المحرر موضوع: تذكار لإبادة مزركشة  (زيارة 476 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تذكار لإبادة مزركشة
« في: 00:20 30/08/2021 »
تذكار لإبادة مزركشة
 كريم إينا                       

عالمٌ يرتوي من زمهرير الإبادة
يسافرُ نحو الصفر
يجهلُ وجهة الصباح
يغسلُ أردانهُ
من قرميد الدهاليز
يعبأ جروح عقله
من أصابع المغفلين
وحكايات مذهلة تتنفّسُ كبرياء العنفوان
ممزوجة بليال مستطيلة
تخرجُ منها حشرجة الظلال
والآهات تتطلّعُ إلى مناجل الإبادة
تعشّشُ بخيوط اللحم المقدّد
وهي ترسو على حافة النهر
ما هذا الدخان؟
أراهُ يخنقني بأبرة المجانين
التي تبعثُ عاصفة حارة كالتنانين
أغمضُ أجفان الرياح قرباناً لقامة النار
عدتُ مع الوقت حاضراً لظلّي المتثعبن
وهو يهرهرُ عند ظهيرة النسيان
سكرة تختمرُ في ألواح العقل
أهتزّ بزمجرة غربال شعاع الشمس
وهو يصدرُ رصاص قرون وعل بري
ملح الحياة يتحنجرُ بأجراس قصيدتي
أنسجُ الصدفات
كي يتأكسد دبق شهوتي
أدلقُ خمر السواحل على نجمة الخيمة
وأضعُ فوارزاً تهدهدُ
معطف أرواح الرصيف
أدخنة ضريرة تصدمُ وجهي ببلادة
فأودّعُ أرصفة عمري الضريرة
تذكاراً لشيخوختي المزركشة
أفتحُ سوراً من إيقونات الفجر المرئية
كي تتكأ مدني وسط مسحاة الليل
تسري أركيلة عمري في شرارات الظهيرة
وهي محملة علامات الزمن المتأخر
مقهقهة نحو الأفق البعيد
علّهُ ترشفُ زنابق الفرح المنمّق
أهرولُ نحو
قفل فضاءاتي المجرّدة
وهي تطبعُ صورتي في أنفاس الغيوم
أرحلُ من قارة إلى قارة
أدخلُ قارورة خمري
أسألُ قواميس الرياح
هل مرقت من هنا حدقات قيثارتي
تأملّتُ تحررات سجني الداكنة
وهي تخزنُ أسرار المزامير
على سارية عواصفي المتربة
ثمّة بكاءٌ أخير
تلسعهُ شذرات النار
وهي مصلوبة على سنابل الخوف
أرجعُ من محطاتي المشفّرة
لأضفرَ بأكاليل المجرات المنفوضة
كبالونات الحلوى الدبقه
أتيهُ من صباحات الفجر
أهتدي لجذوري بمتابعة دخان القطار
ها قد إكتمل هزيعي الأخير
كغيمة يتحولُ بخارها كأذرع لمناطيد الهواء
الحياة كوردة نضرة تهمسُ في أذني
إيقاظ رمزية النبض المتحجّر...