الاخ سلوان ساكو المحترم, تحية طيبة
ما كتبته في الحقيقة هو مقال فكري يحتاج إلى الكثير من التبحر ولكن ضيق المجال هنا لا يسمح بذلك.
مفردة القومية هي بحد ذاتها ترجمة سياسية لمفردة الاثنية حسب الاجتماعيين والعرق لدى النفسانيين والبيولوجيين واللتين لهما ترجمات واضحة في اللغات العالمية الاخرى ولكن ترجمة القومية الى اللغات الاخرى كما تفضلت حضرتك يلتف حولها الغموض. وقد تمكن الاجتماعيين والبيولوجيين من تضييق الخناق على الاثنية والعرق لحصرهما قدر الإمكان بالمجموعة التي يقصدونها إلا أن السياسيين فقد تركوا الحبل على الغارب في تأطير حدود المجموعة المقصودة حين إطلاق المصطلح عليهم. بل الاكثر, فهي ايجابية المعنى حين إطلاقها على المجموعة التي ينتمون إليها فأردف إليها الوعي القومي والحقوق القومية وغيرها وهي سلبية المعنى حين إطلاقها على الآخرين اذ قد ينعتونها بالعنصرية والشوفينية والإقصائية وغيرها. ويستطيع الاجتماعيين والبيولوجيين من استعمال الاثنية والعرق بموضوعية ومحاججة العقل ولكن السياسيين لا يستطيعون ذلك فاتخذ استعمالها منحى عاطفي حماسي للتأثير على الآخرين عاطفيا وليس منطقيا.
فعلى سبيل المثال, كما حضرتك قرأت ما كتب في الفترة الأخيرة منذ أرسل غبطة البطريرك الجليل مار ساكو رسالة الى برلمان كردستان حول القومية الكلدانية, انا ايضا قرأت. تداخلت مرة واحدة في سؤال الى الكاتب سامي هاويل الذي اعتبر نفسه من اكثر ابناء شعبنا يمتلك وعي وحماس قومي وطلبت منه توضيح بشكل منطقي وعملي عن المقصود بالنضال القومي والحقوق القومية والمكتسبات القومية وغيرها, فكان رده انه يستطيع ان يجيبني ولكن لن يفعل ذلك مع من ليس له وعي قومي! بل أكثر من ذلك, ولكونه فقط مردد لما تم تلقينه له عن طريق العاطفة من قبل السياسيين القوميين, اتهمني باللف والدوران (اذا احببت استطيع ان ارفق لك سؤالي له ورده لي)
يراودني امر وهو: هناك (سياسيين قوميين) و(غير سياسيين وقوميين من اقتصاديين وأطباء ومهندسين ومهنيين وغيرهم), من من هؤلاء يعمل على وضع الفوارق بين أبناء شعبنا من السريان والاشوريين والكلدان ومن يعمل بصمت ويحتسب ما يفعله على المسيحيين دون فرق بين سرياني واشوري وكلداني وتكون مخرجاته ايجابية يفتخر به كل انسان صادق يعتبر الكل شعب واحد دون تملق او رياء؟
إذا إستطعنا الحصول على الجواب الصحيح يمكننا ان نحدد هل أن دعاة القومية مثل الاخ سامي هاويل يجب ان نساعدهم و تؤزهم ام يجب ان نسكتهم
في الاخير, اود ان اشير الى انني كتبت في موضوع هذا المصطلح (القومية) قبل عدة سنوات.
شكرا مع الاحترام والتقدير