المحرر موضوع: كيف لانتخابات العراق أن تجري بينما اللادولة تسيطر على الدولة  (زيارة 594 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31327
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف لانتخابات العراق أن تجري بينما اللادولة تسيطر على الدولة
حزب 'تقدم' السنّي بزعامة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يقرّ بصعوبة إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في موعدها في ظل انفلات سلاح الميليشيات الموالية لإيران ومناخا من الترهيبب.
MEO

ميليشيات الحشد الشعبي دولة داخل الدولة
 قائد الحشد الشعبي يريد استنساخ تجربة الحرس الثوري في العراق
 ميليشيات إيران أشاعت مناخا من الترهيب بعمليات خطف واغتيالات
 سلاح الميليشيات يصنع انتخابات تشريعية عراقية على مقاس إيران
 المكون السنّي بشخصياته التقليدية المستهلكة شعبيا يبدو في حالة تشتت

بغداد - يفصل العراق شهران تقريبا عن الانتخابات البرلمانية المبكرة، بينما تسود أجواء من عدم الثقة وتتصاعد موجة الانسحابات من السباق الانتخابي فاسحة المجال لأحزاب وميليشيات شيعية للهيمنة مجددا على الحكم، بينما يعيش المكون السنّي بشخصياته التقليدية المستهلكة شعبيا حالة من التشتت مدفوعا بخلافات واصطفافات تعكس نوعا من الانتهازية السياسية لا البراغماتية المطلوبة لاستعادة التوازن في معادلة تميل فيها كل الموازين لصالح إيران. 

وقد اعتبر حزب 'تقدم' بزعامة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي اليوم الأحد بأن إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في الظروف الحالية يبدو صعبا، مشيرا إلى عدم وجود مناخ مناسب لإتمام الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وفي إحالة صريحة إلى أجواء الترهيب التي أشاعت ميليشيات شيعية نافذة موالية لإيران تساءل النائب رعد الدهلكي القيادي في حزب الحلبوسي، كيف يمكن أن تتم الانتخابات في موعدها والمنطقة الخضراء أحد أهم المناطق تحصينا في قلب بغداد تسقط في ربع ساعة بأيدي بعض الأطراف المسلحة، فيما تتعرض سفارات وبعثات دبلوماسية إلى القصف من حين إلى آخر.

وقال في تصريح لوكالة 'شفق نيوز' العراقية الكردية "إلى غاية الآن لم نصل إلى مرحلة وجود المناخ المناسب المتكامل لإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة"، مضيفا "لا وجود لانتخابات نزيهة وعادلة في ظل وجود السلاح المنفلت".

وكان القيادي في حزب 'تقدم' يشير إلى ميليشيات الحشد التي طوقت مواقع مهمة داخل المنطقة الخضراء في مايو/ايار الماضي بينها مقر إقامة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد اعتقال قوات الأمن للقيادي في الحشد قاسم مصلح الذي يشتبه في تورطه في الإرهاب. كما أعلنت فصائل شيعية النفير العام والاستعداد للمواجهة ما لم يتم إطلاق سراح مصلح والذي أفرج عنه لاحقا.

وأشار رعد الدهلكي إلى دولة داخل الدولة قائلا إن "اللادولة تسيطر على الدولة بشكل كبير وهذا ما يؤكد عدم إجراء انتخابات نزيهة متكاملة".

ويأتي موقف حزب الحلبوسي بعد يوم من اجتماع لممثلي القوى السياسية في القصر الحكومي وتمسكها بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها.

ونقلت مصادر إعلامية إيرانية عن فالح الفياض قائد الحشد الشعبي قوله في لقاء مع حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني أن الجماعة تسعى لتطبيق نموذج الحرس الثوري في العراق.

وتابع "نحن فخورون بنموذج الحرس الثوري الإيراني بخصائص الثورة الإسلامية واليوم نعتبر أن من واجبنا استخدام خبرة الحرس الثوري الإيراني مع قوانين وخصائص العراق".

وردّ عليه سلامي بالقول "نحن أنصاركم في جبهة المقاومة وفي مواصلة هذه المعركة الكبرى"، مضيفا "تُقال الكلمات الأساسية دائما في الميدان والقوى السياسية الحقيقية هي القوى الميدانية والحشد الشعبي استثنائي في هذا المجال".

وأشاعت الميليشيات الشيعية مناخا من الخوف والترهيب في الفترة الماضية بالاغتيالات والخطف في جرائم تبقى باستمرار ضدّ مجهول، بينما أعلن نشطاء بارزون من الحراك الثوري العراقي (الاحتجاجات المناوئة للطبقة السياسية وللنفوذ الإيراني) انسحابهم من الانتخابات المبكرة خوفا من التصفية. 

وقد اتسعت قائمة الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات التشريعية المبكرة في العراق لتشمل بعد التيار الصدري والحزب الشيوعي كلا من حزب جبهة الحوار الوطني العراقية بزعامة صالح المطلك والمنبر العراقي التابع لزعيم الجبهة الوطنية (موج) إياد علاوي، فيما قالت مفوضية الانتخابات إنها لم تتلق بعد طلبات رسمية تتعلق بتلك الانسحابات.

وكانت أحزاب وجهات سياسية أخرى بعضها لا يمثل ثقلا انتخابيا، قد أعلنت انسحابها من هذه الانتخابات، معللة قرار الانسحابات بعدم توفر الأجواء الآمنة لإجرائها.

وتعزز الانسحابات المتواترة من السباق الانتخابي، حظوظ الأحزاب الشيعية التقليدية وقادة الميليشيات الموالية لإيران، ما يحيل إلى عملية استنساخ منظومة سياسية يتهمها الحراك الشعبي العراقي المناوئ للنفوذ الإيراني، بالفساد.

ومن المتوقع أن تنضم أحزاب أخرى إلى قائمة المقاطعين، فيما تأتي الانتخابات المبكرة في ظرف استثنائي بالنسبة للعراق الذي يكابد في مواجهة أزمة صحية خطيرة ناجمة عن تفشي فيروس كورونا وأزمة اقتصادية بسبب اضطرابات أسعار النفط واستنزاف موازنة الدولة في الحرب على الإرهاب.

كما تأتي الانتخابات بينما لاتزال الساحة العراقية ساحة تصفية حسابات بين الولايات المتحدة وإيران رغم القرار الأميركي بإنهاء المهمات القتالية لقواتها والاكتفاء بتقديم المشورة العسكرية للقيادة العراقية والتدريب للجيش العراقي.

وستخوض الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران الانتخابات المبكرة بأريحية بعد انسحاب التيار الصدري وهو أكبر كتلة من بين القوى السياسية الشيعية النافذة والتي لها ثقل انتخابي بفضل قاعدة شعبية كبيرة.