ألأخ الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي
سلام المحبة
إعتاد المرء عموماً أن يراقب ما يصدر من الآخرين ويتغاضى عن ما يصدر منه, كما انه يحلل له مايشاء ويحرمها على غيره. إزدواجية المعايير صفة متأصلة في العقل البشري وخاصة الشرقي منه.
ألنقد وإبداء الرأي الصريح مكفول للجميع بدون استثناء بشرط خلوه من كل ما يتعلق بالشخصنة. من حق كل فرد أن يعبر عن رأيه بأي شأن حياتي وليس هنالك من هو خارج دائرة النقد سواء كان المعني من رجال الدين أو من الملحدين.
ليس هنالك أي سبب وجيه أو مبرر لعدم توجيه النقد لرجل الدين مهما كان موقعه عندما يتطلب الامر, وكل له وجهة نظره الخاصة الواجب احترامها.
من خلال قراءة لتاريخ المسيحية وبأقلام المسيحيين أنفسهم ومن ضمنهم الكاثوليك بأن "هرطقة الكاثار" ظهرت نتيجة رد فعل للسلوك الماجن الذي كان سائداً عند الكهنة في فرنسا خلال القرن الحادي والثاني عشر, ويقال أن كل كاهن كانت له عشيقة في ذلك الوقت. وبالرغم من ذلك تمت محاربة تلك الهرطقة من قبل المسيحيين أنفسهم حفاظاً على الإيمان والرسالة المسيحية. ألشكر للرب على توفر وسائل إيصال الكلمة النقدية في هذا الزمان لكبح جماح أي سلوك شائن قد يحاول الكهنة سلوكه, وقد قيل " ألنفس أمارة بالسوء". يتوهم رجل الدين بظنه أن النقد لن يطاله مهما فعل. ذلك كان في العهد البائد وليس في العصر السائد.
من يرفض النقد البناء وكلمة الحق عليه المرور بما قاله الشاعر "خليل جبران":
كسروا الأقلام هل تكسيرها
يمنع الأيدي أن تنقش صخرا
قطعوا الأيدي هل تقطيعهـا
يمنع الألسن أن تنطق شعرا
أسكتوا الألسن هل اسكــاتها
يمنع الأعين أن تنظر شزرا
اطفئوا الأعين هل إطفـاؤها
يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا
تحياتي