المحرر موضوع: حقوق القوميات في الدستور الاتحادي وفي مشروع دستور اقليم كردستان - العراق  (زيارة 2181 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل شمشون

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حقوق القوميات في الدستور الاتحادي وفي مشروع دستور  اقليم كردستان - العراق
                         
بقلم / ميخائيل شمشون                                                     
  كثر الكلام في الآونة الاخيرة   ، حول المطالبة { بحقوق الكلدان ، وبما في ذلك ، ضرورة  ادراجهم     ، في مشروع دستور اقليم كوردستان - العراق  (المزمع اقراره ، في مقبل الايام )  ، كقومية  مستقلة ، حسب ما هو مدرج  ، في الدستور الاتحادي  ( دستور جمهورية العراق لعام 2005 ) ، اسوة بالاشوريين  والقوميات الاخرى }1 .
ولكون الموضوع المذكور ، له   جانب قانوني ودستوري ،  و للتأكد  من حقيقة  الامر ،    تصفحنا  مسودة ( مشروع دستور اقليم كردسان  -  العراق ( المنشور على الموقع الرسمي لرئاسة اقليم كردستان )  ، فلاحظنا بان المشروع المذكور آنفا  ، قد اشار الى القوميات  التي يتكون منها شعب اقليم كوردستان ، بشكل اساسي ،  في مادتين :
اولهما :                                                         المادة (5) من مسودة مشروع الدستور المذكور ، حيث  نصت (( يتكون شعب اقليم كردستان من الكرد ، التركمان ،العرب ، الكلدان والسريان والاشوريين  ، والارمن وغيرهم ، ممن هم من مواطني اقليم كردستان )) .
ثانيهما :                                                             المادة (35) من المسودة المنوه عنها اعلاه ، حيث تنص (( يضمن هذا الدستور الحقوق القومية والثقافية والادارية للتركمان ، العرب ، الكلدان والسريان والاشوريين ، الارمن ، بما فيها الحكم الذاتي ، حيثما تكون لأي مكون منهم اكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون )) .
اما ما يقابل ذلك  ، في الدستور الاتحادي في هذا الخصوص ، هو ما ورد في المادة (125) منه ، والتي تنص على (( يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان ، والكلدان والاشوريين ، وسائر المكونات الاخرى ، وينظم ذلك بقانون )) . 
فمن مقارنة بسيطة ، بين المادتين الواردتين ، في مسودة دستور اقليم كوردستان  ،  والمشار اليهما اعلاه ، والمادة (125) من الدستور الاتحادي ، نلاحظ  بان اللجنة  ،  المكلفة بكتابة مشروع دستور اقليم كردستان  ، التزمت  بمضون النص الوارد في المادة (125) ولم تخرج عنه  ، وانما قامت  باعادة صياغة تلك المادة ، وبالاشارة ايضا  الى الجهات ، التي ذكرتها -  كمكونات قومية مستقلة -    دون تفضيل احداها على الاخرى ، مع  اضافة السريان كقومية اخرى مستقلة   ، الى مشروع دستور اقليم كردستان  ، الى جانب الكلدان والاشوريين ، وربما اسعف واضعو المشروع ،  في تلك الاضافة ،  ورود عبارة (وسائر المكونات الاخرى ) ، في المادة (125) من الدستور الاتحادي ، المشار اليها أعلاه .
-    لما تقدم نرى ، بان  اسم الكلدان مدرج  ، في مشروع دستور اقليم كوردستان ، كقومية مستقلة ، كما فعل الدستور الاتحادي ،  دون الاقتصار   ،على ذكر اسم(  الاشوريين)  كقومية مستقلة ، ومنحهم حقوق وامتيازات  ، دون منحها للكلدان . 
   فاذن كلا الدستورين الاتحادي والاقليم ، لم يهملا ذكر الكلدان والاشوريين ،  كقوميتين مستقلتين وتضمينهما لحقوقهما  متساوية .                          وان ذكر  اسم الكلدان  والاشوريين ، في الدستور الاتحادي وفي مشروع دستور اقليم كردستان ، كقوميتين  مستقلتين  ، قد تم بعد أن ، حصر  بين فاصلتين ، وذلك ادراكا  من كاتبي الدستور الاتحادي ، ومسودة  مشروع دستور اقليم كردستان العراق – العراق ، وخاصة ممثلي شعبنا في تلك اللجان ، المشكلة لهذا الغرض ، بان ما يجمع بين  ( الكلدان والاشوريين والسريان ) من وشائج وروابط مشتركة ، كالدين  والتاريخ والاعراف والتقاليد  ، هي (اقوى مما يفرقها ) ، والذكر  بهذا الشكل  ، لا ينتقص من كون الكلدان والاشورين قوميتين مستقلتين – كما سبق القول----  لعن الله هذه (الفاصلة ) لما تسببه  ، من مآسي ومشاكل لبني البشر .                                                                   - -   فهل يجوز لك  المطالبة ، بشىء وتدعي اغتصابه ،من قبل الغير، وهو في حيازتك  اصلا ، ولم ينازعك ، في ملكك له  احدا  ؟؟.                          ومما يدعم امتلاكك لذلك الحق ، هو النص عليه ، في القانونين الاسمى (الاعلى ) ، في العراق ،  وهما  (الدستور الاتحادي ودستور الاقليم  ) ، فالدستور الاتحادي ومسودة مشروع  دستور الاقليم  مطابقان ، في هذا الجانب تماما .                               خلاصة القول :
نلاحظ بان المطالبة  -  موضوع البحث -  تتضمن امورا ، هي اصلا مثبتة في مشروع  دستور الاقليم ، وبالكيفية المبينة آنفا  ، مما يجعل الضجة المثارة ، حولها  بهذا الخصوص  ، لا مبررة  لها  .
كم كنا نتمنى ، لو كانت الجهود المبذولة ، في هذا المجال  موجهة  ، لادراج الحوادث المؤلمة ، التي عصفت بشعبنا ، في تاريخه المعاصر  ، منها (محرقة قرية صوريا ومذبحة سميل )-  على سبيل المثال لا الحصر-    في ديباجة الدستور الاتحادي (بعد تعديله ) وفي مقدمة مشروع دستور اقليم كردستان   ،   لكان ذلك ، قد لاقى قبولا واستحسانا من الجميع  ، لا يضاهيه  شيء آخر .                                                                                                                                                      -   ولابد من الاشارة هنا  ،  بان أي خروج ، عما ورد في الدستور الاتحادي( دون الاخذ بنظر الاعتبار ما ورد في المواد (110 – 114-115 ) منه   ، يعتبر خرقا للمادة (125) من ذلك الدستور (الدستور الاتحادي)  ، وبالتالي يكون مثارا  للطعن امام المحكمة  الاتحادية العليا ، والحكم بعدم دستوريته ، استنادا الى احكام المادة (13) منه   ،  حيث  نصت :
اولا:-  يعد هذا الدستور ، القانون الاسمى والاعلى في العراق ، ويكون ملزما في انحائه كافة .
ثانيا :- لا يجوز سن قانون يتعارض مع هذا الدستور ، ويعد باطلا كل نص يرد في دساتير الاقاليم ، او اي نص قانوني آخر يتعارض معه .
    فلنتذكر دوما ، بان  الذي ، يبدي   تودده  لك ، وفي نفس الوقت ، يكره اخاك ، فانه لا يحبكما كلاكما ، وانه يمارس سياسة( فرق تسد ) القديمة – الجديدة ، للوصول الى اهدافه  من خلالكما ،  ومن ثم رميكما خارجا ، بعد الفراغ من مهمته معكما ....         - مما يستوجب علينا ،  اتخاذ الحيطة والحذر دوما  ،  من الوقوع بشباك الغير ، والاستقواء به  ، واللجوء اليه  باطلاق  ( التهديد  والوعيد )، ضد اخينا  وترويعه    ، لان الغريب يبقى غريبا ، اما اخيك فلا بد ان يرق ويحن  قلبه عليك ، في يوم من الايام ، وان طال الدهر .
وعلينا ان نتعظ ، من تجارب الماضي ، وان لا نحاول اعادة التاريخ ، مرة ثانية .لان الخسارة ، في هذه الحالة ،  سوف تطال  الجميع  ، وان كانت  بعد حين .
   واخيرا ارجو عدم ايراد تعليقات  او تعقيبات  ، على مقالنا هذا ، تتضمن طعنا ، باشخاص وجهات معينة  ، لان  مقالنا هذا ، يتصف بالعمومية ، وبعيد عن الشخصنة   ، اما اذا  شعر احد ،  بانه يمسه ،  فهذا شأنه ، وليفكر في نفسه ، لماذا  هو المقصود ؟ دون غيره ،  فعلينا ان لا نحاول نشر غسيلنا ،  امام أعين الآخرين  ، لكي لا نثخن من جراحنا ، في الوقت الحاضر -  حيث   يحاول البعض منا  ذلك الآن  ،   دون تمعنه ، بما يترتب على تصرفه هذا ،  من نتائج كارثية مستقبلا ، تلحق الجميع ، دون استثناء ، حيث  لا فرق عند الغير  بين ( العم شعونا او العم اوشانا  او العم نيقاديموس )– الا بقدر تعلق الامر بمصالحه  .
فاذن نعيد ونكرر ، بانه ليس هناك  تطاولا او تجاوزا ( وهذا ما ثبت لنا من خلال  دراستنا هذه)  ، من جهة من الجهات المشار اليها أعلاه ،  على حق غيرها  واغتصابها له  ، بل  هناك مساواة تامة بين تلك الجهات  ،  من حيث حقوقها  واسمائها  المدرجة  كاملة ، في المستندات الرسمية المعتمدة ، في العراق ( الدستور الاتحادي ومشروع دستور اقليم كردستان –العراق )  ،  كقوميات  مستقلة ، لا ينازعها في ذلك منازع   .                                                        ونحن شخصيا لسنا بمستعدين ، للاجابة على أي تعليق ، والدخول في سجال ، في هذا المجال .
وكما نتمنى من القراء الكرام ، عدم التطرق  الى امور جانبية ، لا علاقة لها ، بالموضوع المبحوث. فاذا حاول البعض ، السير بمنحى آخر ، فهنا اود ان ابين ، بانني  (( اكثر كلدانية  ممن يدعيها  ،  وهو اكثر اشورية ، ممن  يدعيها )) .                                                --  فالتفت أحد  اللصين ، الى يسوع وقال له  (( اذكرني يا رب  متى جئت في ملكوتك )) ، فقال له يسوع  ، (فهل معك ما يثبت هويتك القومية )، فقال بلى يارب  ، فقال له يسوع  ( اذن اليوم تكون معي في ملكوت السماء ، والتي اعدت لامثالكم ) 2
----------------------------------------------
1-   وسائل الاعلام المختلفة  - 
2-   آية افتراضية اقتضاها – موضوع البحث – { حاشا والف حاشا ، ان يكون ما ورد في الآية الافتراضية أعلاه ، ضمن الرسالة التي اتى بها ربنا وسيدنا ومخلصنا –يسوع المسيح – له المجد }، آمين



غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد ميخائيل شمشون المحترم
مشكلة البطريرك الكلداني واتباعه لا تتمحور حول ذكر تسمية  الكلدان في دستور الأقليم من عدمه ( لأنها اصلا مذكورة  بشكل واضح ) .. وانما المشكلة  تتلخص بكون البطريرك واتباعه  يرفضون ذكر الكلدان  ضمن تسمية  ( كلدان سريان اشوريين  ) باعتبارها  تسمية مركبة هجينة .. وكما في المقتبس ادناه من  رسالة البطريرك :
 " ولا يمكن دمجها بتسمية مركبة هجينة: كلدان سريان آشوريون "
بعبارة اخرى ، أن الموضوع ليس موضوع قوميات وتسميات ، بقدر كونه محاولة  لخلق طرق تتقاطع مع اي مشروع قومي او مطالب اشورية قومية ولو في حدها الادنى ..
وطالما ختمت مقالك  بمثال من الانجيل ، فأنا ايضا اطلب منكم قراءة  قصة  الابن الضال من الانجيل .. فمثلما تمنى الاب التوفيق لابنه ، نحن ايضا نتمنى التوفيق للكلدان  ، وبعكسه فأن بيت الاب  لن يغلق ابوابه  ابدا بوجه ابنائه ..  وعلينا ان لا نستعجل  الغد .. فالغد ليس ببعيد .
BBC