المحرر موضوع: الاب بيوس عفاص يصدر دليله حول ماضي وحاضر اقدم كنيسة التوماوية  (زيارة 600 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاب بيوس عفاص يصدر دليله حول ماضي وحاضر اقدم كنيسة التوماوية
عنكاوا كوم-الموصل –سامر الياس سعيد
 ينفرد كتاب دليل  كنيسة  مار توما في ماضيها وحاضرها  بعدة مزايا  اولها انه يتفرد بكونه الاصدار الوحيد الذي يتمحور حول كنيسة موصلية ليتوقف عند محطاتها التاريخية  ويبرز ما قدمته من انشطة وفعاليات خلال سنوات الازدهار التي عاشها مسيحيو الموصل  وانتهاءا باوضاعها التي عاشتها اثر محنة سيطرة تنظيم داعش دون ان يتوقف لحقبة ما بعد التحرير  ليبرز تاهيل الكنيسة المذكورة وتعميرها لتغدو اول كنيسة يتم اعمارها بعد حقبة  التنظيم المذكور في الجانب الايمن من المدينة ..
ولايقتصر تفرد الدليل الذي اصدره الاب بيوس عفاص في تموز  الماضي ليتزامن صدوره مع الاحتفال السنوي للكنيسة بعيد شفيعها القديس مار توما احد حواري السيد المسيح والذي يرسخ التقليد المسيحي ازائه بمروره في مدينة الموصل  للانتقال الى بلاد الهند حيث عد الرسول المذكور مبشر تلك البلاد المتعددة الاعتقادات والمذاهب  لينشر فيها الدين المسيحي ولينتهي  شهيدا بسلخ جلده في شوارع تلك المدينة . وفيما نعدد مزايا تفرد الكتاب الذي يتوسع  في ابراز المحطات التي اسهمت بها الكنيسة  لكي لاتقتصر خدماتها على  ما قدمته من شان روحي تقليدي كسائر الكنائس في التزام اقامة القداديس والصلوات فحسب  لتكون كسائر الكنائس في المدينة فحسب بل  يسلط الاب بيوس عفاص الضوء على ما شهدته تلك الكنيسة التي احتفلت  بالذكرى 150 لانشائها قبيل نحو عامين من سيطرة تنظيم داعش مجاورة  لاقدم كنائس العراق  والتي تعود لطائفة السريان الارثوذكس  وتحتفظ بذات الاسم كونها كنيسة مار توما حيث يقول التقليد انها كانت عبارة عن دار مجوسي  امن بما بشر به الرسول توما  في محطات بقائه في مدينة الموصل  ليحول ذلك البيت فيما بعد الى كنيسة  حيث يشار الى اقدم دليل تاريخي حولها ما رفع بشانها من شكوى للخليفة المهدي .
ونعود لكنيسة الكاثوليك التي نحن بصدد دليلها الرائع الملون  الذي جاء  ب176 صفحة صادرا ضمن سلسلة روافد بالتسلسل 10 والسلسلة التي تصدرها دار بيبليا  للترجمة والنشر  وهي بالمناسبة احدى المرتكزات الفكرية التي انطلق عبيرها من حواضر الكنيسة المذكورة  حيث يستهل الاب بيوس عفاص غلاف الدليل الثاني بصور تاريخية للكنيسة  اولهما اشارة الى مجاورة الكنيسة  لكنيسة اخرى معروفة تطبعت بها اسم المحلة التي وقعت فيها الكنيسة فسميت بكنيسة الساعة تيمنا بكنيسة الاباء الدومنيكان التي ارتفع فيها برج الساعة  التي اهدتها الامبراطورة  اوجينيا زوجة  نابليون للاباء الدومنيكان بسبب مواقفهم البارزة بتقديم الخدمات الطبية لاهالي مدينة الموصل على اثر تفشي مرض الطاعون في عام 1870 والذي اودى بحياة الكثير منهم كونهم كانوا على تماس مع الاهالي يقدمون الدواء ويتعايشون مع المرضى بهذا الداء المخيف  كما يحفل الغلاف المذكور  بصورة  تعود لعام 1987 وفيها  ابراز للكنيسة والدور المحيطة فيها ويعلق الاب عفاص حول هذه الصورة الثمانينية  بكونها توثيق من قبل  احد الطيارين لمنزله في منطقة الساعة  في تلك الفترة  فكانت تلك الصورة  ابرازا  للمنظر الجوي الرائع  ويستهل الاب بيوس الكتاب بالاهداء  حيث يقدم الكتاب كهدية  لكل من يسعى  لان يذكي الرجاء  بكنيسة قادرة  على تجميع ابنائها  والذهاب بهم الى المراعي الخصبة قبل فوات الاوان  ويحتوي القسم  الاول من الكتاب  على لمحة تاريخية ازاء الكنيسة وريازتها  اضافة لاطلالة على اسماء بطاركة الكنيسة  الكاثوليكية  ومن ثم اساقفة  ابرشية الموصل  ثم  كهنة الكنيسة  كما يبرز الاب بيوس محطات موسعة ازاء  كهنة يسوع الملك  وما قدمته في اول مطاف رسالتها الكهنوتية حيث اختارت تلك الكنيسة لتكون مقرا لهم  ويبرز الاب بيوس عفاص في لقاء شخصي معه جرى على هامش صدور الكتاب  العديد من الذكريات الخاصة بتلك الحقبة  لاسيما  ازاء اقتبال مجموعة صغيرة من الشباب الى سر  الكهنوت في فترة مشحونة من الاحداث  تاتي في اعقاب نحو ثلاثة  اعوام من ثورة  الشواف   التي جرت في عام 1959 التي انعكست على الحضور المسيحي في مدينة الموصل  مما سبب هجرة كبيرة من جانب هذا المكون من المدينة على خلفيات الاحداث الدموية  التي انبثقت  كترجمة للوضع السياسي المتذبذب الذي عاشته مدينة الموصل في تلك الحقبة  فيما كانت الكنيسة في تلك الفترة تعاني خطر الانهيار فيسعى القائمون عليها  لتثبيت بعض الاعمدة وانشاء بعض البنايات الساندة  لمنع انهيار الكنيسة  فيختار الاب بيوس في محطة كهنوته الاولية  تامين حقيبة شخصية له تضمه الكتب والاغراض الشخصية في احدى تلك البنايات  مع التفكير  مع الشباب الاخرين من رفاق الخطوة الكنهوتية على ايجاد مقر للسكن دون جدوى  في ظل تلك الاحداث التي عكست خوفا وتوجس من قوادم الايام من جانب المسيحيين في المدينة حتى يجدا ان كنيسة مار توما  تضحي الملاذ الامن لهم للانطلاق برسالتهم الدينية من حواضرها وسط ترحيب كاهن الكنيسة الاصلي الذي ينتقل الىى الخدمة الروحية في العاصمة بغداد بعد اعوام ولتضحي الكنيسة  بعد اعوام قليلة برعاية  مجموعة الكهنة الشباب . كما يبرز الاب عفاص في سياق  القسم الاول جانبا من رسالة الكنيسة التعليمية والتربوية التي تحددت  بمدارس مار توما  اضافة للانشطة التي اضطلعت بها  من خلال الاخويات التقوية والجمعية الخيرية  كما لفت الى خدمة  الاحتفالات الكنيسة من خلال محوري  خدام الكنيسة من الشمامسة  وجوقتها  اضافة للجان الخدمة  ومتحف مار توما  والمدافن  التي حفلت بها اروقة الكنيسة  اضافة للقسم الثاني من الكتاب الذي يستقريء حقب الكنيسة من عام 2012 تاريخ الاحتفال بذكرى انشاء الكنيسة ذات ال150 عاما  وامتدادا للعام الحالي وما شهده من جهود الاعمار والتاهيل عبر نفض غبار  الحرب التي انتهت بطرد عناصر التنظيم والشروع مجددا للاسهام بابراز دور الكنيسة الحيوي في حاضرة اقدم مناطق مدينة الموصل .
ويغطي دليل الكنيسة  على  مدى قرابة القرنين  ما اسهمت به من انشطة وفعاليات  اسهمت بتنوير الاجيال  المتعاقبة فابرزت دور كبير في سبيل نشر المؤلفات واكنها تستعيد دورا حيويا  للاباء الدومنيكان حينما كانوا اول من استجلب مطبعة حجرية اسهمت باشاعة ضياء الثقافة في مدينة الموصل  اضافة لاسهام الكنيسة بان تكون مقرا  لانطلاق مجلة مسيحية متفردة وذلك في عام 1964 وهي مجلة الفكر المسيحي  التي انطلقت كسلسلة  تسعى لابراز دور الفكر والثقافة ثم تحولت الى مجلة  ذات شعبية واسعة اسهمت بان تكون صوتا متفردا في حقبة السبيعينيات وما تلاها  حتى انتقال عهدة مسؤوليتها الى الاباء الدومنيكان في استكمال لرسالتها الاعلامية وذلك عام 1995 اضافة لاضاءة محطات ما اسهم به الاب بيوس عفاص من جهد مميز ومهم في المحافظة على التراث  المسيحي الموصلي  فاحتوى الدليل  على  صفحات خصصها  للحديث عن متحف مار توما  وهو النشاط الابرز الذي تم  تخصيصه لابراز الدور التاريخي  لمسيحيي المدينة  والاسهام بالتعريف بهم من خلال مقتنيات ذلك المعرض الذي ضم اجنحة محددة  ابرزها الجناح الكنسي  الذي ضم كل محتويات الكنيسة المذكورة  منذ نشاتها كطائفة  سريانية كاثوليكية  من مخطوطات وكتب قديمة  ووثائق واوان كنسية  من كؤوس وصلبان  ومباخر  ومزهريات  الى جانب الملابس المهوتية  وواجهات المذابح  وترقى اقدم المخطوطات التي احتواها المتحف والمرتبطة بالطقس المسيحي الى 1766 كما تحوي مكتبة بالكتب العربية تربو على اكثر من 400 عنوان  كما يحوي المتحف على ايقونات  ولوحات ثمينة  كما يبرز في احدى حواضر المتحف الذي فقدت كل مقتنياته اثر سيطرة تنظيم داعش على المدينة  على جناح التراث الموصلي  الى جانب الازياء الشعبية  الخاصة بمسيحيي المناطق المحيطة بمدينة الموصل  كما احتوى المتحف على جناح مخصص لارشيف مجلة الفكر المسيحي التي تطرقنا اليها  وبجانبها جناح الدراسات  الكتابية  التي اسهمت بتخريج الكفاءات  المثقفة ازاء ما تضمنته اسفار الكتاب المقدس برؤية لاهوتية  ميسرة لشرائح المجتمع المسيحي .
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية