المحرر موضوع: ملامح الإغتراب بشظايا لاهثة  (زيارة 476 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ملامح الإغتراب بشظايا لاهثة
 كريم إينا                                   

من أنا لأصرخ في وجه الرمح
يُدخلني بالخوف
وأدخلهُ بالرعشة
أطيرُ بأجنحة الورد
خلف جدران الظلام
ألوك ملامحَ وجهي
كحلم ليل...
***
من أنا كي أداعب
البوح من عطره
راحت رؤى الأحلام
تنأى من خاصرتي
تبثّ الغد خريفاً
يتململُ بقلب الصباح
بحثاً عن مرايا صورتي
التي طواها الردى الصدأ
***
أستدلّ السواد من أرغفة اليأس
أرقبُ أجنحة الليل الميتة
وهي تجسّدُ شتائي بصمت الخطيئة
أقضمُ أظافر إبليس
بكلمات الحق
وأسكنُ ليلة في الفردوس
كي لا أبقى منشغلاً عن الريح
***
أغرسُ حشاشة لغتي
بينَ خدود الشمس
وتبقى الأضواءُ مفتاحاً لعتمتي
ورقة تبحرني نحو بركة ذاكرتي
يهبطُ البياضُ الباردُ منّي
فيستحيلُ أرتالَ الغيوم
مزناً براقة تغمرُ
فوهة الإغتراب
***
يرتجفُ السنونو على عزائي الطويل
تسكبُ الريحُ نسماتها
على السواحل المرشرشة
لتطلّ على شناشيل الباشا
***
أراجيحُ مأتمي
تتراكضُ خلفي لا تنام
أتهجّى خوفي
بشظايا لاهثة
تطيرُ من عينيك
لطلل مجهول
***
بتُ أغارُ الحسن
هل أنا صاح أم ثمل؟
أخافُ أن أدنو من نفسي
غدا عتابي وضح الصباح
لاحَ في الدجى قتلي
أليس الموت مرٌ
وراء الغيوم أراهُ
أثقلَ من حملي
***
الروحُ بجسمي زفراتٌ معلّقة
تكشفُ أنينَ الجنّ
عدتُ وحدي أركبُ الغمائم
***
أينَ هي عربتي؟
لأذيقَ الأرض ثقل مهجتي
تخلّيتُ عن لهوي
ألوذُ من مطرح إلى مطرح
عطشانٌ لوجه الموت أرتمي
***
    البان غصنٌ مرّ بي 
هو سقاني ثمّ أحياني
جننتُ به بلا شك
أهتفُ بإسمه بين الفقراء
لينضح من بياضه جوهرُ الأمان
***
أمحو أذرعي الفارغة
لأصاحب ألوان الزمان
على شفتي وطن
يُطلقُ أنينَ الحضارات
لنجوم الليل الراكضة
***
سقاني الراحُ بيديه
فجئتُ به كالريح بين الغصون
طابَ للحالم ورداً
لينعش من ضوعه خضرة الروح
***
طفتُ وهم خاطري
فهدى لساني إليه
وكانت الحقيقة ورائي
تعرضُ مشهدي الأخير بعد توقّفي
تقدّمتُ لأخترق مبتدأ إنطلاقي
علّهُ أكشفُ أطوار أفراحي
***
أمسيتُ مساءاً
لم يبح دمهُ لجوعها
فأحسبها نديمتي
تحنّ الأترابُ لبلسمها صفاء غفوتي
***
أفتحُ غسق المقابر
بقلب مكلوم
لأشاهد إرتطام الصباحات مع بعضها
وألحقُ بخفية
خرائط العسجد المحروقة
***
حينَ كنتُ نسر الغصون
كشفتُ ضوء القمر
وهو يرخي سدوله بمرايا الأزمنة
إستنار فنائي
وإقتربت لحظة الخلوات
لأنفخ في جلدي
كنفخ الكاروبيم في الصور
غبتُ عن ضميري
وغاب وهمي عن حضوري
***
خمائلٌ أزهرت
وعن سرّ غيبتك أفصحت
ركبت البحر
ولساني معجونٌ بعصا موسى
أعلّقُ أحلامي في بطن اليمّ
وأمدّ نظري في بحر
الخطايا...