المحرر موضوع: "الأحـزاب والتنظيمــات الكلـدانية تحت الأضـواء" رسالة الى الأخوة في الكنيسة الكلدانية مع الود  (زيارة 2810 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
"الأحـزاب والتنظيمــات الكلـدانية تحت الأضـواء"
 رسالة الى الأخوة في الكنيسة الكلدانية مع الود


سامي هاويل
13-7-2021

  في البداية وددت كتابة مقالتين منفصلتين، إحداها عن الأحزاب والتنظيمات الكلدانية، والأخرى كرسالة الى أبناء الكنيسة الكلدانية، ولكنني قررت أن أضعها في مقالة واحدة، أقدم أعتذاري للقراء الكرام على طول المقالة ولكن كما يُقال "للضرورة أحكام".


  ربما يسأل سائل! لماذا في الآونة الأخيرة كثرت الكتابات عن النشطاء والتنظيمات الكلدانية فقط؟، الجواب ببساطة لأن هؤلاء اليوم يدفعون بكل ما لهم من قوة نحو تقسيمنا الى قوميات مختلفة، منفصلة عن بعضها البعض، وما يحزننا أكثر هو تمكنهم من إقحام الكنيسة الكلدانية متمثلة بشخص غبطة البطريرك مار لويس ساكو في هذا المشروع. أما إذا كان هناك من يسع خياله ليتصور أنها (هجمة آشورية ضد الكلدان) فهو بالتأكيد إما يوهم نفسه، أو إنه يلعب هذه الورقة المهترئة ليوهم الآخرين بذلك لغايتين، إما طائفية مقيتة متجذرة في عقليته، أو وصولية يبحث من خلالها عن مصدر أسترزاق في ظل الفوضى الكبيرة التي تعم العراق تحديداً. فنحن طيلة السنين الماضية لم نفوت فرصة إلا وأشرنا بإسهاب الى التنظيمات السياسية الآشورية، موجهين لها الأنتقادات الكثيرة، وهنا نقولها ونؤكد كما فعلنا سابقاً، إن التنظيمات الآشورية فشلت في أدائها، وفشلت حتى في الحفاظ على هويتنا القومية، لا بل إنها شاركت في تغييب القضية الآشورية وشل مسيرتها، لن أطيل الحديث عنها أكثر لأنها ليست موضوع هذه المقالة.


  ما كنت أود قوله في رسالتي الى الأخوة في الكنيسة الكلدانية قبل أن ننتقل الى الأحزاب والتنظيمات الكلدانية، هو أننا علينا الأنتباه الى ثلاثة أمور مهمة جداً، ونفصل بينها،  قبل أن نبدأ ببناء تصوراتنا على ما نقرأه أو نشهده على الساحة (ساحة العمل الفعلي)، لأننا بمجرد نجاحنا في فهم وتمييز هذه الأمور الثلاثة  عن بعضها، سوف نفلح في قراءة المشهد بصورة صحيحة، من الضرورة جداً أن نُقدِم على هذه الخطوة، لأن هناك من يتعمدون على التلاعب بهذه الأمور الثلاثة وترتيبها بالصورة التي تضمن خلط الأوراق على الفرد البسيط،  ليتمكنوا من تمرير مشاريعهم التي لا تصب إلا في مصالحهم الخاصة، فأمثال هؤلاء لا يظهرون إلا في هكذا ظرف.  هذه الأمور تتمثل في:

1- الأنتماء القومي
2- الأنتماء الطائفي
3- العمل السياسي

  اُؤكد مرة أخرى على أهمية التمييز بين هذه الصفات إذا كنا فعلا صادقين في نوايانا وتواقين الى الحقيقة، فهناك من يتعمد على أعتبار موقف سياسي لتنظيم قومي معين على انه موقف قومي أو مذهبي معادي، وكما ذكرنا أعلاه يتعمد على خلط الأمور القومية السياسية مع الكنسية لتوفير أرضية جماهيرية له بالأعتماد على الخلافات والأصطفافات الطائفية. 


   لو تناولنا الميّزة الأولى (الأنتماء القومي)، وطبقنا ما هو معروف عالمياً بالعوامل والمقومات التي تميّز القوميات والأعراق عن بعضها، والمتمثلة بــ ( اللغة، الأرض، التاريخ، التراث، والعادات والتقاليد)، فسوف لا يصعب على أي شخص مهما تباينت درجة وعيه أن يتأكد ويصبح على يقين أننا قومية واحدة ننتمي الى ذات العرق، كوننا نشترك بهذه المقومات، وليس هناك شعب آخر في كل المعمورة يشترك بها معنا. ولا يوجد أية عوامل أخرى يمكننا أن نستشهد بها للقيام باي فرز قومي، أما مسالة الشعور القومي فمن السذاجة بمكان أن نعتبره أحد المقومات القومية، لأن الشعور يأتي من خلال التنشئة التي رضعها الفرد منذ صغره، والبيئة والمحيط الذي عاش فيه، فالشعور القومي هو نقطة البداية لدى أي شخص عندما يبدأ بأيلاء الأهتمام بأنتمائه العرقي، وليس بالضرورة أن يكون شعوراً حقيقياً صادقاً، لأنه يعكس تلك التنشئة والبيئة التي تربى فيها، هناك الكثير من الأمثلة لأناس عاشوا بين الأقوام المجاورة لنا، نمى عندهم شعور بالأنتماء الى تلك الأقوام، والأمثلة كثيرة لتؤكد صحة هذا التصور، لهذا فالشعور المجرد من الوعي يكون محط شكوك.


  أما الميّزة الثانية (الأنتماء الطائفي): فكلنا نعلم أننا في بداية دخولنا المسيحية كنا كنيسة واحدة سميت بــ (كنيسة المشرق)، هذه الكنيسة تعرضت الى محاولات عدة لإرضاخها وأحتوائها أوتقسيمها، وقد سهل ذلك رجالاتها من خلال خلافاتهم  وصراعاتهم فيما بينهم لتقسيمها الى طوائف، فتصدعت، وأنفصل أبنائها عن بعضهم البعض فأنقسموا الى مذاهب وطوائف دامت القطيعة بينهم لقرون، وأدى ذلك الى إضعافهم، وجعلهم لقمة سهلة المنال، هكذا دفعوا ثمن الأجتهادات والقرارات الخاطئة لرجال الدين الذين قسموا الكنيسة الواحدة، ولازلنا اليوم أيضاً نواجه هذه العقبة ونعاني من تبعاتها، لأن القائمين على مقدرات هذه الطوائف لم يظهروا الجدية لتوحيدها وإعادتها الى سابق عهدها، كنيسة واحدة موحدة، أما لو نظرنا الى الموضوع من الناحية الأيمانية، فكما يقال ( اليهود صلبوا المسيح، ورجال الكنيسة شطروا جسده الى أجزاء)، ترى ذنب من هو الأعظم؟؟. هذه الكنائس (الطوائف) اليوم تبحث في أنقاض ركام هذه الأمة المنكوبة وخرائبها عن كل ما يصلح أستخدامه لتحقيق المنافع الطائفية، وما صراع التسمية اليوم إلا دليل صارخ على ذلك، علينا الأنتباه الى هذه الحقيقة، لأنه من المخزي والمعيب جداً ونحن نعيش في زمن العولمة والتطور أن نغدوا جميعنا كأسلافنا ضحية أجتهادات رجالات الطوائف، بالنهاية فنحن بصدد تقرير مستقبل وجودنا ومستقبل أجيال من بعدنا.


   أما العامل الثالث (العمل السياسي)، ليس من الصعوبة علينا أن ندركه بشكل تام لحداثته، فأقدم تنظيماتنا السياسية الفعلية هي المنظمة الأثورية الديمقراطية التي تأسست عام 1957، تلاها الأتحاد الآشوري العالمي، ومن ثم حزب بيت نهرين الديمقراطي، والحزب الآشوري الديمقراطي، ثم تلتها أحزاب وتنظيمات أخرى كالحركة الديمقراطية الآشورية، والحزب الوطني الآشوري، وغيرها من الأحزاب والمؤسسات القومية التي لا يسعنا ذكر أسمائها هنا، فليس صحيحاً أن يحسب أي موقف لأي من هذه التنظيمات على أنه موقف شعب بأكمله.


    طالما لازلنا في إطار الحديث عن التنظيمات السياسية، أود الإشارة هنا الى أن جميع هذه التنظيمات القومية التي ذكرناها جاءت مكملة للنهضة القومية التي أنطلقت مسيرتها قبل ـ وأبان الحرب العالمية الأولى، وما تعرضنا له طوال فترة المئة والخمسين سنة الماضية تقريباً من ظلم،  وتهجير،  ومذابح،  وشتى أنواع الأضطهاد، طالت جميع مناطق وجودنا، سواءً كانت القصبات والقرى القريبة والتابعة لنينوى،  أو البعيدة نسبياً في مناطق هكاري وطور عابدين وما يجاورها، أو في مقاطعة أورمية وما من حولها من قرى وبلدات، هذه الأحداث جميعها، يضاف إليها المقاومة للدفاع عن النفس والأرض والوجود التي أبداها أجدادنا طوال تلك الفترة، والكم الهائل من الشهداء الذين سقطوا جراء الهجمات الشرسة التي تعرضنا إليها، دفعت بأتجاه إبراز قضيتنا المشروعة من جديد كأمة مضطهدة، عانت الكثير من الظلم والتهميش، ونشطت العديد من الشخصيات المثقفة للكتابة والتعريف عن قضيتنا القومية، (مثلما نعيد ونكرر دائماً فهذه الشخصيات البارزة غالبيتها كانت من أبناء الكنيستين الكلدانية والسريانية)، هؤلاء النشطاء والأدباء والمفكرين والمناضلين وضعوا اللبنات الأولى لقضيتنا القومية، ورسموا ملامحها، وحددوا  الأسس التي ترتكز عليها، وأعلنوا الآشورية  كهوية، وقضية قومية لشعب منكوب، لهذا نرى جميع التنظيمات السياسية التي أسلفنا ذكرها تحمل في عناوينها وبرامجها السياسية (الآشورية) بأعتبارها الهوية القومية، وليست ولادتها وعملها إلا تكملة للمسيرة التي بدأها رواد هذه الحركة القومية، بينما لم يكن هناك (حينها والى وقت قريب جدا سنأتي لذكره) أي وجود لحراك قومي سياسي مشهود تحت التسمية الكلدانية أو السريانية،  لا شك أن هذه التنظيمات القومية الآشورية واجهت  معضلة الصراع  والخلاف الطائفي، فرغم بعض الخطوات الأيجابية التي حققتها،  لكنها أخفقت في عملها القومي السياسي بشكل عام لأسباب عدة، أيضا ليست موضوع مقالتنا هذه، ولكن ما أسقط شرعيتها هو الآلية التي أتبعتها للتعامل مع الواقع، سواءً كان على مستوى البيت القومي، أو على مستوى الساحة السياسية في سوريا والعراق على وجه التحديد، حيث أخفقت قياداتها في الحفاظ على أستقلالية هذه التنظيمات، ومن ثم أخفقوا حتى في الحفاظ على ما كان قد تبقى لنا،  مروراً بتلاعبهم بمقدساتنا القومية.


   أما بالنسبة الى التنظيمات القومية والسياسية التي نشطت تحت التسميتين الكلدانية والسريانية، فهي بمجملها حديثة الولادة، جميعها تأسست بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق، عدا الأتحاد الديمقراطي الكلداني الذي تأسس خلال سنة تقريباً قبل أنعقاد مؤتمر المعارضة العراقية في لندن عام 2002، ولو تمعنا جيداً في الأسباب التي أدت الى تأسيسها فسوف نجد أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية دفعت بأتجاه ظهور هذه التنظيمات.


1- الأداء الضعيف للتنظيمات السياسية الآشورية خاصة بعد 2003، وتركها لأولوياتها، والتنافس على تحقيق مكاسب حزبية وشخصية في ظل نظام المحاصصة المتمثل بالقوى السياسية التي تحكم العراق الى يومنا هذا، والفراغ الكبير الذي تركته على الساحة القومية السياسية.
2- رغبة الكنيسة الكلدانية للدخول في المعترك السياسي ما بعد 2003 من خلال خلق أذرع لها تحت غطاء قومي.
3- تأثير التيارات السياسية الكردية ذات التوجه القومي العنصري الشمولي، وما ستقدمه الفوضى داخل بيتنا القومي من خدمة لتحقيق مشاريعهم التوسعية، لإبعاد أنظارنا عن ممارساتهم الإقصائية بسبب أنشغالنا بالصراع الداخلي،  وبالتالي تغييب قضيتنا القومية، ووضعها في إطار الأنتماء الديني، هكذا نرى اليوم أنهم يروجون لتعريفنا كمسيحيين ( كما نعلم فالأنتماء الديني لا يشترط المطالبة بالحقوق القومية خاصة مسالة الأرض). أما تنظيماتنا القومية فقد قبلت على مضض الهوية الدينية وها هي اليوم تعمل على ذلك الأساس.


    قبل أن نكمل الحديث عن التنظيمات السياسية الكلدانية، لا بد لنا ان نمر على مسالة مهمة جداً يجب أن نلقي الضوء عليها ولو بشكل سريع.


    ليس خافياً علينا جميعاً التنافس الطائفي بين مختلف كنائسنا، ورغبة القائمين عليها في تقوية مؤسستهم الكنسية بأي شكل كان، هذا التنافس حتى عندما حاولوا ويحاولون الأكليروس إخفائة خلف مواعضهم وتصريحاتهم وزياراتهم الشكلية لبعضهم البعض، التي غالباً ما تتخللها مظاهر التواضع  وروح المحبة والتسامح، ومحاولاتهم إقناع المشاهد والمتلقي إنهم يشجعون ويعملون لتوحيد الكنيسة، بينما على المتابع اللبيب لم  يتمكنوا من إخفاء رغباتهم العارمة بأتجاه تغليب مصلحة الطائفة على تحقيق وحدة الكنيسة، وعلى أساس الخلافات بينهم بات كل ما يتعلق بإحداها، يدخل تلقائياً في صراع مع الأخرى، هكذا نصل الى قناعة إن أحد الأسباب الرئيسية لرفض الأسم الآشوري من قبل الكنيسة الكلدانية والسريانية ليس سببه توجهات قومية، بل هو طائفي بحت،  فعندما تم إضافة "الآشورية" الى أسم كنيسة المشرق ( التقويم الجديد) عام 1976 بالرغم من أن الأكليروس في هذه الكنيسة يوضحون أن سبب إقدامهم على تلك الخطوة كان محاولة للحفاظ على هويتنا القومية، بالرغم من أننا لا نشكك في النوايا، إلا أن الذي حدث أن الآشورية كهوية قومية أُقحمت بشكل أو بآخر في الصراع الطائفي ( بأعتقادي كان مهماً جداً الأنتباه الى أن رجالات الدولة العراقية  في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي تعمدوا على إطلاق تسمية "الآثوريين" على أتباع كنيسة المشرق، واعتمدت بقية الحكومات المتعاقبة هذا المفهوم، من ناحية لتسويف القضية القومية الآشورية وربطها بطائفة معينة، ومن ناحية أخرى  لضمان عدم تفاعل الكنيستين الكلدانية والسريانية مع القضية الآشورية، لأن "الآثورية" أصبحت مرادفة للنسطورية بنظرهم، ولحد يومنا هذا لازال هناك الكثير من أبناء الكنيستين الكلدانية والسريانية يعتبرون "الآثورية والآشورية" مرادفة للنسطورية، أي كنيسة المشرق بتقويميها القديم والجديد.  وعلى هذا الأساس أصبحت الآشورية بالنسبة للكنيسة الكلدانية والسريانية طرفاً في الصراع، وفي فترة التغيير الكبير في العراق بعد 2003، بدأت هذه الأطراف تبحث عن مقومات تؤكد أصالتها لما له في نظرهم من تبعات فيما يخص الحقوق والأمتيازات، لذلك أصبحت المعادلة كالآتي:  أذا كانت كنيسة المشرق الأشورية كنيسة أصيلة وعريقة، وتستمد شرعيتها من الأشورية الموجودة في أسمها، هكذا فالكنيسة الكلدانية أيضا عريقة لأنها تستمد شرعيتها من الكلدانية الموجودة في عنوانها، وهكذا فعلت  الكنيسة السريانية مع ربط ( غير منطقي ) بين السريانية والآرامية لتأكيد العمق التاريخي.

 
   على هذا الأساس تحركت الكنيسة الكلدانية لترسيخ هذا التصور،  ليس فقط بالأكتفاء بالتسمية الكلدانية في أسم الكنيسة وتفعيل التصور بالأنتماء الى الكلديين القدماء،  بل عملت بشكل أو بآخر لدعم وخلق تنظيمات سياسية كلدانية مقابلة للتنظيمات السياسية الآشورية التي يحسبونها على كنيسة المشرق الآشورية(شريطة أن تكون قدر المستطاع مسيطرة على قراراتها).


   بأختصار شديد أيها الأخوة، ما يقال عنه صراع التسميات ليس الحقيقة، لأن التسميات هي واجهة فقط،  بينما الحقيقة هي أننا نعيش صراعاً طائفياً من خلف الكواليس، يقوده رجالات الكنيسة، ووقوده الجهل المستشري، وشحة الوعي القومي بين صفوف جميع طوائفنا، هكذا والحديث يطول عن هذا الموضوع  ولكننا نكتفي بهذا القدر، وننتقل الى التنظيمات القومية الكلدانية.


    لو القينا نظرة على هذه التنظيمات منذ تأسيسها الى اليوم بشكل فاحص ودقيق، سوف لن يصعب علينا أن نكتشف أنها ليست إلا عناوين وأرقام على الساحة، فبمجرد أن طبقنا عليها أُطر وشروط  ومعايير تأسيس الحركات القومية سوف يتجلى لنا ذلك بوضوح تام، كونها لم تتأسس  نتيجة  مخاض  قومي، ولم تولد من رحم معاناة أمة وما تتطلبه المرحلة للأرتقاء بقضيتها القومية، بل نجدها أنها تأسست لدوافع أخرى لا تمت بصلة للشأن القومي، ففي هذه التنظيمات هناك أعضاء في قيادات بعضها كانوا، وربما لازالوا أعضاء في أحزاب كردية!!، والبعض الآخر تأسس بدفع ورعاية رجال الدين!!.


  الأتحاد الديمقراطي الكلداني:
  كما ذكرنا أعلاه فقد تأسس هذا التنظيم في الفترة القليلة التي سبقت مؤتمر المعارضة العراقية في لندن عام 2002، وقد سارعت الأحزاب الكردية على تأمين حضور رئيس هذا التنظيم ليمثل الكلدان في ذلك المؤتمر، كخطوة أولى تمهيداً لإضعافنا وتقسيمنا الى قوميتين.

  المجلس القومي الكلداني:
   هذا التنظيم تأسس بدعم ورعاية مباشرة لغبطة المطران مار سرهد جمو ومعه غبطة المطران مار أبراهيم أبراهيم، وتأكيداً لتحقيق نجاحه وأستمراريته فقد مثله غبطة المطران مار أبراهيم ابراهيم ومعه بعض الأعضاء والشخصيات في اللقاءات مع قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية لبحث مسالة التسمية في بداية ومنتصف عام 2003، تمهيدا لعقد مؤتمر التسمية المشؤوم الذي أنعقد في أواخر تشرين الأول من نفس العام، يجدر الإشارة هنا الى أن هذين الطرفين اللذان أجتمعا وأتفقا، لم يدم أتفاقهما طويلاً، بدليل ما شهدناه من خلافات وصراعات بين الجانبين، خاصة الأتهامات المستمرة منذ الفترة بعد أنعقاد المؤتمر، والى يومنا هذا من قبل الطرف الكلداني ضد الحركة الديمقراطية الآشورية.

  المنبر الديمقراطي الكلداني:
    تأسس هذا التنظيم بعد 2003، هذا التنظيم وجدوا بعض أعضائه في التسمية المركبة محطة وسطية مناسبة لهم، يمكنهم الأحتماء فيها، والأنطلاق منها لبناء قاعدة جماهيرية، ولكن بعد أن تعرضت تلك المحطة التي راهنوا عليها الى التصدع، أصبحوا يبحثون عن أرضية جديدة تمكنهم من الأستمرار لذا، نرى دائماً تذبذب في مواقفهم وتوجهاتهم.

   الرابطة الكلدانية:
   تأسست هذه الرابطة برعاية ومباركة غبطة البطريرك مار لويس ساكو لتكون ذراعاً سياسياً للكنيسة الكلدانية، حيث شهدنا الدور الكبير الذي لعبته الكنيسة في مختلف البلدان لفتح فروع لها ودفعها لتكون أحد أطراف المعادلة، الجدير بالذكر أن أحد أسباب تأسيسها كان الصراع الدائر بين مطراني أميركا مار سرهد جمو ومار ابراهيم ابراهيم مع غبطة البطريرك مار لويس ساكو، فكانت محاولة من غبطته لمسك زمام الأمور، والسيطرة على القرار داخل الكنيسة، من خلال كسب عطف أبناء الكنيسة الكلدانية، وأستقطاب ما يمكن أستقطابه من النشطاء الكلدان، الذين خيّب آمالهم مشروع النهضة القومية الكلدانية الذي أطلقه مار سرهد جمو، ولكن على ما أعتقد أنطبق على غبطة البطريرك مار لويس ساكو المثل الشعبي القائل ( أنا من جلبت الدب الى كرمي ) طبعاً الأمثال تُضرب ولا تُقاس، حيث على ما أعتقد هؤلاء النهضويون من دفعوه ليتخذ خطوات نحو الأنشقاق وتقسيمنا الى قوميتين، بعد أن كانت مواقفه سابقاً مختلفة تماماً، وبعيدة عن اية نوايا بأتجاه أستحداث قومية جديدة.


   بالعودة الى قولنا أن هذه التنظيمات تفتقر الى أدنى مقومات الأحزاب والمؤسسات القومية، فلو بحثنا بين جميع أعضائها بدأً بقياداتها وصولاً الى أصغر عضو فيها،  لن نعثر على واحد منهم فقط، اُؤكد هنا (ولو عضو واحد فقط)، له تاريخ أو نشاط قومي كلداني سابقاً!! لا بل هناك من بينهم الكثير ممن لا يتقنون التحدث بلغتهم الأم، وإذا كان هناك من يتحدث بها، نجده لا يتقن قرائتها أو كتابتها!! إلا ربما القليل النادر بينهم، في الوقت الذي تكون اللغة أحد الركائز القومية المهمة، بأعتبارها ترمز الى هوية الفرد القومية أينما كان يعيش، أعتَقَدَ القائمين على هذه الأحزاب والمؤسسات أن خلق أمة جديدة لا يحتاج الى أكثر من رسم وإعلان علم قومي، ووضع تاريخ جديد لرأس سنة قومية، والبحث عن فاجعة لإعلانها يوم الشهيد.


   لو ألقينا نظرة على نشاطاتهم  ومواقفهم على الأقل تجاه ما أصاب البلدات والقرى ذات الغالبية الكلدانية من مظالم وأنتهاكات وتهجير وقتل طيلة العقدين الماضيين، فلن نجد حتى لو كان موقفا أعلامياً يمكن أن يرتقي الى حجم المأساة التي وقعت على من يعتقدون أنهم يمثلونهم قومياً!!. ففي الأنتخابات العراقية عام 2005 عندما عمدت أطراف كردية على سرقة صناديق الأقتراع الخاصة بسهل نينوى، لم نسمع حسأ لأحد هذه التنظيمات، ألم تكن تلك الحادثة (مذبحة سياسية؟؟)، بينما من تحركوا وأصدروا بيانات وقاموا بتعبئة الجماهير، وقاموا بالتضاهر تنديدا بتلك الممارسة الخبيثة في مختلف بلدان المهجر وحتى في الداخل، كانت التنظيمات القومية الآشورية ومعهم نشطاء قوميين آشوريين!!.


  وعندما أجتاحت داعش قصباتنا وقرانا في سهل نينوى، لم نشهد موقفاً جريئاً يُشهد له بدر من هذه التنظيمات التي تعتبر نفسها قومية كلدانية!!،  فقط تمكنوا من جمع عدد قليل من مؤازريهم حاملين أوراق عليها العلم الكلداني، فقط  ليظهروا  (مثلما يقال، تسجيل حضور) المشاركة  في المظاهرات الكبيرة التي عملت على إقامتها التنظيمات القومية الآشورية ومعهم النشطاء القوميين من الشباب الآشوري.


   أما الأغرب، فهو عندما بحثوا ( مفكري ) هذه النهضة القومية عن فاجعة ليعلنوها يوماً للشهيد الكلداني، وقع أختيارهم على مذبحة صورية، هذه القرية التي أرتكب فيها المجرم عبدالكريم الجحيشي الضابط السابق في الجيش العراقي مذبحة بحق أبنائها،  ولكن عندما قامت السلطات الكردية قبل أعوام بنقل رفات أولائك الشهداء من اربيل الى قرية صورية، تعمدوا على لفها بالعلم الكردي!! أيضا بحثنا حينها في وضح النهار وفي ظلمات الليالي حاملين مشاعلنا بحثاً عن تنظيم قومي كلداني واحد ليستنكر عملية تكريد شهدائنا، فلم نعثر على أحدهم!!، هنا أيضا تجدر الإشارة الى أن التنظيمات القومية الآشورية طيلة العقود الماضية دائماً جاءت على ذكرها الى جانب مجزرة سميل وبقية الفضاعات التي تعرضنا إليها، بأعتبارها عمليات تطهير عرقي أرتُكبت بحقنا، في الوقت الذي لم يكن أحداً من أعضاء جميع التنظيمات الكلدانية يعير أهتماماً بالحادثة.


  بالإضافة الى القليل الذي أشرنا إليه أعلاه، ما يلفت الأنتباه هو أن هذه التنظيمات لم تطرح يوماً مشروعاً قومياً كلدانياً باعتباره من أولوياتها كتنظيمات قومية سياسية!!، وليس لها أي سقف بسيط لمطالب قومية كلدانية!!، وإنما كل ما فعلته طوال السنين الماضية منذ تأسيسها والى اليوم، هو أنتظار أية فرصة تمكنهم من تقليد أي نشاط  قومي آشوري، فنجدهم جالسين يقتنصون اي حراك سياسي تعمل التنظيمات والمؤسسات القومية الآشورية عليه لذكر الشعب الآشوري فيه، لينطلقوا بسرعة البرق معترضين على عدم ذكر التسمية الكلدانية الى جانب الآشورية، يصاحبها صيحاتهم العالية مرددين شعارهم المعروف، بأن التيارات الآشورية تقوم (بتهميش الكلدان وإلغائهم)!! إنهم حقا كما يقول داعميهم ومؤيديهم من النشطاء الكلدان بأن نشاطهم مبني على أساس ردة فعل لكل حراك آشوري، ففي البداية ولأن هناك علم قومي آشوري، قاموا بإعلان علم قومي كلداني، ولأن هناك سنة آشورية، قاموا بالمقابل  بتحديد تاريخ جديد للسنة الكلدانية مع إبقاء الأحتفال كما هو في الأول من نيسان، ولآن هناك يوم الشهيد الآشوري، فحددوا يوم الشهيد الكلداني، وأينما تم ذكر الشعب الآشوري عملوا كل ما في وسعهم لألصاق التسمية الكلدانية بجوار الآشورية ولكن؟؟ مع ضمان (الواوات بينهم؟؟؟).


  هكذا يبدو لي إن هذه التنظيمات لا يمكنها الأستمرار بعيداً عن الحراك القومي الآشوري، وإذا لم تتلقى الدعم من الكنيسة الكلدانية أو اطراف خارجية، فلن تدوم إلا لبضعة شهور على أبعد تقدير.


   إننا  نرى هذه الأيام بوادر حراك للأسف مدعوم من غبطة البطريرك مار لويس ساكو لتقسيمنا الى قوميتين منفصلتين؟، من المؤكد  ليس بإمكاننا فرض آرائنا على أية جهة قومية أو كنسية، ولكننا لن ندعم أية خطوة نحو تقسيمنا الى قوميات، بل نرفض ذلك رفضاً قاطعاً. آملين أن يرتقي الجميع الى مستوى المسؤولية التاريخية، فلا يمكن أن نتهرب من مواجهة إشكالاتنا، لنذهب الى أتخاذ قرارات خاطئة تجعلنا نندم عليها في المستقبل.


   أختم هذه المقالة لأشير الى جميع أبناء الكنيستين الكلدانية والسريانية ممن يعتزون بأنتمائهم الكنسي، ويفتخرون بأنتمائهم القومي الآشوري، ما يلفت الأنتباه هو أننا لو نظرنا الى هؤلاء الأخوة ، نجدهم جميعهم بالمطلق من المثقفين والواعين والمهتمين بالشأن القومي منذ فترة شبابهم، ولدوا في بيئة كنسية طائفية، ولكنهم لم يدخروا جهداً للبحث والتقصي المجرد من العاطفة عن حقيقة أنتمائهم القومي، هؤلاء الجنود المجهولين الذين نكن لهم كل التقدير والأحترام حقيقة تُرفع لهم القبعات، فبالإضافة الى  معاناتهم  جراء ما يلفقه بحقهم الطائفيين الكلدان والسريان من إساءات وأتهامات، نجد في الطرف الآخر البعض ممن يتبجحون بآشوريتهم وكأنهم أولياء  على الأمة الآشورية،  يتطاولون عليهم وينعتوهم بأوصاف مسيئة، ويلقون عليهم باللائمة؟؟ ومن ثم يدرّون عليهم النصائح القومية، وكأنهم يخاطبون تلاميذ في المرحلة الأبتدائية!!! يا لها من مأساة، أقول لهؤلاء القوميين الآشوريين الغيارى، الشرفاء من أبناء الكنيستين الكلدانية والسريانية، هنيئاً لكم وأنتم في أيمانكم بهويتكم القومية تسيرون اليوم على حد السكين دون مورابة أو تردد، أنتم فخر هذه الأمة، ستظلون دائماً في القلوب، وإذا كانت تخيم اليوم على هذه الأمة المنكوبة الظلمات،  فحتماً غداً ستشرق شمسها من جديد، إنها مرحلة وستزول وتنتهي، وستفتخر وتحتفل  الأجيال بكل مخلص أبى أن يرضخ لواقع مرير فرضه علينا ظرف مرحلي زائل، إن لم يكن اليوم فحتما في الغد القريب.
   


غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سامي هاويل المحترم
اعتقد انها اول مرة ارد علئ مقالتك ولكن ساتيك بمثل من الكتاب المقدس الذي ينطبق ومطلبك الذي لايختلف عن الزيوان المتغلغل بزراعة الحنطة والذي فحواه:
 مثل  الحنطة والزوان –  (متى13: 24- 30، 36- 43)

24قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً زَرَعَ زَرْعاً جَيِّداً فِي حَقْلِهِ. 25وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُّوُهُ وَزَرَعَ زَوَاناً فِي وَسَطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَراً حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضاً. 27فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ أَلَيْسَ زَرْعاً جَيِّداً زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟. 28فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هَذَا فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29فَقَالَ: لاَ! لِئَلَّا تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. 30دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى الْحَصَادِ وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَنِي».انتهى المثل.
 وعليه وكفكرة التي تنشدونها وليس كشعب مسكين مغلوب على امره، ومنذ هجولته وتشريده من مناطق سكناه في تركيا وايران واخرها العراق..  وهذه الفكرة التي زرعها الانكليز تركناها تنمو لتكبر مع الحنطة والتي ان الاوان لقلعها من شعبنا وان اختلفت تسمياته الحالية، ولكن ستتوحد وتعود وكما كانت قبل قرن ونيف.
الكلدان المنطلقين مع ابينا ابراهيم من اور الكلدانية في طور الصفاء من براثن الزيوان.. تمنياتنا الخير للجميع

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سامي هاويل المحترم

تحياتي

مقالتك الثانية خلال ايام قليلة ومقالات غيرك الكثيرة خلال نفس الفترة المحدودة تظهر   هول الصدمة التي اصابت المتشددين من اخوتنا الاشوريين بعد الرسالة التي وجهها غبطة البطريرك مار لويس ساكو الى رئاسة برلمان اقليم كوردستان  لتسجيل اسم الكلدان بصورة مستقلة عن بقية الاطراف المسيحية في العراق.

مقالتك الجديدة التي تحوي الكثير من الكلام المعاد والتناقضات والمغالطات لا مجال للتطرق اليها لاني لا احب الاطالة واومن بالمبدأ القائل خير الكلام ما قل ودل . خلاصة اللف والدوران الكثير الذي  سطرته يتركز حول كون الجميع بمختلف تسمياتهم اتباع للقومية الاشورية وهذه هي الغلطة القاتلة لكل توجه وحدوي.

الاشوريون حول العالم قد لا يتجاوز عددهم المليون نسمة ومع ذلك نرى ان لديهم عشرات الاحزاب والتنظيمات السياسية المتناحرة فيما بينها في حين ان الولايات المتحدة الامريكية بعظمتها لها حزبان رئيسيان فقط كما لدى الاشوريين اكبر عدد من المطربين وغيرها من النشاطات الاجتماعية والانكى من ذلك فهم منقسمون الى كنيستين ولهم بطريركان.

قبل ان تطالبوا الاخرين بالانضمام اليكم يجب ان تقوموا بترتيب بيتكم الداخلي حتى يتشجع من تفرضون عليهم الاخوة والوحدة غصبا للقبول بطروحاتكم غير الواقعية.

غير متصل oshana47

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1118
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد سامي هاويل مع كل التقدير
بذلت جهدين ثمينين لأ تعوض بالاموال ولأ بالانفس ، وشكرا عليهما وباركك الله لخدمة اسمه في جر قلمك كما يقال . واسمح لي بالرد على الاخرون

السيد عبد الاحد قلو المحترم
السيد سامي شرح ما فكر به عن الموضوع الذي اختاره وبين فيه جميع قضايا هذه الامة التي ابتلت بالانشطارات المذهبية والتسموية والحزبية من غير تحريف ، ولكن الذي اطلبه منك أن تظهر لي صور شخص كلدي من بابل والذي تمثله بالحنطة ( الاية من الانجيل التي كتبتها ) التي انتجها ابناءكم في بابل أو كلمة أو حرف ( قاموس كلدي ) من لغتهم الكلدية التي تكلموا بها واليوم تصيروها لغتكم التاريخية . أم زيواننا فصورهم ما اكثرهم وكتاباتهم ونقوشهم لأ تسعها متاحف العالم . فاعتقد الذي لأ يظهر صور رجل من قومه البابلي ( كشخصية كلدية لنتعرف عليها ونميزها عن البقية )  ولأ كلمة من لغتهم لأن التسمية التي يحاول بالشعور الانتماء اليها لآ وجود لها اليوم ، لآ تمدح نفسك وتلحق القرف بغيرك . شكرا
اوشانا يوخنا                  13 / 7 / 2021

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي الأخ عبدالأحد سليمان المحترم
منذ سنوات أُتابع حضرتك ومعك مجموعة من الذين يعلقون على المواضيع المطروحة في هذا المنبر، كم أتمنى أن أقرأ لكم مداخلة تصب في صلب المواضيع التي تعلقون عليها ولكن للأسف، تكاد تخلو جميعها عن هذه الميزة، لا بل للتو بعد أن يقرأها المتابعين يشعرون بمدى هول الكراهية التي تحفل بها تعليقاتكم، ورغبتكم العارمة في الأستعانة بمختلف عبارات الإساءة لمن تختلفون معه في المذهب والطائفة، إن هذا يؤكد للقراء مدى أفتقاركم الى الوعي القومي، ويكشف أنعدام أهتمامكم بالأمور القومية طيلة سنوات حياتكم، ربما لا تنتبهون، ولكنكم بمداخلاتكم وتعليقاتكم التي هي على هذه الشاكلة إنما تسيؤون لشخوصكم، وتكشفون مدى تشبثكم بالفكر الطائفي وأستحالة إمكانيتكم تحطيم شرنقته التي تحيط بكم، ليقودكم ذلك الى أعتقادكم أن الآشوريين هم ألد أعدائكم!! لأن بنظركم (الآشوري يعني النسطوري)!!، هذه هي العقدة التي لا تستطيعون التخلص منها، والتي تقودكم لتجعلوها المعيار (المقدس) الذي تنطلقون منه. على سبيل المثال أتمنى لو تعود وتقرأ مداخلتك أعلاه على هذه المقالة، وتطبق عليها معايير الحوار الرزين والمتمدن، هل تُرى تنطبق عليها هذه المعايير؟؟ بالتأكيد كلا. بينما ليس من الصعب على من يطالعها ولو على وجه السرعة ليكتشف ببساطة شديدة كيف تفوح منها روائح الفكر الطائفي المشبع بالكره لكل ما لا يتلاقى معه.

أخي العزيز عبدالأحد
الصدمة التي تعتقد أنها أصابتنا لا وجود لها إلا في مخيلتك، أنما ما يقودنا الى الكتابة هو حزننا العميق على هذه المحاولات الرامية الى تقسيمنا الى قوميات مختلفة، إن كنتم تعتقدون أن هناك الكثير من أبناء الكنيسة الكلدانية ممن يؤيدونكم على أساليبكم هذه فأنتم مخطؤون تماماً، لا بل تصرفاتكم هذه تعتبر إساءة اليهم، لأن هناك في الكنيسة الكلدانية الكثير من المثقفين، حتى لو لم يكونوا مهتمين بالامور القومية ولكنهم يمتلكون القدر الكافِ من الثقافة العامة التي تجعلهم يتقززون كلما وقعت أنظارهم على مداخلاتكم هذه، وأنتم تتحدثون وكأنكم أولياء أمور أبناء هذه الكنيسة، والحراس الأمناء عليها؟؟ 

أتمنى لو تصرف بعض الوقت فقط لتقييم مداخلاتك ومداخلات زملائك، لا حاجة للعودة الى تعليقاتكم على المواضيع القديمة، بل فقط أَعِد قراءة تعليقاتكم على المقالات المنشورة في الأيام القليلة الماضية؟.

مرت سنوات عديدة وأنتم لا تغيبون عن هذا المنبر حتى لو مدة نصف نهار، ما يلفت أنتباهي هو أنني لم أقرأ لأحدكم موضوعا يتناول الشأن القومي بشكل جدي ومستند على معطيات وحقائق لا تقبل الشك، ولم أقرأ لكم ولو محاولة بسيطة تعبر عن رغبتكم في توحيد صفوفنا عبر الأتيان بطرح منطقي يمكننا النظر فيه لربما يكون مخرجاً حقيقيا لأزمتنا!!. هل لكم أن تعطونا رابط لهكذا موضوع طُرح منذ أن وطأت أقدامكم هذا المنبر والى اليوم لكي نبحث فيه ونناقشه؟ أنا لا أعتقد بأمكانكم القيام بذلك.

أنظر مداخلتك أعلاه كيف تحاول أن تخفي ميولك الطائفية بحشرها في إطار قومي، ولكنك تعود لتكشف حقيقة تلك الميول بالتحدث على هواك عن تعداد الآشوريين ( طبعا هنا تقصد النساطرة) حول العالم! وتعود لتقف على مسألة الطائفية وتشير الى الأنشقاقات الكنسية!!.

عزيزي عبدالأحد سليمان! عندما أقرأ عجزكم عن مقابلة الحجة بالحجة في تعليقاتكم على المقالات التي تتناول الشأن القومي الآشوري، خاصة التي  تؤكد حتمية أنتمائنا جميعاً الى ذات العرق القومي، هل تعلم ما يثير أستغرابي وأسفي عليكم؟، هو التعبير السطحي جدا، والتهرب الواضح من المناقشة من خلال الأستعانة باسلوب تسقيط المقابل، ومحاولة تسويف الموضوع باية وسيلة كانت، وإخراجه عن سياقه وجوهره.

أنظر مثلا عندما قرأت ردك هنا، والذي لا تختلف فكرته عن غالبية الردود لبقية زملائك، شعرت وكأنكم تعتقدون أننا متسولين قادمين إليكم لطلب المساعدة لأجل شجار في مقهى لأننا نفتقر الى عامل العدد!!!. لا عزيزي الأمر ليس كذلك، ما نحن بصدده أسمى وارفع بكثير مما تتصورون، وأبعد من أن يهبط الى هكذا مستوى.

إن كنتم فعلاً غيورين على أعتبار التسمية الكلدانية هوية قومية لكم، وحريصين على مبادئكم هذه، ولستم مجرد تقضون أوقات فراغكم هنا، فعليكم أن تعيدوا النظر في أسلوبكم وطريقة حواركم، إما أن تناقشوا المواضيع القومية المطروحة بأسلوب حضاري ومنطقي ورصين، أو أن تلتزموا الصمت، وتُفَضِلوا العودة للبحث عن الأمور القومية خارج إطار الطائفة، لأنكم بتصرفاتكم هذه إنما فقط تسيؤون الى أنفسكم، كما الطائفيين في بقية الكنائس. على كل حال، أشكر مرورك، صدقاً أتمنى أن تعيدوا النظر في مواقفكم لما له من منفعة لكم. 

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي سامي ،
ردك على الأخ عبد الأحد سليمان هو في منتهى الدقة والروعة .  اعترف انه ليس لي قابليتك في الكتابة ولا أستطيع أن اجاريك في الثقافة القومية، وأشكرك انك استطعت عن تعري الأخ عبد الأحد من ترسبات الطائفية المذهبية المقيتة التي دمرت قومية السورايي على النطاق القومي لنا  ودمرت عراقنا على النطاق الوطني.
وانا اقول للأخ عبد الأحد سليمان ان يراجع مسيحيته ، لاني حقاً أشعر انه بكل أسف ومن خلالها يضمر حقد دفين على إخوته ممن يحسبهم نسطوريين. اتفق معك ان مؤشر القومية عنده هو نحو الصفر وقد لاحظت هذا من زمن بعيد، ولم اناقشه بهذا لاني لم اكن اريد ادخل في جدال معه من اجل الحفاظ على الأخوة المسيحية، والا ماذا تتوقع من من شخص يدعي ان كلمة سورايا تعني مسيحي وربما جاءت من اسم سوريا التي وجد فيها المسيحيين.!!! هذا من دون أن يفكر ومن أين جاء اسم سوريا. حين قرأت هذا الرد له تيقنت انه فارغ من الثقافة القومية. إني ادعوه هنا للغرف من الثقافة الغير المنحازة، ويحلل  الأمور بواقعية ولا يعتمد  على تنشئته الأسرية التي من الطفولة زرعت في مخه الحقد لكل ما هو مخالف له.

 املي معك ان يراجع الأخ عبد الأحد ردوده كي لا تكون مجحفة وغير مقبولة حين توزن في ميزان المنطق.
عزيزي سامي بودي ان اقتبس كل فقرة كتبتها في هذ الرد الرادع، ولكن لأجل الأختصار سأكتفي بهذا:
"أنظر مداخلتك أعلاه كيف تحاول أن تخفي ميولك الطائفية بحشرها في إطار قومي، ولكنك تعود لتكشف حقيقة تلك الميول بالتحدث على هواك عن تعداد الآشوريين ( طبعا هنا تقصد النساطرة) حول العالم! وتعود لتقف على مسألة الطائفية وتشير الى الأنشقاقات الكنسية!!."
سَلِمَ قلمك المعبر عن ثقافتك العالية،
                   حنا شمعون / شيكاغو


غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز سامي هاويل المحترم
تحياتي
في ردي المرقم ٥٥ على مقالتك السابقة ومداخلتي اعلاه على هذه المقالة اوردت نقاط محددة لم تجب على اي منها وعلى مايبدو لانه لا جواب لك وبدل اجابتي على تلك النقاط دخلت في العموميات التي لا علاقة لها بتلك الملاحظات وكنت اتصور اني اتحدثً مع انسان متضلع في القضايا القومية والسياسية .
اخي سامي اذا كنت تريد الاستمرار معي فارجو ان تكون موضوعيا في كتابتك وان تبتعد عن العموميات وفيما يلي بعض الملاحظات التي امل ان تفيد في تغيير بعض المفاهيم .
تتهمني بالطائفية وهذه تهمة باطلة لاني في جميع كتاباتي اوضحت باني امقت الطائفية.
نظرتي الى القومية هي كونها اختيارا شخصيا عن قناعة ذاتية لا يمكن ان تفرضها جهة على جهة أخرى  والقومية بحد ذاتها صارت في العالم المتمدن سلعة منتهية الصلاحية والعلاقة بين البشر اصبحت ثقافية واقتصادية عكس ما هو الامر لدى الشعوب المتخلفة مثلنا حيث اصبحت واسطة للفرقة والنزاعات نتغدى ونتعشى بها .
ما يقوم به المتشددون من الاخوة الاشوريين من مزايدات وانت احدهم مع كل الاسف هو نعرات عشائرية ولا علاقة له بالقومية التي يجب ان تترفع عن المزايدات والمهاترات ومحاولة الاحتواء وفرض الرأي.
من ابسط مقومات القومية ان يكون للمنادي بها وطن ينتمي اليه وهذا ما نفتقر اليه لاننا كالغرباء في وطن الاباء والاجداد الذين ندعي الانتماء اليهم ومن مقومات القومية وجود لغة ونحن لا لغة لنا بعد  زوال الاكدية واللغة التي نتفاهم بها هي السريانية.
الامر الاكيد هو ان الاخوة الاشوريين قد سبقوا الكلدان في المنادات  بالقومية بزمن طويل ولكن المحصلة النهائية التي توصلوا اليه كانت تعرضهم الى نكبات كان من الممكن تلافيها لو لم يكن هناك غلو في التعامل مع الواقع المر الذي نعيشه مثل المذابح التي جرت ضدهم سواء في تركيا او ايران او مذبحة سميل .
وبمناسبة ذكر مذبحة سميل قد يكون من المفيد ان اذكر ما سمعته شخصيا من المرحوم والدي وكان في ذلك الزمان في شبابه ان قادة الاشوريين (ملكيه) الذين كانوا في طريقم الى سميل لاجراء المفاوضات مع الحكومة العراقية حول ايجاد ملجأ قومي للشعب الاشوري قضوا ليلتهم الاخيرة في ضيافة اهل قريتنا (مار ياقو) القريبة من سميل وقد الح عليهم اهل القرية والاباء الدومينيكان  بعدم الذهاب الى سميل لانهم يشكون بوجود مؤامرة مبيتة ضدهم لان مثل هذه المفاوضات يفترض ان تتم في بغداد من قبل من لهم صلاحية الحل والربط في الدولة وليس مع عسكري مغامر مثل بكر صدقي غير ان هاؤلاء الملكيه لم يسمعوا للنصيحة وقرروا الذهاب وكان بعدها ما كان والتفاصيل معروفة.
ارجو ان نكون واقعيين في طروحاتنا.

الاخ حنا شمعون
احترم اختيارك حين تعتبر نفسك اشوريا وانت ابن مانكيش الكلدانية واظن ان اجابتي اعلاه للاخ سامي تشمل البعض من النقاط التي ذكرتها غير اني ارجو ان تذكر ما يثبت ادعاءك حول اتهامي  بالطائفية كما ارجو ان تبتعد عن الشخصنة والتربية العائلية لان هذا امر  خاص  لا علاقة له بالموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي عبد الأحد، انا ابد لم اقصد الشخصنة والتربية العائلية، انما هذا الذي سمعناه مؤخراً ان الكلدان هم كلدان  بسب نشأتهم العائلية. في مفهومك انا كلداني وفي نشأتي لم اكن اعرف قوميتي بل كنت اعرف كثلكتي التي كانت نقيض الآثورية( النسطورية) وهكذا كما ذكرت مرة انه طيلة حياتي في العراق( أكثر من ٢٥ ) سنة لم ادخل كنيسة نسطورية مثلما لم ادخل جامع . الدخول الأول بسبب تنشئتي والدخول الثاني هو لانه لا مدعاة لذلك.
حين دخلت اول مرة الى كنيسة اثورية أدركت ان الصلوات والمحيط هو نفسه الذي كان في ذاكرتي من منكَيشي وخاصة سحب الستارة والصلوات المشتركة، لا خو مارن ، قديش قديش، نوشاثان لحذاذي. حينذاك أدركت ان تنشئتي الدينية بهذا الخصوص كانت خاطئة.
عذراً للأطالة، وأرجو أن تقبل سلامي الأخوي، وانا متفق معك مائة بالمائة ان القومية خيار شخصي لكن على الأسس ( المقومات) الصحيحة.

    حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز سامي هاويل المحترم
ساخرج عن موضوع مقالاتك لو سمحت  لي
فقد نشرت في صفحة الأدب  حادثة  حقيقية عن سميل  وما كتبته منشور في الصفحة  ‏الرئيسية في موقع عنكاوا
وهذا هي أحدى   القصص   منما  جرى  في سميل
واسمها سميل … المجزرة
أحببت ان اشارككم فيها لانكم ذكرتموها وكتب عنها الاخ  عبد الاحد سليمان بولص  مشكورا
—————————————

في يوم السابع من شهر أب الحزين
أتت مدرعات  الى قريتنا ورأينا جنود مسلحَيْن
وسمعنا  صوت جارتنا شميران    تصرخ ... ساعدوني ... ساعدوني
 حاولت  انا وأختي  مساعدة أمي المريضة كي نهرب
 ولكنها كانت متعبة لا تستطيع ان تتحرك
وقالت .....   لا تتركوني
سمعنا صوت  إطلاق رصاص في الخارج
وبعد  لحظات  كسروا الباب
ودخلوا باحة الدار حاولتُ  مواجهتهم فشتموني
  واحطوا بِنَا  ونحن نرتجف   خوفاً   
توسلت أمي وقالت اتركونا لا تطلقوا   ... النار  أتوسل إليكم
وصاحت جدتي  وأعصابها مشدودة .. يا أولاد  العار
اتركوا  هولاء  الصغار اتركوهم
 أنا  مكانهم  وافديهم   ....  فأقتلوني   

لكن  رغم  هذا لم  يرحمونا
وأطلقوا النار على أمي وجدتي
وأصابوا  أختي  برأسها  وكتفها
ورصاصة اخرى جاءت في قدمي
وبعدها سحبوني الى خارج الدار
 بعد ضربي  با اخمس البندقية
‏سألوني
 عن رجال القرية  واين هم ؟
ولكن من هول الصدمة والمصيبة
والدماء التي كانت تنزف من
رأسي وقدمي  ...     
وقّعت أرضاً  ... وفقدت الوعي   
فكروا  أني  مُت ...   فتركوني
وبعدها  حرقوا  بيتنا
وبقيت  يتيم  ،    مقعد
بلا أهل  .. محروم     
وبعد المجزرة   جاء بعض الاقارب
والى قرية  القوش الابية
 رحلت مع  بعض من  بقى من أهل القرية
وهنالك  لم  تسعفني إصابتي
فتمرضت واقتربت  ساعة  موتي
فطلبت  منهم  أن   يأخذوني  الى سميل الشهيدة
وبجانب  أمي  وأهلي  طلبتُ   أن   اُدفن بقربهم  بجانبهم   براحة وسلام   
عسى ان يجمعني تراب  سميل معهم بعد إن افترقنا في الحياة  .   
       .

——————————
جاني
والبقية تاتي

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بدايةً لابد لي أن أعتذر من القراء الكرام على هذه المداخلات الطويلة، ولكنني أجد صعوبة كبيرة في أختصارها، والسبب يعود الى طبيعة التعليقات التي نضطر للإجابة عليها، مثلما هي مداخلات الأخ عبدالأحد سليمان.

أخي العزيز عبدالأحد سليمان المحترم

من خلال قرائتي لتعليقك الأخير (مع جزيل أحترامي لشخصك الكريم) أتضح لي إنك تعاني من عقدة مزدوجة (طائفية وعشائرية)، وعليه تضاعفت الصعوبة في معالجة الموضوع بمداخلات وتعليقات هنا، أعتقد إن كنت فعلاً جاداً في قناعاتك هذه فعليك يقع الحمل الأكبر من خلال البحث والتقصي لتصحح معلوماتك لترسيخ قناعاتك وتقويمها. ولكي أثبت لك صحة ما أقوله، سوف أتناول فقرات تعليقك الأخير وأبين لك ذلك، وأُضيف لك قائلا أنني أولي أهتماماً بآرائكم، وأُفكر ملياً بها وأبحث عن ما تشيرون إليه رغبة مني في أستيعاب طريقة تفكيركم وطبيعة الأسباب التي توصلكم الى هذه القناعات، وعليه تجد هنا رغم أنني قرأت تعليقك المرقم 55 على مقالتي السابقة، ولكنني عدت إليه مجددا للتأكد إذا ما قد فاتني شيء يستحق التوقف عنده والرد عليه، سوف أضع مداخلتك تلك في الأسفل، في نهاية ردي ليسهل لك وللقراء الكرام الأطلاع عليها.

أقتباس من مداخلتك الأخيرة أعلاه..(في ردي المرقم ٥٥ على مقالتك السابقة ومداخلتي اعلاه على هذه المقالة اوردت نقاط محددة لم تجب على اي منها وعلى مايبدو لانه لا جواب لك وبدل اجابتي على تلك النقاط دخلت في العموميات التي لا علاقة لها بتلك الملاحظات وكنت اتصور اني اتحدثً مع انسان متضلع في القضايا القومية والسياسية .اخي سامي اذا كنت تريد الاستمرار معي فارجو ان تكون موضوعيا في كتابتك وان تبتعد عن العموميات وفيما يلي بعض الملاحظات التي امل ان تفيد في تغيير بعض المفاهيم .) أنتهى الأقتباس.

ما يخص النقاط التي طرحتها في مداخلتك الأخيرة نأتي إليها لاحقاً، أما قولك أنني دخلت في عموميات فهذا قول في غير محله، يمكنك العودة لقراءة تعليقي الأخير على مداخلتك الأولى فهو واضح ومباشر، ليس فيه أية عموميات، بل فيه تشخيص مباشر للحالة وشرح مفصل عنها. وإذا شابه أية عموميات أدعوك مشكورا للإشارة اليها.

 أقتباس...(تتهمني بالطائفية وهذه تهمة باطلة لاني في جميع كتاباتي اوضحت باني امقت الطائفية.) أنتهى الأقتباس.

دعني آتي معك ولا أُشكك في ميولك الطائفية، ودعني أقول أنني أصدقك أنك تمقت الطائفية لأنك فعلا ربما تتصور أنك بعيد عنها وتمقتها، ولكن عندما ألبي دعوتك بالعودة الى جميع كتاباتك! فإنني أكاد أجزم أن غالبيتها القصوى لا تخرج عن إطار الطائفية، وبعد مداخلتك الأخيرة أتضح لي أنها ليست ميول طائفية فقط بل عشائرية أيضاً.

أقتباس..(نظرتي الى القومية هي كونها اختيارا شخصيا عن قناعة ذاتية لا يمكن ان تفرضها جهة على جهة أخرى  والقومية بحد ذاتها صارت في العالم المتمدن سلعة منتهية الصلاحية والعلاقة بين البشر اصبحت ثقافية واقتصادية عكس ما هو الامر لدى الشعوب المتخلفة مثلنا حيث اصبحت واسطة للفرقة والنزاعات نتغدى ونتعشى بها .) أنتهى الأقتباس.

عزيز الأخ عبدالأحد سليمان، ما ذكرته في الأقتباس أعلاه أنما تؤكد لنا نك فعلاً تفتقر الى الوعي القومي، وأنت بحاجة للبحث والتقصي عن هذه الخصوصية بشكل عام( طبعا هذا ليس أمراً معيباً ابداً)، بل الغير لائق هو عندما يصبح الإنسان طرفاً رئيسياً في الحوار عن موضوع معين وهو بحاجة الى فهم وإدراك أصغر وأبسط تفاصيله. لأن المفهوم الدارج للأنتماء القومي ليس كما تقول حضرتك مجرد (أختياراً شخصيا عن قناعة ذاتية؟؟) بل يعتمد على أسس ومقومات ثابتة لا تقبل أي حذف أو إضافات، وعليه لا تصح مقولتك (عملية فرض الأنتماء القومي) التي أصبحت شعاراً أنهزامياً لك ولمن يشاطرك بها، لأن المقومات القومية سوف تفضح اية محاولة فرض جهة أنتمائها القومي على جهة أُخرى، على سبيل المثال لا يمكن لشخص عربي أو كردي أن يفرض أنتمائه القومي عليك، ببساطة لأنك لا تشترك معه بنفس المقومات. أما إشارتك الى العالم المتمدن وأعتقادك أن الأنتماء العرقي أصبح سلعة منتهية عندهم.... فهنا أيضا أنت مخطيء في تصورك هذا، لأن كل الأعراق في العالم المتحضر تعتز وتفتخر بانتماءاتها العرقية، ولكن هل تعلم لماذا أجتازت هذه الأمم تلك المرحلة وأنتقلت الى أخرى متقدمة جداً؟ لأن هذه الأمم ليس هناك ما يهدد وجودها العرقي بالأندثار والزوال. متى ما ظهر أي تهديد ستجدها تدافع بشراسة عن خصوصياتها العرقية.

 أقتباس...(  ما يقوم به المتشددون من الاخوة الاشوريين من مزايدات وانت احدهم مع كل الاسف هو نعرات عشائرية ولا علاقة له بالقومية التي يجب ان تترفع عن المزايدات والمهاترات ومحاولة الاحتواء وفرض الرأي.

من أبسط مقومات القومية ان يكون للمنادي بها وطن ينتمي اليه وهذا ما نفتقر اليه لاننا كالغرباء في وطن الاباء والاجداد الذين ندعي الانتماء اليهم ومن مقومات القومية وجود لغة ونحن لا لغة لنا بعد  زوال الاكدية واللغة التي نتفاهم بها هي السريانية.
) أنتهى الأقتباس

سابقاً كنت أتصور أنك لا تتمكن من الفرز بين الأنتماء الطائفي والأنتماء القومي، لكن أتضح لي أنك أيضاً لا تستطيع التمييز بين الأنتماء العشائري والأنتماء  القومي، لهذا قلت لك في المقدمة إنك تعاني من "عقدة مزدوجة" ولم يكن قصدي أبداً الإساءة الى شخصك الطيب.
أما القسم الثاني من المقتبس أعلاه، حقيقة فكرت ملياً بطريقة تمكنني من أختصار التوضيح، ولكنني لم افلح، لذلك قررت أن أكتفي بالصمت، دون أن أعلق عليه، لأن ذلك يحتاج الى شرح طويل جدا ومفصل.

أقتباس..(لامر الاكيد هو ان الاخوة الاشوريين قد سبقوا الكلدان في المنادات  بالقومية بزمن طويل ولكن المحصلة النهائية التي توصلوا اليه كانت تعرضم الى نكبات كان من الممكن تلافيها لو لم يكن هناك غلو في التعامل مع الواقع المر الذي نعيشه مثل المذابح التي جرت ضدهم سواء في تركيا او ايران او مذبحة سميل .

وبمناسبة ذكر مذبحة سميل قد يكون من المفيد ان اذكر ما سمعته شخصيا من المرحوم والدي وكان في ذلك الزمان في شبابه ان قادة الاشوريين (ملكيه) الذين كانوا في طريقم الى سميل لاجراء المفاوضات مع الحكومة العراقية حول ايجاد ملجأ قومي للشعب الاشوري قضوا ليلتهم الاخيرة في ضيافة اهل قريتنا (مار ياقو) القريبة من سميل وقد الح عليهم اهل القرية والاباء الدومينيكان  بعدم الذهاب الى سميل لانهم يشكون بوجود مؤامرة مبيتة ضدهم لان مثل هذه المفاوضات يفترض ان تتم في بغداد من قبل من لهم صلاحية الحل والربط في الدولة وليس مع عسكري مغامر مثل بكر صدقي غير ان هاؤلاء الملكيه لم يسمعوا للنصيحة وقرروا الذهاب وكان بعدها ما كان والتفاصيل معروفة
). أنتهى الأقتباس

أنظر أخي العزيز عبدالأحد، كما شرحت لك في تعليقي السابق، هنا أيضا تعيد لتؤكد أنك تستعمل أدوات طائفية للقيام بالفرز القومي؟؟، ولكن الطامة الكبرى تكمن في أنك (حتى عندما تتجنب قولها صراحةً) ولكنك تتصور بأن الذين تعرضوا الى القهر والظلم والمذابح كانوا من كنيسة المشرق بشقيها (النساطرة بنظرك) دون أن تعلم بأن إخوتنا في الكنيستين الكلدانية والسريانية أيضا تعرضوا لتلك الفضائع في نفس الوقت، هكذا أخي الكريم نجد صعوبة كبيرة في مجاراتكم ومناقشتكم، لأنكم وأخص بالذكر أنتم المنادين بالقومية الكلدانية اليوم ترعرعتم في بيئة طائفية، كما ترعرع غيركم من أتباع كنائسنا الأخرى في نفس البيئة، لم تهتموا بالأمور القومية طوال سنين حياتكم إلا في العقدين الماضيين وللآسف حتى أهتمامكم الأخير بالشأن القومي جاء بشكل مشوه ومعاق.

لن أتطرق الى الحادثة التي رواها لك المرحوم والدك، أنا متأكد أن ما رواه لك قد حدث، ولكنه القليل جدا مما يتعلق بمجزرة سميل وأحداثها، هناك الكثير من التفاصيل لا يسعنا التطرق إليها هنا.


أقتباس..( ارجو ان نكون واقعيين في طروحاتنا.) أنتهى
وأنا أقول لك، عندما نتطرق الى المسألة القومية أرجو أن نقرأ الواقع (الحاضر)، ونطلع على الماضي ( التاريخ القديم والمعاصر)، ومن بعدها نكون موضوعيين في طرحنا وحواراتنا.

أكتفي بهذا القدر، وأقتبس أدناه مداخلتك على مقالتي السابقة التي أشرت إليها، تقول في تعليقك أعلاه أنك طرحت علي بعض النقاط وأنا لم أجِب عليها؟ كما ترى فإنك في مقدمتها تستأذن مني لكي تكتبها لتوضح (أخطاء البعض بحسب تعبيرك) ونحن لا نعرف من تقصد، ولا تطلب مني الرد عليها، مع ذلك تأكد أنني كنت سأعلق عليها دون طلب منك، ولكن الذي منعني من القيام بذلك هو أن مجمل النقاط الستة التي ذكرتها عبارة عن مغالطات، تُقوّل فيها الناس ما لم يقولوه، لست أعرف من أين أتيت بتلك الأستنتاجات الخاطئة، لهذا أعيد وأقول من الصعوبة جداً أن أبدأ بتصحيح ما طرحته أدناه، ومن ثم أنتقل للتعليق عليه، لأنه بصراحة، ذلك يحتاج الى "بحث" وليس تعليق، أما مداخلتك أعلاه فقد أجبت عليها، ولكنك تعتقد أنني لم افعل، لأن الأجوبة لم تكن كما رغبتها أنت. شكرا لك مجدداً

ادناه هو أقتباس لكامل مداخلتك على المقالة السابقة 

( بعد الاستئذان من الاخ كاتب المقال.
من الاخطاء التي يقع بها البعض والتي تدل على ضيق افق ما يلي:
١- اعتبار ان مقاطعة حكاري وما حولها هي موطن المسيحيين الاصلي والصحيح انها منطقة جبلية معزولة لجاءوا اليها خوفا من مذابح التتر ضدهم في اواخر القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر .
٢- اعتبار سكان منطقة حكاري اشوريين لقربها من نينوى تفسير خاطىء لانهم اتوا من كافة مناطق العراق وجواره وبصورة خاصة من بغداد التي هي اقرب الى بابل من نينوى وقد نزحوا عن حكاري بالتدريج بعد ان خف الاضطهاد ضدهم وسكنوا منطقة سهل نينوى.
٣- اعتبار النساطرة اشوريين وهذا غير صحيح لان المذهب النسطوري كان يشمل جميع ابناء كنيسة المشرق من كلدان وآشوريين وفرس وعرب وحتى الصينيين.
 ٤-اعتبار الذين نزحوا من منطقة حكاري وسكنوا في القرى القريبة من نينوى اشوريين كلام غير صحيح لانهم كانوا بالاصل قد اتوا من مناطق مختلفة كما ورد في الفقرتين ١ و ٢ اعلاه علما بان منطقة نينوى كانت قد خلت من المسيحيين الا ما ندر.
٥- اعتبار اسم(سورايي) مرادفا ل( اشورايي) خطاء والصحيح انه اسم مستحدث يقصد به (مسيحيون) وهو قد يكون مشتقا من أسم سوريا التي عن طريقها وصلت المسيحية الى العراق.
٦- منطقة سهل نينوى اذا كانت في غابر الزمان تابعة للامبراطورية الاشورية فانها اليوم غير ذلك وهي جزء من اراضي الدولة العراقية التي تجيز قوانينها لكل عراقي العيش في المنطقة التي يختارها وامل ان يتقبل الحالمون هذا الامر الواقع لان البكاء على الاطلال سوف لن يعيد امجاد الماضي السحيق.
) أنتهى الأقتباس

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم،

حقيقة يسعدني قراءة مقالاتك وتعليقاتك في هذا الموقع، والطريقة الرائعة التي تقوم بصياغتها، ومحتواها القيّم الذي نتعلم منه، سرني جدا مرورك على هذه المقالة ويشرفني تقييمك لها، وأشكرك على مداخلاتك الراقية، لك وافر محبتي وتقديري

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الكاتب والشاعر جان يلدا خوشابا المحترم

أشكر مرورك على هذه المقالة، وأشكر جهودك في نشر هذه الحادثة المهمة، رغم انها مؤلمة جداً ولكنها تذكرنا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا لأنصاف هؤلاء الشهداء الذين سقطوا على أيدي أولائك المجرمين المتعطشين لدماء الأبرياء. لك محبتي وتقديري

غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي الفاضل جان يلدا خوشابا المحترم
بعد الأذن من صاحب المقال والأخوة المعقبين.

أقول سلمت يداك لما كتبته وأدام الله شخصك وفكرك النير وأنت ترسل أشارات التحذير للذين يريدون تدمير ما تبقى من أرثنا وتاريخنا وحضارتنا وتذكرهم بماسينا الماضية والحالية.

بعد حوالي ثلاثة أسابيع من اليوم تمر علينا الذكرى (88) لمجزرة أو مذبحة سميل ( ܦܪܡܬܐ ܕܣܡܠܐ ) التي أرتكبت بحق أبناء شعبنا في 7 اب 1933، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة الاف أنسان بريء من أخوتنا الاشوريين، والمذبحة أرتكبت من قبل أزلام الحكومة العراقية انذاك وفي عهد بكر صدقي السيء الصيت، ومجزرة أو مذبحة سميل كانت الثانية في العصر الحديث بعد مذابح سيفو التي أرتكبت في بداية القرن العشرين والتي راح ضحيتها مئات الالاف من أبناء شعبنا ( من الاشوريين والسريان والكلدان ) من القاطنين في جنوب شرق تركيا وفي مقاطعات شرناك، ، هكاري ووان قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الأولى ( 1914 - 1918 )، ولم تتوقف معاناة أبناء شعبنا لا في العهد الملكي ولا الجمهوري ولا حتى في زمننا هذا، بل أستمرت وكان أبناء شعبنا المسيحي من المكونات هو المستهدف دوما ولا يزال.

هذه المذابح أرتكبت بحق أبناء شعبنا بسبب كونهم مسيحيين وليس لكونهم سريانا أو اشوريين أو كلدانا، علما بانهم شعب مسالم ومعطاء ومضحي ونزيه في حياته اليومية العامة والخاصة والأسباب عديدة منها:

كوننا شعب مسالم ولايؤمن بمنطق القوة ولا بالحروب ولا نشكل تهديدا ضد أحد، وثانيا لكوننا ومنذ ذلك الزمان منقسمين على أنفسنا بسبب المذاهب والتسميات بالرغم من بروز مفكرين وسياسيين ومثقفين دعوا الى وحدتنا فكريا وسياسيا، ولكن مع الأسف لم ينفع كل هذا بسبب أفتقارنا الى قادة وحكماء ورجال دين حقيقيين لهم صفات قيادية ويؤمنون بأننا جميعا ننتمي لأله واحد ومسيح واحد وليس الى مذاهب وكنائس متعددة وأننا أخوة في الدين ولنا صفات قوم واحد لنا أرثنا التاريخي وحضارتنا التي أستفادت منها الأمم الأخرى ويحترمها الكثيرين حول العالم.

المؤسف اليوم هو أن هناك البعض من بين أبناء أمتنا من يدعي أنه مثقف أو كاتب أو حتى مفكر، ولكنه لم يتعلم ولم يستفد من دروس الماضي الأليمة والمليئة بالماسي ونستطيع أن نسميهم بالمتعصبين، نراهم يسيرون على خطى بعض رجال الدين والساسة الذين كانوا ويزالوا السبب في تدمير ما تبقى من أرثنا الحضاري واللغوي، يكتبون مقالات ومواضيع تكرس أنقسامنا وتزيد من ماسي أبناء أمتنا، وقد كثرت هذه المقالات مؤخرا وهذا الموقع ومنبره الحر يشجع هؤلاء مع الأسف.

أولا: ليكن الله في عون من تبقى من أبناء شعبنا في الوطن، وثانيا: يبدو أن الزوال والأنصهار هو مصير الملايين التي هاجرت وتركت الوطن الى دول وقارات العالم أجمع، ولكونهم يعيشون في بلدان غريبة وتحت سقف دساتير لا يمكن تغييرها وفي ظل ثقافات لا تمت لأرثنا وحضارتنا بشيء وليس بمقدور أحدنا تغيير الواقع الجديد والكل ملزم للتعايش معه لتستمر الحياة حتى لو تبدلت تسمياتنا وثقافتنا بمرور السنوات.

الرحمة والخلود لأرواح أبناء شعبنا من ضحايا (مذبحة سميل 1933 وقبلها مذابح سيفو 1900 - 1930 وبعدها مجزرة صوريا 1969 واخيرا مجزرة داعش 2014 ومجازر الحكومات الحالية).

تقبلوا جميعكم تحياتي وأحترامي

غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي