المحرر موضوع: يا خالقي اريد امرأة تحاورني في السياسة والشعر والفنون لا امرأة تعلمني تقشير البصل وفوائد الثوم  (زيارة 931 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 497
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

يا خالقي اريد امرأة تحاورني في السياسة والشعر والفنون لا امرأة تعلمني تقشير البصل وفوائد الثوم


كلما صَليتُ
في خلوتي
جَرحتُ صحو المدى
بنداءٍ
خافت الانينِ
بيني وبين خالقي
همسٌ
زاد من طيشي وجنوني
يا خالقي
اريد امرأة
تكون بمستوى فكري
في الشكِ
واليقينِ
امرأة تقرأني
ككتابٍ مفتوحٍ
كلما دققت
في جفوني
لا امرأة
تتوسل على بابي
كي تعرف
ما الت اليه
 شؤْني
يا خالقي
اريد امرأة
عصية
تقول كلا
بين الحينِ والحينِ
لا كلما نزعت ثيابي
قالت بلى
كطنبورة
دون تفكيرٍ
وتخمينِ
يا خالقي
اريد امرأة
تحاورني
في السياسة
والشعرِ والعلمِ
والفنونِ
لا امرأة
تعلمني تقشير البصل
 وفوائد الثومِ
يا خالقي
اريد امرأة
بلا مكياجٍ
ودون شطفٍ وبغير نفخٍ
وخالية من الدهونِ
امرأة
ساحرة الوجه
خفيفة الظل
نحيفة القد
ميادة
(مثل غصن البانة اللدن)
شهية المبسم
ندية الخد
بارزة الصدرِ 
دون رفعٍ وتحريك وتسكينِ
امرأة
لا تشتري الغالي
وترضى بالمقسوم
كي لا تعود ذات يوم
عابسة الوجه
بخفي حُنَيِن
امرأة
لا تاتي ولا تذهب
بكلام يزيد
من حزازات البينِ
تلك التي تدمي
كنصل السكينِ
في كل حينِ
يا خالقي
اريد امرأة
لا تساوم على حقي
دون الرجوع الى امها
او الى
شرع الشياطين
قاطعني رب العباد
وما انتهيت من التصنيفِ
وترتيب المضامين
وبنبرة القادر المتحكم
قاطعا الشك باليقينِ
كفاك ثرثرة
يا مسكين
كفاك من سردٍ جاف
ومن عسر الموازين
لك مني الفٌ مثلها
ان وجدت 
 في الأرض لها اثراً
او لحداً
بين اجداث
الظاعنين
تلك حكمتي
ما خلقتها  هكذا الا
ليتعظ السادر
من لدغ الثعابين


افسر بابكه حنا


غير متصل د.وعدالله عزيز

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 49
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ افسر بابكه
كلمات في غاية الروعة وطلب شبه مستحيل!!بس رب العباد دخل على الخط  وكان الجواب اروع:

قاطعني رب العباد
وما انتهيت من التصنيفِ
وترتيب المضامين
وبنبرة القادر المتحكم
قاطعا الشك باليقينِ
كفاك ثرثرة
يا مسكين
كفاك من سردٍ جاف
ومن عسر الموازين
لك مني الفٌ مثلها
ان وجدت
 في الأرض لها اثراً
او لحداً
بين اجداث
الظاعنين
تلك حكمتي
ما خلقتها  هكذا الا
ليتعظ السادر
من لدغ الثعابين

رائع... تحياتي اخي افسر

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 497
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ د وعدالله عزيز
تحية طيبة لجميل تواصلك وقراءتك الجميلةوتفاعلك مع النص الذي يخفي في طياته اكثر مما يظهر
مع خالص مودتي

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 497
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني



مداخلة الكاتب والناقد المتميز الاستاذ انور دنحا پولص


احساس عارم بثورته الدفينة يُملي عليكَ أن تُفسِدَ خُلوةَ عالم الشاعر الحالم ، ومن ثم يُحرِضُكَ في كل مرة علی إقتطاع شيء من كعكة الشعر لتدريب نفسك علی التفنن في تذوقه ، لكن لماذا لا نجاري Afser وهو يمطرنا بحسرات تتراقص كسِرب اللؤلؤ لتُزٌَين لنا تفاصيل الحقيقة . اليسَ لهذا يجتهد شاعرنا الرائع في أن يداوي شيئاً من الإنكسار ، وهو يقدم في ذلك أروع القراءات !!
نشوة البلاغة و الهوس الجمالي في اللغة الذي تضمنته هذه القصيدة يغطي علی التهم في المضمون في الحديث عن المرأة و التي تأتي أصلاً في سياق و نسق ثقافي مهيمن في الفكر التنويري ، فمع ما في القصيدة من غضب و رفض إلا أن فنية القصيدة لم تتأثر سلباً ، فهي بناء متقن جميل في الإيحاء و الصور ، فيها ايقاع هادر و صوت عالٍ يحرض المرأة علی رفض الواقع و التمرد عليه حتی يكتمل حضورها الإنساني ، فكيف لنا أن ننكر علی القارورة ما ضاع منها من عبقٍ و طيب ، لأن التيه يلاحق خطواتها إن رأت كثيراً من الأحلام وهي تتكسر أمامها و إن التيه يظل يزفها لمعاقل الخيبات و تظل سادرة في مشيها يتبعها حنينها لذلك الزمن الوردي المنتظر من عمرها !!
فلتكن المرأة محبوبة يتجسد في طيفها كل ذي شأن عزيز و تمشي في ركابها قوافل التأويل لتلتقي في ربوة الإبداع !!!
قصيدة رائعة عزيزي أفسر .. سلمت

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 497
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
Anwar D Paul
الكاتب والناقد المتميز الاستاذ انور دنحا بولص
تحية وتقدير
 اخي الفاضل كانك تقرأ ما بدواخلي بعد نشري لهذا النص اتصل بي صديقنا العزيز جميل شابا ليبدي اعجابه الشديد بهذا النص وتصحيح بعض الاخطاء فله كل الشكر لمتابعته لكل ما اكتب اما فحوى ما اريد ايصاله هو انني قلت له بالحرف الواحد ان من يقرأ نصي هذا سوف يهتم بالقشور دون ان يتوغل في اعماق النص الذي يخفي في طياته الكثير مما يظهر لذلك ستجد الضحالة في الفهم الذي قد يترجم الى ماهو سلبي اتجاه الجنس الناعم على خلاف من يراد من النص الا وهو انصاف المراة لاستحقاق الانسانية دون اي تميز وحثها الى النهوض ومواكبة العصر بعيدا عن ماهو سائد في مجتمعاتنا المتخلفة وقد لاحظته في بعض الردود وبعض الاخر اكتفى بالابتسامة اما حين وقعت عينايَ على ما دونته انت في مداخلتك فقد اصبت بدهشة مقدسة كيف لك ان تفك طلاسم النص بهذه البراعة وهذه البلاغة وترجمة خفاي النص كما اردته انا دون اي مبالغة في الاعجاب او الانبهار اقولها ان قدر لهذا الفهم العميق مع هذه البلاغة المدهشة ان تشق طريقها نحو الصحافة المرموقة لبلغت ذوائب النقد والكتابة وزاحمت جميع فطاحل اللغة من كل باد وحاضر
فالف تحية وتحية لك وليراعك البليغ ايها اليفن المجيد ودمت سالما