المحرر موضوع: ( القندرة ) ... في المفهوم العراقي  (زيارة 1139 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 468
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                            ( القندرة ) ... في المفهوم العراقي
         
      للعراقيين باع طويل في مفهوم هذه المفردة ( القندرة ) ، حيث يستخدموها في أحاديثهم للنيل من الأشخاص فيقال فلان " أبن القندرة " أو " جنة قندرة عتيكة " أو " وجها وجه القندرة " أو " مايسوى قندرة " .. ، وفي القرن الماضي  سمعنا في المظاهرات بعض هتافات العراقيين ضد ( نوري باشا السعيد ) والتي تقول   :
" نوري سعيد القندرة و صالح جبر كيطانة ."
    وفي قراءة ناقصة لتاريخ تلك الحقبة الزمنية للدولة العراقية ربط ولاء ( الباشا )  بالأنكليز متغافلين و متناسين أنه  كان يؤدي دورا سياسيا معينا في تلك المرحلة مع الانكليز ، والذين ظلموا هذا الرجل تجاهلوا أيضا دوره في الكثير من القضايا الاساسية ،  حيث كان للباشا  نوري  السعيد الباع الطويل فيها ، منها على سبيل المثال لا الحصر (  تأسيس الدولة العراقية ،  دوره في ضم العراق الى عصبة الامم / حسب ما كانت تسمى في ذلك الوقت ، أضافة الى صولاته في تأسيس جامعة الدول العربية ، و كاد أن يكون الباشا أول رئيس لها  لولا  ذهاب المنصب عام 1945 الى المصري / السيد عبد الرحمن عزام ، ودوره في تأسيس الجيش العراقي  ... ) ، أن نوري باشا السعيد عاش مدافعا عن الدولة العراقية بكل أخلاص ، أما نهايته  فكانت دراماتيكية لا يمكن لأي انسان أن يتوقعها أو أن يتخيلها بشر ، حيث أن الغوغاء لم يكتفوا بقتله و تقطيعه و سحله ( حيث السحل أيضا من المفاهيم العراقية ) في الشوارع و لكن الروح الهمجية للغوغاء دفعت بهم بأن يسحقوه بدبابة أمام مبنى الاذاعة و التلفزيون ، وفي رواية يقال : ثم حرقوه / قرب الأذاعة ! ، وعندما طلب ولده صباح بما تبقى من جثته قتلوه .
الباشا مات محروقا و حكام اليوم من  الذين لا يستحقون أن يقارنوا ( بقندرته ) يتكلمون  كالسياسيين الشرفاء و هم سراق لثروة الشعب العراقي المظلوم ويمتلكون في دول العالم العمارات و الفنادق و الفلل والشقق ،.. التي حصلوا عليها عن طريق السرقة و العمولات وغيرها من الطرق والأساليب الملتوية التي باعوا بها الوطن بعد أن باعوا شرفهم ، أضافة لسحقهم  لكرامة الشعب العراقي ب " القندرة " هكذا أصبحت الدنيا كل من هب و دب صار سياسيا و هو لا يستحق أن يكون   )كيطان(   قندرة الباشا الذي بقى تاريخه المالي نظيفا  لم تسجل عليه أي ملحوظة أو شائبة في التربح من منصبه بل كان هو المتبرع في كثير من المواقف .
الباشا يقال أنه تمنى ..  لو رجع للحياة بعد مماته ليرى ماذا سيحدث للعراق وللعراقيين .. وفي رواية أخرى كان يقول الباشا : أن  العراق ( !!!!  ) و أنا غطاؤه  ..
و نحن نقول لك .. يا باشا ، الله يرحمك  ، لا تقلق ،  حال العراقيين بكل خير وعافية !!
و الله ... لو رجعت للحياة لضربتنا ألف ( قندرة ) على ما جرى بالدولة العراقية التي سعيت في تأسيسها وضحيت من أجل أرساء ركائزها الاساسية ، وتكملة " لردع القنادر " كنت طلبت " أسطوانة مقامات " للمطرب العراقي المشهورمحمد رشيد القندرجي مع ( بيك عرك ) وماعون ( جاجيك )  وأخر ( لبلبي )  لتخفف قليلا من هول الخيبة العراقية وضعا وحكاما التي ما تسوى " قندرة عتيقة " ..