المحرر موضوع: البطريرك ساكو يقدّم قراءة مفصّلة حول السّينودس الكلدانيّ  (زيارة 368 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20789
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
البطريرك ساكو يقدّم قراءة مفصّلة حول السّينودس الكلدانيّ
تيلي لوميار/ نورسات


قدّم بطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو قراءة مفصّلة للسّينودس الكلدانيّ الّذي عُقد قبل أيّام، مفصّلاً ما تمّ تداوله في جلساته، في بيان نشره موقع البطريركيّة وجاء فيه:
"عُقد سينودس الكنيسة الكلدانيّة السنويّ من 9 حتّى 14 آب 2021 في بغداد لأهمّيّتها كمركز صنع القرار، ولدعم الحضور المسيحيّ.

أتاحت هذه الأيّام السّبعة للأساقفة فرصة اللّقاء والتّعرّف عن كثب على بعضهم البعض، وعلى آمال أبرشيّاتهم ومصاعبها. وكانت هناك أوقات للصّلاة اليوميّة، كما تمكّن ثلاثة أساقفة خلال وجودهم في بغداد من استعادة جنسيّتهم العراقيّة، وحصولهم على جواز سفر عراقيّ. عودة مباركة إلى الجذور!

سلّمنا حقيبة الملفّات إلى الأساقفة حال وصولهم، بضمنها جدول الأعمال الّذي أعدّته البطريركيّة لأنّها باتّصال مع كلّ الأساقفة ومُطَّلعة على أوضاع الأبرشيّات، وإليها وردت الاستفسارات والمقترحات. هدف برنامج العمل هو تعزيز كنيستنا وتقوية حضورها، فعندما تكون كنيستنا قويّة تكون كلّ الأبرشيّات بخير.

كانت الأجواء عائليّة، يسودها الرّوح الأخويّ، والفرح وتحمّل المسؤوليّة، والحوار والاحترام، والمشاركة الفعّالة في النّقاشات، وروح النّكتة. كلّ أسقف ناقش المواضيع وصوَّت بحرّيّة كاملة، كما فعلتُ أنا بصوتي الواحد. وجاء التّصويت بشبه الإجماع. فلم نشعر بوجود خفايا ولا نوايا مبطّنة، خصوصًا أنّنا خرجنا من إطار المناطقيّة، والتّكتّلات منذ سنوات. كنّا جسمًا كنسيًّا واحدًا حقًّا بتنوّع وجهات النّظر، فالوحدة لا تعني النّمط الواحد، والتّنوّع طبيعيّ وهو غنى.

فكّرنا في التّحدّيات المستقبليّة والإشكاليّات، وصوَّتنا على كلّ موضوع. شعرنا أنّنا كنيسة الشّركة، والرّجاء، والالتزام. وضعنا أمامنا أهمّيّة أصالة اللّاهوت المشرقيّ، والرّوحانيّة، واللّيتورجيا وترجمتها بلغة الشّعب أينما كانوا، بالسّورث والعربيّة واللّغات الأجنبيّة، وبمفردات عصرنا، وبالنّاحية التّنظيميّة الأبويّة. الكنيسة للنّاس، و منفتحة عليهم، وتتواصل معهم، والأساقفة رعاة وآباء وليسوا اُمناء متاحف.

إختيار الأساقفة

كان لدينا سبعة أسماء لكهنة، وأعددنا سيرتهم كاملة، اخترنا اثنين منهم لأبرشيّتين بحسب المعايير المطلوبة اليوم كالرّوحيّة، ومعرفة لغة المنطقة، والقدرة على اتّخاذ القرار المناسب.

بالنّسبة لأبرشيّة كندا. في لقاء الكهنة بعنكاوة في 19-24 تمّوز الماضي فاتحنا أحد الأساقفة لترشيح نفسه على كندا، لكنّه فضَّل البقاء في أبرشيّته، وأسقف آخر لمّح بقبوله الانتقال إليها، لكن رُفِضَ طلبه بسبب العمر ونجاحه في أبرشيّته. في النّهاية كان ثمّة مرشَّحان وتمّ التّصويت عليهما.

أمّا الأبرشيّات الأخرى الشّاغرة فقد ارتأينا تمديد خدمة أساقفتها لمدّة سنة أخرى، بسبب التّحوّلات السّياسيّة، وصعوبة الحصول على تأشيرات الدّخول. سنعود ندرس الوضع والتّطوّرات بعد سنة، ونتّخذ القرار المناسب.

الطّقوس

الإنسان مركز ومحور الطّقوس الّتي هي وسيلة وليست غاية، لذا اعتمدنا على وضوح المضمون واللّغة والآداء حتّى تناسب طقوسنا زماننا، وتساعد النّاس على الصّلاة بهدوء وعيش المحبّة و التّمسّك بالرّجاء. فعلى سبيل المثال أذكر في سينودس 2018 أنّنا أمضينا وقتًا طويلاً لتغيير عبارة وردت في تسبحة  "الأسرار الّتي تناولناها بإيمان" "شبه الخالق والمخلوق أو العبد والمعبود" إلى أن توصّلنا إلى عبارة "مثال الله والإنسان"، آخذين بنظر الاعتبار أنّنا نعيش في بيئة مسلمة اللّغة والثّقافة. في قراراتنا لا يوجد تغرّب ولا اللّتننة، إنّما أصالة وتجديد مطلوب.

أمور أخرى

• الأعياد، أستعيد عيد مار يوسف في 19 آذار وعيد مار بطرس وبولس في 29 حزيران لسبب أنّ الكنيسة الجامعة تعيّد في هذه التّواريخ، وإنّ شعبنا منتشر في كلّ مكان، وإنّ العديد من كهنتنا تمّت رسامتهم في عيد الرّسولين، في حين أبقى الأساقفة عيد البشارة في الأحد الأوّل من زمن البشارة. بالرّغم من اقتراحي أن يكون في 25 آذار!

• رفض الأساقفة اقتراح البطريرك بإضافة عبارة "الحياة الأبديّة" في الكلام الجوهريّ في رتب إداي وماري والقدّاس الثّاني، بالرّغم من أنّ هدف الصّلاة هو الحياة الأبديّة، ممّا يدلّ على أنّ رأي البطريرك ليس هو السّائد!

• التّرجمة إلى السّورث عُهِدت إلى كلّ أسقف أبرشيّ لتنوّع اللّهجات. وكذلك قراءات الآحاد والأعياد وأيّام الأسبوع.

• رسامة الشّمّاسات، كنتُ قد أعددت رتبة طقسيّة للرّسامة نابعة من الطّقس القديم، لكن فضّل الأساقفة ترك الحرّيّة لهم ليختاروا ما يلائم أبرشيّاتهم.
• تسمية البطريركيّة. تسمية بطريركيّة بابل للكلدان تسمية متأخّرة نسبيًّا تعود إلى سنة 1724 ثمّ سنة 1830 في زمن يوحنّا هرمز. بابل هي عاصمة الإمبراطوريّة الكلدانيّة، أيّ أنّها قوميّة بحتة، ولم تكن كرسيًّا أسقفيًّا. اليوم سكّان بابل مسلمون. عمليًّا نجد صعوبات في المعاملات بسببها، كما أنّنا منتشرون في العالم، لذا تبنّينا بالإجماع تسمية: "البطريركيّة الكلدانيّة"، كما كنّا في سينودس 2019 قد سمّينا أبرشيّة دهوك وليس العماديّة لأنّ دهوك محافظة يقطنها مئات العائلات الكلدانيّة. فما هي المشكلة؟ ولماذا هذا التّطاول على الرّئاسة الكنسيّة؟ من المؤسف أنّ شعبنا ينجرّ وراء العواطف والشّائعات. من من هؤلاء المعلّقين متخصّص في الدّراسات الكنسيّة؟ في حين أنّ نصف الأساقفة يحملون شهادة دكتوراه في العلوم الكنسيّة،  والنّصف الآخر ماجستير؟

• زيارتنا لرئيس الجمهوريّة ورئيس الوزراء، كانت مهمّة. كلّ منّا قدّم نفسه وعبّر عمّا في نفسه. هذه الزّيارة طمأنت المسيحيّين. وأشاد الرّئيسان بدور المسيحيّين ودور الكنيسة.

تعليقات البعض على أنّ كلّ هذا إعلام ومجرّد خطابات ليس صحيحًا. هناك أفعال، مثل توظيف عدد من الشّباب من خلال مساعي الكنيسة، وكذلك أعيدت ممتلكات عديدة إلى أصحابها، وتمّ إعلان عيد الميلاد عيدًا وطنيًّا رسميًّا. الأمور تتغيّر بتعاون الجميع والمتابعة والعلاقة الطّيّبة وليس بالانتقاد!

هذه قراءتي للسّينودس، آمل أن يفهم القرّاء ما دار، يقينًا إنّ رضى النّاس غاية لا تُدرك، وثمّة من ينتقد مهما عملنا من أجل الانتقاد. سامحهم الله. وشكرًا لكلّ من رافقنا بصلاته، ودعمنا بتعليقاته المُحبّة لكنيسته."
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ