الاشوري ، من النازل لياخذ
حقنا ؟
ابو سنحاريب ان ثورة تشرين الشبابية ( تشرين ٢٠١٩) حطمت كل مفردات الخوف من قيود السلطة السياسية التي كانت تمنع قيام التظاهرات. حتئ السلمية منها منذ تأسيس دولة العراق بعد الانتهاء من العهد العثماني (بفضل القوات الانكليزية التي جمعت الولايات الثلاث ( ولاية الموصل وولاية بغداد وولاية البصرة ) في دولة واحدة العراق الحالي ) رغم توزع واختلاف انتماءات وميول واتجاهات بعض القوميات العراقية التي كان قسم منها يفضل البقاء ضمن السيطرة العثمانية وقسم اخر كان يفضل الولاء. لايران لاسباب دينيةومذهبية او وفق المصالح الاخرى لها .
وقد نجد في كلمة ملكً العراق الاول( الملك فيصل الاول ١٩٢١) وصفا دقيقا لصورة الوطن والشعب انذاك حيث قال ؛
( أقول وقلبي ملآن أسىً… إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرةوطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء ميالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أي حكومة كانت، فنحن نريد والحالة هذه أن نشكل شعبا نهذبه وندرّبه ونعلمه، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف يجب أن يعلم أيضا عظم الجهود التي يجب صرفها لاتمام هذا التكوين وهذا التشكيل.. هذا هو الشعب الذي اخذت مهمة تكوينه على عاتقي) انتهي الاقتباس
وكما شاهدنا فقد رفعت خلال تلك المظاهرات الشبابية التشرينية شعارات. وطنية تجسد التوجة الجديد للجيل العراقي المعاصر نحو بناء دولة ديمقراطية وفق معايير وقوانين معاصرة .
كما تضمنت تلك الشعارات انتقادات صارخة لمجمل العملية السياسية من احزاب وشخصيات اجتماعية وروحية اخرى وبما يصور بشكل واضح وصريح رفض الشارع العراقي لمًا اتت وما تقوم به الاحزاب المتنفذة وكذلك نالت الاحزاب ذات التوجهات الدينية انتقادات. لاذعة ضمن شعارات عديدة منها (باسم الدين باكونا الحرامية )
وكما هو معروف فان المناصب والوزارات السيادية
توزعت بين العرب والاكراد حيث نجد انً القومية العربية لها حصة الاسد في الدولة والقومية الكردية لها اقليم بينما نجد ان. القوميات الصغيرة في الحجم السكاني ومنها القومية الاشورية لا تملك غير اسمها .
رغم التضحيات الكبيرة التي قدمتها القوميات الصغيرة في الدفاع عن الوطن
كما ان القوميات الصغيرة تعتبر الخاسر الاكبر من سقوط النظام السابق .
وهنا تبرز عدة اسئلة عن ما هو حقي كاشوري ؟
ومن يطالب بحقي ؟
وكيف يتم ذلك ؟
وقد تسند ذلك المطلب الاشوري ، ما اتت ودعت اليه الدعوات والشعارات العديدة التي ركزت علي اهمية احقاق الحقوق للكل.
حيث نجد ان شعار ( نازل اخذ حقي ) يحفز الكل الذين يعانون من التهميش والاهمال والتفرقة ومن بقية المضايقات الاخرى التي وقفت حاجزا ضدهم في التمتع كمواطن وقوم ومذهب ، بالعيش بامن وسلام ، الى المشاركة الفعلية والفاعلة في تلك المطالبات .
ومن خلال متابعتنا لمظاهرات المشاركين ، عبر القنوات الفضائية ،في تلك المسيرات الشبابية الضخمة ، فاننا وجدنا بان. للاشوريين ايضا كان لهم صور تثبت وجودهم بدرجة ما ضمن تلك المظاهرات سواء بمشاركات فردية او كمجموعات صغيرة اخرى.
باعتبار ان تلك المظاهرات الشبابية كانت تصب للخير والصالح العام للجميع لان الشعب بكل قومياته ومذاهبه الاخرى كان يعاني. نفس المعاناة العامة من سؤ الادارة. وتردي الاوضاع الاقتصادية والسياسية والصحية والاجتماعية وكل مظاهر الحياة العامة المشتركة الاخرى .
ومن الطبيعي ان تختلف المطالب القومية الخاصة بكل قوم عراقي عن بعضها البعض وفق ما يمتلكه كل واحد من تلك القوميات من الثقل والحجم السكاني و السياسي ونوعية المعاناة والمظالم. حيث يقف الانتماء الديني كحاجز ومانع بوجه التطلعات. المشروعةالمسيحية عامة والاشوريين خاصة ومنذ مذبحة سميل ١٩٣٣ ضد الاشوريين .
وهنا علينا التعرف على اهم القنوات او الوسائل التي يجب ان تطرح وتطالب وتسعى لتنفيذ المطالب الاشورية المشروعة .
حيث نعتقد بان الثقل الاكبر او المسؤولية الكبيرة والاساسية تقع على عاتق الاحزاب الاشورية .
فهل استطاعت او نجحت الاحزاب الاشورية في مهمتها تلك ؟
ونعتقد بان الاحزاب الاشورية لم تنجح في عملها السياسي الذي كان وما زال يتطلب نيل اعتراف الحكومة العراقية بمجزرة سميل التي اقترفت ضد الاشوريين في اوائل العقد الثالث من القرن الماضي حيث بالحصول عل اعتراف الحكومة بتلك الجريمة الشنعاءيتم وضع حجر. الاساس لبناء المطالب القومية المشروعة الاخرى واهمها الحصول على الحكم الذاتي والذي له دعم تاريخي يعودلدعوة رئيس وزراء بريطانيا في الحرب الكونية الاولى الى. منح الاشوريين الحكم الذاتي اسوة بالاكراد والتركمان ( وقد اشرنا ال ذلك. في مقال سابق )
اضافة الى مساعي القيادات الاشورية بزعامة اغا بطرس ورفاقه للحصول على ذلك انذاك .
ثم علينا ان لا ننسى اقتراح الرئيس العراقي المرحوم جلال الطالباني بمحافظة مسيحية
(وشخصيا كنت قد طالبت باستحداث محافظة اشورية قبل سقوط النظام ).
وكما نجد انه اضافة الى دور واهمية الاحزاب الاشورية في اداء تلك المهمة فهناك لبقية الوسائل الاعلامية والثقافية والاجتماعيةوالروحية الاخرى دور ما في دعم الاحزاب السياسية . وعلى شرط ان لا تتجاوز صلاحياتها حيث وكما نجد اليوم في عالمنا المتحضر ان للاحزاب السياسية الدور الاساسي في انجاز المهام السياسية وابعاد رجال الدين عن التدخل في ذلك.
ولعل اهم ما يجب ان يتحلى به رجال السياسية هو الشجاعة في التعبير عن طموحات قومه المشروعة بعيدا عن المداهنات واساليب. التملق والاستعطاف
او الاستجداء من اي طرف اخر .
فيما نجد ان نجاح رجال الدين في مهماتهم الروحية يكون سندا معنويا قويا في دعم رجال السياسة على ان لا يستغل رجل الدين. منصبه الروحي في منافسة او استبعاد رجال السياسة عن مهمتهم .
وللاعلام ايضا دور فاعل ومؤثر في نشر الوعي القومي والمطالب المشروعة الاخرى بين الناس .
وبكلمة واحدة نستطيع ايجاز هذة المفاهيم بالقول بان من مصلحة شعبنا الاشوري ان لا يكون هناك سياسي جبان او متملق ولا رجل. دين يمتهن السياسة ولا مثقف او اكاديمي خبيث يجيد التلاعب في بث ونشر مفاهيم تقزم الدور السياسي. لاحزابنا ولمطالبناالمشروعة وفقا. لاهوائه المريضة المبنية على احقاد دفينة .
كما لا نريد اعلام يقاد باشخاص لا تؤهلهم ثقافتهم تولى مناصب حساسة في الاعلام. الاشوري .
وحاليا تبرز اسئلة حول الوقفة السياسية للاحزاب الاشورية المطلوبة ، حول الانتخابات القادمة
حيث تنوعت الاراء بين ضرورة المشاركة او عدمها في العملية الانتخابية لبعض الاحزاب العراقية وربما لبعض من احزاب شعبنا .
وحسب اعتقادنا انه اذا رفض احد الاحزاب الاشورية المشاركة في الانتخابات فان ذلك الموقف قد يكون ذات صدى اعلامي. اعلامي لصالح القضية الاشورية .
وحاليا عرفنا بان الميل للمشاركة في الانتخابات هو موقف معظم احزابنا .
وهكذا نستطيع ان نقول ان مسالة ( ماكو حقي )
تبقى مادة سياسية عالقة ومهمة وموجودة حتى يتم انجاز الحكم الذاتي للاشوريين كحق من الحقوق الشرعية والوطنية. والانسانية الاخرى .
ومن حقنا ان نتساءل ، يا ترى هل هناك اشارة
صريحة الى ، الحكم الذاتي لشعبنا ، في بنود القوائم الانتخابية لشعبنا المشاركة في الانتخابات ؟
لان بوجود ذلك المطلب المشروع نعرف بيقين بان هناك من نزل في الساحة الانتخابية لياخذ حقنا وعدا ذلك يبقى حقنا سراب. سياسي. لاحزاب تبقى سرابية ايضا
.