المحرر موضوع: انطباعات نقدية لمجموعة الشاعر زهير بهنام بردى والتي بعنوان: (غدا يكون الوقت قد فات)  (زيارة 514 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انطباعات نقدية لمجموعة الشاعر زهير بهنام بردى
والتي بعنوان: (غدا يكون الوقت قد فات)
كريم إينا 

هذه ملاحظات وإنطباعات نقدية قد تذوقتها في مجموعة الشاعر زهير بهنام بردى والتي هي بعنوان: (غداً يكون الوقت قد فات ) تظهر للشاعر قصائد متفردة هنا وهناك وفي المستوى الآخر تكون القراءة على طريقة النص تلو النص وتبعاً للقدرة الفنية للشاعر، تنبئ لنا نصوص أقرب إلى النثر ولا أدري زميلنا الشاعر زهير لماذا إبتعد عن جمرة الشعر العمودي الذي هو الأقرب للأولين الشعراء؟ وهذا الانطباع متأت ٍ من فاعلية الوزن وتواتر الروي وربما القافية، وقد يكون ماراً بسرعة خاطفة بسبب الدهشة والتوتر النفسي للصورة الشعرية والإيقاع. تظهر في بعض قصائده خاصية لتحولات بعض رموز الشعر الجميلة البسيطة، نسي إنتشار هذه الفجوة على مساحة أكثر:│درجة حرارتي 40 حصانا │ وأشباح دبقة بين نبض الظلام│وأصابع ضرورية لترويض الهياكل│ تتفاعل القصيدة مع الرمز الديني، وتبني عليه الحالات الدلالية والمفاجأة بقوله:│ فضاء أبيض │قربان لصلاة الغيوم الكسولة │البذور أعمال ملائكة │والثمار عيون القديسين النقية الطاهرة │ وفي قصيدة إجراءات تلويث المخيلة تظهر مدى حرص الشاعر على وصف أبياته ليحمي جسد القصيدة لابتعادها عن قواعد الشعر:│ البراءة شكل لتفسير حكمة صالحة للفطام جاءت بترتيب مدروس ومريح، يمسك بالخيط الذي يلف عنق القصيدة ببراعة منقذه للتكرار، بعض الأفعال تحتم عليه دلالة مركبة لم ينتبه إليها الشاعر مثال:│ المكتبة تقبضني لتسلمني حسين مردان │ الذي صار هزيلاً لاهياً بتعرية الموت، وسر نجاح الشاعر وقدم شاعريته إن صيغة الأمر لا تكمن في قصائده. رغم ذلك فقد إنتابها شحنات لامعة من الحكم والمواعظ  كـ :│ المستقبل فاخر وأنا فخور به جداً│ لأنه مختبئ في قنبرة تنوير │ أو في قوة عقل لازال يؤجل سعادته │. بعض القصائد لم تستثمر موضوعها الجميل كحكاية ألف ليلة وليلة: │الزهور التي ظهرت في التلفزيون سرقتها ربة البيت │ يشير إلى تلميحات بديهية لم ترقَ القصيدة إلى مستواها الفني في ( خرائب البراءة ) بعض الأحيان يناجي المرأة بحرارة │ الشقاوة ترفرف بين التفاح وحواء │ يظهر إهتمامات لغوية لمخيلة المتلقّي وعرضه الحروف المشبّهة بالفعل أضافها طاقة تعبيرية في القصيدة الحديثة: │ لان السماء ترتكب الأخطاء │ حين تسمح للغيوم بأن تكون قناديلها المطفأة  │ يعنون الشاعر أسماء نكرات مثل  عفونة – رطوبة – شبقة و...الخ تعطي قوة الدلالة وإستنفار الذات │ تسقط كصور فوتوغرافية من عفونتها بين التوابيت والخرائب │ مرة أخرى ستكون الرطوبة │ آخر الأضرحة في ترقيم البرد، تلتزم بنصوصه إلى عنصر الحكاية والقصة القصيرة في الشعر. مما يكثّف شعرية النفي وطريقة إستثمارها في قالب سردي │ يركض مسرعاً خارج الأورام وقرب الشعر │بعد منتصف الليل يركض مجنون بإتجاه زقاق الخرائط مكرّساً خططا عاطلة │ وتارةً يحتفل بذكريات السفر والرحلات الممتعة:│ المسافر ينسى ساقيه ومقياس الرسم وأدوات لتجميع البيوت │ يستشف من عالم الطفولة أدواته المتواجدة في إثارة النفوس، يظهر سوادا ًقاتماً مليئا بالرعب والقلق لأمكنة الزمان:│ مراسيم الموتى في هاجس رصاصات │ النسور والكواسر الفظيعة والحشرات وعنكبوت البيوت │ بينما في إنتقالات أخرى يشعرنا بالبراءة والطفولة │ كالحلم اللذيذ والطفولة الثملة في المنافي البعيدة │ البراءة شكل لتفسير حكمة صالحة للفطام │ لقد نجح الشاعر بقابليته الفكرية بجذب القارئ إلى ممرات مضيئة هادئة، إنه شاعر مرهف الإحساس وربما يخضع إلى الجنون والهذيان في مقاطع أخرى │ الهذيان حواس عاطلة │ وفراغات محطات تركت المجانين غارقين في تفسير إلتواءات العقل │، ونتيجة لهذا الإطراء يقف شاعرنا كومضة خاطفة  نحو المستقبل أتمنى له التوفيق والله من وراء القصد.