إذا لم توحدنا ، الأرض والهوية والتاريخ والحضارة واللغة والتراث .. فهل ستوحدنا احدى الجهات الاربع ( المشرق ) ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأنا في المواقع الالكترونية وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، الكثير من ردود الافعال التي انتقدت قيام سينودس الكنيسة الكلدانية باستبدال كلمة ( بابل ) الواردة في عنوان بطريرك بابل على الكلدان بتسمية البطريركية الكلدانية .
وبرأينا فأن هذا القرار جاء بمثابة رد للعديد من التساؤلات التي كنا نطرحها وما زلنا نطرحها على الاخوة الكلدان عن سبب عدم تسمية انفسهم بالبابليين .. بالأضافة الى انه برأينا ، إمتدادا لمحاولات قطع جذور ابناء الكنيسة الكلدانية عن تاريخهم والذي تمثل بالإنقلاب والانفصال عن الآشوريين .
وبموازاة ذلك ، وكلما جرى الحديث ، عن الوحدة الكنسية بين ابناء الكنيسة الواحدة ، الذين كانوا يعرفون انفسهم بـ ( السورايي ) ولغتهم بـ ( السورث ) والتي تعني في كل القواميس (أشورايي او آثورايي ) واللغة تبعا لذلك ( الاشورية او الآثورية ) والتي ترجمت الى العربية خطأً ( بالسريانية ) ..
أقول كلما جرى الحديث عن هذه الوحدة .. تتعالى بعض الاصوات مقترحةً الغاء (التسمية القومية الآشورية ) والاستعاضة عنها بتسمية ( المشرق ) .. على أساس ان هذه التسمية ستوحد الكنائس !!
ورغم ان هذا الموضوع شائك وطويل ، إلا انني ، سوف اتطرق الى نقطتين مهمتين :
الأولى ـ ان تحول بعض ابناء الكنيسة وتبعيتهم الى الكنيسة الرومانية منذ عام 1552 ( البطريرك يوخنا سولاقا ) ولغاية التأسيس الرسمي للكنيسة الكلدانية ( كرسي بابل على الكلدان ) سنة 1836 ( البطريرك يوحنا هرمز ) ، قد حدث والكنيسة الام كانت تعرف بكنيسة المشرق ، ولم تكن تحمل التسمية القومية الاشورية ، وعلى العكس ، فأن الكنيسة الجديدة التي تبعوها كانت تحمل تسمية قومية غربية وهي الكنيسة الرومانية كما ذكرنا .. ومن المؤكد انكم تعرفون ان المبررات كانت بسبب النظام الوراثي .. لكن لم يتغير شيء بعد زوال النظام الوراثي من الكنيسة على قرار ورثة الاباء المنشقين .. وطبعا ن ذلك ينسحب على الكنيسة الشرقية القديمة ايضا التي يعود الانشقاق الى سنة 1964 والكنيسة لم تكن تحمل التسمية القومية الاشورية
ثانيا ـ برأيي الشخصي ، فأن محاولة الترويج من كون تسمية ( المشرق ) ستوحد كنائسنا ويتوجب التخلي عن التسمية القومية الاشورية للكنيسة ، إنما هو مطب أو فخ لجر الكنيسة الاشورية اليه لكي تتخلى عن الدعامة الاساسية التي تحافظ على وجودها وديمومتها ( ليس من ناحية الايمان المسيحي ، وانما من ناحية لغتها وطقسها وتراثها وترابط ابنائها ) ..
يضاف الى ذلك ، فأن آشورية الكنيسة لا يلغي مشرقيتها بدليل ان اسم الكنيسة يحمل المشرق والاشورية معا .
وعلى هذا الاساس نقول ، اذا كان البعض يظن ان اسم ( المشرق ) العريق الممتد الى الفي سنة هو الكفيل بتوحيد كنائسنا ، فما بالهم بالتسمية ( الاشورية ) العريقة الممتدة الى اكثر من ستة آلاف سنة .. واذا كانت المشرق تسمية لاحد الجهات الاربعة ، فأن الاشورية تسمية لأرض وحضارة ولغة وتاريخ وشعب وامة وتراث .
واذا كان البعض ضعيف الذاكرة .. فأننا نذكرهم بما جرى لشعبنا الاشوري قبل سنوات ، عندما جرى الترويج لتسمية ( الكلداني السرياني الاشوري ) بعد 2003 من أن هذه التسمية هي الضمانة لنيل حقوقنا القومية .. ولكن النتيجة كانت اسوأ مما جرى الترويج له ، اذا جرى تقسيم امتنا الاشورية في الدستور الى اشوريين وكلدان كقوميتين ، او الاشوري الكلداني السرياني ، رغم محاولات البعض بتجميلها بوجود حرف الواو من عدمه .
واخيرا أقول .. ان تخلي الكنيسة عن تسميتها الاشورية ( وهو قرار يرجع للآباء رؤساء الكنيسة ) يتوجب علينا احترامه ، ولكنه سوف يؤدي الى فقدان الكنيسة للكثير من ابنائها الآشوريين .. لانه اذا كانت رسالة الكنيسة .. المسيحية .. فالمسيحية يمكننا ان نجدها في كل الكنائس المنتشرة من حولنا .
مع الشكر للقراء الاعزاء .