الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
تسليطكم الضوء بشكل مقتضب على اهم ظاهرة اجتماعية وهي التغير ، مهمة جداً، فهي التي تجعل من المجتمع في حالة ديناميكية لاجزائه التي هي محور التغير ، بينما تبقى الاجزاء الاخرى في استاتيكياتها الاستقرارية، والتغير ظاهرة حتمية الظهور، لا يمكن السيطرة عليها طالما هناك عوامل داخلية ذاتية وخارجية تؤثر على مجرى الحياة الاجتماعية في مختلف الجوانب، لولا حتمية التغير ، لبقت البشرية في طورها البدائي المتنقل، وهناك نظريات متعددة بحثت في التغير.
العوامل المسؤولة عن التغير هي التي يسميها علماء الاجتماع الحركات الاجتماعية، فهي تغير المودة في كل مناحي الحياة، والمواقف، والتقاليد والقيم، وكل شيء .
اعتقد الذي تقصده من رسالتك الفكرية هذه هو: خلق التوازن في المجتمع عندما يتعرض الى التغيير، بحيث لا يؤثر التغيير على واقعه، وهذا يتم بتشريع قوانين تساير ظاهرة التغير، لكي يبقى التوازن قائما في المجتمع.
اخي يوحنا: الاخلاق مسالة نسبية،مكانياً وزمانياً، ونسبيتها هي نتاج عملية التغير الذي يحصل باستمرار دون توقف، وهذا ما يُحدث صراع الاجيال زمانياً، فكما تعودنا على تقاليد وقيم نشأنا في محيطها، انما بفعل عوامل التغير نشأت الاجيال الحديثة على قيم اخرى مناسبة لهم ويتقبلونها ويرفضون قيمنا. ومكانيا، هناك ايضا نسبية اخلاقية بين المجتمعات البشرية، والمشكلة هي بقاء الجيلين معاً في الحياة مما تُحدث خللا اجتماعيا، ويقود ذلك الى المشكلات الاجتماعية، مثلما ايضا تتسارع في التقدم ماديات الحضارة وتبقى جوانبها القيمية بطيئة التغير مما تخلق فجوة حضارية، وهي الاخرى تسبب المشاكل في المجتمع، بالضبط كما تفضلت بمثال عن الموقف المتناقض اليوم في تفسير انتشار فايروس كورونا ومدى تقبل الافراد للتطعيم ضده قبولا او رفضا، فلا يوجد زمن خالي من المشاكل، وانما هنا كما تفضلت هو الحد من تاثيرات التغير في المجتمع البشري وليس القضاء على التغير .
موضوع شيق ومهم لكل زمان ومكان، ولكن تغطيته يحتاج الى مجلدات.
شكرا ثانية على كتاباتك التنويرية الموجهة.
تقبل تحياتي