المحرر موضوع: ما بين زكا العشار وغورباتشوف, مار ساكو قُل لنا ماذا تُريد؟.  (زيارة 832 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية وأحترام:

قراءة هذا الأحد 29\8\2021 من نص الأنجيل هي عن زكا العشار, ونص زكا العشار بالصدفة هو من القى المزيد من الضوء على شخصية غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى! فلا معرفة شخصية تربط بيننا ولا رعوية ولم أكن سابقا أعرف من هو لويس ساكو الى أن أصبح بطريرك الكنيسة الكلدانية, المهم ما أريد الأشارة اليه هنا أن زكا العشار في هذا النص يعلم ماذا يُريد ونال الخلاص. لهذا أقول الى غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى بعد ثمان سنوات من قيادة الكنيسة والرعية: قُل لنا ماذا تُريد؟.

سبب طرحي هذا السؤال هو بسبب أقوال وأفعال غبطتكم التي تُثير الأستغراب! من جهة تُنادي لا يجب أفراغ العراق من مسيحييه الذين هُم مكون اصيل للبلد وهم ورد الحديقة ومن هذا الكلام الذي شبعنا منه! فنجد هناك أياد خفية تلعب لعبتها في عرقلة السفر أمام من قرر الهجرة منهم, وهذا ما يُفسر سبب تأخر ملفات أبناء كنيستنا الكلدانية حصراً في دول الانتظار بتركيا والاردن ولبنان! ومن جهة أخرى نراك تلغي أسم (بابل) من تسمية البطريركية معتبراً أياها شأن كنسي خاص لا علاقة لأبناء رعيتك به! لا بل تعتبره تدخلاً سافرا من قبلهم بشؤون الكنيسة! طيب ما هذا التناقض غبطتكم في تفكيركم وأقوالكم وأفعالكم؟ أذا كنت تريد من رعيتك الثبات في أرض الوطن عليك أن تقوم أنت أولا بما يشجعهم على ذلك وتثبت لهم بالدليل والبرهان أنك تعني كل كلمة تدعوهم بها للثبات بأرض الوطن ومن ثم هي دعوة أيضاً لعودة من تركوه!, أبسط شئ كنت ستُثبت به هذا الكلام هو مسألة تغيير أسم البطريركية مؤخراً! فعوض أن ترفع منه أسم (بابل) كان من الأفضل ان تقترح هذه التسمية: (بطريركية بابل العراق للكلدان) وبهذا كنت ستؤكد تمسك البطريركية بجذورها وتثبت لرعيتك أن أضافة كلمة العراق التي التسمية ما هو إلا دعوة صادقة لهم للتمسك بأرض آبائهم وأجدادهم وكنيستهم الأم, لكن ماذا فعلت غبطتكم؟ بقرار شخصي منك أقحمت به أسماء المطارنة والاساقفة الاجلاء فعلت العكس! وقررت الغاء أسم بابل من عنوان كنيستهم الذي هو مصدر فخراً لهم ولا يزال الذي يمثل مركز وعاصمة الكلدان يوم كانوا أسياد الارض, عزيزي غبطة البطريرك رجاءاً أثبت على رأي وقل لنا ماذا تُريد؟, إذا كان هناك من يُحركك لتقوم بهذه الأفعال والتصريحات, فعليك الحذر والأنتباه للمصائد التي تُنصب للقائد الذي يعتبر نفسه حكيم زمانه وهو غافل عنها!! وسأقول لك ماذا اعني بكلامي بهذه الجزئية وأنت حر بالأستفاده منه أو لا.

 كان ياما كان, كان هناك دولة قويه كبيرة عظيمة الشأن تُمثل القطب الآخر للقوة في الكرة الارضية تُسمى (الأتحاد السوفيتي), كان لها قوانينها ومركزيتها الى أن أستلم مقاليد الحُكم فيها السيد ميخائيل غورباتشوف كرئيس الدولة للفترة بين عامي 1988 و 1991, كان له رؤيته الخاصة بالقيادة قام خلالها بمجموعة من الإصلاحات التي تهدف الى انفتاح الاتحاد السوفيتي على العالم! لكنها أدت في النهاية إلى تفكك هذا الأتحاد وبعثرتة الى أشلاء وغيرها من الأمور التي ليست موضوعنا هنا, لكن السؤال المهم هو: هل حركت أياد خفية السيد غورباتشوف وفعل ما فعل عن دراية وقصد؟ أم كانت لديه ثقة عالية بنفسه الهمتهُ أنه حكيم زمانه فكان ما كان ليخرج من الرئاسة بعدها ببصمة سجلها التأريخ على أنه مُفكك بالأتحاد السوفيتي؟.

لهذا على غبطتكم الأنتباه في حال كان هناك أصابع خفية تُلهمكم بالتحرك يمينا ويسارا وقل هذا ولا تقل ذاك! فعليك الحذر من هذه المصادر, فما شعارك اصالة وتجدد (وما أعرف شنو)! إلا نسخة من نفس الطريق التي أستخدمها الرئيس الروسي عندما أستلم الحكم! فهل أنت مُدرك الى أين أنت ماضٍ بالكنيسة وبنا؟, كشخص كلداني يهمني أمر الكلدان له قراءته الخاصة لتأريخ الكنيسة وجدت أن نوايا الفاتيكان بالنسبة للكلدان وكنيسة المشرق لا تقل خطورة عن نوايا أمريكا بالنسبة لروسيا, تتجلى بفرض السيطرة على كنيستنا وسحب أهم مفاصل السلطة من البطاركة الكلدان على كنيستهم ورعيتهم جاعلين منهم صورة تعلق فوق المكاتب فقط! عن نفسي أفسر هذا الأمر بالمُهين وعدم ثقة الفاتيكان بكم وأنتم تصفونهم بالشركاء!.

 أما أن كنت غبطتكم تعمل مُستقلاً بعيداً عن أي جهات وتنطلق بقيادتك للكنيسة من خلال ثقتك الزائدة بالنفس متصوراً أنك تقودها والرعية لشاطئ الأمان! فأسمح لي غبطتكم أن أقول أن هناك دلالات تُشير لغير ذلك وهناك أمور عليك مراجعتها, فهناك فرق بين الثقة بالنفس والكبرياء والغرور! فلا تهيئ وتفرش الطريق بالورد للغير بثقتك الزائدة بنفسك لينال هذا الغير من كنيستنا! فتكون سبب تفتيت الكلدان وكنيسة الكلدان بحجة التجديد والتأوين وغيرها! لأن التجدد الذي تطبقه اليوم في كنيستنا يعمل بالضد من الأصالة والوحدة كما هو واضح, وهناك أدلة تُثبت ذالك؟ بالمناسبة وللتذكير فقط, الأفكار تتغير ومؤمن اليوم ليس مؤمن الأمس الذي كان يلحس ويُقبل أيادي رجال الدين, وليس الجميع يستسيغ هذا الأمر الذي عفى عليه الزمن, بل نرى أن بعض المتملقين وطالبي رضا غبطتكم ظهرت لهم أسنان بعد مسألة التسمية الأخيرة!! فما بالك بأحرار الكلدان وآرائهم بما يجري!!.

لا مانع من التكرار, أذا أردت غبطتكم أن تخدم الكنيسة والكلدان من خلال شعاركم (أصالة وحده تجدد), أذن سأشاركك والجميع رؤيتي بهذا الشأن, ما يتعلق بالاصالة أجد أنه من الأفضل أن تعود بكنيستنا الى جذورها الأصلية وتعاليمها المستمدة من كنيسة المشرق, وما يخص الوحدة ,أن تعمل لتصحيح الأنشقاق الذي حصل منذ خمس قرون وتعيد كنيستنا الكلدانية الى أصلها حتى لو أقتضى الأمر أن يكون من قبل الكلدان فقط وتُحيي تسمية (كنيسة المشرق) كما كانت دون أي أضافات اليها, وبما يخص التجدد, عد بنا بالتدريج الى ما هو صحيح عن طريق إزالة كل ما أدخلته كنيسة روما الى كنيستنا العريقة من تعاليم وشوائب ليس لها أي أساس واضح في الكتاب المقدس, وأن تعاملهم بالمثل نداً للند وليس كتابع عوض الاستقواء بهم على أبناء رعيتك!, على كل حال بدأت الرؤية تتوضح بصورة أشمل وأوسع الى أين غبطتكم ماض بكنيستنا ورعيتها!, يقول فادينا (وماذا يَنفَعُ الإنسانَ لو رَبِـحَ العالَمَ كُلَّهُ وخسِرَ نَفسَهُ؟ وبِماذا يَفدي الإنسانُ نَفسَهُ؟ (متى 16\26))

الخلاصة: اذا واصلت غبطتكم القيادة بهذا الفكر والطريق فأنت ذاهب بالكنيسة ورعيتها الى نفس الطريق الذي ذهب به السيد غورباتشوف بالأتحاد السوفيتي, لذا أترجى أن تراجع أفكارك ومواقفك وخططك ومصطلحاتك وطريقة مخاطبتك لرعيتك فالحكمة لا تقتصر على شخص بعينه مهما كان موقعه, ولا تتصور ان من ترعاهم هُم خراف صامتون لا يُعارضون! قد يرضى البعض أن يكونوا كذالك!, لكن السواد الأعظم هُم خراف السيد المسيح ولن يكونوا أبداً خرافاً لبشر.

راجع ما جاء في الكتاب عن زكا العشار بروية وتأمل وقارن نفسك به,فآخر ما يعوز تاريخ كنيستنا هو غورباتشوف آخر!, مع تحياتي.

                                          ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.