متى سيعترف الناشطين الكلدان بالقومية الكلدانية؟
ان اول ظهور للاسم " كلدان" بشكل سياسي كان عن طريق كل من زوعا باستعمال مصطلح "ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري" والحزب الشيوعي في منظمته "كلدواشور" وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي أسسه شخص كان عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضو برلمان ضمن قائمة الاحزاب الكردية.
لم تظهر داخل العراق اية محاولات جدية لتاسيس حزب كلداني يكون تاسيسه مستقل. المحاولات التي ظهرت لتهتم بالكلدانية كان ظهورها في الخارج ومن قبل اشخاص لم يكن احد منهم مستعد للتوجه الى العراق من اجل العمل السياسي هناك. هؤلاء في الخارج والذين سموا انفسهم بالناشطين الكلدان كانوا يرون ضرورة عقد مؤتمرات كلدانية وهذا لسبب هم وصفوه وهو عدم وجود وعي قومي كلداني وبالتالي عدم وجود ظاهرة قومية كلدانية.
ولكون لا احد منهم من كان مستعد للذهاب الى العراق من اجل العمل هناك وذلك لان الذهاب الى العراق من اجل العمل القومي الكلداني يحتاج الى تضحيات التي بدورها تحتاج الى ايمان قوي فلهذا لم يجد هؤلاء امامهم سوى ادخال الكنيسة في الموضوع.
فتم عقد مؤتمر كلداني في امريكا سانديكو، حيث جرى فيه تدخل من قبل الكنيسة بشكل لم يسبق له مثيل. واثناء انعقاد ذلك المؤتمر في ذلك الوقت كان الناشطين الكلدان يكتبون هنا في المنتدى بانهم حققوا اخيرا الخطوة الاولى الصحيحة لتحقيق ما يريدونه.
ولكن بعد انتهاء المؤتمر وذهاب كل شخص الى بيته، وبعد شهر، راى كل هؤلاء بان لا شئ حدث، ولا شئ تغير، ولم يحدث تقدم ولا حتى بخطوة واحدة نحو الامام. عندها كتبوا هم مواضيع حول لماذا فشلوا.
(هنا وهذه اضعها بين قوسيين، فاني لن اتحدث بكثرة عن ما رافق المؤتمر، من سخرية من نداء العودة، والسخرية من كلدان الداخل بقولهم بان كلدان الخارج هم اكثر عدد وبانهم من يمتلكون حتى السلطة الكنسية الى اخره.
وهذا الفشل بالطبع رافقته نتائج كارثية مثل اعتبار شيخ من شيوخ المهدي كقائد للكلدان.)
وهنا اعيد انه بالرغم من ان الكنيسة تدخلت بشكل ضخم وكبير للغاية ، فان ذلك لم يؤدي الى ظهور اي وعي قومي كلداني.
لماذا ؟ ماذا كانت المشكلة؟
الجواب: العلم الحقيقي والمعرفة الحقيقية وليس العلم المزيف يقول في هكذا حالة: الانسان ليس بحاجة بان يعترف الاخرين بحقائقه وانما ان يعترف هو بنفسه بحقائقه بان يعمل بنفسه من اجل تحقيقها وبان يمتلك جهود من اجلها. واذا لم يملك مجهود من اجلها فان عدم امكانيته لتحقيق اي شئ سيكون عبارة عن حتمية، وهو لن يمتلك قدرة بان يضحي ليملك مجهود لكونه لن يملك ايمان بما يعتبره حقائق ، لكونه بنفسه لا يعترف بها .
هذه الحقيقة العلمية لا يشتريها الناشطين الكلدان بفلس. اذ هم قالوا ان السبب في الفشل يكمن في ان هناك جهة اعلى وهي البطريركية التي لم تتدخل من اجل نشر الوعي القومي الكلداني.
عندما قالوا ذلك، فانا كنت اتمنى من كل قلبي بان تتدخل البطريركية، وبالفعل تدخلت وتم تاسيس رابطة كلدانية عالمية.
وهذه وبعد فترة تحدث عنها الناشطين الكلدان مرة اخرى، بانه بالرغم من تدخل البطريركية وتاسيس رابطة كلدانية فانه لا شئ تغير ولا شئ يحدث. وهم في عدة مرات وصفوا الرابطة بانفسهم بالميتة.
لماذا لم يحدث اي تغيير؟
لان الناشطين الكلدان بأنفسهم لا يعترفون مطلقا بالكلدانية. اذ لو هم كانوا سيعترفون بها لكانوا قد اخذوها بجدية ولكانوا قد ناقشوا اسباب فشلهم المستمر بجدية.
الشى الذي سيبقى جزء من تاريخهم الشخصي هو عدم خجلهم. فهم كانوا قد استغلوا خلاف بين البطريركية والابرشية بشكل بشع، والذي كما قلت كانوا يسخرون من نداء العودة ومن كلدان الداخل وكانوا يسخرون ويحتقرون الكلدانية بجعل شيخ من شيوخ المهدي قائد لها.
وعدم خجلهم هذا لا يزال مستمر ، اذ الكل يعلم بما كانت البطريركية قد كتبته بان من في البطريركية يمتلكون "طبع سريع الانفعال" ، وهؤلاء من يسمون انفسهم بالكتاب الكلدان يقومون باستغلال هذا الطبع الانفعالي بشكل اكثر بشعا من السابق، ويستعملون اسلوب استغلالي الذي سيخجل منه حتى اطفال الروضة.
ولكني الان اعود الى عنوان موضوعي: اذ السؤال سيبقى متى سيعترف الناشطين الكلدان بالقومية الكلدانية؟
اذ هذا السؤال الذي طرحته لهم لعدة مرات تعاملوا معه وكأني اقوم بسبهم وشتمهم.
وايضا قولي الحقيقة لهم بانهم طيلة هذه السنوات الطويلة والتي كتبوا فيها بكثرة ، بانهم لا يملكون ولا حتى موضوع واحد يتحدث عن الكلدانية وينشغل بالكلدانية ويكون متعلق بالنقاش حول مقومات القومية الكلدانية. وقولي هذه الحقيقة لهم التي لم يستطع احد بان يدحضها اعتبروها مرة اخرى سب وشتم لهم.
اذ كيف يمكن بان يظهر وعي قومي كلداني وظهور ظواهر الاهتمام بمقومات القومية؟
هذه ستظهر ان شاء ذلك الناشطين الكلدان، وان ابو فلن تظهر. وهذا يعني بان يكون لديهم استعداد للعمل على الاهتمام بمقومات القومية. وهذا يتطلب منهم بان يعترفوا هم بانفسهم بالكلدانية بان يمتلكوا هم مجهود من اجل مقوماتها.
اذن لقد كان الناشطين الكلدان يمتلكون امل بان تتدخل الكنيسة وهي تدخلت بشكل كبير في سانديكو ولم يحدث شئ والنتائج كانت عكسية. وبعد ذلك تدخل البطرك واسس رابطة كلدانية، ومرة اخرى لم يحدث شئ ولم يتغير اي شئ. الان تحقق امل اخر لهم وهو ان البطرك تدخل مرة اخرى ، والسؤال سيكون كيف سيكون الموقف بعد شهر ، اي عندما يروا بان لا شئ حدث ولا شئ تغيير؟ هل سينتظرون تدخل البابا؟
تدخل البطرك هذه المرة ارى بانها ستمتلك نتيجة من نتيجتين وهي:
- اما سيكون هناك نجاح وبالتالي يظهر وعي قومي كلداني ويكون مهتم بمقومات القومية. وهنا سيكون هذا خبر جيد ومفيد.
- او النتيجة ستكون بانه مرة اخرى لا شئ سيحدث ولا شئ سيتغير، اي النتيجة ستكون مثلما حدث بعد عقد المؤتمر وتدخل ابرشية سانديكو ومثلما كانت بعد تاسيس الرابطة. هنا النتيجة ستكون اذن اعلان الموت النهائي لاملهم.
موضوعي هذا (مقارنة ببقية من كتبوا) هو الوحيد الذي يتحدث باخذ الحقيقة اساس للكتابة.