قاشا
تموز , دموزي , أو دوزي , وهو الشهر السابع في التقويم الغريغوري , وعدد أيامه واحد وثلاثون , وهي لفظة سريانية من أصل سومري - بابلي , وتعني الابن البار , رب الحياة , وأحد حراس بوابة السماء , واله الذكورة والإخصاب في الطبيعة , ويعتبر موته وقيامته احد الطقوس التراجيدية المهمة في أسطورة وطقوس وفلسفة روح إنسان وادي الرافدين , ولعلاقة تموز بحبيبته الإله عشتار ودورها بموته بشكل مأساوي , حيث تقول الأساطير بان شياطين العالم السفلي خطفت تموز , وخلف هذا الحزن حزنا جماعيا كان السبب الرئيسي لان تمتلئ الميثولوجيا والآداب السومرية والبابلية ولا زالت لحد اليوم امتدادا للحزن الأزلي الذي غلف طقوسنا الدينية والحياتية وبمناحات وأساطير وملاحم وطقوس تعزية خاصة بماسي هذا الإله ويتسلل إلى أناشيد أفراحنا أيضا . 
العراقيون القدامى كانوا يستحدثون عملية التخصيب سنويا في احتفال رأس السنة من اجل ضمان الخصب والتكاثر في الإنسان والحيوان والطبيعة , حيث يحتفلون بزواج الآلهة ( انانا - عشتار ) من زوجها ( دموزي - تموز ) لأنه نقطة توقف الإخصاب في الطبيعة وبين البشر . 
هذا الشهر يهابه العراقيون منذ عهد الخليقة , ولا زالوا لحد اليوم , فالتقاليد الشعبية المتوارثة تقضي على كل عائلة عراقية أن تقوم ( أم البيت ) بكسر جرة عند مدخل الدار في بداية هذا الشهر لكي يذهب الشر , وهذا التقليد كانت والدتي حريصة جدا على ممارسته سنويا , وأخذتها عنها زوجتي , فقد كانت تكسر عدد من مواعين الفرفوري عند عتبة الدار دفعا للأذى , ولكن التهجير جعلنا ننسى كل طقوسنا ومن ضمنها هذا التقليد . 
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع , أن زوجتي وقبل ان تهييء للفطور وجدتها تختار عدد من الانية الزجاجية ، وتهم بالخروج مسرعة من الدار ، وعندما استفسرت منها ( شنو القضية ) ابتسمت وهي تشير بان اليوم هو الاول من تموز ، فقد مارست هذا الطقس من خلال كسرها عدد من الآنية الزجاجية عند مدخل الدار , وتفاءلت خيرا , .... عذرا لك تموز.....
تموز يحمل الرقم سبعة , وهذا الرقم مقدس عند العراقيين , أصل الكلمة العبري Shevah واصلها Savah أي يشبع أو يمتلئ , وكلمة Shabbath أو ( شبثا ) وهي تسمية سريانية لا زالت تستعمل لحد اليوم , هو يوم الراحة ومنها كلمة سبت في العربية
فأيام الأسبوع السبعة , والسماوات السبع ,وأيام الطوفان السبعة , ووصايا الله السبعة , وألوان الطيف السبعة ... ويرمز الرقم سبعة في الكتاب المقدس الى الالتحام والكمال وقد ورد ذكره عشرات المرات . من أكثر الأرقام تكراراً (تكوين 7: 2-4؛ رؤيا 1: 20) ويسمى أحياناً "الرقم الإلهي" حيث أنه هو وحده الكامل المكتمل (رؤيا 4: 5؛ 5: 1، 5- 6
فلفظ سبعة وسابع وسبعة  أضعاف وردت في العهد القديم 392 مرة. والمعتقد التوراتي يشير إلى أن الله أتم الخلقة في اليوم السادس وأشبع العالم ولم يعد ينقصه شيء، وفي اليوم السابع استراح الله، لأن كل شيء كان قد تم خلقه حسنا وكاملا، ولا يمكن أن يضاف شيء لما خلقه الله
وفي القرآن ذكر عدد السموات بأنه سبعة والأراضي أيضا سبعة، كما أن آيات سورة الفاتحة سبعة، وان الله وسيظل في ظله يوم القيامة سبعة أيام ،. وفرائض الحج وواجباته سبعة، ويطوف المسلم حول الكعبة سبعة أشواط، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أيضا، وفي النهاية يرمي الجمرات على سبع دفعات، كل دفعة سبع جمرات
ولا ننسى حكومتنا الوطنية وقد جمعت كل العراقيون بتاريخ ميلاد واحد وهو ( الأول من تموز ) , جمعتهم في تموز وفرقتهم احد عشر شهرا , ألا لبؤسها