المحرر موضوع: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ  (زيارة 1968 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قومَيتَنا والحلّمَ الزائّف.
في الآونة الأخيرة كثرَّ الحديث عن القومية بشقيها الآشورية والكلدانية. كلامًا على كلامّ من على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، منه ما هو منطقي ومعتدل ومعقول، ومنه الخالي من المعنى وينحدر نحوَ التعصبّ والبعيد كل البُعد عن العقلانية وروح هذا العصر، لنتخبط في النهاية بعناوين كثيرة وشبكة عنكبوتية من الخيوط المتشابكة لِنخرج معها بمصطلحات شاذة لا تعبر عن المعنى الحقيقي للكلمة، لا لغوياً ولا معرفيًا، وندخل في منطقة رمادية من اللغوَّ الذي لا طائل منها غير بعثرة الأمور والتي لا تحتاج لبعثرة أكثر في ظل تخبط ما أنفكَّ يزداد مع مرور الوقت مع استدلالات عقلية مفقودة.
تستحيل بلورة أيَّ فكرة دون تعريف دقيق للمصطلحات ومن أيّ معدنّ لغويا قُدّت، لكي يتسنى للباحث أو الدارس أو المطلع الوصول السهل للمعنى الصحيح الذي جاءت من آجله الكلمة والتعريف الدلالي للعِبارة.
في البدء لنأخذ مثلًا بسيطًا يُسلط الضوء على مدى فوضى التعابير المستعملة في المجتمع خاصة في هذا الوقت، والذي يرتبط ارتباطًا جوهريًا بالموضوع المطروح، أيَّ مصطلح القومية. فالشخص المهاجر  إلى دول الغرب، أستراليا، أمريكا ، كندا….الخ، وبعد أن يستكمل الشروط القانونية اللازمة للحصول على حق التوطين وقدّ أجتاز الامتحان، يحصل على حق المواطنة في ذلك البلد وهي تُعرف اصطلاحًا (Citizenship)، وهذا المصطلح يندرج ضمن طيف واسع من المعاني، مثل، مواطن مدني، تابع، قاطن، ساكن، مُقيم، ضمن فئة خاصة من المعاني، وهذا يختلف عن مصطلح  الجنسية (nationality)، لأن الجنسية تُعطى فقط في البلد الأصلي أيّ مسقط رأس الشخص الأولي، أي الولادة في الأمة (Nation)، وهذا أيضا في القوانين والمعاجم  له ارتدادًا بأثر نگوصي، فهو يُشير إلى القومية، الاستقلال السياسي، الصفة القومية، والسَائد بيننا أننا نستعمل كلمة حصلنا على الجنسية الأسترالية أو الكندية كخطأ شائع يندرج ضمن سلسلة أخطاء تُطلق عشوائيًا  مع الوقت أصبحت عادية وطبيعية جدًا.  بمعنى أدق لا أحد من المُهاجرين (immigrants) يبحث عن أصول في القومية الأسترالية أو الكندية أو الأمريكية، لأن هذا الأمر لا يعينهم بكل بساطة، وهذا لا يفسر على أنه عدم حبَ أو أحترام لهذه الدول التي أوتَّ المهاجرين وشمِلتهم برعايتها، لا أبدًا، الموضوع أعمق بكثير ومرتبط بالشعور الوجداني الأصلي.
حسنًا لنعود لمصطلح القومية (nationalism) وأنتبه عزيزي القارئ إلى التشابه الكبير بين القومية والجنسية (nationality)، فهم من عائلة لغوية واحدة وفعلًا واحد. فالقومية لغويًا تتأتى من الجذر قوم، جماعة، عشيرة،  تعيش في مكان ما تربطهم صلة معينة تنشأ تزامنًا مع خصائص وجدانية وعاطفية مُشتركة تربطهم بعلاقة قوية، لتُشكل أعتقاد من عقيدة( Doctrine) لدى الشَّعب في أنّه يشكّل جماعة متميِّزة ذات خصائص تميِّزهم عن الآخرين كهوية ذاتية تشترك في سمات، ومن أهم تلك السمات الوطن، التاريخ، اللغة والاهداف، وعلى هذا المبدأ يُضحي المرء بنفسه من أجل الوطن الأمة (Nation).
وللقومية أنواع متعددة وليست واحدة كما يروج لها البعض اليوم، كالقومية الاثنية، والقومية الدينية، والقومية الليبرالية، والقومية الثقافية، والقومية الرومانسية، ولكل واحدة منهم شرح مُفصل وأبواب واسعة لا يتحملها هذا المّقال الآن. والقومية أيضًا عقيدة وأيدولوجيا سياسية هامة للغاية تهدف إلى بناء هوية وطنية واحدة والحِفاظ عليها من خلال المنهاج السياسي، بناءاً على خصائص اجتماعية مشتركة، الثقافة، العرق، الموقع الجغرافي، اللغة، الدين، التقاليد. على سبيل المثال لا الحصر، جمهورية أرمينيا، ودولة اسرائيل.
يمكن التنظير عن مفهوم القومية طويلًا، ولكن قُبيل ذلك هل وفرنا لها الظروف المناسبة في إمكانية خلق وعيًا قوميًا وهوية خاصة سواء كانت كلدانية أو آشورية، والسؤال الأهم هل هنالك نُضُوج قومي لدى الكلدان  أو الآشوريين يكفي لخلق تيار وفكر أيديولوجي يُعبر عن روح تلك الجماعات ويستأثر بها، أشكّ في ذلك كثيرًا. نعم هناك نقطة يمكن أن تنطلق منها عملية بلورة شيء ذات قيمة ولكن تحتاج لمجهود وإدراك واستيعاب اللحظة التاريخية، تعزز من ثقافة الاطلاع والقراءة بين أبناء الجاليات في دول المهجر.
في أختبار  بسيط أنا قمتُ به لقرابة عشرين شخصًا أعمارهم تتراوح بين العشرين والأربعين، حول موضوع القومية، كل الإجابات جاءت مع الأسف سطحية وبسيطة جدًا، وكأنهم في رُقاد من هكذا مواضيع، لا داعي لذكرها، وهذا ليس بالمستغرب أبدًا على أبناء جلدتنا، فالوعي السياسي بمعناه الاجتماعي مُتدني إلى درجة كبيرة، وهذا إيضاً له رواسب عميقة تمتد إلى حقبة الحزب الحاكم الواحد، والذي كان هو الموجه الوحيد حسبّ أيديولوجيته التي يراها بغض النظر عن إختلاف المشارب والاتجاهات والمذاهب الفكرية والعقائدية، فيصبح الاتجاه العام برمته مع الوقت واحد دون تنوع، ليوظف لاحقاً لفكرة أحادية ترىّ الجميع بعين واحدة. ومع الآسف الشديد أنتقلت هذه الآفة مع انتقالنا الى دول اللجوء مع توافر إمكانية الحصول على معلومات أكثر وضوحاً وسهولةٌ من خلال منظومة الانترنت وخدمات ال Google، للاستفادة منهم بشكلٍ كبير. ولكن على ما يبدو أن هناك عدم مبلاة وعزوف إتجاه كل ما يمت بصلة بالثقافة.
الخلاصة تكمن في خلق جوًا مناسبًا لقيام منهج قومي يعكس انتماء الفرد لمجتمعه وهويته والتكيف معها، بعد ذلك يُصار إلى تنظيم تيارات وعقد إجتماعات كيما تكون حجر الزاوية في تكريس مفاهيم جديدة يستوعبها العامة تكون لها قاعدة ورصيدًا بين جميع الطبقات، يتحدثون بها في الجلسات والمقاهي والمنازل كشيء طبيعي عادي لتنصهر هذه الأفكار وتنتج لنا رؤيا جديدة، غير ذلك البقية حرث في الماء ودوران في حلقة مفرغة، لا أكثر ولا أقل.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #1 في: 11:48 21/07/2021 »
الأخ والأستاذ سلوان المحترم
تحية طيبة.. وبعد.
نقتبس جزأ من مقالتكم أدناه:
وللقومية أنواع متعددة وليست واحدة كما يروج لها البعض اليوم، كالقومية الاثنية، والقومية الدينية، والقومية الليبرالية، والقومية الثقافية، والقومية الرومانسية، ولكل واحدة منهم شرح مُفصل وأبواب واسعة لا يتحملها هذا المّقال الآن. والقومية أيضًا عقيدة وأيدولوجيا سياسية هامة للغاية تهدف إلى بناء هوية وطنية واحدة والحِفاظ عليها من خلال المنهاج السياسي، بناءاً على خصائص اجتماعية مشتركة، الثقافة، العرق، الموقع الجغرافي، اللغة، الدين، التقاليد. على سبيل المثال لا الحصر، جمهورية أرمينيا، ودولة اسرائيل.
تعريف القومية هي: تواجد مجموعة بشرية متفاهمة على أسس الحياة الأجتماعية والسياسية والأقتصادية، متضامنين مع بعضهم البعض في السراء والضراء، تربطهم عوامل مشتركة ثقافية وفنية وأدبية، وموقع جغرافي معين يتواجدون فيه منذ زمن معين، بالأضافة الى اللغة المشتركة بين القوم الواحد، أضافة الى العادات والتقاليد المشتركة الواحدة. ومن حيث المبدأ الدين لا يدخل ضمن المقومات القومية أبداً، حيث ممكن أن يكون فرنسي له دين أو لاء، كما الأنكليزي، والأمريكي المتواجد قبل ظهور وتواجد الأديان (كالهنود الحمر)، والأسترالي الأصلي المتواجد قبل أكثر من ستون الف عام (الأبورجنين)، والكلدان تواجدوا في بابل منذ ما يقارب عشرة آلاف سنة، لم يروا الدين في زمانهم، بل أختاروا مردوخ ليكون الاههم، كما الآشوريين القدماء المتواجدين في نينوى لم يكن لهم دين ثم وضعوا آشور الله لهم.. وهكذا الأقوام المتعددة في دول العالم أجمع.. الدين لا يدخل ضمن المقومات القومية ابداً أبداً..
وهنا من حق الأنسان أن يكون له أسم لتواجده وهو حق شرعي له، تعتبر قيم حضارات متعددة، تحترم من قبل الجميع على اساس حضاري متقدم وليس العكس. ونحن نرى القواسم المشتركة بين جميع الأقوام موجودة وكثيرة التنوع وخاصة الجامع الأنساني (الأنسانية) التي تجمع وتحضن الجميع، ومن ثم الوطن الواحد الجامع للقوميات والأثنيات المتعددة، للعيش الرغيد بحرية واستقلالية ومحبة القوم ومحبة الوطن ومشتركاته الكثيرة، بعيداً عنه الأختلاقات للعيش ضمن القانون والنظام المدني العلماني الجامع ولم يفرق لأنسان معين على حساب الآخر، الجميع متساوون أمام القانون والنظام.
أما موضوع الوعي القومي، فعلا الدكتاتورية بخلفياتها الدامية والمؤلمة والمؤذية بوراثتها للأجيال، وضعت العراقيل الكثيرة ومخلفات باهضة الثمن بالضد منلأنسان العرقي، من الصعب جداً أستيعابها وتذوق مفرداتها وآلامها ونتائجها المريرة على الشعب.
تقبل تحياتي لك وللقاريء الكريم..

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #2 في: 15:16 21/07/2021 »
الأخ العزيز ناصر عجمايا المحترم:-
شكرًا جزيلاً على المداخلة القيمة في متنْ موضوع القومية.
لا أضن ثمة أختلاف كبير بين ما تفضلتم به حول تعريف القومية وما جاء به المقال أعلاه، مع أختلاف طفيفّ.
إن موضوع القومية واسع ومُشرع على مصرعيه  وعلى كل الثقافات والاتجاهات، وبالتالي يفتح أبواب الإتفاق والاختلاف.
 هل الدين يدخل في تصنيف القومية؟، نعم  يدخل وبقوة!، وابسط مثال على ذلك الدين  اليهودي، والذي تجلىّ عنه الصهيونية الدينية، وهي أيديولوجية تجمع الصهيونية واليهودية الأرثوذكسية. أو الدين الهندوسي أو كما يُعرف البراهمية، مع أن الهندوسية دين فقد وجدوا لأنفسهم ثقافة تحولت مع الوقت إلى قومية تتحرك بإزاء الدين تمامًا. حتى في المسيحية اللعب على وتر الدين كثيرًا ما يُمارس لصالح القومية، خاصة في الولايات المتحدة الاميركية، تيار القوميون المسيحيون، والمسيحية المتصهينة، راجع خطابات بيلي غراهام، المقرب من جورج دبليو بوش. في الدين الإسلامي، التوظيف القومية للدين بارز لا يحتاج لتنظير طويل، باكستان ترتبط إرتباطا وثيقاً بالقومية الإسلامية والإسلام دين الدولة الرسمي. حركة حماس حزب قومي فلسطيني ذو عناصر إسلامية واضحة. رجب طيب اردوغان ذاته إسلامي ومتطرف يرتدي زيّ القومية التركية.
ربما من الصعب فصل الدين في مجالات كثيرة عن المفهوم القومي بعمقه السياسي والتاريخي.


وتقبل أمتناني وشكري.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #3 في: 15:58 21/07/2021 »
الأخ العزيز سلوان ساكو المحترم
تحية طيبة..
شكرا لحواركم مع التقدير..
العروق القومية تواجدت قبل ظهور الأديان وهذه مسألة علمية غير قابلة للنقاش ولا للجدل مطلقاً.. فتواجد القوميات قبل تواجد الأديان معناه الأنسان هو أولاً والدين هو ثانياً، وعليه الدين خارج مكونات القومية.. والدليل بأمكان الأنسان تغيير دينه ولكن لآ يمكنه تغيير قوميته وعروقه، وهذه هي الأخرى علمية لا نقاش فيها..كثير من الأقوام لأسباب عديدة وظروف مختلفة فرت بها فغيرت ديانتها، لكن بقيت وحافظت على عروقها.. وفي الزمن الحالي الأخوة الكرد في شمال العراق قسماً منهم أعتنقوا المسيحية مؤخراً وعمروا كنيسة لهم، لكنهم لا ولم يكن بأمكانهم تغيير قوميتهم العرقية بل حافظوا عليها وهم كرد..
أما ما ذكرته أعلاه يدخل ضمن تسييس الدين وتسييس القومية ليربطها بالدين، وتلك معادلة خاطئة بموجب المفردات العلمية وقرائتها الواقعية..
مع التحيات لكم وللقاريء الكريم.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #4 في: 04:11 22/07/2021 »
الأخ العزيز ناصر عجمايا المحترم:
شكرًا على مروركّ مرة ثانية.
حينما نأخذ موضوع  القومية نأخذه كمصطلح ظهر وأنتشر على نطاق واسع  في القرن الثامن عشر، ومن عدة محاور  أهمها بعتقادي المنظور السوسيولوجي، والذي يهتم في علم المكان والاجتماع كحركة مجتمعية واسعة أثرت وتأثرت بالمحيط الثقافي والسياسي والديني، ولم أتوغل في ثنايا التاريخ كثيرًا. حسنًا هل القومية حدثًا منفرداً، أمّ هي سلسلة من الأحداث تخص مجموعات بشرية؟، وهل يسير التاريخ في مسار مستقيم، أم على شكل دوائر؟ هل يتحرك التاريخ دوماً للأمام؟  لا إجابة واحدة على هذه الأسئلة، تعكس هذه الأسئلة مغزى أعمق من الأمور، وربما تحتاج لفرد دراسات ومقالات مطولة حولها.
 لن أتفرع في الامثلة كثيرًا فقط مثال واحد، في بولندا، كانت القومية تتميز دائمًا بالولاء للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، مجموعات سياسي مثل النهضة الوطنية لبولندا أستخدام شعارات بولندا الكاثوليكية العظمى.
أخي العزيز مهما حاولنا فصل القومية مع محركات الدين لن نفلح، فانهم تجمعهم روابط متينة.

وتقبل مني أحترامي.

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #5 في: 17:38 22/07/2021 »
الاخ سلوان ساكو المحترم, تحية طيبة

ما كتبته في الحقيقة هو مقال فكري يحتاج إلى الكثير من التبحر ولكن ضيق المجال هنا لا يسمح بذلك.
مفردة القومية هي بحد ذاتها ترجمة سياسية لمفردة الاثنية حسب الاجتماعيين والعرق لدى النفسانيين والبيولوجيين واللتين لهما ترجمات واضحة في اللغات العالمية الاخرى ولكن ترجمة القومية الى اللغات الاخرى كما تفضلت حضرتك يلتف حولها الغموض. وقد تمكن الاجتماعيين والبيولوجيين من تضييق الخناق على الاثنية والعرق لحصرهما قدر الإمكان بالمجموعة التي يقصدونها إلا أن السياسيين فقد تركوا الحبل على الغارب في تأطير حدود المجموعة المقصودة حين إطلاق المصطلح عليهم. بل الاكثر, فهي ايجابية المعنى حين إطلاقها على المجموعة التي ينتمون إليها فأردف إليها الوعي القومي والحقوق القومية وغيرها وهي سلبية المعنى حين إطلاقها على الآخرين اذ قد ينعتونها بالعنصرية والشوفينية والإقصائية وغيرها. ويستطيع الاجتماعيين والبيولوجيين من استعمال الاثنية والعرق بموضوعية ومحاججة العقل ولكن السياسيين لا يستطيعون ذلك فاتخذ استعمالها منحى عاطفي حماسي للتأثير على الآخرين عاطفيا وليس منطقيا.
فعلى سبيل المثال, كما حضرتك قرأت ما كتب في الفترة الأخيرة منذ أرسل غبطة البطريرك الجليل مار ساكو رسالة الى برلمان كردستان حول القومية الكلدانية, انا ايضا قرأت. تداخلت مرة واحدة في سؤال الى الكاتب سامي هاويل الذي اعتبر نفسه من اكثر ابناء شعبنا يمتلك وعي وحماس قومي وطلبت منه توضيح بشكل منطقي وعملي عن المقصود بالنضال القومي والحقوق القومية والمكتسبات القومية وغيرها, فكان رده انه يستطيع ان يجيبني ولكن لن يفعل ذلك مع من ليس له وعي قومي! بل أكثر من ذلك, ولكونه فقط مردد لما تم تلقينه له عن طريق العاطفة من قبل السياسيين القوميين, اتهمني باللف والدوران (اذا احببت استطيع ان ارفق لك سؤالي له ورده لي)

يراودني امر وهو: هناك (سياسيين قوميين) و(غير سياسيين وقوميين من اقتصاديين وأطباء ومهندسين ومهنيين وغيرهم), من من هؤلاء يعمل على وضع الفوارق بين أبناء شعبنا من السريان والاشوريين والكلدان ومن يعمل بصمت ويحتسب ما يفعله على المسيحيين دون فرق بين سرياني واشوري وكلداني وتكون مخرجاته ايجابية يفتخر به كل انسان صادق يعتبر الكل شعب واحد دون تملق او رياء؟
إذا إستطعنا الحصول على الجواب الصحيح يمكننا ان نحدد هل أن دعاة القومية مثل الاخ سامي هاويل يجب ان نساعدهم و تؤزهم ام يجب ان نسكتهم

في الاخير, اود ان اشير الى انني كتبت في موضوع هذا المصطلح (القومية) قبل عدة سنوات.
شكرا مع الاحترام والتقدير

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #6 في: 06:17 23/07/2021 »
الأخ العزيز نذار عناي المحترم:
شكراً جزيلًا على مداخلتكَّ المهمة والتي جاءت في صلب الموضوع تماماً، لا بل أثرت المقالة وغطت جوانب حساسة وخطيرة.
نعم كل ما جاء في تعقيبكم صحّ وهنالك بعض ضعاف النفوس يستغلون عاطفة الناس البسطاء ويعزفون على وترّ القومية وهم بعيدًا كل البعد عن هكذا قضايا.
مرة ثانية شكرًا على مرورك المهم أخي العزيز.

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #7 في: 18:32 23/07/2021 »
اقتباس
في البدء لنأخذ مثلًا بسيطًا يُسلط الضوء على مدى فوضى التعابير المستعملة في المجتمع خاصة في هذا الوقت، والذي يرتبط ارتباطًا جوهريًا بالموضوع المطروح، أيَّ مصطلح القومية.

السيد سلوان ساكو المحترم

انت محق جدا بحديثك عن فوضى التعابير والمصطلحات، ولكن ايضا السيد ناصر محق فيما  ذهب اليه في ان القومية تسبق الدين الخ، ولكنه ايضا مخطئ لان كان هناك الالاف من العراقين من اصبحوا عرب بعد دخولهم الاسلام وهذه بنفسها يشرحها السيد ناصر في شريط اخر خاص به. مشكلة الفوضى في التعابير هي انك تستطيع ان تكون محق في اي تعبير وتدافع عليه وفي نفس الوقت يمكن ان تتعرض للانتقاد في نفس الوقت ويكون ما تقوله خاطئ. السبب في ذلك هي ان هناك الالاف من الامثلة المتعددة في الحياة والتي من المستحيل جمعها كلها تحت مصطلح واحد، وعندما يكون هناك حاجة لوضعها تحت مصطلح عام فهنا تظهر عدة مصطلحات ويكون هناك فوضى. وهكذا فوضى تشير فيها حتى في امثلة لك اعلاه عندما تتحدث عن الارميني والاسرائيلي، فدول مثل ارمينيا واسرائيل وايضا دول اخرى مثل المانيا هي اسماء مشتقة من صفات ولهذا تجد سهولة في ان يصبح مهاجر ما امريكي ولكن من الصعب ان يصبح ارميني او الماني او اسرائيلي...

ولكن من اين اتت هذه الفوضى؟
هي اتت من استعمال المصطلحات العامة التجريدية.

ومن اين جاءت المصطلحات العامة التجريدية؟

مشكلة التجريد هي قائمة منذ فترة طويلة، عندما قال افلاطون "بان هذه هي شجرة لانها جزء من فكرة الشجرة وهذا هو حصان لانه جزء من فكرة الحصان" عندها اعترض احدهم على الفور وقال له "انا استطيع ان ارى الاحصنة ولكني لا استطيع ان ارى الحصان". وهذا الشخص كان محق لان افلاطون ما فعله انه راى عدة اشجار تمتلك صفات متشابهة وسماها "فكرة الشجرة" وراى عدة احصنة تمتلك صفات متشابهة وسماها "فكرة الحصان" هكذا بشكل تجريدي بدون الاهتمام بالتفاصيل وذلك لكي لا يضطر ان يشير في كل مرة الى هذه وتلك. وهذه العملية قام بها افلاطون ليكون هناك عملية ترتيب للحياة وليكون هناك تسهيل عن طريق عملية اختزال التفاصيل عن طريق التجريد .

التجريد وباللاتينية هي abstractus تعني قطع او ازالة او قطع الاتصال (اي ازالة وقطع التفاصيل)، ولهذا هي اختزال، ولهذا كان قد قال احدهم لافلاطون "انا استطيع ان ارى الاحصنة ولكني لا استطيع ان ارى الحصان".

وهذه هي مشكلة الفوضى التي تشير انت اليها، فانت ايضا لا ترى التفاصيل، والسبب في ذلك انك تتعامل مع مصطلحات عامة تجريدية. والمشكلة الاكبر هي ان هناك وكما ذكرت اعلاه الالاف من الامثلة المتعددة حول العالم حول مواضيع مثل القومية والشعب الخ، فهناك من يملك لغة واحدة وهناك اكثر من لغة وهناك من الارض عامل مركزي له وهناك لا الخ الخ. ولهذا ليس هناك موضوعية. وليس هناك اية امكانية لتحديدها وتقليصها بحيث نحل هذه المشكلة.

هذه المشكلة هي تملك حل واحد فقط. ما هو هذا الحل؟

الجواب: الحل هو ان لا تهتم بالمصطلحات العامة وانما ان تهتم بالتفاصيل. والتفاصيل تستطيع ان تهتم بها عندما تتوجه الى المثال الذي انت مهتم به وتحاول ان تراه بحد ذاته.

كيف افعل انا ذلك؟

انا شخصيا لست مهتم إطلاقا بالمصطلحات العامة ألتجريدية وكنت سابقا دائما اقول باني اشرح كثيرا لكوني لا احب المصطلحات العامة ولهذا مداخلاتي تكون طويلة.

انا افعل ذلك بان اتوجه مباشرة الى مناطق ابناء شعبنا، هنا انا امارس الملاحظة والمشاهدة، فارى هناك عوائل من هي مستعدة وبشكل محفز تلقائي كبير بان ترسل ابنائها الى مدارس بلغتنا الام . وارى في نفس الوقت عوائل اخرى من يصفون ذلك بانها مضيعة للوقت وبان الحفاظ على اللغة الام هي لا تستحق هكذا تضحية. هنا انا ارى واشاهد الايمان القوي. وارى ايضا بان هناك اخرين لا يمتلكون هكذا ايمان وبالتالي لا يملكون هكذا تضحية.

من حيث العادات والتقاليد مثلا: انا ايضا اتوجه الى مناطق ابناء شعبنا وارى مثلا في تقاليد الزواج طقوس باللغة الام وبعدها حفلة باغاني تحوي اشعار وادب وفن باللغة الام . وفي نفس الوقت ارى اخرين يمتلكون طريقة مختلفة مثل طقوس كنسية باللغة العربية وحفلات زواج تحوي اغاني كلها بالعربية....

وفي كل ذلك انا اهتم بالتفاصيل في المثال الذي انا مهتم به فقط بدون الالتجاء الى اية مصطلحات تجريدية عامة. وفي موضوع مثلا ، هل نحن شعب واحد، هنا انا غير مهتم اطلاقا بالمصطلحات العامة ولست اقرر بدلا من الجميع، وانما مرة اخرى اتوجه الى مناطق ابناء شعبنا وارى واشاهد بانهم اذا تركوا مناطق سابقة لهم بسبب الارهاب فانهم يتوجهون تلقائيا الى مناطق لابناء شعبنا لكونهم يشعرون بانهم جزء منهم.

من حيث الاشورية التي انت ذكرتها، انا شخصيا كنت ارى الكثير من المقالات والمداخلات التي كان يكتبها الكتاب الاشوريين هنا، ولكني لم اهتم بها ولم اقرائها ايضا.
المقالات التي اثرت في نفسي كثيرا كانت مقالات الاستاذ ابرم شبيرا وبشكل خاص تلك المقالات المتعددة التي كان يكتبها عن شخصيات اشورية وتحدث فيها عن حياتهم وتضحياتهم وتنقلاتهم الخ كسيرة حياتهم.  وهذه النوعية من المقالات جعلتني بان ارى التفاصيل الدقيقة، بان ارى الشخصيات التي تحدث عنها وامالهم وتطلعاتهم واحلامهم ونشاطهم واعمالهم  ، بان ارى الايمان والتضحية.  الايمان والاستعداد للتضحية، وانا استطعت انا ارى ذلك في مقالاته المتعددة التي انا اعتبرها من افضل ما قرات في المنتدى، واذا سنح لي الوقت فاني افكر بان احولها الى كتاب اعرضه بالطريقة التي اثرت علي.

في كل طريقتي اعلاه ليس هناك مصطحات تجريدية او تعابيرعامة.


ومن هنا ، فانا شخص اعرف لماذا هناك فوضى، ومن اين جاءت وما هي اسبابها، وانا اعرف كيف هو حلها.


انا بشكل عام انصح الجميع بالابتعاد عن المصطلحات العامة والالتجاء الى الشرح وأيضا شرح التفاصيل.

استعمال المصطلحات العامة التجريدية هي ليست فقط فوضى وانما هي تمتلك نتائج مضرة، مثل:
- خلقها لعلاقات حب وكره مع مصطلحات، شخص يحب الاشتراكية ويكره الراسمالية  وهو غير مستعد لا لمناقشة التفاصيل ولا للفهم.
- شخص مسلم ينتقد مصطلح عام تجريدي مثل "الليبرالية" ليلعنها وليقول انها ليست من ثقافتنا وليرفضها. ولكن هل يستطيع ان يقول نفس الشئ اذا دخل في التفاصيل وتجنب المصطلحات العامة؟ هل بامكانه ان يقول بانه يستطيع ان يمنح المسلم الحرية والكرامة وفي نفس الوقت لا يعطيها لاخرين؟ هل هناك مجتمع نصفه يمتلك حرية وكرامة ونصفه لا؟ طبعا كلا  . هذه هي ايضا فوضى المصطلحات العامة ونتائجها.

ولكن مع ذلك هذا الموضوع معقد، فالكل قد يكون اكثر من مجموع اجزائه. والغابة قد لا تتمكن ان تراها بسبب كثرة الاشجار، اذ قد يكون هناك حاجة لمصطلح تجريدي عام. ولكن من يختزل التفاصيل في كل المواضيع ولا يتمكن من التوجه اليها ليراها فانه سيفقد رؤية كل شئ ولن يرى سوى فوضى.

وكون الموضوع معقد لا يعني انه لا يمتلك حل. فما شرحته يمثل حل، على الاقل بالنسبة لي والذي انا استطيع ان اشرحه واقدمه للاخرين. فكل مصطلح عام استعمله ، فانا استعمله لكوني استطيع ان اشرحه، بمعنى ان ادخل في التفاصيل واتحدث عنه بحد ذاته.

غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4730
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #8 في: 20:13 23/07/2021 »
                      ܞ 
ܡܝܘܼܩܪܵܐ المحترم سلوان ساكو ܒܹܐ̄ܡܵܪܹܐܝܘܸܬ ܓܵܘ ܡܠܘܼܐܵܐ ܕܝܼܘܿܟܼ ܐܘܼܡܬܵܘܟܼܘܿܢ ܐܝܼܠܵܗ ܚܘܼܠܡܵܐ ܙܹܐܦܵܢܵܐ ܚܲܝܵܐ ܓܵܢܘܿܟܼ ܫܸܪܵܪܵܐ ܒܹܐ̄ܡܵܪܹܐܝܘܸܬ ܡܘܿܚܒܵܐ ܤܲܠܒܼܵܐܢ ܀ ܗܲܕܟܼܵܐ ܐܲܢܹܐ 500 ܐܸܡܐܵܐ ܫܸܢܹܐ ܥܹܕܬܵܐ ܟܠܕܵܝܬܵܐ ܦܪܹܫܠܵܐ ܡܼܢ ܥܹܕܬܵܐ ܝܡܵܝܬܵܐ ܕܡܲܕܢܚܵܐ ܛܘܼܒܼܬܵܢܘܼܬܹܗ ܡܵܪܝ ܠܘܝܼܤ ܣܵܟܘܿ ܒܥܵܝܹܐܠܹܗ ܕܦܵܪܫܠܵܐ ܓܵܢܹܗ ܘܥܵܒܼܕܠܹܐ ܚܕܵܐ ܐܘܼܡܬܵܐ ܬܚܘܿܬ ܪܹܫܵܢܘܿܬܵܐ ܕܓܵܢܹܗ ܒܫܸܡܵܐ ܕܥܹܕܬܵܐ ܟܠܕܵܝܬܵܐ : ܗܲܕܟܼܵܐ ܘܗܵܘ ܒܓܵܢܹܗ ܐܝܼܠܹܗ ܬܚܘܿܬ ܚܕܵܐ ܪܹܫܵܢܘܼܬܵܐ ܢܘܼܟܪܵܝܬܵܐ ܡܵܥܪܒܼܵܝܬܵܐ ܀ ܗܲܕܟܼܵܐ ܡܝܘܼܩܪܵܐ ܟܸܕ̄ܡܵܐ ܕܐܝܼܠܹܗ ܛܘܼܒܼܬܵܢܘܼܬܹܗ ܬܚܘܼܬ ܪܹܫܵܢܘܼܬܵܐ ܕܥܹܕܬܵܐ ܩܵܬܘܿܠܝܼܩܵܝܬܵܐ ܩܲܕܝܼܫܬܵܐ ܘܗܵܘ ܒܕܲܪܓܼܵܐ ܕܡܝܼܛܪܵܦܘܿܠܲܝܛܵܐ ܠܹܐ ܡܵܨܝܼܬܘܼܢ ܠܥܒܼܵܕܵܐ ܐܘܼܦ ܚܲܕ ܡܸܢܕܝܼ ܕܠܵܐ ܫܩܵܠܵܐ ܦܸܤܵܤܵܐ ܡܼܢ ܥܹܕܬܵܐ ܩܵܬܘܿܠܝܼܩܵܝܬܵܐ ܣܵܒܲܒ ܐܝܼܬܘܿܢ ܬܲܒܥܵܐ ܐܸܠܵܗ ܕܐܲܝܟܼ ܕܐܵܢܝܼ ܦܲܩܕܹܐܠܵܘܟܼܘܿܢ ܗܵܕܲܚ ܒܘܼܬ ܦܲܠܚܹܐܝܬܘܿܢ ܐܘܼܦܙܹܐ ܗܝܼܟ̰ ܥܕܵܢܵܐ ܠܹܐ ܡܵܨܝܼܬܘܿܢ ܕܡܚܲܝܹܕܝܼܬܘܿܢ ܥܲܡ ܐܵܚܘܿܢܘܵܬܵܘܟܼܘܿܢ ܡܲܕܢܚܵܝܹܐ ܝܲܢ ܥܲܡ ܥܹܕܬܵܐ ܕܐܵܒܼܵܗܵܬܹܐ ܪܵܒܵܐ ܪܚܩܵܐ ܐܝܼܬܘܿܢ ܚܘܼܝܵܕܵܐ ܤܵܒܲܒ ܠܹܐ ܠܵܐ ܒܐܝܼܕܵܘܟܼܘܿܢ ܡܲܛܠ ܥܹܕܬܵܐ ܩܵܬܘܿܠܝܼܩܵܝܬܵܐ ܠܸܐ ܒܲܥܝܵܐ ܐܘܼܦܙܹܐ ܠܹܐܠܹܐ ܢܝܼܫܵܐ ܕܝܼܵܐ ܕܩܲܪܒܢܹܐܝܬܘܼܢ ܘܥܲܒܼܕܝܼܬܘܿܢ ܚܘܼܝܵܕܵܐ ܥܲܡ ܐܵܚܘܿܢܘܵܬܵܘܟܼܘܿܢ ܘܒܢܲܝ ܓܸܢܤܵܘܟܼܘܿܢ ܡܲܕܢܚܵܝܵܐ : ܗܲܕܟܼܵܐ ܐܵܢܝܼ ܢܝܼܫܵܗ ܐܝܼܠܹܗ ܕܗܵܘܝܼܬܘܼܢ ܪܸܚܩܵܐ ܟܠܝܹܐ ܘܕܠܵܐ ܩܲܪܒܸܢܹܐܝܬܘܿܢ ܘܥܵܒܼܕܹܐܝܬܘܿܢ ܫܠܵܡܵܐ ܘܚܘܼܝܵܕܵܐ ܥܲܡ ܐܵܚܘܿܢܘܵܬܵܘܟܼܘܿܢ ܠܹܐܠܵܐ ܩܵܐ ܝܘܼܬܼܪܵܢܵܐ ܕܝܼܵܗܝ : ܗܲܕܟܼܵܐ ܛܘܼܒܼܬܵܢܘܼܬܹܗ ܛܘܼܒܼܵܐ ܠܗܵܝ ܥܕܵܢܵܐ ܕܡܵܨ:ܐܗ̄ܘܵܐ ܕܥܵܒܼܕܒܼܵܐ ܚܘܼܝܵܕܵܐ ܡܼܢ ܐܵܚܘܿܢܘܵܬܹܗ ܥܹܕܬܵܬܹܐ ܡܲܕܢܚܲܝܵܬܹܐ ܘܦܵܝܫܝܼܬܘܿܢ ܗ̄ܘܵܐ ܬܚܘܼܬ ܪܹܫܵܢܘܼܬܵܐ ܕܓܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܒܫܸܡܵܐ ܕܥܹܕܬܵܐ ܟܠܕܵܝܬܵܐ ܡܲܕܢܚܵܝܬܵܐ ܕܒܵܒܹܠ ܕܟܠܕܵܝܹܐ ܒܵܤܝܼܡܵܐ ܪܵܒܵܐ ܐܵܡܹܝܢ ܀ ܩܲܫܘ ܐܲܒܼܪܵܗܹܡ ܢܸܪܘܵܝܵܐ 23-7-2021     

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: قومَيَتنا والحَلم الزائفّ
« رد #9 في: 07:15 24/07/2021 »
السيد lucian المحترم تحية طيبة:
شكراً جزيلا على مروركم في نصوص المقّال.
سيدي الكريم، مداخلتك مهمة وواسعة وتحتاج لوقفة أوسع.
 انكّ أدرجت عالم المُثل لدى افلاطون، حيث جاء هذا العالم  من عملية التمييز بين الحقيقة والمظاهر، في العالم الموجود والعالم المثالي الرياضي، حيث أوضح افلاطون أن هناك عالم حقيقي والذي توجد فيه جميع الأشياء الحقيقية والتي تكون في صيغة الكمال والتي لها صيغ مُتشابها في عالمنا المادي، ولكنها غير أصلية، صورة مزيفة عن الأولى، في النهاية أعتبر فيلسوف آثينا أن هذا العالم غير مهم وهو صورة عن عالم أفضل وأنقى. وبما أننا في عالم افلاطون بعد نحتاج لنستعين بمثال الكهف وهو مثال مهمًا جداً ويعطينا فرصة لنفكر ونتأمل أكثر، وجاء أيضًا ليمنحنا تصوراً استعارياً لطبيعة الإنسان وحظوظه من معرفة الحقيقة. هنا وضع افلاطون بطريقة عبقرية العقل البشري على المحك، حتى القديس  أوغسطينوس لم يستطع الخروج والفكاكّ من هذا العالم  وتلك الحركة الثنائية المتشعبة والواسعة.
أخي الكريم، لم يعد قارئ اليوم يبحث في تفاصيل الأمور والتوغل به أكثر، العالم برمته توجه نحو السرعة نحو التبسيط والولوج السريع نحو الخبر، تغيرت تقنيات المعلومة والاتصال بها.
مع هذا، ما تفضلتم به مهما جدًا، ويحتاج لقراءات أعمق….. تقبل تحياتي.