المحرر موضوع: إذا لم توحدنا ، الأرض والهوية والتاريخ والحضارة واللغة والتراث .. فهل ستوحدنا احدى الجهات الاربع ( المشرق ) ؟؟؟  (زيارة 1885 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

إذا لم توحدنا ، الأرض والهوية والتاريخ والحضارة واللغة والتراث .. فهل ستوحدنا احدى الجهات الاربع  ( المشرق ) ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأنا في المواقع الالكترونية وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، الكثير من ردود الافعال التي انتقدت  قيام سينودس الكنيسة الكلدانية باستبدال كلمة ( بابل ) الواردة في عنوان  بطريرك بابل على الكلدان  بتسمية البطريركية الكلدانية .
وبرأينا فأن هذا القرار جاء بمثابة رد للعديد من التساؤلات التي كنا نطرحها وما زلنا نطرحها على الاخوة الكلدان عن سبب عدم تسمية انفسهم بالبابليين .. بالأضافة الى انه برأينا ، إمتدادا لمحاولات قطع جذور ابناء الكنيسة الكلدانية عن تاريخهم والذي تمثل بالإنقلاب والانفصال عن الآشوريين .
وبموازاة ذلك  ، وكلما جرى الحديث ، عن الوحدة الكنسية  بين ابناء الكنيسة الواحدة  ، الذين كانوا يعرفون انفسهم بـ ( السورايي )  ولغتهم بـ ( السورث )  والتي  تعني في كل القواميس    (أشورايي او آثورايي )  واللغة  تبعا لذلك ( الاشورية  او الآثورية ) والتي ترجمت الى  العربية خطأً ( بالسريانية ) ..
أقول كلما جرى الحديث عن هذه الوحدة ..  تتعالى بعض الاصوات مقترحةً الغاء (التسمية القومية الآشورية ) والاستعاضة عنها  بتسمية ( المشرق ) .. على أساس ان هذه التسمية ستوحد الكنائس !!
ورغم ان هذا الموضوع شائك وطويل ، إلا انني ، سوف اتطرق الى نقطتين مهمتين :
الأولى ـ ان تحول بعض ابناء الكنيسة وتبعيتهم الى الكنيسة الرومانية  منذ عام 1552 ( البطريرك يوخنا سولاقا ) ولغاية التأسيس الرسمي  للكنيسة الكلدانية ( كرسي بابل على الكلدان ) سنة 1836 ( البطريرك يوحنا هرمز )  ، قد حدث والكنيسة الام كانت تعرف بكنيسة المشرق ، ولم تكن تحمل التسمية القومية الاشورية  ،  وعلى العكس  ، فأن الكنيسة الجديدة التي تبعوها كانت تحمل تسمية قومية غربية وهي الكنيسة الرومانية كما ذكرنا .. ومن المؤكد انكم تعرفون ان المبررات كانت بسبب النظام الوراثي .. لكن لم يتغير شيء بعد زوال النظام الوراثي من الكنيسة  على قرار ورثة  الاباء المنشقين .. وطبعا ن ذلك ينسحب على الكنيسة الشرقية القديمة ايضا التي  يعود الانشقاق الى سنة 1964 والكنيسة لم تكن تحمل التسمية القومية الاشورية
ثانيا ـ برأيي الشخصي ، فأن  محاولة الترويج من كون تسمية ( المشرق ) ستوحد كنائسنا  ويتوجب التخلي عن التسمية القومية الاشورية للكنيسة ، إنما هو مطب أو فخ لجر الكنيسة الاشورية اليه لكي تتخلى عن الدعامة الاساسية التي تحافظ على وجودها وديمومتها  ( ليس من ناحية الايمان المسيحي  ، وانما من ناحية لغتها وطقسها وتراثها وترابط ابنائها ) ..
يضاف الى ذلك ، فأن آشورية الكنيسة لا يلغي مشرقيتها  بدليل ان اسم الكنيسة  يحمل المشرق والاشورية معا .
وعلى هذا الاساس نقول  ،  اذا كان البعض  يظن ان اسم ( المشرق ) العريق الممتد الى الفي سنة  هو الكفيل بتوحيد  كنائسنا ، فما بالهم بالتسمية ( الاشورية ) العريقة الممتدة الى اكثر من ستة آلاف سنة .. واذا كانت المشرق  تسمية لاحد الجهات الاربعة  ، فأن الاشورية تسمية لأرض وحضارة ولغة وتاريخ  وشعب وامة وتراث .
واذا كان البعض ضعيف الذاكرة .. فأننا نذكرهم بما جرى لشعبنا الاشوري قبل سنوات ، عندما جرى الترويج  لتسمية ( الكلداني السرياني الاشوري ) بعد 2003 من أن هذه التسمية هي الضمانة لنيل حقوقنا القومية .. ولكن النتيجة كانت اسوأ مما جرى الترويج له ، اذا جرى تقسيم امتنا الاشورية في الدستور الى اشوريين وكلدان كقوميتين ، او الاشوري الكلداني السرياني  ، رغم محاولات  البعض  بتجميلها   بوجود حرف الواو من عدمه .
واخيرا أقول .. ان تخلي الكنيسة عن تسميتها الاشورية  ( وهو قرار يرجع للآباء رؤساء الكنيسة )  يتوجب علينا احترامه ، ولكنه سوف يؤدي الى فقدان الكنيسة للكثير من ابنائها  الآشوريين .. لانه اذا كانت رسالة الكنيسة  .. المسيحية .. فالمسيحية يمكننا  ان نجدها في كل الكنائس المنتشرة من حولنا .
مع الشكر للقراء الاعزاء .
BBC


غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
أهم شيء هـو إلـغاء (( الكلـدان ))
وبعـدين كـل شيء يصير سـهـل

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
أهم شيء هـو إلـغاء (( الكلـدان ))
وبعـدين كـل شيء يصير سـهـل


السيد مايكل سبي

 لن يكون هناك الغاء للكلدان ولن يكون هناك نهضة للكلدان. ولن يكون هناك اقناع من قبل الاشورين بان يتقبلوا القومية الاشورية، ولن يكون هناك اقناع من قبل الكتاب الكلدان ليظهر وعي قومي كلداني. ولن يكون هناك لجان تدرس ايجاد حل للتسميات.

لماذا ذلك؟ لان كل هذه الامور محسومة منذ سنوات طويلة.

اذ منذ سنوات طويلة ، وتحديدا عند دخول الحركات الاشورية، فمن بين منتسبي الكنيسة الكلدانية من وجد نفسه بانه اشوري القومية فانه اهتم بها. ومن كان من المنتسبي للكنيسة الكلدانية من كان هو فعليا مهتم باللغة الام والتراث الخ ايضا وانظم للقومية الاشورية.

اما البقية: هناك عدد قليل جدا  ظهروا كرد فعل على الحركات الاشورية وهم موجودين في الانترنت وفي خارج العراق وانت واحد منهم. وهم ليس لهم وجود خارج الانترنت.

اما بالنسبة للبقية التي تمثل شريحة كبيرة من الافراد من منتسبي الكنيسة الكلدانية فانهم غير مهتمين باي شئ قومي وهم لن يهتموا لا بالاشورية ولا بالكلدانية ولا بالسريانية، وهؤلاء سابقا لم يكن مهتمين باي شئ قومي، وهم يهتمون فقط بمصلحة اقتصادية، يعني لو امتلك احد منهم محل تجاري فانه سيتسارع بان يسميه باي اسم عربي اذا وجد بان ذلك سيجعله يربح ولن يهتم باية شئ ثقافي قد يتم اعتباره خصوصية ثقافية له.

من لا يتفق مع ما اقوله بالرغم من نتائج كل هذه السنوات الطويلة ، فسيبدوا مثل شخص يقول بانه كانسان لا يستطيع التنفس تحت الماء ولكنه بالرغم من ذلك يريد ان يحاول.

بالنسبة الى مستقبلك: فانت واخرين مثلك ستبقون تطلبون من البطريركية بان تدخل في موضوع القومية عندما ترفض التدخل. وستبقون تطلبون من البطريركية بان لا تدخل في مواضيع القومية عندما تتدخل.

واذا كان هناك امكانية بان يتم خلق وعي قومي وظاهرة قومية هكذا تاتي طوعيا من تلقاء نفسها بدون ان يكون هناك احد من هو مستعد بان يقدم اي تضحية، فسيكون عندها ايضا ممكنا للبشر بان لا يجهدوا انفسهم بقراءة الكتب وانما فقط ان يحدقوا فيها الى ان تقول الكتب لهم طوعيا ما يريدون معرفته.

اذ موضوع القومية هي بالنسبة لكثير من الكتاب تبدو مثل شخص يدخل مطعم ويطلب لفة.

واخيرا : ما يثير تعجبي ان لا احد يرغب بان يقوم بتقييم نتائج السنوات الماضية التي لم يتم فيها تحقيق اي شئ يذكر، بل كانت النتائج عكسية، حيث من كان يمتلك القليل من الاهتمام فانه اختفى بسبب الملل.

غير متصل عادل حقي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 22
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
‏الاخ فاروق گيورگيس المحترم
‏تحية طيبة

‏لا اختلف معك في أن القومية ‏الآشورية (‏أو الكلدانية) وتسميتها لم تكن السبب وراء انقسام كنيسة المشرق، ولكنها اضحت بمرور العقود واحدة من العقبات التي تقف في طريق وحدتها.

التسميات القومية، بالتأكيد، هي ليست ‏العقبة الوحيدة، وحذفها مقدماً عن أجزاء كنيسة المشرق لا يعني بالضرورة ‏ضمان وحدتها بعد يومين. ولكن لو فرضنا أن كل الإشكالات الاخرى تم تصفيتها  فماذا ‏تقترح أن نسميها بعد ان تتوحد؟(آشورية؟، كلدانية؟، او غيرها؟) . ‏أليس من الأنسب أن تتخذ من عنوانها التاريخي والجغرافي (المشرق) اسماً لها؟ لا يمكن لاي منصف نكران أن ‏ التسميات ‏ ‏القومية قد أسهمت كثيرا في حالة 'التمترس القومي' داخل الكنيسة ‏وبالتالي فإنها قللت من فرص تقاربها ‏وهو أضعف الإيمان ناهيك عن وحدتها. 

ثم ‏ما علاقة الحضارات القديمة بنشوء وثقافة وارث كنيسة المشرق؟الدولة الآشورية وغيرها لم ‏يكن لها الفضل في ‏نشوء واستمرارية كنيسة المشرق. فهذه الكنيسة ولدت بعد عدة قرون من سقوط الدول الآشورية والكلدانية،  ‏واستمرت إلى قرون عديدة بعد ذلك وقبل وجود أي حركة قومية. ومع  انعدام اي تاثير  لوجود (او عدم وجود) هذه الدول  فكنيسة المشرق امتدت إلى أقاصي آسيا ‏ولم تقتصر على شعب معين. ‏فلماذا يصر القوميون اليوم على صبغها بالالوان القومية ‏المختلفة.  ‏أليست هذه إساءة متعمدة بحق هذه المؤسسة العريقة؟ ‏إنني شخصيا لست ضد أي حركة قومية ولكن كل ما أرجوه هو أن تبقى الكنيسة ‏خارج ذلك الإطار.

أضف لذلك، الا يتباهى القوميون الاشوريون أ‏نفسهم بأن رواد حركتهم كانوا يتبعون  كنائس مختلفة؟ فلماذا الإصرار إذن على تسمية واحد فقط من فروع كنيسة المشرق ‏بالاسم الأشوري؟ الا ترى ان ذلك ‏تحجيم للقومية الآشورية، عدا انه يتضارب مع القول الأول بان رواد ‏الحركة القومية الآشورية جاءوا من كنائس مختلفة. ثم، لماذا ‏صارت ‏الحركات القومية تتعكز على الكنيسة؟‏ أليس هذا دليلا واضحا على ضعف تلك الحركات؟ ‏ألا ‏يعلّل القوميون أنفسهم ضعف الحركة القومية بالانقياد ‏للتأثيرات المذهبية؟ ‏فلماذا يصرون على التدخل في ‏شجون الكنيسة ‏المنقسمة و‏إفرازاتها؟ ‏أليس من الأجدر ‏بهم الابتعاد قدر المستطاع عن ‏مشاكل الكنيسة والدين اذا كانت تضعف أداءهم؟
 
ما اود ايضا ذكره هنا هو المنحى القومي للبعض من أساقفة وآباء كنيسة المشرق بفروعها حالياً. هؤلاء البعض صاروا قوميين اكثر من القوميين. ولكل فرد الحق في اختيار فكره القومي بشرط الا يجعل منه بوقاً في الكنيسة او يغير في النصوص ويفسرها على أهوائه القومية. المخجل حقا ان هؤلاء نفسهم هم مَن يدعون مَن  يسمونهم محتلي اوطانهم القومية التاريخية الى مناسبات طقسية (مثل رسامة البطاركة). فأين ذهبت 'قوميتهم'.؟وبرأيي الشخصي انه ليس من حق احد وضع 'الاعلام' او الشعارات القومية في الكنائس وفرضها على الجميع. هناك مناطق كثيرة يمكن للقوميين فيها من ممارسة هذا النشاط مثل الأندية والمسيرات، الخ.

‏اما موضوع اللغة المستعملة في هذه الكنيسة وأدبياتها فتسمى ‏في نفس هذه الأدبيات ܣܘܪܝܝܐ وسريانية (باللغة العربية) و Syriac ‏(باللغة الإنجليزية). ‏‏أما مسألة من أين اشتقت كلمة ܣܘܪܝܝܐ ‏ولماذا وكيف فهذا موضوع آخر وفيه اجتهادات. ولا وجود في ارث كنيسة المشرق  الثقافي لشيء اسمه اللغة الآشورية أو اللغة الكلدانية. كل هذه التسميات هي مغلوطة. اللغة الكلدانية أطلقت على السريانية بفعل تثبيت اسم الكنيسة الكلدانية في القرن التاسع عشر على الجزء الذي اتحد مع روما. واللغة الاشورية تاريخيا ليست الا لهجة اشور الاكدية وهي لغة اخرى وليست السريانية المستعملة في طقس كنيسة المشرق. وشاع استعمال مصطلح ما يسمى 'اللغة الاشورية' وما يسمى 'الكلدانية' واطلقت على السريانية لاحقاً بتأثير الحركات القومية ‏اي تم  إلصاقها ‏بلغة كنيسة المشرق لنوايا قومية.   اما اللهجات الحديثة او ما تسمى ܣܘܕܝܐ/ܚܕ̄ܬ̣ܐ (واسمها عالميا Neo-Aramaic) فهي لا تتبع القوميات ايضا. بل كل منطقة او مدينة او حتى قرية لها بعض الخصوصية. فلهجة اورمية يتحدثها ابناؤها رغم ان بعضهم يتبع الكنيسة الكلدانية والآخرين المشرق الاشورية.

وفي النهاية، لا يسعني القول سوى اني اعرف ان التاريخ ليس كله صحيح وبعضه يلفه الغموض وعلامات الاستفهام، ولكن هناك الكثير منه مما اصبح في حكم المُسَلّمات ولن تدوم اي محاولة لتغييره حتى لو تفهمنا الأسباب والأمنيات البشرية التي تقف وراء ذلك.

مع تقديري

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد عادل حقي المحترم
شكرا على المشاركة في الحوار ، وبعد ..
لكي لا نكيل بمكيالين عند الحديث عن الكنائس ، سوف اكتفي في هذا الرد على هاتين النقطتين ، وسوف اناقش بقية النقاط لاحقا ..
الاولى ـ  رغم ان الكنيسة الرومانية  تحمل اسما قومياً ، إلا أن ذلك لم يمنع من أن تنضم اليها العديد من الاقوام والأمم .. وعليه أتسائل .. لماذا تكون التسمية الاشورية للكنيسة  من المحرمات  او لا يجوز  أن تسمى  بالأسم القومي ؟؟
ثانيا ـ أن تسمية الكنيسة بالرومانية  يعود ايضا الى الاعتزاز  بالامبراطورية الرومانية وعظمتها  ، سواء قبل الميلاد او بعد الميلاد .. لذلك اريد ان اعرف اين المشكلة  بربط كنائسنا  بتاريخ وعظمة شعبنا  .. أليس ذلك افضل من ربط تاريخ كنيستنا بتاريخ الشعب اليهودي ؟؟
مع التقدير
BBC

غير متصل عادل حقي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 22
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ فاروق گيورگيس المحترم
‏تحية طيبة وشكراً على ردك.

لو رجعنا إلى التاريخ سنجد الأجوبة على أسئلتك.

قديماً كانت الكراسي الأسقفية عادة تحمل اسما جغرافياً مثل المدن ‏التي أنشئت فيها. وهذه كانت بدورها تنضوي تحت رئاسة كرسي اسقفي اعلى (‏بطريركي اي أبوي- نسبة الى اب) في العواصم او المدن الكبرى. والأمثلة على هذا كثيرة ومنها روما. اي انها (كنيسة روما) نُسبت إلى مدينة روما وليس الى الإمبراطورية الرومانية (التي كانت تضطهد المسيحيين) وعظمتها(التي كانت محل ازدراء المسيحيين الأوائل).  وهذه التسمية الجغرافية(نسبة الى مدينة روما) هي قديمة. فالرسول بولس وجه رسالة من رسائله الى المسيحيين فيها. وألحقت التسمية (الرومانية) باسماء الكنائس آلتي ارتبطت بها (وقبلت برئاستها) بعد ذلك، سواء في اورپا او في مستعمراتها لاحقاً.
 
كنيسة المشرق نسبت ‏حسب موقعها الجغرافي- اي إلى الشرق من الكنائس الاخرى. ‏كذلك اطلق عليها بعض  الأسماء أخرى مثل كنيسة الدولة الساسانية ، كنيسة ساليق قطيسفون، وسماها البعض (وبالاخص خصومها) الكنيسة النسطورية. ‏ورغم ان أسباب هذه التسميات الأخرى واضحة، الا انها غير مناسبة لأسباب معروفة لا احتاج ان ادخل في تفاصيلها. 

ومثل ذلك ينطبق على الأسماء التي تحمل الطابع القومي(‏مثل الآشورية والكلدانية) والتي شرحت لك، في ردي الاول، كيف تم إضافتها. فهذه التسميات غير ملائمة ايضا كونها متأخرة وجاءت بعد انقسامها، وتقتصر على قوم واحد،  ولذلك فانها تنتقص من الصفة الجامعة للكنيسة التي احتضنت أقواماً عدة، وامتدت الى رقعة جغرافية اوسع. ومع هذا فلو كانت كنيسة المشرق قد سميت بالاشورية او الكلدانية في بدايتها لكنتُ قد قبلتُ بذلك كتسمية، الا ان المصادر التاريخية لا تؤيد ذلك رغم ان هذه الكنيسة تأسست في الرقعة الجغرافية التي قامت فيها هاتان الدولتان قبل زوالهما.   

المشكلة هي ان دعاة القومية على اختلافهم يحبون هذه التسميات ويستغلونها لأغراضهم القومية، وليس حباً بكنيسة المشرق او حرصاً على إرثها. ولو خيّرتهم بين توحيد اجزاء كنيسة المشرق او الإبقاء  على الاسماء القومية المضافة اليها، فهم سيختارون الاسماء المذكورة. ولو تصفحت بعض المقالات المنشورة على هذا المنبر فلابد انك ستتأكد مما أقوله.

وكما نوهت سابقاً فمن المعروف ايضا ان بعض اباء فروع كنيسة المشرق الحاليين وفي العقود الاخيرة لهم أهواء قومية ويشجعون هذا الاتجاه، وعليه فانهم عملوا وسيعملون ما في وسعهم لابقائها مفتتة.  ‏

وبالمناسبة فان ترجمة ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ܕܐܬܘܪ̈ܝܐ الى 'كنيسة المشرق الاشورية' هي ترجمة غير دقيقة. والأصح ان تترجم الى 'كنيسة المشرق للاشوريين' رغم انني لا اتفق مع هذه التسمية ايضا.

ما لم افهمه في ردك هو ما ذكرتَه في نهايته بنوع من الغموض عن ربط تاريخ كنيسة المشرق بتاريخ الشعب اليهودي. ليس في ردي السابق أي ذكر او إيحاء لهذا الطرح.

مع تقديري

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد عادل حقي المحترم
تحية طيبة
اعود مرة اخرى لتكملة النقاش والحوار حول الموضوع .. بداية يمكننا ان نتفق بأن تسمية الكنيسة  ( بالرومانية ) سواءا كان اساسها مدينة روما أو الأمبراطورية الرومانية ، فأنه يعود الى مدلول تاريخي وحضاري .. ولهذا تساؤلت في ردي الاول ، عن  الاعتراض على ذلك عندما يكون لكنيستنا تسمية ذات دلالات تاريخية وحضارية .
أما التركيز على  ( المشرق ) كموقع جغرافي للكنيسة  ، فاليوم 80 بالمئة من ابناء كنيسة المشرق يقيمون في الغرب  ، بمعنى آخر ، أن هذه التسميات  تعتبر من المسائل النسبية التي لا يمكن ان تكون عاملا اساسيا  لبناء وحدة كنسية عليها  ،، خصوصا اننا نعرف وكما ذكرت سابقا .. أن الكلدان تحولوا الى الكنيسة الرومانية  وهي غربية  ، ولم يقف الموقع الجغرافي وتسمية المشرق  لكنيسة ابائهم واجدادهم  حائلا دون ذلك .
لذلك فأن ما نسعى اليه من خلال الكنيسة الآشورية بالأضافة الى الايمان  ، هو خلق مساحة  او أجواء للحفاظ على هويتنا ولغتنا وتراثنا  ، طبعا مع التنسيق والانفتاح على كل الكنائس  في ظل قناعتنا الى لحظة كتابة هذه السطور بأن مشروع وحدة الكنائس مؤجل  الى اشعار آخر  في الوقت الحاضر .. خصوصا انني لا أرى .. فيما اذا توفرت النوايا الصادقة  والارادة الحقيقية  لوحدة الكنائس  ، فأن حملها لاسماء قومية مختلفة  لا يقفل حائلا  دون الوحدة .. فنحن ابناء العائلة الواحدة  كأب وأم واولاد وبنات نشعر اننا واحد رغم اختلاف اسمائنا .. خصوصا ان الوحدة الكنسية الايمانية المسيحية  هي وحدة روحية  لا يمكن تجسيدها عمليا... فنحن الذين نقيم في الغرب  ، رغم وجود كنائس مسيحية اجنبية مجاورة لنا ونعرف انهم مسيحيين  ، إلا أننا نقطع مسافات اطول للوصول الى  الكنائس التي  تضم ابناء قومنا وشعبنا وتقدس بلغتنا ..
مع خالص تحياتي .

BBC

غير متصل عادل حقي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 22
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ فاروق گيورگيس المحترم
‏تحية طيبة

‏كون غالبية اتباع كنيسة المشرق في بلدان المهجر الغربية ليس سببا وجيها لتغيير اسمها بل بالعكس يجب ان يكون حافزاً للتمسك بهذا الاسم ‏بغية التذكير دائما‏ بهويتها. ‏كل ما تحتاجه هو أن تدرج اسم المنطقة فعلى سبيل المثال يمكنك القول كنيسة المشرق في أستراليا او في روسيا وما شابه.

انني ‏وللأسف الشديد ‏ادرك ‏تماماً انعدام الرغبة ‏ ‏والحماس لدى القادة الروحيين في الوحدة بين فروع هذه الكنيسة. فسينودس ‏كنيسة المشرق للآشوريين، ‏على سبيل المثال، على وشك أن ينتخب بطريركاً جديدا ‏هذه الأيام دون ‏اعارة أي أهمية ‏لهذه الفرصة التاريخية ‏المتاحة لتوحيدها مع الكنيسة الشرقية القديمة، وهي مسألة تعد بسيطة في حد ذاتها إذا توفرت الإرادة والنيه الصادقه. ‏كل ما تراه هو زيارات مجاملة ومصافحة وابتسامات وصور تذكارية، كما حصل عند زيارة عدد من اباء الكنائس الشرقية الاخرى الى مقر اجتماعات اكليروس كنيسة المشرق الاشورية لانتخاب البطريرك الجديد.

وهنا أود أن ألفت نظركم إلى ما ورد ‏في كلمة بطريرك كنيسة المشرق الاشورية المستقيل في افتتاح السينودس (وكذلك قبله كلمة سكرتير المجمع المقدس) عن اسم المنطقة التي تقع فيها مدينة أربيل. ‏الم يكن الاجدر بهما تسمية هذه المنطقة 'اشور' بدل تسميتها 'كردستان'؟ أليس هؤلاء هم من يصرون على التمسك بالاسم القومي ويضعون علمه خلفهم؟ يمكنك زيارة موقع النت او الفيسبوك الخاص بالكنيسة لتتأكد من كلامي. وعلى اي حال فسنعتبرها مسائل پروتوكول شكلية ونتمنى لهم وللبطريرك الجديد كل التوفيق في خدمة كنيسة المشرق.

ارى أني اختلف معك في الطرح  لأني لا أؤمن بزج القومية في الكنيسة والكنيسة في القومية.  ‏وعليه فلا  موجب لاستمرار نقاشنا هذا ولنتفق على أن لا نتفق.

مع تقديري

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد عادل حقي المحترم
تحية طيبة
اعود مرة اخرى للتعليق واعتذر عن التأخير ..
عندما قلت ان اغلب ابناء الكنيسة في الغرب ، فلم اقصد ان نسميها  كنيسة المغرب .. وانما للدلالة مرة اخرى  على  هويات الكنائس  وتأسيسها على اساس قومي ولغوي .. وكما نقرأ في الانجيل  عندما حل الروح القدس على التلاميذ اخذ كل واحد منهم يتكلم بلغة احد الشعوب واحداها كانت لغة الساكنين في بيت نهرين .. يعني هذا اكبر دليل  على تنوع الكنائس  على ضوء لغتها وقوميتها .
اما سؤالك لكون البطريرك قال كردستان ولم يقل اشور .. برأيي ، لنترك هذه الامورلابناء شعبنا الذين يعيشون في العراق والاقليم .. فكما ترى ان كل الاحزاب السياسية  تعترف بالاقليم ومشاركة في العملية السياسية  ومعظم ابناء شعبنا في الاقليم ينظرون الى الاقليم  كسلطة حكومية  رسمية  ، وهم يسعون الى نيل  حقوقهم التي تضمن لهم الاستمرارية بالعيش في الاقليم .. وهل تعتقد ان بقية رجال الدين من الكلدان والسريان  يطلقون عليها اشور ام  كردستان ؟؟ واتمنى ان نطوي صفحة  الشعارات البراقة   والخطب العاطفية البعيدة عن خطوات عملية  فعالة .
والكنيسة عندما تسمي نفسها بالاشورية   وتمارس دورها القومي  في الحفاظ على الهوية الاشورية  واللغة والتراث وتعليمها .. ولكن ذلك لا يعني  ان تقوم الكنييسة بالدور السياسي للاحزاب السياسية .. لان هناك فرق بين  الدور القومي والدور السياسي الذي  كانت الكنيسة تؤدية  لغاية مذبحة سميل 1933.
مع التقدير
BBC