المحرر موضوع: التملق ( اللواگه ) عبر العصور  (زيارة 2185 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
التملق ( اللواگه ) عبر  العصور
بطرس نباتي
في العهود العهر السياسي التي مرت على العراق ، ولا زلنا نعيش  إحداها او الأمر منها جميعا   ، جند الحكام مجموعة كبيرة من المتملقين والمداحين  ، بغية التطبيل والتهويل لهم  ،  وتجميل صورهم القبيحة امام الشعب العراقي لأبقائهم  في سدة الحكم  والعبارة المشهورة في الأدب العربي ، عندما ينهي الشاعر  قصيدة في  (المدح واللواگه ) معددا خصال  وشجاعة احد الأمراء كانوا يقابلونه بهذه العبارة ( اعطوه مائة او الف درهم او دينار ) وكانت  كيس  تحوي على كم دينار تلقى  للمداح ثمنا لكلماته ،  ومنها انبثق  ، نوع من الشعر ، ما يُعرف بالأدب العربي ( بالشعر التكسبي )
و في القاموس الشعبي العراقي يطلق على التملق  ب (اللواگه)  .
و من القصص القديمة في التملق
  يحكى قبل اكثر من الف عام تقريبا اثناء حكم معاوية بن ابي سفيان  كان زياد بن ابيه واليا على البصرة ، والمعروف عنه كان خطيبا بليغا في  خُطَبهُ  ، يوما ما ارتجل خطبة ما انتهى منها ، حتى أراد احد الشيوخ ان يتملق له  ،  فقال له بعد الانتهاء منها :
( اشهدُ انكَ اوتيتَ الحكمةَ وفصل الخطاب)
فصرخ به الوالي زياد ردا على لواگته  :
كذبت والله ذلك النبي داود ، اي لست انا كما وصفتني ، فهل هناك يا ترى اليوم ؟ من القادة والمسؤولين من يُكَّذب  احد من اللوگيه عندما يمدحه كذبا ودجلا ، وما شدني في هذا المنحى هذه الابيات للشاعر  البصري احمد مطر ، حيث جاء بها على لسان خروف   يوصي ابنه  ويعلمه  النفاق   يقول :
 ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ
نافق بني مع الورى و تملق

وإذا جُرِّرت إلى احتفال صفق

وإذا رأيت الناس تنهق فانهق

إبان  عهد النظام القمعي السابق كانت العبارة الشهيرة  (اعطوه كم برميل من البترول ) رائجة ولها أصحابها ، ممن كانوا   يتغنون  بالقائد وحزبه ومعاركه  ألا مباركة  ، وأمهات المعارك  المجنونة

وبعد الإطاحة بالنظام السابق عادت (اللواگه ) وبقوة لتنتشر في مجتمعنا ، وهذه المرة  .

التملق  للسلطة وللمسؤولين  يأتي   الان بعدة أشكال ولأسباب عديدة ، بعضها باسم  الاولياء  الصالحين من ال البيت ومن رجال  الدين  وكان خير شعار ضد هذا النهج من التملق  ( بأسم الدين باگونا الحرامية ) او للأحزاب السياسية والرموز السلطة والتي تأتي نتيجة   اولها الخشية من السلطة ويمارس هذا النوع من التملق الكتاب والصحافيين الذين يخشون من بطش السلطان فيقومون بتغطية أعماله الوحشية بتنظيم القصائد و كتابة  المقالات  لتمجيد القائد او الحاكم  وإظهار  خصاله  ومكارمه كذبا  ، وهناك من يتملق طمعا بوظيفة تدر له مكاسب لا يحلم بها ، وهناك ايضا من يتملق عن بعد بواسطة تكوين علاقات شخصية وصداقات بغية التقرب من السلطة ورموزها كي يحصل على وظيفة مرموقة ، مثلا هناك اشخاص مغتربين  في كندا او في امريكا او غيرها  ، لا يتوان  احدهم من تقديم نفسه والتقرب من السلطة  وارسال رسائل  الاستعطاف والاستجداء ،  كي يتسلق بأقرب فرصة ويتم اختياره لحقيبة وزارية او منصب برلماني وما ان يصل الى غايته حتى ينكشف على حقيقته كونه جاهل لا يفقه شيء لا من الثقافة ولا في الادارة المنوطة به ،   وقد وصل بالبعض في التملق لحد ان اللوگية العصر   فازوا وبجدارة  على أقرانهم من اللوگية القدامى  ، ففي كل ابيات هذا النوع من الشعر  ( التكسبي ) القديم لم يصل  احدهم او اخيرهم لحد اعتبار ولي النعمة مؤلها  كما حدث في العصر الحديث حيث وصل لحد تشبيه

 ( ولي النعمة بالأنبياء  وحتى بالآلهة )

  أما عن دور وسائل الإعلام فقد اظهرت افلام السينما المتملق بملابس قديمه ونظارة مقعرة وشعر منكوش وبالرغم من مظهره هذا إلا أنه يتفوق في النهاية  على أقرانه ليصل  لمنصبه المستهدف أو كيفية حصوله على رضا أولياء نعمته للأسف هذه الظاهرة لا تزال فاعلة عندنا وخاصة بين الاعلاميين والكتاب  في مجتمعاتنا الشرقية ،  وأفضل وسيلة  للتملق  هي اليوم وسائل التواصل الاجتماعي ، فهي من طرف  خير وسيلة لبيان الفساد الاداري والمالي للمسؤولين وتوجيه النقد  للمتهاونين ، وفي الوقت نفسه هي ايضا وسيلة من وسائل تملق ولواكة البعض فهذا المسؤول مثلا (مُنَّوَر)   ، وهذا الاخر (نعمة من رب العالمين)     ،وبرأي لا يمكن تجاوز هذه الظاهرة السلبية الا بنشر العدالة وسلطة القانون وإعطاء كل ذي حق حقه بدون اللجوء الى الوساطات والمحسوبية في توزيع الوظائف  والامتيازات حسب الكفاءة العلمية، وهذا بعيد المنال في ظل غياب القانون ووجود سلطات قمعية  تحتاج الى  الاستعانة بجيوش من المتملقين يقومون  بتبييض وجوه رموزها الكالحة ، لم يبق لي غير ان أترجى من  المسؤول  الذي يحاول  بطريقة او بأخرى ان يجمع حوله بعض المطبلين (واللوكية ) براي ليترك هذا النهج سريعاً بقدر ما يستطيع ،  لانه ما ان  يترك مقعده المتحرك حتى يتخلى عنه هولاء ، ويبقى حتى بدون كلمة منور ومشع وقدير وغيرها . وبعد كل هذه السياحة . لا بد لنا ان نتمتع باستراحة قصيرة لنتأمل في هولاء ما يقوله فيهم  الشاعر الكبير ، نزار القباني في قصيدته  ( السيرة الذاتية للسياف العربي ) والذي يقول فيها ..

 (منذ ان جئت الى السلطة طفلا ورجال السيرك يلتفون حولي ، واحد ينفخ ناياً واحد يضرب طبلا واحد يمسح جوخاً واحد يمسح نعلا ...


غير متصل ماجد هوزايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 217
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
موضوع مهم استاذ بطرس
لكنه يحتاج الولوج اليه من منظور قومي و من امثلة لشعبنا
اي ان تتوغل في شرح و تطبيقات تلك اللواگة في احزابنا و مؤسساتنا الدينية او الثقافية  منذ خمسين سنة للان

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد بطرس نباتي ! في كلمتي القادمة كان هناك فصل عن ذلك النوع من اللوگيين ولكن بعد كلمتك هذه قد احذف الفقرة المنوه لأنك وفيت وكفيت ( بالرغم من إن البعض يتهمني أنا باللواگة ) والله فكرة !
هناك قصة رواها الاحدب في برنامجه وأرغب ان انقلها هنا على صفحتك لأنها قصة معبرة واعجبتني كثيراً ! تدخل في نفس الباب !
ضابطاً انكليزياً آبان تواجد الانكليز في الهند صفع مواطناً هندياً فقيراً صفعة قويةً ! فرد عليه الهندي الفقير بصفعة اشد واقوى من صفعةالضابط الانكليزي ! وصل الامر الى القائد العام فنادى الضابط الانكليزي واعطاه كيساً فيه خمسون الف روبل او ما يعادلها وأمره  بإعطائها للفقير الهندي كتعويض للصفعة الانكليزية ! احتج الضابط الانكليزي وتذمر ووووو كيف تعوّض هذا الهندي يا سيدي ووووووو الخ ردّ القائد هذا امر فقم بتنفيذه ! أطاع الضابط واهدى الكيس للهندي !
بعد عقد او اكثر اضحى الهندي واحد من تجار البلد الكبار ومصالح ومشاريع واموال وجاه وسمعه في كل ارجاء الهند !
تصادف ان يتقابلا الثلاثة في مناسبة معينة فطلب القائد من الضابط الانكليزي أن يصفع التاجر الهندي صفعه قوية بدلاً من التحية ! ففعل الضابط وصفع الهندي صفعه لَوا فيها رقبة الهندي ! ولكنه ابتسم ولم يتحرك ساكناً وكأنه شيئاً لم يحدث !
بعد إنتهاء اللقاء هرع الضابط الى قائده لمعرفة السبب والنتيجة الغريبة ! لماذا لم يرد الهند ولماذا ابتسم ووو الخ !
ردّ القائد الحكيم : يا إبني في المرة الاولى التي صفعته فيها  كان فقيراً حقيراً لا يملك شيء للدفاع عنه غير كرامته فقام برد الصفعه لك  أما اليوم فباع الكرامة والشرف واستبدلها بالمال والمنصب والجاه فلا يهمه لا الكرامة ولا الشرف بل ما وصل إليه من مكانه وعز ولهذا لم يفكر اليوم في رد الصفعة خوفاً على ماله ومكانته !

امتلأت ساحات العراق بأمثال ذلك الهندي ! والله فكرة !
تحية طيبة

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
عاشـت إيـدك أخي كاتب المقال
والمتـمـلـق يعـرف نـفـسه 

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي نيسان  حكاية فيها عبر ، اذا تريد راح اشطب مقالي وليس عبارة واحدة حتى تكتب مقالك تقبل تحياتي
اخي ماجد لا تقتصر مثل هذه الظواهر المدانة على شعب او مجموعة بشرية دون الاخرى  فلكل شعب وفي كل عصر كما يقال رجاله وانا اقول لكل عصر لوگياته ، في كل الأحوال في غياب تطبيق القوانين وانعدام العدالة الاجتماعية  تتكاثر هذه الظواهر ، تقبل تحياتي
الشماس العزيز مايكل سيبي ، كم اود ان التقيك سواء في القوش العزيزة او في عنكاوا لان من الصعب الان في ظل هذه الآفة اللعينة زيارتكم في استراليا ، هو كذلك تحياتي ..

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي الموقـر بطرس نباتي
شكـرا لمشاعـرك ...  وفي الحـياة لا يوجـد مستحـيل
وأجـدادنا عـبّـروا عـن ذلك بالمثل :
( إن طورا بْـطـورا لا كـْـتافـق ، ناشا بْـناشا هَـر كـْـتافـق ) 
= ( إذا الجـبل بالجـبل لا يلتـقي ، فالإنسان بالإنسان يلتـقي )
 وإنّ غـداً لـناظـره لـقـريـب

متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1076
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل بطرس نباتي المحترم
على الرغم من انني اتعب في قراءة الكلمات الصغيرة فأضطر لأستنساخها للتكبير ... إلاّ انني في مقالتك هذه قرأتها رغم صغرها ... كنت آمل ان اصل إلى من هم الذين يشجّعون اللوكية ويجعلهم يتكاثرون وينشطرون كالبكتيريا ليشكّلوا احدى اهم امراض المجتمعات ... في الكتاب المقدس يحذر الرب يسوع المسيح من ( هذه الجراثيم ) لأنها قاتلة للأخلاق الأجتماعية بل ومشجّعة لنمو الفساد وطغيان المفسدين ... توقّعت وكالعادة ان تدخل في اخطر شريحة من هؤلاء ( المنافقين ) وهم شريحة من ينافقون او يتلوكون لرجل الدين ... لماذا نقول انهم اخطر من ( لوكية السياسة ... !! ) لأن السياسة جانب منها يعيش على ( التملّق ) بل هذا الجانب كبير جداً لأنه مرتبط بمصلحة السياسي ... فالسياسة واللواكة اخوان لا يفترقان ابداً ... لكن كيف نصف ( اللوّاكة لرجال الدين والمداحين لهم بالصاعد والنازل ) وكيف يقبل رجل الدين هؤلاء على الرغم من اننا نعيش زمان هكذا رجال يشجّعون ( اللوّاكة ) بل يصنفون الشعب إلى ( لوّاكة وذمّامة ) واشر رجال الدين من يدفع اللوّاكة لمحاربة الذمّامة وهنا رجل الدين يستخدم ( صلاحيات القداسة المؤسساتية ) ليشعلها ناراً لا تنطفئ لكيّ يتفرّج عليها وهو يفرقع اصابعه فرحاً ( هذا يسب ويشتم ذاك ويرد عليه الآخر بنفس اسلوبه ) وهنا الفرق بين ( لوّاكة السياسة ولوّاكة الدين ) فلوكي السياسة ( منه له ) اما لوكي الدين ( فمديحه لرجل الدين وشرّه على الآخر ) وفي الآخر فلوكي السياسة يقبض مباشرةً بينما لوكي الدين ( فالحساب يجمع ... وروينا شطارتك حتى تحصّل على فتات الموائد ) وقسم كبير منهم ينطبق عليهم المثل الشعبي الرائع ( لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي ... يخرجون من المولد بلا حمّص ... ومن العزا بدون هريسة بعد ما شبعو لطم ... ) لوكية الدين ( لطامة يتفرّج عليها الناس وبالأخير تحصّل على بقايا الهريسة والقيمة ... اي ذل ينتظرهم ... !! ) والمصيبة عندما يفتضح ( فساد رجل الدين ) لوكي يحرّض لوكيّة ... والحبل على الجرار وأخيراً نقول ( لوكيّة رجال الدين وخاصةً الفاسدين منهم ) مفلسين ( دنيا وآخرة ) لأنهم يبيعون اخلاقهم الدنيوية بسعر بخس ويبيعون ابديّتهم بما حصلوا عليه ( بتصوّرهم جاه ومصالح سخيفة آنيّة تحقق لهم شيئاً من الشهوات الزائلة ) ( فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه )
  تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك
   اخوكم  الخادم حسام سامي 22 / 9 / 2021

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ بطرس نباتي المحترم

موضوع شيق وشرح وافي وجميل لما يقوم به المتملقون (اللوكية) من اعمال لا يرضاها كل صاحب ضمير حي ولكن عبر التاريخ هناك كثيرون باعوا ضمائرهم لقاء كيس نقود او للوصول الى ما يترجونه من الفوائد المادية ومع ذلك يبقى محتوى المقالة رغم اهميته ذو مدلول عام لا يركز على ما يمر به شعبنا.

ما نعاني منه نحن الى جانب التملق هو وجود الكثير من النفاق والنقد الهدام ومحاولة كسر العظم بشتى الطرق لغايات سياسية كانت  او مصلحية ولم يسلم منها حتى رجال الدين والكثير الذي ينشر في هذه الايام يؤكد ذلك.

تحياتي

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
الناقـد يـدفع الثمن
المتملـق يقـبض ... ثمناً أو كـلمة عـفـرم
فـهـنيئاً للـرابح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ألأخ الأستاذ القانوني بطرس نباتي
سلام المحبة
كيف يمكن التمييز بين المجاملة والتملق؟. كيف يمكن الحكم بأن الثناء أو الإطراء هو تقدير صادق لشأن معين, أو أنه مدح لمصلحة ذاتية؟
ألمعروف عن الإنكليز ومن خلال تجربتي الشخصية معهم, أنه عند دعوتهم إلى وجبة طعام مثلاّ فإنهم يظهرون تقديرهم للدعوة بالثناء على نوعية الطعام ومذاقه حتى لو كان مراً. كنت أعجب من طريقة إظهار مشاعرهم تلك. فهل هي مجاملة أصولية نابعة من تقديرهم للدعوة؟ أم أن ذلك أسلوب تملقي كي أكرر الدعوة؟... تفسيري للأمر ذلك الوقت أن تعبير الإمتنان المنوه عنه ربما هو جزء من الدبلوماسية التي يتميز بها الشخص المتحضر في تعامله مع الأحداث.
هنالك من يفسر المجاملة على أنها تملق, وخاصة عند تكرار المجاملة. وبطبيعة الحال هنالك أشخاص هم مجاملون لسبب أو آخر, وربما هي طبيعتهم.
ألملاحظ في هذا الموقع أن هنالك من يمدح شخصاً معيناً على كل ما ينشر مدفوعاً بمدى علاقته به أو متأثراً بالعامل القروي. فهل مثل هذا الموقف يدخل ضمن المجاملة أو التملق علماً أن المقال قد لا يستحق الثناء؟
للأسف الشديد أن من يشجع المرء على التملق هو صاحب الشأن, أي المُتَملّقْ له. وقد قيل "أن النفس تطرب للمديح", لذلك هنالك من ينتشي إلى كلمات المديح صادقة أم غير صادقة وخاصة من هو بالمسؤولية أو في السلطة بأنواعها. ومن هذا المنطلق ينشأ التملق.
لو قال لي أي كان بأني أحسن طبيب, فحتماً هي مجاملة غير مقنعة أو تملق لا معنى له, وسأكون ساذجاً لو صدقت كلامه. وقد قيل "من مدحك بما ليس فيك فقد ذمّك".
يمكن القول بأنه ليس المتملق وحده من يسعى بتملقه للحصول على مكسب شخصي, وإنما من يتقبل ويشجع المتملق هو مصلحي أكثر من المتملق نفسه. اللواكة تسقط أمام الواثق من نفسه, لكنها تترعرع في أحضان المصاب بالنرجسية من المُتَملَّق له.
تحياتي   


غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: التملق ( اللواگه ) عبر العصور
« رد #10 في: 15:40 22/09/2021 »
الاخ الطبيب الماهر صباح قيا المحترم
عندما اقول انت ماهر او ذلك المهندس الذي صمم لنا مجسرا ، او  نفقاً على طريق اربيل شقلاوا ، وانكما ماهران جدا  في  عملكما او عندما اقول ان هذا الشاعر الذي القى القصيدة كان مجددا في شعره  ،  هذا ليس مدحا فقط انما هو تقيم لعمل إنسان يعمل ونحن لنا تجربة  مع ايدائه ، اما ما ذهبتُ اليه فهو يختلف  وحتى انه يتقاطع مع ان تمدح عمل إنسان اجاد واتقن عمله ، هذه الظاهرة  التملق واللواكه بالعراقي تأتي عندما تضعف إرادة تطبيق القوانين ويسعى البعض الغير المؤهل  لأجل الصعود على اكتاف الغير ، وانا ايضا تمنيتُ ان يمنع المسؤلين من التئام حلبة المتلقين حولهم وأتيت بمثل الخطيب ( ابن معاوية زيد  بن ابيه ) لكن للأسف لا يوجد الان امثال زيد ، الامر الاخر اي مسؤول في الدولة عندما يقوم بعمل هو من صلب واجبه ليس علينا ان نهلل ونصفق له لكون ما عمله خدمة للغير انما هو من صلب واجبه  ..
تقبل تحياتي 

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: التملق ( اللواگه ) عبر العصور
« رد #11 في: 15:52 22/09/2021 »
 الاخ حسام سامي المحترم
اصلا ورود كلمات تجريح وكلمات نابية  وعبارات يكون القصد منها النيل من الاخر يعتبر خرقا فاضحا لكل المواثيق الشرف للعمل الصحفي والاعلامي وهو ايضا خرق فاضح لشروط الكتابة ، وكل ما من شأنه يجرح شعور المقابل بألفاظ وعبارات  خادشة اعتبره ( كتابة زبالة ) وصاحبها اي كائن كان يجب ان  يتعلم أصول الكتابة  اولا  عن طريق القراءة والاطلاع  والتجربة. ثم ليمسك القلم ليسطر لكن مع الأسف وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الانترنتية  أتاحت للجميع سواء كان كاتبا او شاتما ان يكتب ما يشاء بدون رادع او تدقيق  .. لذلك نستطيع ان نقول اختلط الحابل بالنابل وهكذا .. دمتم تحياتي

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: التملق ( اللواگه ) عبر العصور
« رد #12 في: 15:57 22/09/2021 »
الاخ عبد الاحد سلمان بولص المحترم
 اضافة الى ما ذكرنا هناك تسقيط. وهذه انواع تسقيط سياسي او اجتماعي وأخلاقي وغيرها ما ذكرته حضرتك اضافة الى التملق هي أمراض اجتماعية يعاني منها الشرق  لتخلفه وانعدام القانون وتطبيقاته و غياب او تغييب العدالة الاجتماعية  لتسود قيم الاعراف والتعصب القبلي والعشائري شكرًا لاغنائكم المقال تقبل محبتي