المحرر موضوع: الكنيسة الكلدانية وأزمة التسمية الكلدانية لغير المسيحيين  (زيارة 2847 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عماد هرمز

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 292
  • الجنس: ذكر
  • مترجم وكاتب وسياسي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكنيسة الكلدانية وأزمة التسمية الكلدانية لغير المسيحيين
عند حديثنا عن الكلدان مع بعض الأشخاص هنا في استراليا لنعطيهم معلومات عن الكلدان، كنا نقول لهم نحن الكلدان هم أقلية قومية في العراق اعتنقوا الديانة المسيحية من القرن الأول للميلاد وهم كلهم مسيحيون. يبدوا لي بأن هذا التعريف أو التوضيح سيصبح غير دقيقا أو حتى غير صحيحا في المستقبل القريب بسبب موقف الكنيسة الكلدانية الأخير من القومية الكلدانية. 
في إحدى لقاءاته صرح غبطة أبينا البطريرك الكاردينال لويس ساكو ما يلي "هذه الأيام هناك مسلمين في (معروا)، ناصرية، عادوا ليقولوا بأننا كلدان لكننا شيعة. وقاموا بنشاطات توحيدية. ونحن نعتقد بأن لديهم علاقة كبيرة معنا، يأتون ألينا ويختلطون معنا، شباب وشابات. فهم أيضاً سند لنا، فليكونوا مسلمين، مثلما أن هناك مسلمين عرب ومسلمين سوراي، فليكن هناك أيضاً كلدان مسلمين شيعة".
باعتقادي الشخصي كان على كنيستنا الكلدانية قبل إطلاق مثل هكذا تصريحات والولوج في هذا الطريق أن تدرس الموضوع من كل جوانبه، لأن مثل هكذا تصريحات قد تدخل الكنيسة الكلدانية ونحن الكلدان في متاهات نحن في غنى عنها، خصوصا في ظروف مثل ظروف العراق.
سأحاول بقدر الإمكان أن أسلط الضوء على بعض الإشكاليات التي قد تنتج من تبني الكنيسة الكلدانية لهذا النهج بقبول أطراف جديدة وغريبة من قوميات وديانات مغايرة للكلدان في ميدان التسمية أو القومية الكلدانية.
في البداية أود أن أوضح بأن لكل شخص أو جماعة حق الاختيار في الانتماء لأي مجموعة يرغبون بها. وهذا حق شرعي وإنساني. عليه تبني مجموعة من المسلمين الشيعة تسمية القومية الكلدانية يجب أن يُقابل بالاحترام والقبول. مع ذلك قرار قبول هذا المجموعة تحت مظلة التسمية الكلدانية التي نعرفها، والخاصة بالمسيحيين، يجب أن يكون مدروسا من كل الجوانب قبل تبنّيه.
الإشكاليات قد تشمل:
- في البداية أو القول بأن كون الكنيسة الكلدانية هي مؤسسة دينية بحتة، فليس من حقها أن تقرر في المواضيع القومية والعرقية. تسميتها الكلدانية لا يعطيها الحق الكامل في تحديد هوية أو قومية أو عرق مجموعة لأن هذه الأمور (القومية والعرق وغيرها) تخضع لقوانين وضوابط ومعايير خاصة وهذه مهمة الباحثين والمؤرخين والمختصين في هذا الشأن. مع ذلك، باعتقادي بأن لأي كنيسة (بضمنها الكنيسة الكلدانية) الحق في التصريح والإعلان فيما يخص قبولها أو رفضها لأنضمام مجموعة معينة (قومية أو عرقية أو طائفة مسيحية) إلى كنيستها.
- اعتراف الكنيسة الكلدانية بكلدان غير مسيحيين معناه أن على الكنيسة الكلدانية أن تتوقع قيام هذه المجموعة بتشكيل طائفة جديدة خاصة بهم، على سبيل المثال تشكيل مجلس أو جامع أو حسينية الطائفة الشيعية للكلدان. وهذا سيفقد الكنيسة الكلدانية أحتكارها لتسمية الكلدان وتحكمها المطلق على الكلدان في العراق والعالم. وسيكون الحل الأمثل لهذه المعضلة بأن تعود الكنيسة الكلدانية إلى أصلها وتسميتها القديمة كجزء من كنيسة المشرق.   
- عودة الكنيسة الكلدانية إلى أصولها المشرقية قد يؤدي إلى ابتعادها أو احتمالية انفكاكها عن الكنيسة الكاثوليكية في روما.

بخصوص الفوائد السياسية لقبول طوائف أخرى غير كلدانية تحت مظلة التسمية الكلدانية، كما قال غبطة أبينا البطريرك هي "للحصول على سند" والمقصود به هو الحصول على دعم إضافي من أطراف عراقية غير مسيحية للكلدان في الملعب السياسي وبالتالي يفتح آفاق الحصول على مقاعد إضافية للكلدان خارج حدود الكوتا. وهناك احتمالية حصول العكس في وجود كلدان مسلمين يدّعون تمثيلهم للطائفة الكلدانية أجمع (بمسيحيها ومسلميها في البرلمان) وبالتالي سيطرة الطوائف الأخرى الأقوى من حيث الكثافة البشرية والأكثر نفوذا وسلطة مثل الطائفة الشيعة (الكلدانية)، سيطرة تامة على الكلدان؟!

أما الفوائد الاجتماعية فقد تكمن في توسيع رقعة الوجود الكلداني وعددهم وحجمهم وكثافتهم في العراق وقد يؤدي هذا النهج إلى فتح الأبواب على مصراعيه لإعلان الكثير من أبناء الجنوب في العراق عن كلدانيتهم مع الاحتفاظ بدينهم، الإسلام. وهذا معناه وجود جالية كلدانية قوية في جنوب العراق قد يكون لها فوائد كبيرة لكافة الكلدان المسيحيين والمسلمين على السواء، حيث سيكون لهم نفوذ سياسي واجتماعي قوي في العراق.  لكن المشكلة في هذا الأمر أن القومية الكلدانية وكما ذكرنا آنفاً ستخرج عن سيطرة الكلدان المسيحيين وبالتالي ستخرج عن سيطرة الكنيسة الكلدانية التي ستكون وقتها كنيسة لفئة كلدانية مسيحية صغيرة أو ضئيلة من الجسم الأكبر منها (غير المسيحيين) وبالتالي سيكون الكلدان الأصليين تحت رحمة (الكلدان الجدد) من الطوائف الأخرى.

أما تبعيات هكذا نهج علينا نحن الكلدان، فأن وجود مجموعات أخرى من طوائف وديانات مختلفة غير الكلدان المسيحيين، ممن يطلقون على أنفسهم أسم الكلدان، من طوائف تتمتع بنفوذ وسلطة قوية وقد يفرضون إرادتهم وسطوتهم على بقية الكلدان، فهذا قد يؤدي إلى إمتعاض واشمئزاز وبالتالي ابتعاد الكثير من الكلدان الحاليين (المسيحيين) عن هذه التسمية (لقومتيهم) وتبني تسمية أخرى لأنفسهم مثل الأشورية أو السريانية التي منطقياً هي الأكثر قرباً لتقاليد وعادات ودين ومعتقدات الكلدان الحاليين.

أتمنى أن أكون قد ساهمت في إلقاء الضوء على بعض الأمور المهمة التي قد تنبت عند زرع بذور غير مسيحية في البيئة والتربة الكلدانية. 
مع احترامي الجزيل للكنيسة الكلدانية وقادتها لكن قول كلمة الحق والتنبيه واجب علينا.

أخوكم عماد هرمز
ملبورن – استراليا
17 تموز 2021


متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
إسمح لي أخي عـماد
سـبق أن راسـلـتُ الشخـص الشـيـعي في الناصرية الـذي يقـول نحـن كـلـدان وقـلتُ له : نـفـتـخـر أن تكـونـوا كـلـدانا ..... هـل يمكـنـك أن تـذهـب إلى مديرية الـنـفـوس في بلـدتـكم وتقـول : غـيّـروا إسم قـوميتي من العـربـية إلى الكـلـدانية ؟؟؟
قال : لا
إذن ، أي نـوع من الكـلـدان يكـون هـذا ؟؟
**************
ناهـيك عـن ماذا  قـد يتـرتـب عـلى هـكـذا إدعاء ، وإخـتـلاط بـين الشباب بجـنسيه !!!!
خاصة وأن الكـنيسة الكاثـولكـية في روما ( ويطـبق في لـبنان ) أن لا مانع من زواج إثـنين من الـدينين المخـتـلـفـين ( إسلامية ومسيحـية ) وكـل واحـد محـتـفـظاً بـدينه .
كان عـلى مرجـعـيـتـنا أن لا تـنـخـدع ... حـتى إذا إدّعى أولـئـك فإنه شأنهم لا يخـصنا .

غير متصل عماد هرمز

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 292
  • الجنس: ذكر
  • مترجم وكاتب وسياسي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرا أخ مايكل على مرور الكريم وتعليقك. كنت سأقترح بأن الحل لهذه الورطة هو أن يطلب من الذين يرغبون في أن ينالوا شرف الحصول على لقب الكلدان أن يعتنقوا المسيحية. لكن جوابك كان صاعقاً وشافياُ، فإن كان هؤلاء (الكلدان الجدد) لا يرغبون بالتنازل عن عروبتهم لصالح الكلدانية فكيف بهم التخلي عن دينهم.

غير متصل Adris Jajjoka

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 633
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ما الذي يحصل داخل البطريركية الكلدانية ... !!!!!!!!!!!!

" غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو عام 2015 في رسالة له مخاطبا  البرلمان الكوردستاني كما نشرتها صفحة البطريركية الكلدانية بشكلها القديم في حينه :

~~~~~~~~~~~~
كنيستنا الكلدانية's photo.
May 1 at 6:14 am
غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو مخاطبا البرلمان الكوردستاني : " كلنا اراميون " و التسمية الثلاثية خاطئة لاءنها ليست تاريخية ...
See More
كنيستنا الكلدانية's photo.
كنيستنا الكلدانية
April 30, 2015 ·
مقترح حول التسمية في مسودة دستور اقليم كوردستان من غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان .................................
بناءً عل... "
~~~~~~~~~~~~

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ عماد هرمز المحترم
قرأت مقالتك هذه التي فيها الكثير من المنطق، أتمنى أن يقف عندها غبطة البطريرك مار لويس ساكو ويفكر ملياً. ما أود قوله هو أن التحرك الذي أصبح الآن يقوده غبطته لإعلان الكلدان قومية مستقلة بحد ذاتها هو لا يعدو حدود التفكير الطائفي الضيق، لهذا وصلت به الأمور الى ألأعتقاد بأن الأشوريين ( كنيسة المشرق بتقويميها في نظره) هم خصومه، وسنده سيكون تلك المجموعة التي تتبنى التسمية الكلدانية( ولسنا نعرف لماذا وكيف تفعل ذلك)، إضافة الى ما يشوب دعوتهم تلك من غموض ( مثلما أوضح الأخ مايكل سيبي في مداخلته)، حيث هذه المجموعة نفسها أعلنت آشوريتها في البداية، أي بحدود عام 2005-2006.

أما المسألة الثانية، فهي تكمن في موضوع بالغ الأهمية، دائما ما يثيره بإصرار كبير الأخ الدكتور ليون برخو الصادق والحريص على إرثة ولغته، بأعتبارها من الركائز الأساسية للقومية، بالمقابل نرى غبطته ونستغرب لعدم أهتمامه بهذا الجانب، في الوقت الذي ينادي بأستقلالية الكلدان كقومية؟؟ حتى وصلت به الحالة الى ضياع الأتجاهات الأربعة عليه، حيث سمعنا حديثه، وحضرتك ايضا ذكرت ما قاله في مقالتك هذه، أنظر كيف يقول بأن الناصرية في (معروا؟؟؟) التي تعني الغرب، وهو يقصد ( تَيِمنا) أي الجنوب؟؟ لأننا كلنا نعلم بأن الناصرية تقع في الجنوب وليس في الغرب، إلا أذا خرج علينا "قومي نهضوي" آخر ليغير الأتجاهات الأربعة مثلما يفعلون مؤخرا في أكتشاف مقومات قومية جديدة؟. هكذا ستسير أحوال من يهمل إرثه ولغته، ويرفع الراية القومية شعاراً وغطاءً لصراع طائفي، لأن من يتخبط بهذا الشكل سوف يخسر وجوده وكيانه كما حدث للموارنة والأقباط الذين خسروا خصوصيتهم القومية وباتوا يفتخرون بعروبتهم. أرجو أن ينتبه الأخوة في الكنيسة الكلدانية لهذه المسألة المهمة قبل أن تخرج الأمور عن سيطرتهم.
لك تحيتي وأحترامي

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي

سـبق أن راسـلـتُ الشخـص الشـيـعي في الناصرية الـذي يقـول نحـن كـلـدان وقـلتُ له : نـفـتـخـر أن تكـونـوا كـلـدانا ..... هـل يمكـنـك أن تـذهـب إلى مديرية الـنـفـوس في بلـدتـكم وتقـول : غـيّـروا إسم قـوميتي من العـربـية إلى الكـلـدانية ؟؟؟
قال : لا
إذن ، أي نـوع من الكـلـدان يكـون هـذا ؟؟
**************


لماذا قال "لا"؟

متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا قال ... لا
 إن كانـوا يخافـون من مجـتـمـعـهم ، وفي ذات الـوقـت يـدّعـون بالكـلـدانية عـلـناً
 فـهـذا يعـني الكـثـير المجـهـول
وإلّأ .... فإنهم أصلاً يخـدعـونـنا لمآربهم الخـفـية ، والله يعـلم مَن معهم بالخـفـية ... ولا نـدري بخـفايا الأمور في هـذا الزمان

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا قال ... لا
 إن كانـوا يخافـون من مجـتـمـعـهم ، وفي ذات الـوقـت يـدّعـون بالكـلـدانية عـلـناً
 فـهـذا يعـني الكـثـير المجـهـول
وإلّأ .... فإنهم أصلاً يخـدعـونـنا لمآربهم الخـفـية ، والله يعـلم مَن معهم بالخـفـية ... ولا نـدري بخـفايا الأمور في هـذا الزمان

الاخ مايكل

لا اجد اشارة في انهم يخافون من المجتمع. ضمن المجتمع وداخل المجتمع انا ارى انهم يملكون شكل من اشكال التجمع وهناك  صوره حوله ويقولون نحن كلدان.
انت تحدثت عن دائرة النفوس، وهذه الدائرة ليست مجتمع وانما مؤوسسة ادارية قانونية. وانا اعتقدت بانه شرح لك الاسباب حول قوله "لا"، لاني كنت ارغب بان اعرفها، وهذا كان سبب سؤالي لك. تصورت بانه خائف من الذهاب الى الدائرة وهذه ساتعجب منها لكونهم لا يخافون من الاعلان داخل المجتمع، او انه ذهب الى الدائرة والمسؤولين رفضوا ذلك او قاموا بتهديده او او؟

وفي كل الاحوال، فان نسبة العرب ، من اصل عربي في العراق هي لا تصل الى 30 بالمئة. العرب هم في حقيقتهم اقلية في العراق .