الاب بيوس عفاص يصدر دليله حول ماضي وحاضر اقدم كنيسة التوماوية
عنكاوا كوم-الموصل –سامر الياس سعيد ينفرد كتاب دليل كنيسة مار توما في ماضيها وحاضرها بعدة مزايا اولها انه يتفرد بكونه الاصدار الوحيد الذي يتمحور حول كنيسة موصلية ليتوقف عند محطاتها التاريخية ويبرز ما قدمته من انشطة وفعاليات خلال سنوات الازدهار التي عاشها مسيحيو الموصل وانتهاءا باوضاعها التي عاشتها اثر محنة سيطرة تنظيم داعش دون ان يتوقف لحقبة ما بعد التحرير ليبرز تاهيل الكنيسة المذكورة وتعميرها لتغدو اول كنيسة يتم اعمارها بعد حقبة التنظيم المذكور في الجانب الايمن من المدينة ..
ولايقتصر تفرد الدليل الذي اصدره الاب بيوس عفاص في تموز الماضي ليتزامن صدوره مع الاحتفال السنوي للكنيسة بعيد شفيعها القديس مار توما احد حواري السيد المسيح والذي يرسخ التقليد المسيحي ازائه بمروره في مدينة الموصل للانتقال الى بلاد الهند حيث عد الرسول المذكور مبشر تلك البلاد المتعددة الاعتقادات والمذاهب لينشر فيها الدين المسيحي ولينتهي شهيدا بسلخ جلده في شوارع تلك المدينة . وفيما نعدد مزايا تفرد الكتاب الذي يتوسع في ابراز المحطات التي اسهمت بها الكنيسة لكي لاتقتصر خدماتها على ما قدمته من شان روحي تقليدي كسائر الكنائس في التزام اقامة القداديس والصلوات فحسب لتكون كسائر الكنائس في المدينة فحسب بل يسلط الاب بيوس عفاص الضوء على ما شهدته تلك الكنيسة التي احتفلت بالذكرى 150 لانشائها قبيل نحو عامين من سيطرة تنظيم داعش مجاورة لاقدم كنائس العراق والتي تعود لطائفة السريان الارثوذكس وتحتفظ بذات الاسم كونها كنيسة مار توما حيث يقول التقليد انها كانت عبارة عن دار مجوسي امن بما بشر به الرسول توما في محطات بقائه في مدينة الموصل ليحول ذلك البيت فيما بعد الى كنيسة حيث يشار الى اقدم دليل تاريخي حولها ما رفع بشانها من شكوى للخليفة المهدي .
ونعود لكنيسة الكاثوليك التي نحن بصدد دليلها الرائع الملون الذي جاء ب176 صفحة صادرا ضمن سلسلة روافد بالتسلسل 10 والسلسلة التي تصدرها دار بيبليا للترجمة والنشر وهي بالمناسبة احدى المرتكزات الفكرية التي انطلق عبيرها من حواضر الكنيسة المذكورة حيث يستهل الاب بيوس عفاص غلاف الدليل الثاني بصور تاريخية للكنيسة اولهما اشارة الى مجاورة الكنيسة لكنيسة اخرى معروفة تطبعت بها اسم المحلة التي وقعت فيها الكنيسة فسميت بكنيسة الساعة تيمنا بكنيسة الاباء الدومنيكان التي ارتفع فيها برج الساعة التي اهدتها الامبراطورة اوجينيا زوجة نابليون للاباء الدومنيكان بسبب مواقفهم البارزة بتقديم الخدمات الطبية لاهالي مدينة الموصل على اثر تفشي مرض الطاعون في عام 1870 والذي اودى بحياة الكثير منهم كونهم كانوا على تماس مع الاهالي يقدمون الدواء ويتعايشون مع المرضى بهذا الداء المخيف كما يحفل الغلاف المذكور بصورة تعود لعام 1987 وفيها ابراز للكنيسة والدور المحيطة فيها ويعلق الاب عفاص حول هذه الصورة الثمانينية بكونها توثيق من قبل احد الطيارين لمنزله في منطقة الساعة في تلك الفترة فكانت تلك الصورة ابرازا للمنظر الجوي الرائع ويستهل الاب بيوس الكتاب بالاهداء حيث يقدم الكتاب كهدية لكل من يسعى لان يذكي الرجاء بكنيسة قادرة على تجميع ابنائها والذهاب بهم الى المراعي الخصبة قبل فوات الاوان ويحتوي القسم الاول من الكتاب على لمحة تاريخية ازاء الكنيسة وريازتها اضافة لاطلالة على اسماء بطاركة الكنيسة الكاثوليكية ومن ثم اساقفة ابرشية الموصل ثم كهنة الكنيسة كما يبرز الاب بيوس محطات موسعة ازاء كهنة يسوع الملك وما قدمته في اول مطاف رسالتها الكهنوتية حيث اختارت تلك الكنيسة لتكون مقرا لهم ويبرز الاب بيوس عفاص في لقاء شخصي معه جرى على هامش صدور الكتاب العديد من الذكريات الخاصة بتلك الحقبة لاسيما ازاء اقتبال مجموعة صغيرة من الشباب الى سر الكهنوت في فترة مشحونة من الاحداث تاتي في اعقاب نحو ثلاثة اعوام من ثورة الشواف التي جرت في عام 1959 التي انعكست على الحضور المسيحي في مدينة الموصل مما سبب هجرة كبيرة من جانب هذا المكون من المدينة على خلفيات الاحداث الدموية التي انبثقت كترجمة للوضع السياسي المتذبذب الذي عاشته مدينة الموصل في تلك الحقبة فيما كانت الكنيسة في تلك الفترة تعاني خطر الانهيار فيسعى القائمون عليها لتثبيت بعض الاعمدة وانشاء بعض البنايات الساندة لمنع انهيار الكنيسة فيختار الاب بيوس في محطة كهنوته الاولية تامين حقيبة شخصية له تضمه الكتب والاغراض الشخصية في احدى تلك البنايات مع التفكير مع الشباب الاخرين من رفاق الخطوة الكنهوتية على ايجاد مقر للسكن دون جدوى في ظل تلك الاحداث التي عكست خوفا وتوجس من قوادم الايام من جانب المسيحيين في المدينة حتى يجدا ان كنيسة مار توما تضحي الملاذ الامن لهم للانطلاق برسالتهم الدينية من حواضرها وسط ترحيب كاهن الكنيسة الاصلي الذي ينتقل الىى الخدمة الروحية في العاصمة بغداد بعد اعوام ولتضحي الكنيسة بعد اعوام قليلة برعاية مجموعة الكهنة الشباب . كما يبرز الاب عفاص في سياق القسم الاول جانبا من رسالة الكنيسة التعليمية والتربوية التي تحددت بمدارس مار توما اضافة للانشطة التي اضطلعت بها من خلال الاخويات التقوية والجمعية الخيرية كما لفت الى خدمة الاحتفالات الكنيسة من خلال محوري خدام الكنيسة من الشمامسة وجوقتها اضافة للجان الخدمة ومتحف مار توما والمدافن التي حفلت بها اروقة الكنيسة اضافة للقسم الثاني من الكتاب الذي يستقريء حقب الكنيسة من عام 2012 تاريخ الاحتفال بذكرى انشاء الكنيسة ذات ال150 عاما وامتدادا للعام الحالي وما شهده من جهود الاعمار والتاهيل عبر نفض غبار الحرب التي انتهت بطرد عناصر التنظيم والشروع مجددا للاسهام بابراز دور الكنيسة الحيوي في حاضرة اقدم مناطق مدينة الموصل .
ويغطي دليل الكنيسة على مدى قرابة القرنين ما اسهمت به من انشطة وفعاليات اسهمت بتنوير الاجيال المتعاقبة فابرزت دور كبير في سبيل نشر المؤلفات واكنها تستعيد دورا حيويا للاباء الدومنيكان حينما كانوا اول من استجلب مطبعة حجرية اسهمت باشاعة ضياء الثقافة في مدينة الموصل اضافة لاسهام الكنيسة بان تكون مقرا لانطلاق مجلة مسيحية متفردة وذلك في عام 1964 وهي مجلة الفكر المسيحي التي انطلقت كسلسلة تسعى لابراز دور الفكر والثقافة ثم تحولت الى مجلة ذات شعبية واسعة اسهمت بان تكون صوتا متفردا في حقبة السبيعينيات وما تلاها حتى انتقال عهدة مسؤوليتها الى الاباء الدومنيكان في استكمال لرسالتها الاعلامية وذلك عام 1995 اضافة لاضاءة محطات ما اسهم به الاب بيوس عفاص من جهد مميز ومهم في المحافظة على التراث المسيحي الموصلي فاحتوى الدليل على صفحات خصصها للحديث عن متحف مار توما وهو النشاط الابرز الذي تم تخصيصه لابراز الدور التاريخي لمسيحيي المدينة والاسهام بالتعريف بهم من خلال مقتنيات ذلك المعرض الذي ضم اجنحة محددة ابرزها الجناح الكنسي الذي ضم كل محتويات الكنيسة المذكورة منذ نشاتها كطائفة سريانية كاثوليكية من مخطوطات وكتب قديمة ووثائق واوان كنسية من كؤوس وصلبان ومباخر ومزهريات الى جانب الملابس المهوتية وواجهات المذابح وترقى اقدم المخطوطات التي احتواها المتحف والمرتبطة بالطقس المسيحي الى 1766 كما تحوي مكتبة بالكتب العربية تربو على اكثر من 400 عنوان كما يحوي المتحف على ايقونات ولوحات ثمينة كما يبرز في احدى حواضر المتحف الذي فقدت كل مقتنياته اثر سيطرة تنظيم داعش على المدينة على جناح التراث الموصلي الى جانب الازياء الشعبية الخاصة بمسيحيي المناطق المحيطة بمدينة الموصل كما احتوى المتحف على جناح مخصص لارشيف مجلة الفكر المسيحي التي تطرقنا اليها وبجانبها جناح الدراسات الكتابية التي اسهمت بتخريج الكفاءات المثقفة ازاء ما تضمنته اسفار الكتاب المقدس برؤية لاهوتية ميسرة لشرائح المجتمع المسيحي .