المحرر موضوع: مع جلالة القدر  (زيارة 583 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jean yazdi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مع جلالة القدر
« في: 20:13 25/09/2021 »
مع جلالة القدر
رحلت بعيداً عن روحي المتجهمة  وقفت  بين الدروب المؤدية إلى بيتنا ..وقفت وحيداً ... حتى الريح كانت وحيدة مثلي لم تجلب معها ورقةً  يابسة و لم  لم أرَ  في الدروب سوى أثار المدرعات و عوض الأزهار كانت الرصاصات الفارغة  تزين جانبي الطريق .. ! قلت  يا للوعة.. أوا هل عليَّ أن أمططي الأمل حتى يوم الحساب .
أجبت عن نفسي : و لكن  تحت شمس الإنتظار أصبح  لون الذكرى داكناً  و الأمل خذلني و الربيع
لم يعطيني إلا زهرة بلا رائحة ..هنا و في هذا الدرب كانت أخر الحكاية .. بشرٌ فروا من عقل بشر.
سألت جلالة القدر هل ككل مرة يتحول الغد الى اليوم هل يفترض  أن نملكَ أجنحةً حتى نفرّ من الذكريات ..؟!
لم يأتـني إلا الصمت و هو الآخر كان وحيداً نزل عليَّ  هادئاً  كَنُدف الثلج  الأولى عند الصباح  فوق الحقول الخاوية .
بالرغم من أن هناك اشياء لم نخترها و بعضها اخترناها ولكن ثمةَ اشياءٌ صغيرة تستحق أن نبكي عليها .
لوهلة و أنا بين هذه الدروب المقفرة  أصاب الوهن كل ذاكرتي و أصبحت ضعيفاً كالفقاعات  تــحت وخــــــــز  إبر حبات المــطرْ ...
 حَفّزتُ نفسي على أن أكون قواياً و ناعماً  و كالأثير لا تستطيع البراري عن صده إن عبر ..
ركعت أمام الصليب الخشبي في الكنيسة المُدمرة لأصلي صلاة الإستسقاء علها تمطر الرحمات  لشرقٍ يفوز دائماً بأول الفجر و رجعت مرة أخرى إلى هنا حيث أنا ..و أنا لا أدري هل سيكون انتظاري للغد ليكون  كهذا اليوم أم أن الربيع المنتظر سيفضح أسرار الغصون من بعد شتاءٍ قارص و  يزهر من جديد كرم النبيذ بقريتي .

                                                 جان يزدي
جان يزدي