المحرر موضوع: خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري...  (زيارة 882 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Naseer Boya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 320
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري...

بقلم:
نصير بويا

انني شخصيا لست من الناس المتشائمين، فالتفاؤل والتفكير الايجابي هو دائما في مخيلتي.. ولكن !!!
اذا أردنا  أن نقرأ الأحداث وما مر به العراق خلال الخمسون سنة الماضية نرى كيف تقوقع المجتمع في محيطه وأصبح يدور في حلقة مفرغة دون ان يتمكن ان يخرج ولو بعدة سنتيمترات من هذا المستنقع، والدليل تراجعه باستمرار الى ان وصل به الحال الى ما نحن عليه الان، فهو دائما يتذيل قوائم الدول في كل شيء من  الامية والجهل والفقر و حقوق الانسان والسمعة الدولية والدبلواسية والتعليم والصحة والبيئة وغيرها، أما في الارهاب و الجرائم والطائفية والعنصرية فالعراق يكون على رأس القوائم.
من مهام دولة القانون الحديثة في أي بقعة في هذا العالم والذي أصبح كقرية صغيرة بفضل عصرالعولمة والتكنولوجيا والانترنت، حماية المواطن والحفاظ على حياته من العنف والفقر والجهل والاعتداء على حقوقه كإنسان، وتوفير كافة المستلزمات له لكي يحصل على حياة كريمة ويعيش كمواطن له كافة الحقوق و الواجبات.

أما أن تظهر دولة أو شبه دولة أو بالأحرى سلطة مختلطة وهجينة وظيفتها الاعتداء على حقوق هذا المواطن وحشره في زاوية حرجة واجباره على الاعتراف بهذه الدولة العجيبة والغريبة على مبدأ تريد أرنب خذ أرنب ، تريد غزال خذ أرنب غصبا عنك، فهذا ما لم يخطر على بال آباء الحداثة والديمقراطية وفلاسفة السياسة المعاصرين والسابقين. 
فهذه السلطة والتي تخدع نفسها بانها دولة ديمقراطية لها دستور وقانون وسلطة تشريعية و قضائية  تلتهم الحقوق وتدوس على كل شيء أو عرف يخالفها وكل من لا يرى الأمر مثل ما يراه قادتها الفطاحل، يتحول إلى جزء لا يتجزأ من سلطة الاعتداء عليها وهو في خانة الاعداء.

الميليشيات الولائية التي عاثت في الارض فسادا بكل اصنافها و أشكالها هي من ضغطت بأمر من ايران باتجاه اخراج القوات الامريكية من العراق ولم تمضي ساعتين على توقيع بايدن و الكاظمي على الاتفاقية حتى وصل قاآني خليفة المجرم سليماني الى بغداد لترتيب اعداد المرحلة القادمة والتخطيط لابعاد كافة المعرقلات التي قد تعيق احتلال العراق وجعله قاعدة ونقطة انطاق لايران في المنطقة وكان الله في عون هذا الشعب المسكين.

يروى أن طرفة بن العبد الشاعر كان مع عمه في سفر ، وهو صبي ، فنزلوا على ماء ، فذهب طرفة بنصب فخاخه لصيد القنابر( القنبرة جنس طائر ينتمي إلى فصيلة إلاوديداي و تشتهر بغنائها وهي محلقة في الجو)، وبقي عامة يومه ، فلم يصد شيئًا ، ثم حمل فخّه ورجع إلى عمه ، وفي طريق رجوعهم مروا من ذلك المكان ، فرأى القنابر ، يلقطن ما نثر لهن من الحب، أي بعد أن رفع فخاخه منها،
فقال :

يا لَكِ مِن قُنبَّرَةٍ بِمَعمَرِ ... خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَ اِصفِري ..
وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري ... قَد ذَهَبَ الصَيّادُ عَنكِ  فَاِبشِري ..
 قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري...لا بُدَّ يَوماً أَن تُصادي فَاِصبِري..

وهذا ينطبق على حال العراق اليوم بعد توقيع اتفاقية سحب القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية العام الحالي فسيكون العراق ولاية تابعة لايران يتحكم فيه الميليشيات الولائية .سيكون العراق أرضا و جوا و بحرا ملك صرف لايران العظمى بعد أن ذهب الصياد و رفع فخاخه و أخلى الجو لها وحدها.
في تصوري ان السيناريو الامريكي هو أن تضعف القوات العراقية بعد رفع الغطاء الجوي و سحب الطائرات الامريكية والتحالف، وبذلك سيستغل داعش هذا الضعف فيندفع بالضبط كما فعلت طالبان في أفغانستان للسيطرة على مدن وأراضي استراتيجية وفي هذه الحالة ستكون ايران بميليشياتها القذرة وحرسها الثوري قد استباحت ما تبقى من مدن العراق و ستخلق وضع جديد لتربك كافة الحسابات في المنطقة.
كذلك ستقوم الميليشيات القذرة و الحشد الشعبي والذي يمكن تسميته من الان فصاعدا بالحرس الثوري العراقي بالتحرش باقليم كوردستان وجره الى الاحتكاك و الاقتتال وبهذا ستكون ايران قد دمرت و خربت آخر بقعة في العراق والتي كانت آمنة ويعيش أهلها بسلام وفيها شيء من الامان والطمأنينة بعد أن كان الاقليم قد ضبط نفسه ولم يدخل في صدام مع هذه الميليشيات وتصرف بحكمة وعقلانية بالرغم من قيام قوات الحشد بقصف مطار أربيل وعدة مناطق اخرى في الاقليم مرات عديدة.

ويمكن ان نتخيل دور الميليشيات الاخرى والتي علاقتها مع ايران ليست على ما يرام ولها عداوات مع بعضها فهي لا تقبل ان تخرج خالية اليدين ، لذلك قد تكون المرحلة القادمة حرب أهلية  بين الفصائل الشيعية فيما بينها لا محالة ويصبح العراق أسوأ من سوريا و سيكون الشعب هو الحطب لهذه الحرب التي سيشارك فيها ايضا داعش لخلط كافة الاوراق لتحرق الاخضر واليابس ومن الممكن ان تجر معها دول اقليمية مثل تركيا والسعودية و بعض دول الخليج .
بالاظافة الى كل ما ذكرته أعلاه سيكون الجوخاليا للحكام الجدد و ميليشياتهم والفاسدين واللصوص والقتلة لقتل ما تبقى من الشباب والنشطاء و الناس الوطنين و الشرفاء وسيكون الطرف الثالث علنيا هذه المرة.



غير متصل نافع الياس توسا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ نصير بويا المحترم
تحية عراقية خالصة
اخي

بينما كنتُ اتصفح موقع عنكاوا كوم المحترم والشهير بشجاعته وأمانته، عثرتُ على مقالك بعنوان "…خلا لكِ الجو فبيضي واصفري…." فقرأته أكثر من مرة، فلمست فيه تشاؤمك أكثر من تفاؤلك الذي ركـّزت عـليه في بداية مقالكَ. دهشتُ من تصرفك، رغم ان ما كوّنته فيّ من خلال مقالك، رغم أنى لم اتعرف عليك يومًا؛ أنك شخصية ذو تجربة ومعرفة شاملة وذو استعداد تام للتضحية شأنك شباب تشرين. فهل تظن أنّ أمهات العراق أصبحن كلهن عاقرات؟ لا ابـدًا!

الكثيرون تحدثوا عن الزعيم البطل المرحوم عبد الكريم قاسم، ولكن القليلين هم من التقوا به وتحدثوا معه وجهًا لوجه. إني أحدهم، حيث حالفني الحظ ان التقيه أكثر من مرة بحكم موقع عملي ودون ان اكون موظفًا في الدولة العراقية. قد يكون كلامي مفاجأة للبعض، ولكنها الحقيقة. عملت حوالي الخمس سنوات، كسكرتير خاص لسفير احدى الدول وايضًا المترجم الشخصي له. بحكم هذا الموقع سنحت لي الفرصة لمقابلة رئيس مجلس السياد حينذاك، ن. الربيعي أكثر من مرة عند تقديم اوراق اعتماد السفراء، وكذلك لاستقبال الزعيم عبد الكريم قاسم أكثر من مرة أيضًا بمناسبة العيد الوطني لتلك الدولة. كانت من عادة الزعيم قاسم زيارة مباني السفارات في أيام أعيادها الوطنية لأنه كان رئيس الوزراء، دون تميز او محاباة. عدا هذا التقيته مع وفد الدولة التي كنت اعمل في سفارتها برأسه وزير تجارتها (لتلك الدولة) وكذلك لوفد آخر براَسة وزير دفاعها. المهم في ذلك هو انطباعي عن شخصية عبد الكريم قاسم. كان عراقيًا صميمياً مخلصًا أميناً حريص على العراق وشعبه واسدًا حاميًا لمصالحه. إنه سألني في أول مقابلة عند نهاية زيارة الوفد له، من اكون، ولما عرف أني عراقي: سألني ثانية: "أنتَ منا لوعلينا؟ احترتُ للحظات، ثمّ أجبته دون تفكير:" بلادي ان جارت عليّ عزيزة اهلوا وان جاروا علي كرام! اندهش وصمت لحظة، فتعجب اعضاء الوفد دون ان يفهموا حوارنا فخرجنا بعد تحية ختامٌية. 

اشتهر قاسم بمقولة قالها في زيارة له لأحد الأفران وفيها شاهد صورته الكبيرة مثبتة على الجدار فسأل صاحب الفرن: "لمن هذه الصورة؟ فأجابه صاحب الفرن فرحًا: "هذه لك سيدي". فقال له الزعيم قاسم: "إن ْكنتَ فعلاً تحبني، فأرجوك ان تجعل رغيفك أكبر وصورتي أصغر، فضحك الحاضرون مبتسمين ومصفقين.

الزعيم كريم قاسم هو ابن العراق، فالعراق الذي جاءه يومًا هكذا زعيم مخلص ووطني دون موعدٍ أو اتفاق، لابد وأن يكون له يومًا هكذا زعيم، طالما في السماء إله يُحب ويسمع ويرى كل شيء. قد يتمهل أحيانًا لكنه لا يهمل خاصة المظلوم والارملة واليتيم!

عزيزي نصير
جوابي على تشاؤمك ورجاءي لك وأمثالك هو تـأمل واقع العراق الحقيقي اليوم أي: -
1 – إنّ الشعب العراقي ومن ضمنه الحشد الشعبي ليسوا كلّهم من باعوا أنفسهم للمال والفساد. لا تنسى ان كريم قاسم كان محسوبًا على مؤيدي نوري سعيد. لذا يُقال انه لم يسأل نوري عن تفاصيل قائد انقلاب 14 تموز 1958، أجابوه الزعيم كريم قاسم قال لا تخافوا هذا كرومي!!!. وإذا تأملت جيدًا فيما قلته في التو ستجد امثلة لذلك وانْ كان ذلك في الخفاء. (المعنى في قلب الشاعر)
2 – شباب تشرين وعلى رأسهم الابطال الشهداء الذين سقوا ارض العراق الخيرة والمقدسة بدمائهم التي أنبتت ولا زالت تنجب الابطال. وأيضًا امهاتهم الثكالى وزوجاتهم الارملات واولادهم اليتامى.
3 – الخلاف بين الميليشيات نفسها فلولا الخلاف بينها لما كانت بهذا العدد الكثير! هذا إلى جانب التنافس القائم بين قادتها.
4 – الشعب الايراني ذاته الذي سمعنا ولا زلنا نسمع انتفاضاته هنا وهناك والتي لا تحتاج سوى إلى اتحاد يجمعها وهذا ما سيحدث إن عاجلاً أو آجلاً.
5 – التشويه للدين والادعاء به كذباً وزورًا: نعم الكل يدعي بالتدين وعبادة الله الذي لا يقبل الكذب وحرم القتل والسرقة والرشوة والفساد وما إلى ذلك وأين نحن من ذاك!!؟
6 – تفاءلوا بالخير تجدوه. نعم، نعم كثيرون كانوا يظنون انه إن اخذ الشيعة الحكم ستعيش البلاد بخير، ولكن التجربة المريرة التي عاشها الشعب العراقي اثبتت كذب عباءة الدين التي يلبسها او يدعي لبسها من حكام في العراق وإيران وتوابعها. كما أثبتت أيضًا خطأ ما كانوا يظنونه الحقيقية بسبب ما سبق وعانوا من ظلم.

اخيرًا أذكرك عزيزي نصير بمثلٍ يتوارد على السن المسيحيين خاصة إذْ يقول: "الإنسان يعمل حساباته بكل دقة واهتمام ولكن الله يعمل حسب إرادته وإرادته فقط، وهذا ثابت في عمقنا الروحي. وسلام الله الحقيقي للجميع.
نافع توسا

غير متصل Naseer Boya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 320
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ نافع توسا المحترم..
تحية طيبة

شكرا على مداخلتك الجميلة و أحترم رأيك جدا حتى وإن خالف رأيي، فكل شخص يرى ويحلل من الزاوية التي يراها صحيحة وأتمنى أن اكون غلطان لنرى عكس ماذهبت اليه في تشائمي في مقالي هذا.
أنني لم أتكلم عن الماضي وانما مقالي كان بمجمله تحليل سياسي لواقع العراق وما سيحصل في المستقبل فالماضي معروف وتأريخ العراق درخناه عن ظهر قلب
فالحقبة الزمنية التي تحدثت عنها حضرتك وبالذات في وقت الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم تختلف كليا عن هذه الفترة العصيبة بعد أن ذاق الشعب الويلات والحروب
والدمار على يد أعتى دكتاتور عرفته البشرية، ثم تأتي أمريكا وتسلم الحكم في ( العراق الجديد ) الى أحزاب السلام السياسي وبصورة متقصدة وانت تعرف ماذا أقصد.
سيدي العزيز..
كتبت قبل شهر مقالا بعنوان الضحك على الذقون وقلت فيه ما يلي :
تعيش البلاد في ظل ديمقراطية عليلة وعرجاء و عمياء، هجنت على أيدي قادة عاش أغلبهم سنوات كثيرة من حياتهم في بلدان تتنعم بالديمقراطية كلاجئين، بعد أن رفضوا العيش تحت حكم استبدادي، لكن مطابخ سياستهم طبخت التسويات والتفاهمات على نار ما أطلق عليه بـالديمقراطية التوافقية التي هي من اختراعهم وتحولت إلى عرف عملي لتقسيم الدولة بين سائر ممثلي الاحزاب الدينية والطائفية، وواحدة من تجلياتها الأساسية أن تضع الجماعة فوق الفرد وفوق القانون ومرجعها الديني هو الآمر الناهي في كل شيء ، وبالتالي لا توجد أجواء لممارسة ديمقراطية حقيقية.
فهل سمعتم في تاريخ البلدان الديمقراطية بان فتوى رجال الدين و المراجع الدينية تصبح قانون وعلى الكل تطبيقها بحذافيرها ضاربة عرض الحائط الدستور و القانون والقضاء، لا بل يتبجح القادة الطائفيون بانهم يطبقون الديمقراطية علما ان ادبياتهم جميعها محصورة بنصوص وشعائر دينية متخلفة على النقيض من الديمقراطية وكذلك ايديولوجيتهم وافكارهم لا تعرف الديمقراطية نهائيا، وهذا قمة الضحك على الذقون.
بربك هل هناك دولة تدار بفتاوى رجال الدين المتخلفين.
بربك هل انت مقتنع أن يحكمك شخص امي و جاهل وباشارة منه يجمع ملايين الناس لا لشيء وانما لاظهار القوة.
بربك هل رأيت دولة داخل دولة يملكها الميليشيات و ذيول ايران.
واذا حضرتك ترى غير ذلك ممكن أن تنورنا.
فالشعب ربعه مهاجرو ربعه مهجر ونازح داخل العراق والنصف الآخر يون ويتألم ويعاني من الارهاب والطائفية والفساد والامية والجهل وفقدان الخدمات.
الحرب في المنطقة ، فايروس جديد، انهيار اقتصادي، هلع اجتماعي،اضطرابات شعبية، تهديد خارجي، تغير ديموغرافي كلها عوامل عدم الاستقرار و تنبأ لنا بأمور قاتمة ومستقبل أسوأ من السيء في قادم الايام.
أما بالنسبة لثورة تشرين التي تم وأدها والقضاء عليها بصورة وحشية فأنا شخصيا كنت من الأوائل الذين كتبوا المقالات والقصائد للتضامن مع الثوارالابطال
واليك هذا الرابط لقصيدة كتبتها ونشرتها في هذا الموقع وعدة مواقع اخرى وبتأريخ ٢٤ تشرين ٢٠١٩ أي في الايام الاولى للثورة

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,977086.msg7703941.html#msg7703941

استاذي العزيز..
احيي فيك ماضيك الجميل و لقائك بالزعيم عبدالكريم و ما ذكرته من أحداث في تلك المرحلة
نتمنى جميعا ان يكون المستقبل أفضل لهذا الشعب المسكين .
وأخيرا نقول عندما تتغلب قوة الحب على حب القوة !!!
سيأتي السلام الابدي الذي ننشده ..
وهذه هي الحقيقة ...
تقبل تحياتي ومودتي