المحرر موضوع: محاضرت الأديب نزار حنا الديراني لموسومة (توظيف الفن الشعري والاساطير العراقية ( عيد أكيتو ونزول عشتار الى العالم السفلي )  (زيارة 922 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ملتقى سورايا الثقافي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
ضمن فعاليات ملتقى سورايا الثقافي ، القى الأديب نزار حنا الديراني محاضرته الموسومة (توظيف الفن الشعري والاساطير العراقية ( عيد أكيتو ونزول عشتار الى العالم السفلي ) في الشعر السرياني والليتورجيا ) وذلك في مساء يوم 8/7/2021 أدارت اللقاء الشاعرة أديبة عبدو .
في بداية المحاضرة بين المحاضر وجود العديد من بصمات الفنونِ الشعريةِ السومرية والبابلية على ادابِ شعوب المنطقة ومن بينها السريانية ، ولو حَظيَ هذا العلم باهتمام الباحثين لوجدوا تشابهاً وأواصر مشتركة بين تلك الآداب والتي تلتها كالسريانيـة والعربيـة والعبريـة. فمثلما كان البيت الشعري الواحد يعتمد في عروضه على مبدأ تجزئة الكلمات الى مقاطع (SYLLABLES) تتناوب ما بين المقاطعْ الطويلة والقصيرة... هكذا قُسمَ البيت الشعري السرياني الى دعامات او مفاصل صوتية أحيانا يكون البيت الواحد مكون من مجموع دعامتين او أكثر من الدعاماتِ المختلفة أو المتساوية . كما استفاد الشاعر السرياني ومنذ نشأت ادبه من فنون شعرية اخرى كانت متبعة لدى أجداده من أجل خلق الايقاع الشعري كالتكرار والتوازي (توازي الحركات) واستخدامه ما يشبه القافية في بداية البيت الشعري (كاستخدامه التسلسل في الحروف الأبجدية او استخدام حروف اسم ما كاسم الناظم ) . وبين ذلك من خلال المقارنة بين قصيدة حوار بين صديقين يرقى تاريخ تدوينها الى حدودِ الالف الاول ق. م والشعر السرياني الذي اشتهر به مار افرام (306- 373م) . وأكد المحاضر على ان نقطة الانطلاق في الادب السرياني وخصوصا اللاهوتي منه ، مبني على فلسفة التناقض بين الحياة والموت ، النور والظلام ، الخلود والفساد ، الروحي والمادي،.. ومن أجل التوفيق في هذه الرؤية وظف الشاعر السرياني الأساطير والرموز العراقية القديمة من اجل تقريب فكره الى القارئ .
لقد استفاد الشاعر السرياني كثيرا من الأساطير المتوفرة لديه من الادب العراقي القديم وخصوصا الفن الملحمي والروائي والغنائي ، ومن اجل اثبات ما ذهب اليه أجرى مقارنة فيما يخص فكرة الجحيم في الادب العراقي القديم والتي يقابلها فكرة نزول المسيح الى القبر ،وكمثال على ذلك قصيدة نزول أينانا (عشتار) الى العالم السفلي في النص السومري وقصيدة كياسا (اللص) للشاعر السرياني مار نرساي (القرن السادس للميلاد) وحيث هناك تشابه بينهما في التوظيفِ وفي الفن الروائي . في كلا القصيدتين نجد هناك رعب وخوف وكذلك هناك عملية تحرير الانسان من العالم السفلي اي الصعود من العالم السفلي الى العالم العلوي فكلا الشخصيتين، إنانا وگياسا ـ يرومانِ الوصول الى العالم العلوي . في القصيدة السومرية تتخلص اينانا من عالمِها بواسطة الوزير ننشوبور المرسل من الإلاه آنكي اما في القصيدة السريانية يتخلص الانسان ( الذي يمثله گياسا ) من عالمِه السفلي (القبر) بواسطة الصليب (أي صليب المسيح ) ، وفي نهاية الحوار يضطر كل من نيتي والملاك الى فتح ابواب العالم (السفلي او العلوي ) لاينانا وطيطوس. وهكذا الحال لدى مار افرام الذي جسد هذه الفكرة في قصائدهِ من خلال الحوار المطول الذي يجري بين المسيح والشيطان ، ومن خلال 15 نشيد كتبها عندما كان يعيش مأساة اهل نصيبين اثناء الحصار ، وكذلك ما قام به الشاعر يعقوب السروجي في توظيف فكرة الجحيم في قصائده والتي تعني نقيض القصور والحياة على الارض ، كقوله في قصيدته (بطلان العالم) وغيرها من النصوص الأخرى وحيث استخلص المحاضر من كل ذلك الى ان فكرة نزول المسيح الى الجحيم عند الاديب السرياني يعني حقيقة موته كانسان وانتصاره على الموت بالقيامة .
أما فيما يخص فكرة الانبعاث أي الولادة الجديدة ، فبين المحاضر وجود تقارب بين الأدبين ، فالاناشيد التي تقال في عيد الميلاد والفصح والطقوس المستخدمة فيهما تقابلها اناشيد اكيتو (عيد الربيع) من حيث التسبيح والتراجيديا والمواكب التي يصاحبها المشاعل .
واختتم محاضرته بطرح بعض الاناشيد المشتركة في كلا الادبين وكما في النشيد المخصص لتكريس رشأ غزالة في الشعر العراقي القديم والصلاة الليتورجية المكرسة لمباركة الملح والعجين وغير ذلك من الاناشيد الاخرى...
وبعد انتهاء المحاضر من تقديم محاضرته
تم فتح باب المناقشات التي اثرت المحاضرة من خلال المداخلات والملاحظات والإضافات والتساؤلات من قبل الحضور الكريم