المحرر موضوع: الـقِـيَـم المسيحـية تـتـلألأ بـين بُـؤَر الشـرِّ والظـلامية  (زيارة 1531 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5243
    • مشاهدة الملف الشخصي
الـقِـيَـم المسيحـية تـتـلألأ بـين بُـؤَر الشـرِّ والظـلامية
 بقـلم : مايكل سيـﭘـي / أيام زمان عَـبر البحار ... 2009
إن غـياب الضمير الإنساني في موقع عـملي السابق مُـتَمثــِّـلاً بتجاهـل كـفاءتي وإخلاصي ، بالإضافة إلى نسج البعـض مِن إداريّـيهِ خـِرَقاً بالية مِن خـلف الكـواليس ، لحـجـب نور مَن يحـمل بـيـَـدَيه الفـوانيس ، وسلوكهم الـتافه عـلى مسرح العـمل في إبعاد صوت الحـق الذي يزأر ويؤرق ليلـَهم الخـسيس ، ورغـم مشاعـري الحـميمة الصادقة التي فاقـتْ تمَـلــُّـق رفاقَ الأزقــّة والدهاليز ، أقـول إنَّ كـلَّ ذلك دعاني إلى تـَـذمُّـري من ذلك الواقع الرخـيص ، فـهجـرته بإخـتياري الحُـرّ والموثـق بالإيميل في مطلع عام 2008   وليس مِن قِـبَـل الإدارة كما روّج السيـد النائـب الموقـر للـبعـض خارج أستراليا ! وبـدون خجـل !! حـقاً قـيل : إنْ كـنـت لا تـستحي إفعـل ما تـشاء .
ولكـنَّ الشـكـر للرب مانح الحـياة الذي فـتح أمامي باباً آخـراً دون تأخـير حـين قادتـني الأيام إلى العـمل في إحـدى القارات عَـبر البحار ( أشهـراً تعادل سنيناً ) فـإستمتعـتُ بالسياحة الكـثير وعـلـَّـمَـتـني الأيام أكـثر وإخـتبرتُ الحـياة الأكـثر ، وهـناك شاءت متـطلـبات العـمل أن أكـون قـريـباً من جـماعات ( الإرهابـيّـين ! ) في إحـدى الـدول من تلك البقاع .
وأثـناء أحـد اللقاءات رغـبتُ أن أحـدّثهم بما يجـول في خاطري ويخـتـلج في صـدري بطريقة رشيقة سَـلِسة لا تـثيرهـم ، فـكـلـّـمْـتهم باللغة التي يستـسيغـونها بأسلوب إجـتماعيِّ وتربويِّ شَـيّـق كي يستمعـوا إليَّ بإنـتباه وقـلتُ لهم : أنا كـنتُ من روّاد الأفلام الهـنـدية في أواخـر الستينات وأوائل السبعـينات من القـرن الماضي
 ( فـعـلـّـق أحـدهم فـوراً  قائلاً : يـبـدو أنك رومانسيٌّ أستاذ ) !
وأنا لا زلتُ أواصل حـديثي قـلـتُ : وفي أحـد الأفلام منها ، غـنى الممثل أغـنية باللغة الإنـﮔـليزية ، تأثـرتُ برومانسية لحـنها وعـمق معانيها فـحـفـظـتها فـوراً لبساطة كـلماتها وهي :
Come shake my hand  …….   تعالَ وصافـحـني
And  love  each other  ……   ولنحـبّ بعـضنا بعـضاً
Let us feel happiness  …….  دعـنا نـشعـر بالسعادة
In this world together ……..  في هـذا العالم سـويّة
This is the only truth ……..  هـذه هي الحـقـيقة الوحـيـدة
Remember my brother …….  تـذَكـَّـر يا أخي
 فـنادى أحـدهم من مكانه ممَّن أعـجـبته وتأثـر بها أيضاً وقال برزانة وذكاء الواعي : ( أستاذ ، لقـد وصَـلـَـتْ الرسالة ) ! ثم قـلتُ لهم : الأغـنية إنـتهـتْ ولكـن إسمحـوا لي أن أعَـلـِّـقَ عـليها بعـض الشيء …. طبعاً سادَ السكـوتُ بـينهم شـوقاً ليستمعـوا إليّ فـربما عـنـدي المزيـد ، وأردَفـتُ :
نحـن جـميعـنا خـليقة الله ، خـَـلـَـقــَـنا عـراة في هـذا العالـَم ، فـترعـرعـنا وكـبـِرنا وعـمِلنا وبَـنـَـينا وعـمَّـرنا ووَفـَّـرنا وأنجَـبْـنا ، ومهـما طالَ عـمْـرُنا فإنـنا كـلنا متجـهـون نحـو خـط نهايتـنا ، عـنـدئـذ لن نأخـذ معـنا ……. فـقاطعـني أحـدهـم معـلـقاً مباشرة وقال : ( سِوى الكـَـفـَـن ) . وأضفـتُ :
إنـنا سوف نـترك كل شيء ونغادر هـذه الأرض دون أن نأخـذ معـنا شيئاً مما كـسَـبناه ووفـَّـرناه في هـذه الدنيا ، وبإخـتصار : لـقـد جـئـنا إلى العالـَم عـراة ً ونغادره عـراة ً . إذن ، لِـمَ كل هـذا العـراك ، القـتال ، الصراع ، الـذبح ، الحـقـد ، الكـراهـية ، الإنـتـقام ، الإنحـراف ، السرقة ، الإغـتصاب ، الإخـتطاف والسطو ، في العالـَم ؟ …..
( فـنادى أحـدهـم من مكانه وقال : أستاذ ، هـل أنـتَ مَسيحِي ؟ ) وهـنا بـيت القـصيـد في مقالي !
فـقـلتُ له : نعـم إنـني مسيحيٌّ ( فـقال : يظهر عـليك ذلك )  وأكـملتُ قائلاً : أنا مسيحيٌّ من العـراق والآن أسترالي الجـنسية …..  ثم خـتمتُ كلاميَ قائلاً لهم : ثِـقـوا ــ وأنـتم تعـلـَـمون ــ إنَّ كـل مَن عـلى هـذه الأرض فانٍ ولا يـبقى إلاّ وجه خالقِها ، وما عـلينا إلاّ أن نـُـبْـقيَ إسمَـنا مرفـوعاً ومتجـسِّداً في أعـمالـنا الجـليلة وذكـرياتـنا الجـميلة .
تـُرى ، ما الذي قـلتــُه لـذلك المستمع إلى حـديثي ليكـتـشفَ مسيحـيَّـتي ؟ لـَمْ يكـن يعـرف إسمي ، ولا معـتـقـدي ولم أذكـر له شيئاً مِن الإنجـيل أو آياته ، ولا قـدّيسيه المؤمنين به أو رُسُـلِه ، ولم أصف له الـدير ورُهـبانه . ولكـنـني إخـتــَصَرتُ موعـظة يسوع عـلى الجـبل وتعاليمه ، رسائل مار ﭘـولص الرسول وأفـكاره ، نـذور الراهـب وصومعـته ، وعـظ الكاهـن وكـنيسته ، الفادي الذي حَـمَـلَ الصليـب طائعاً قـبل أنْ يحـمله وغـفـرانه لأعـدائه ! وكـذلك عَـرَضتُ مسيرة 2000  سنة من تاريخ المُـخـَـلـِّـص وقـيامته ، الطريق والحـق والحـياة وكلامه العـذب الذي كـلـَّـمَـنا به  ، دماء الشهـداء من أجـل الإيمان بالرب وأقـواله ، نور العالـَم الذي تـَـنـَـوَّرْنا به .
عَـبَّـرتُ عـن كـل ذلك بالكـلمات المضيئة لتلك الأغـنية البسيطة والناطقة بالمبادئ المسيحـية المُجَـسِّدة لـ ( الله محـبَّة ) دون ذكـر إسم المسيح ! …. المسيحـية المُحِـبَّة التي تحُـلَّ مَحَـلّ حـقـد المنـتـقـمين لتـنير دروب التائهـين ، الهادئة لـتـُـريح أعـصاب المنـفـعـلين ، المُسالِمة لتـُـقـَـوِّم سلوك العُـدوانيّـين ، الكـريمة لتـشرح قـلوبَ اللئـيمين ، المليئة بـدعَـوات الخـير لتـزرع الرجاءَ والأمل في نفـوس بني البشر اليائـسين ، العـذبة المُـنعِـشة المُـفـرحة عسى أن تـُـغـيَّـر بعـضاً مِن سلوك الحاقـدين .
تلك هي الكـلمات المتلألـئة بإشعاعاتها لا يُحـجَـب بريقـُها مهـما وُضِعَـتْ الحـواجـز حـولـَها ، ولا يُـبْـطـَـل نبضُها مهـما عُـزلـَـتْ شرايـينها ، ولا ينـقـطع صوتـُها مهـما إبتعـدتْ وأُبْـعِـدَتْ الآذان السامعة لها .
ومما لا شـكّ فـيه أنَّ مستمعيَ المشار إليه سرعان ما أثمرَتْ فـيه كـلماتي وجَـعـلـَـته يستعـرض تعاليمَه الهـدّامة مع نفـسه ،  ويستـذكـر ممارساتِه السلبـيّة في قـلبه ، ويتخـيَّـل خـطـطه الشرّيرة أمامه ، وبضمير ! صَحا فـجأة في داخـله ، ليقارن بـينهما ويفـصح عـن خـلاصة إستـنـتاجاته وهي أنَّ ماء الحـياة ينبع فعلاً من ينبوع الحـياة ، ومَن يشرب منه يرتوي ، فـترتسم ملامح إنـتعاشه عـلى وجهه ، ويُسـتـدلّ عـليها من أقـواله وأفـكاره المسيحـية وأفـعاله …
وبـذلك نكـون قـد تـلـمَـذنا الأممَ ــ في عـقـر دارهم ــ دون أن نرتـديَ جُـبَّة ولا سـوتانة ولا نحـمل صولجاناً ، ودون أن نقـفَ خـلف منبـرٍ وعـيونـنا تـحَـمـلق راسمة منحـنياتٍ يميناً ويساراً لإستـطلاع الجالسين أمامنا …….. فلا قـرأنا قانـون الإيمان ولا طلـبنا قـراءة سـورة الفاتحة من (( الضالـين )) .
نعـمْ ، كـَـمْ طـوَّقـَـتْ الأصفاد زنود المؤمنين الأحـرار فـكانـت طريق المسيحـية مَرْويٌّة بـدماء الشهـداء الأبرار ، ولكـن كـلمة الحـياة خالـدة منـيرة تـقـضُّ مضاجـع الحـمقى الدائرين في رديء المـدار ، وأبواب الجـحـيم لن تـقـوى عـليها بل تبقى القِـيَـمُ المسيحـية تـتلألأ في بؤر الظلام والأشرار ، عـسى أن تـُـنير عـقـول القابعـين في دنيء الأطـوار ، فـتـقـود العُـتاة العابثـين بتعاليم السماء ، إلى شاطئ الأمان والرفاء . إنهم فعلاً تـُعَـساء ، نـتألـّم لهم وعـلى حالهم نحـزن ونـُـواسيهم بالرثاء ، وعـلى طبق ذهـبي قـدَّمنا لهم الـدواء ، فـهـل عـنـدهم إستعـداد للشِـفاء ؟ .


غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي هناك رسل تعمل بصمت دون اثارة الضجيج حولها.

تحياتي.

                                    ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 727
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ مايكل المحترم
 سلام المسيح
 تقول "  إن غـياب الضمير الإنساني في موقع عـملي السابق مُـتَمثــِّـلاً بتجاهـل كـفاءتي
"    واخلاصي  ، أقـول إنَّ كـلَّ ذلك دعاني إلى تـَـذمُّـري من ذلك الواقع الرخـيص ، فـهجـرته بإخـتياري الحُـرّ ،..."...  انتهى الاقتباس
  اذا تسمح لي ان اقول لا ياعزيزي مايكل ، لا هؤلاء تجاهلوا كفائتك ولا انت هجرت عمل بسبب ذلك ؟؟
 بل كانت خطة الله لك ان تعمل بحقل محبته ، وان يقودك الى عمل لم يكن يخطرببالك وهناك تفاجى بانك تتلمذه الارهابين بدون ان تكون مهيئا لهكذا عمل  ، ولكن قمت به بك سرور لان الروح القدس تكلم من خلالك مع هؤلاء .. قال لك احدهم انت مسيحي ، قلت نعم انني مسيحي ، هنا اثمرت كلماتك فيهم ولو بواحد منهم ،هنا كما تقول قد قمت بعمل التلمذه المسيحية ، وانت متاكد بان عملك قد اثمر ..
 وهذا كان منذ زمن كما فهمت من المقال ،، اليس المطلوب عزيزي الاستمرار بالعمل في حقل الرب ما دام لديك تجربه معه ، ؟؟ التلمذه والتبشير بكلمة الرب ليست حصرا على احد كما قلت ، لان حقل الرب يسوع المسيسح واسع وكبير يطلب فعله حقيقيين في كرمه .. الرب يباركك واتمنى ان يستمرعمل الروح اقدس بخدمتك وحياتك .. ربنا صالح وامين ..
 اخوك يعكوب ابونا  ....21 /7 /2021
 

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز مايكل المحترم
عجبتي هذه الحكاية التي تجسدت التعاليم المسيحية في شخصك كونك مثالا اقتدى به الجمع الذين عاشرتهم. وفيه تظهر بانك شخص عادي بسيط ولكن ملهم بتعاليم نيرة.  استمر على هذا المنوال والرب يباركك. دمت لنا اخا عزيزا..تحيتي للجميع

متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5243
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي يوسـف أبـو يوسـف العـزيـز
أعـدتُ كـتابة هـذا المقال لإرتـباطه بمقالي الأخـير (( الحـلـقة الخامسة ، لماذا ذكـرتُ عـبارة ــ وأنا شماس غـير مرسوم ــ )) لم أنـشره هـنا تجـنباً من حـذفه ، ويمكـن قـراءته في مواقع أخـرى وصفحـتي الفـيسبوك !!!!! .
أعـجـبني تعـلـيـقـك ... رسـل تعـمل بصمت !!!
لا أميل إلى مدح نـفـسي ولا الـتباهي بها لأني لستُ أطمع في كـلمة عـفـرم ولا شـيئاً لـذاتي ، فـمثلاً كانت هـناك فـرصة أن أرتـقي من مـدرّس بسيط إلى مديـر (( بشـرط الإنـتماء !!)) وذلك بإعـتـراف مديـر مـدرسـتي الـذي غادر في بعـثة إلى رومانـيا ، فـتجاهـلـتها ...
وفـرصة أخـرى للـتـدريس في الجـزائـر ومعـها الربح المادي ، فـتجاهـلـتها للسبب نـفـسه .
وكـذلك عـنـد عـملي عَـبـرَ البحار ، عُـرضَـتْ عـليّ فـرصة الإرتـقاء من موظـف بسيط إلى مديـر في مكان آخـر ، ورغـم أن الـتـنـقـل كان بـواسطة الهـيليكـوبتـر لكـني رفـضتها لأني كـنـتُ مكـتـفـياً بمكانـتي الـبسيـطة .
إلّا أني أحـياناً ، في موقـف أو مشهـد معـيّـن وخاصة حـين ــ يـدوسـون ــ بالـبطن ... أميل إلى مدح نـفـسي عـلـناً وليس مبـطـناً . 

متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5243
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي يـعـكـوب أبـونا الموقـر
رغـم أن أحـداثاً طبـيعـية (( أو تلك التي يخـطط لها الإنسان )) تكـون مؤلمة ، ولكـني أرى الكـون الشاسع غامضاً فـيه أسـرار لـن نـصل إليها ، وباطـن الإنسان أكـثر غـموضاً منها ... مما يقـودنا إلى الإعـتـقاد أن الحـياة ــ رغـم تـباهـينا بأن مقـودها بأيـدينا ــ ولكـنها ليست كما نعـتـقـد بل هـناك مـبَـرمِجٌ لها يـراقـبها ، ومن هـذا المنـطلـق نـؤمن بأن كل شيء بإذن الله .
ورسالة الرب يسوع ليست محـتـكـرة لهـذا وذاك ! فـفي مقال سابق ذكـرتُ إنجـيل متى الإصحاح 18 والأعـداد 15 ــ 20 وتـوجـيهات يسوع الثلاثة !!! ولمَن يقـرأه بعـقـل واعٍ ( لا بما ورثه عـن الأجـداد من طاعة عـمياء ) ستـتـوضح الصورة أمامه أنـنا كـلـنا سـواسية في مهامنا ــ حـقـوقاً وواجـبات ــ وحـتى الحـل والـربـط التي دمّـرونا بها ... وفي الـوقـت ذاته لا بـد من تـنـظيم الـدرجات الإدارية ، عـلماً أن كـلمة (( درغا )) لا تعـني الـقـداسة وإنما (( درجة )) .   

أخي عـبـد الأحـد قـلـو المحـتـرم
شكـرا لتعـلـيـقـك