كل الشكر والتقدير الاخ ايشو الشاعر المخضرم لهذا الوصف الرائع والاهتمام .
اخي العزيز، انت احد الشعراء القلة الذين يكتبون الشعر العربي الموزون والمقفي وله قصة جميلة وطعم خاص في كل قصيدة وكانك تكتب الشعر في العصر الجاهلي، مع العلم ان اللغة العربية ليست لغتك (لغة الأم)،.
في العراق القديم وعلى ضفاف دجلة والفرات بنيت الحضارة الانسانية الاولى، والانسان الآشوري كان من الأوائل في اختراع الأدوات الأساسية الأولى التي استفاد منها الأنسان في حياته اليومية كأدوات الزراعة والصيد الصناعة وآلات النقل والحرب والخ… وكان المهندس الأول الماهر والمحترف وبناء الحضارة المعمارية الاولى وصانع الفن والغناء والموسيقى، واخيراً اخترع الكتابة ودون يوميات حياته ووثق تاريخه وشريعته وثقافته وأدبه وكَتبَ اساطيره الشعرية وقصصه الخيالية بلغته.
وكما تعرف ان الشعر هو القلب النابظ لكل اللغات ومن دون الشعر وخاصة الملحمي تبقى اللغة باردة لا حيوية ولا جمال لها ولم تستطيع المنافسة مع اللغات المجاورة وربما تنصهر في أدب وثقافة اللغات الاخرى ويكون مصيرها الانقراظ، فمن هنا نرى اهمية وضرورة كتابة الملاحم الشعرية الأسطورية، ومن خلال الأسطورة ايظا نستطيع ان نقترب ونفهم أكثر تاريخ ومعتقدات وايمان وديانة اجدادنا القدماء وعلاقتهم بالآلهة وقوى الخفية في ما وراء الطبيعة بالتخيل والتصور العقلي.
فاتمنى للقارئ التأمل والتمتع بقصة الأسطورة في هذه الملحمة الشعرية والتعرف على شخصية بطل الملحمة دقلث وبطولاته، هذا الجبار المقاتل الباسل والمخلص والمدُافع عن وطنه وأرضه الذي اصبح ضحية الصراعات بين الآلهة والملوك فطعن في الظهر بيد اخيه واتهم بالتمرد وحكم عليه وطُرد الى خارج البلاد فمات شهيدا متؤثرا بجرحه بعيدا عن وطنه ومدينته الحبيبة نينوى ولكن لم يموت حلمه بالعودة الى آشور فخاطب كل المخلصين من الثوار والمقاتلين على النهضة من جديد لتحرير بلاده.
دقلث الذي رفض جنة الآلهة والخلود مع إلهته في كوكبها السماوي فاختار ان يعيش على الارض يتحمل الصعوبات والعذابات الروحية والجسدية ويموت كأنسان، وبحث عن اسرار شؤون الآلهة التي تتعلق بمصير مملكته وبلاده في الواح النبوءات المسربة من أحد الآلهة الى الانسان، وكشف اسرار المخفية في دهاليز القصور الملكية من المؤامرات والخيانة والغدر وتدخل الكهنة في شؤون المملكة والتلاعب في الواح النبوءات والقضاء وغيرها، والحروب الأهلية بين ابناء الملك وصراعاتهم على العرش والتاج الملكي.
دقلث الذي تعرف على حياة المدينة والقرية والأنسان الآشوري وفلكلوره فعاشر الفلاح والمزارع واصياد والراعي الجندي من الشرق الى الغرب ومن شمال آشور الى جنوبه.
نتمنى من القارئ ان يغوص ويتعمق في بحر لغته ويقتني المئات من الألفاظ والمفردات الجميلة التي لا تستعمل في حياته اليومية وخاصة في بلاد المهجر، ويتعلم قواعد الكتابة والهجاء الصحيح، ومن الكتاب الجدد نتمنى ان نرى منهم ملاحم شعرية واساطير ذو قصص اكثر مثيرة.
مع تحياتي