المحرر موضوع: مجلة نيوزويك الأميركية: مخاوف كبيرة للمسيحيين والأيزيديين في العراق من تكرار سيناريو افغانستان  (زيارة 817 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي

ترجمة: حامد احمد

تحدثت مجلة نيوزويك الأميركية عن مخاوف كبيرة للمسيحيين والأيزيديين في العراق من تكرار سيناريو افغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة نهاية العام الحالي، مشيرة إلى أن مناطق سنجار وسهل نينوى ستكون أول هدف لأي نشاط جديد لتنظيم داعش الإرهابي.

ذكرت المجلة في تقرير ترجمته (المدى)، أن "مسيحيين وايزيديين وبعد رجوعهم لمناطقهم وأحيائهم لبدء حياتهم من جديد تراودهم مخاوف من احتمالية تعرضهم لنفس ما يحدث الآن في أفغانستان بعد مغادرة القوات الأميركية، وكيف أن داعش استباح مناطقهم في سهل نينوى وسنجار بعد ثلاث سنوات من مغادرة القوات الأميركية العراق عام 2011".

وأضاف التقرير، أن "العراق ومنذ أزمنة وحقب تاريخية قديمة يعتبر موطنا لأسلاف أعراق وطوائف دينية مختلفة منها الايزيدية والمسيحية من آشوريين وسريان وكاثوليك".

وأشار، إلى أن "هذه المكونات كانت تعيش بسلام على مدى عصور، ولكن هذا الأمان انتزع منهم بعد احتلال داعش لمناطقهم وارتكاب جرائم إبادة جماعية بحقهم".

ولفت التقرير، إلى أن "الإبادة الجماعية بحق الايزيديين والآشوريين على يد داعش كادت أن تمحي تواجد هذه الأقليات في العراق".

ويواصل، أن "المسيحيين بعد أن كان تعدادهم يقرب من 1.5 مليون نسمة في العراق قبل العام 2003، فان ما تبقى منهم في البلاد حالياً لا يتجاوز 150,000 شخص".

ونوّه التقرير، إلى "أحداث قتل واغتصاب واختطاف وتدمير لمدارس وبيوت ومستشفيات ودور عبادة وبنى تحتية لخدمات أساسية جعلت المسيحيين يقتربون من حافة الفناء".

وأردف، أن "قسماً منهم قد عاد اليوم للمحاولة باستعادة حياتهم من خلال إعادة إعمار مدنهم وقراهم".

وأوضح التقرير، أن "الذكريات الأليمة والموجعة من احدث القتل والاختطاف والاغتصاب ما تزال تلاحق أبناء الطائفة الايزيدية والمسيحية".

وشدد، على أن "الكثير من الآخرين الذين غادروا البلاد مع الأمل بالوصول إلى بلدان غربية وأوربية، ما يزالون يعيشون بظروف صعبة في تركيا ولبنان والأردن".

وأفاد التقرير، بأن "أكثر من 150,000 ايزيدي قد غادروا العراق منذ عام 2014، وفي الوقت الحالي هناك أكثر من 2,700 شخص ايزيدي، اغلبهم من نساء وأطفال، ما يزالون في عداد المفقودين".

وبين، أن "30% فقط من الايزيديين قد عادو إلى بيوتهم، وان العديد من الآخرين الذين عادوا إلى منطقة سنجار ما يزالون يعانون من ظروف المعيشة في المخيمات".

وأردف التقرير، أن "أيزيديين ومسيحيين يقولون إن من دون أي شك أن مناطقهم في سنجار وسهل نينوى قد تكون من بين أولى الأهداف في حالة عودة تهديد داعش من جديد".

ويرى، أن "تهديد داعش ما يزال قائماً، ومنذ العام 2019 سجلت حوادث للتنظيم في مناطق نائية ومتفرقة من العراق".

وذكر التقرير، أن "داعش أصبح خلال الأشهر الأخيرة أكثر تنظيماً وتأهيلاً مع هجمات متزايدة استهدفت نقاط تفتيش ومناطق سكنية مع عمليات اختطاف واغتيالات".

وأوضح التقرير، أن "التعاون الذي كان بين طالبان والقاعدة (الذي نشأ منه داعش) وسقوط أفغانستان أثار مخاوف مسيحيين وايزيديين من توقعات مستقبلية لهجمات ضدهم من قبل داعش لا يمكنهم صدها".

وينقل، عن "الرئيس الأميركي جو بايدن قوله خلال خطابه الأخير بعد سقوط كابل بأنه سيبقى محافظاً بتركيزه على أنشطة هذه المجاميع الإرهابية واتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة ضدهم في أي مكان ينشطون فيه في الشرق الأوسط أو أفريقيا".

ونقل أيضاً عن بايدن خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مكتبه بالبيت الأبيض، أن "الولايات المتحدة سوف لن تشارك بأي دور قتالي في العراق بحلول نهاية هذا العام، مع استمرار نشاطات التدريب والمساعدة والتعامل مع داعش أينما يظهر".

ويواصل التقرير، أن "ناشطين مسيحيين وأيزيديين من الذين عملوا عند جبهات القتال وشاهدوا معاناة الضحايا في الساعات الأولى لجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش، قالوا إنهم قلقون جدا".

وأضاف، أن "هؤلاء الناشطين قالوا أيضاً إن الايزيديين والمسيحيين الذين شاهدوا طالبان وهم يسيطرون على أفغانستان خلال أسبوع، هل يمكن لمجتمعاتهم الضعيفة أن تثق بكلام بايدن في أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيستطيعون حمايتهم؟".

وأردف، أن "سطيفان، أحد أبناء الطائفة المسيحية من الآشوريين الذين رجعوا لمنطقتهم في بلدة قره قوش لبناء حياتهم من جديد، قال معبرا عن هذا الموقف، إذا ما تعرضت الطائفة لهجمة واحدة أخرى من تنظيم داعش، فعندها ستكون نهاية تواجدها في هذه البلاد، ومغادرة القوات الأميركية للعراق سيشكل أمراً صعباً".

وشدد التقرير، على أن "أولويات صناع القرار في الولايات المتحدة فيما يتعلق بأمنها الوطني والاستقرار الإقليمي أصبحت واضحة بعد ما حصل من تبعات لسقوط كابول".

ويرى أن "أمراً حيوياً قد أصبح بالنسبة للولايات المتحدة بان تبقي تواجدها العسكري في العراق لحماية طوائف ومجتمعات معرضة للخطر".

وانتهى التقرير، إلى أن "الخيارات متروكة للبنتاغون ووزارة الخارجية والبيت الأبيض، بالنسبة للمسيحيين والايزيديين، وهي مسألة حياة أو موت، في عدم تعريض هاتين الطائفتين لمآسي أخرى كما يحدث حالياً في كابول".