المحرر موضوع: على أي نظام من نظامي الحكم الملكي يتباكى اليوم مناصروه ..؟  (زيارة 540 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زكي رضا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 485
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
على أي نظام من نظامي الحكم الملكي يتباكى اليوم مناصروه ..؟


الذكرى الثالثة والستين لثورة الرابع عشر من تموز على الأبواب، وكعادة هذه المناسبة وعند حلول ذكراها تبدأ الأقلام بالكتابة عنها سلبا وإيجابا، وكلا من نظرته ومصلحته لما انجزته الثورة من منجزات أضرّت بجزء من المجتمع ومنحت الحياة لجزء آخر منه. ولم تشذّ الثورة في هذا السياق عن بقية الثورات والتغييرات الكبرى في البلدان المختلفة بالعالم، ففي أي تغيير كالذي حدث عشية الرابع عشر من تموز 1958 علينا أن نضع ذلك التغيير في سياقه التاريخي وليس كحدث آني. وما حدث فجر الرابع عشر من تموز 1958 ، لم يكن تغييرا فوقيا للسلطة ولا إنقلابا عسكريا لمجموعة ضباط مغامرين كتلك التي حدثت قبله أو بعده بالعراق أو غيره من البلدان، بل أن الثورة كانت زلزالا غيّر نظام سياسي إجتماعي الى آخر جديد ومختلف عنه بشكل كبير. والواقع "أنّ إلقاء نظرة سريعة على الآثار اللاحقة يكفي لجعلنا نعرف إننا امام ثورة أصيلة" (1) . وتغيّر نتيجة الثورة كذلك "نمط حياة الفلاحين نتيجة لإنتقال الملكية من ناحية ولإلغاء أنظمة النزاعات القبلية وإدخال الريف في صلب القانون الوطني من ناحية أخرى" (2)

الصراع بين المدينة والريف هو صراع بين مباديء حياة وأفكار ورؤى، وهذا الصراع كان موجودا بالعراق قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة. فبعد إنهيار الدولة العباسية تراجع دور المدن نتيجة الخراب الذي أصابها بغياب دولة مركزية قوية ونظام سياسي قادر على تجاوز الأزمات، وهذا التراجع يصاحبه دوما نمو وقوة العشيرة وأفكارها ورؤاها وطبيعة وشكل الحياة التي تسعى إليه. وقد إستمرت هيمنة المؤسسة العشائرية خلال العهد الملكي، وكان مشايخ العشائر هم الحكام الفعليون لجزء كبير من الريف كما يقول بطاطو. وممّا يؤكد وجهة نظره هو وجود حوالي "أكثر من 100 الف بندقية بينما كانت الحكومة لا تملك غير 15 الفا منها" (3)

بعد الإحتلال البريطاني للعراق عمل المحتلون على تجنب التكاليف الباهضة لبقاء قواتهم في البلاد، ورأوا كما يقول بطاطو أنّ "موازنة العشائر ضد أهل المدن ضمانا اكيدا لإستمرار سلطتهم. وهكذا فإنهم لم يحاولوا فقط وقف العملية المبتدئة للإنحلال العشائري أو صون سلطة رؤساء العشائر أو المحافظة على الحد الأدنى فحسب من التفاعل بين أهل المدن والعشائر، بل أنهم عملوا ايضا على تدعيم الإنشقاق القائم بتقوية العادات العشائرية والإعتراف بها رسميا"(4) . وقد أصبحت العادات العشائرية وانظمة النزاعات العشائرية والتي اصدرها المحتلون بصيغة بلاغات في السابع والعشرين من تموز / يوليو 1918 لها قوة القانون، كما يقول بطاطو، وتحولت بعد إصرار الانكليز قانونا نافذا للبلاد في العهد الملكي بموجب المادتين 113 و 114 من الدستور العراقي للعام 1925 ، بعد ان إستثنت الريف من سريان القانون الوطني عليه.

وهكذا "فقد بقي العراق من الناحية القانونية، وحتى ثورة تموز 1958، يخضع لنظامين، واحد خاص بالمدن، وآخر خاص بالريف العشائري" (5) . والغاء قانون العشائر من قبل حكومة الثورة، والبدء ببناء مجتمع جديد مركزه المدن وتحت سلطة القانون والدستور، والذي أدّى الى افول دور المشايخ ورجال الدين، هو من جعل المؤسستين العشائرية والدينية أن تتحالفا مع البعث والقوى الرجعية والإمبريالية وشركات النفط، لقتل ثورة تموز وقادتها.

أن نظام المحاصصة الطائفية اليوم، والعراق يعيش ضعف مدنه وخرابها وهيمنة العشائر وعاداتها وقوانينها من جهة، وهيمنة المؤسسة الدينية وإفرازاتها من جهة ثانية، تجعل من بلدنا يعيش نفس حالته إبّان العهد الملكي إن لم يكن أسوأ. فالعشائر اليوم تمتلك الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وأبناءها هم العمود الفقري للجيش والميليشيات المسلحة، وولائهم للعشيرة والطائفة وليس للوطن. والعشائر اليوم وبدعم حكومي ريّفت المدن وعلى رأسها العاصمة بغداد، التي ما هي اليوم الا منطقة ريفية تهيمن عليها الأعراف العشائرية وقوانينها، بعد أن فقدت الدولة هيبتها وهي في تراجع مستمر أمام غول العشائرية الذي يقود البلاد نحو الهاوية حضاريا.

أن يقف الإسلاميين ضد ثورة الرابع عشر من تموز، أمر لا غبار عليه بالمطلق. فالإسلاميين والشيعة منهم على الخصوص، كانوا من الد أعداء الثورة على الرغم من انها قدمت لبسطاء الشيعة الكثير. فالثورة اعادت للفلاحين وغالبيتهم من الشيعة كرامتهم التي صادرها منهم الإقطاعيون إبّان العهد الملكي، ووزعت عليهم الاراضي الزراعية من خلال قانون الإصلاح الزراعي. وبنت لهم مدينة كاملة هي مدينة الثورة، بعد أن كانوا يعيشون في ظل ظروف إنسانية بالغة القسوة والمهانة قبلها. لكن الأمر الغريب هو وقوف من عاصر الثورة وشاهد إنجازاتها في عمرها القصير مقارنة بعهدة العراق السياسية المختلفة، ضدها.

اليوم من حقنّا أن نتساءل والأقلام المأجورة وهي تنهش جسد ثورة الرابع عشر من تموز وإنجازاتها التي لم تحققها أية سلطة جاءت بعدها، و خصوصا السلطة الكارثية التي تقود البلاد اليوم وهم يتباكون على النظام الملكي، ويصبّون جام غضبهم على ثورة تموز محملين إياها وزر جرائم البعث ونظام المحاصصة اللذين دمرا البلاد، أن أيتها السيدات والسادة: على أي من نظامي الحكم الملكي تتباكون، نظام المدن أم نظام الريف العشائري كالذي تعيشون نسخته القبيحة اليوم!؟


(1) (2) حنا بطاطو ، العراق الكتاب الثالث ص 116
(3) نفس المصدر، الكتاب الاول ص 44
(4)  المصدر اعلاه ص 43
(5)  المصدر اعلاه ص 43

 
زكي رضا
الدنمارك
13/7/2021

 




غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتباس
على أي نظام من نظامي الحكم الملكي يتباكى اليوم مناصروه ..؟

يا له من سؤال مضحك يكتبه كاتبه بثقفة كبيرة في النفس وكأن قائله اينشتاين.

ان مقارنة بسيطة بين العراق ودول الخليج كما مع بلد مثل الامارات ستعطيك الجواب بسرعة البرق.

ان السبب في كون دول الخليج دول هادئة هو ان مجتمعاتها لم تتلوث بالافكار الثورجية الحمقاء.

هي بالفعل لم تتلوث بالافكار الثورجية المتخلفة التي كانت عبارة عن مدرسة قذرة علمت الشعب العراقي النضال، بان يناضل العراقيين ضد بعضهم البعض. بان يناضل العراقي ضد العراقي. فالافكار الثورجية هي التي علمت الشعب العراقي بان يقوم بتقسيم الشعب بين وطنجين وخونة وبشكل عشوائي بشع. هذا بالرغم من ان المجتمع العراقي كان قد قسمه الاسلام بين مسلمين وكفار ومرتد. فالافكار الثورجية كانت اسوء بكثير من اقبح افعال الاسلامين. فتعلم الشعب العراقي ثقافة  اخرى وهي بان يقوم كل شخص يسمي نفسه وطنجي بان يقتل اي شخص اخر ويسحله في الشوارع بإطلاق تهمة عشوائية عليه بان يعتبره من الخونة. وهذه من نتائجها لحد الان: قتل وتعذيب الملايين من العراقيين الذين تم اعتبارهم خونة ، وهؤلاء تم قتلهم وتعذيبهم من قبل العراقيين ايضا من الذين كانوا يسمون انفسهم بالوطنجين.

لا يوجد ادنى فرق بين اسلامي يعتبر نفسه الانسان الخير عندما يقوم بقتل انسان اخر بتهمة الكفر والارتداد وبين أنسان يرى نفسه بانه الاكثر خيرا وبانه مناضل ووطنجي ويقوم بقتل انسان اخر بتهمة الخيانة. بل انه سابقا لم يكن هناك اسلامين بهكذا طريقة عنيفة، وانما هم تعلموا العنف بعد ان شاهدوا عنف الافكار الثورجية. فالثورجين هم معلمين للاسلاميين.

في بقية دول العالم حيث البشر طبيعين، بمعنى انهم يملكون دماغ يعمل بشكل طبيعي نرى انهم عندما يخرجون في الشوارع فانهم يسمون ذلك احتجاج، وهذا الاحتجاج يمتلك مطالب محددة. اي هم يمتلكون مطالب اولا وبعدها يخرجون في احتجاج. وعندما يخرجون في احتجاج فلا احد يسمي نفسه مناضل ولا وطنجي، ولا احد يسمي الاخر بالخونة. اما عندنا فخرجوا في اعمال ثورجية واليوم وبعد كل هذه السنوات  يريدون ان يحددوا مطاليبها.


هذه المجزرة انجبت ثقافة وجعلتها الثقافة السائدة المقبولة. حيث منذ ايام هذه المجزرة ولحد الان كان هناك دائما عراقيين يتناحرون وكل واحد يعتبر نفسه وطنجي والاخر خائن . وكلهم كانوا مشتركين في نشر هذه الثقافة، وهذه الثقافة نفسها قتلتهم، والان كلهم يعتبرون انفسهم شهداء العراق. انا شخصيا اعتبر بان كل هؤلاء الوطنجين والخونة قاموا بعملية انتحارية. فهم انتحروا بنشر هكذا ثقافة ثورجية عنيفة. هم انتحروا بتقسيم المجتمع بين وطنجين وخونة ، والتي طلبت من كل عراقي بان يناضل ضد العراقي الاخر.


لماذا يدافع البعض عن ما يسمونها بثورة 14 تموز؟ لان العراق دخل في عدة حروب خسرها كلها، ماعدا هذه التي يسمونها بثورة 14 تموز، حيث يرون بان العراقين انتصورا فيها، ولكن هذه انتصروا فيها لسبب واحد فقط وهو ان الطرف الخاسر كان عراقي ايضا.


ومجزرة 14 تموز كانت نعم شعلة وطليعة ومدرسة للشعب العراقي. فهي الشعلة والمدرسة التي انجبت بعدها مجرمين وبعدهم مجرمين وهي التي انجبت داعش في يومنا. في مجزرة 14 تموز قاموا فيها بقطع الرؤوس والاطراف ، ولم يكن هناك اكتفاء بهكذا فصل الاطراف بشكل ابشع من داعش، وانما  تعرضت هذه الجثث المقطوعة الى ركلات والضربات بالعصي، وبعدها تم تعليق الجثث المقطوعة على جسور لتقوم الامهات العراقيات وبتعاليم من الثورجية بإطلاق هلاهل احتفالا وابتهاجا بهذا القطع المحترف للايدي والارجل والرؤوس ومن ثم ضربها بالركلات. وهذه فعلوها امام الاطفال ليبتهجوا بها. قارن هذه الصور التي كانت الشعلة والمدرسة بافعال داعش.

يوم مجزرة 14 تموز يجب ان يصبح يوم عطلة في العراق، يتم فيها وضع صور اطلاق الهلاهل عند ضرب جثث مقطوعة الاطراف مع الصور الحالية لداعش وبان يتم اضافة صور من مراحل مختلفة من العراق حيث هناك صور مئات الالاف من العراقين تم قتلهم بتهمة الخيانة ومن قبل ثقافة قبلت بالتقسيم البشر بين وطنجين وخونة وسمت ذلك نضال عظيم شريف. وهكذا يوم عطلة ومع هكذا صور يجب ان يتم وضعها في نصب تذكاري يكتبون تحته: نتائج الافكار الثورجية. نتائج تقسيم المجتمع بين وطنجين وخونة. نتائج المناضلجين.