المحرر موضوع: المحبه ام الثقه  (زيارة 399 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 336
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المحبه ام الثقه
« في: 14:20 26/09/2021 »
المحبه ام الثقه
الدكتور
خالد اندريا عيسى

 
اكيد المحبه هي اساس الحياة الزاهيه...ويسوع له المجد قدمها بتعريف وصيغه ابهرت العالم
وهي
احبو اعدائكم

 جمله راقيه جعلت من الايمان المسيحي قبلة العالم وفخره وانتشر حول الكون باسره
 
 
تبدو عفويه  في بدايات الحياة بعض أسئلة الحياة طفولية ساذجه  وحتى تلقائيه وسهلة، ولكن حينما  تتأملها بعين الحكمه والبصيرة تبدو أعقد من معادلات الفيزياء والرياضيات الصعبه رغم كل ما فيها من وضوح ظاهر.. تُرى هل سألت نفسك يومًا
 أي الأمرين أهم في علاقاتنا الإنسانية.. الثقة ؟ أم المحبّة ؟
إنه سؤالٌ يراودني منذ أزمان، وكلما حاولت الإجابة عنه آثرتُ التريث والتأمل وخوض مزيد من الأعوام المفعمة بالتجارب والعبر والنضج.
وإني على يقين أن من خلال هذا السؤال سوف أصل إلى شفرة السر الخاصة بنا نحن البشرتلك الشفرة التي بها ربما نصنع المستحيل ، ونطيل معنى بقائنا.
حين تتأمل الإنسان … هذا الكائن المعقد التركيب، المملوء بالتفاصيل المنسجمة أحيانًا.. المتناقضة أحيانًا أخرى، الضاجّ الواجم، القريب البعيد، الصعب السهل، الحزين السعيد، بكل ما له من تجارب إنسانية، وأحاسيس، وثقافات، وأديان، وألسنة، وأعراق…
حين تتأمل هذا كله تتجلى لك كثير من الأمور التي تتداخل وتتحكم في هوية الإنسان وشخصيته، وتكوينه من إنسان بسيط بهوية متواضعه، إلى إنسان معقد بطبعٍ صعبٍ، ونظرةٍ إلى هذه الحياة قاسية نوعًا ما ..
تحكم التجارب البشرية علاقات الإنسان باخيه الإنسان، وتجعل كل قرارته التي يتخذها مرهونةً بالتجارب السابقة.
فإن كانت ذاكرته سليمةً معافاة من المواقف والذكريات السلبية، انعكس ذلك على طبعه، وسلوكه وخياراته ,، فتجده إنسانًا سهلاً يسيرًا، يثق بالجميع، ويبادر إلى الخير والعطاء ..
وإن كانت ذاكرته عكس ذلك فلن تجد منه في كل تصرفاته إلا الريبة والترقّب والتحفظ،حتى على أيسر الأمور وأبسطها؛إذ إن الذاكرة تحتفظ بالمواقف والتجارب السيئة أكثر من التجارب والمواقف السعيدة، فعمر الحزن باقٍ، وعمر الخيبات طويل …
لذلك نعود إلى سؤالنا السابق: هل الثّقة أهم من المحبّة؟ أم أنّ العكس صحيح ؟!
من وجهة نظري ورأيي الشّخصي : أقول :المحبة تذكرة وهويه رسمية دخول مباشر وسريع للقلب، مدفوعة الثمن طيلة العمر.. فبالمحبة ينال الإنسان من الآخر ما لا يناله من أمر سواه، والمحب الحقيقي يسعى دومًا لرسم البسمة في وجهه ووجوه أحبته، والحرص على سعادتهم، والامتنان العظيم لوجودهم في حياته …
ولكنّ الثقة هي الطلسم الأعظم الذي تتهاوى أمامه حواجز المستحيل، ويتحقق به الانسجام النادر.

اجزم بأنّ الثقة مرتبة عالية لا يصل إليها أي أحد، فأنت حين تخسر ثقتك بإنسان لن تستطيع محبة العالم بأسره أن تُجَمِّله في عينيك، أو تصنع منه ذكرى سعيدة، ربما عليك المرور أو مررتَ بمئات المواقف التي تزخر بالمحبة، ولكنّ موقفًا واحدًا يهزّ ركن الثقة كفيلٌ بأن يخلخل تلك المحبة من جذورها، ثم ينسفها نسفا.
بعد هذا العمر من التجارب والمواقف والأحوال التي مرت عليّ، أستطيع أن أقول إن الثقة أعمق من المحبة، وبها تستمر العلاقات البشرية بطريقةٍ أكثر سلامةً ووضوحًا لذلك حاذر أن تخسر ثقة أحبتك بك لا لتحافظ عليهم فحسب،بل لئلا تفجعهم فيك..
قاتل دون هذه الثقة كما لو كنت تقاتل دون وطنك وذويك.
إياك أن تموت ثقة أحد بك، فإنها إن ماتت لا ولن تعود وتفقد انت اعز واغلى الاشياء في حياتك.. يموت النبات ثم ينمو، ويموت الإنسان ثم يبعث .. غير أن الثقة إذا ماتت انسدل عليها ستار الفناء السرمدي إلى الأبد.
إن الحب هو نفحة سماوية اساسيه مغروسه بعمق فينا، فأنا أجزم بأنّ الثقة عقد سماوي من بنوده نفحة الحب، وإن كان الحب قوة عظمى، فالثقة معجزة كبرى..
نعمتان فخمتان إن ضاق بك تفضيل إحداهما على الأخرى فلا يَضِقْ بك العمر عن بنائهما في ذاتك وقلبك ووجدانك وفيمن حواليك.
في الواقع ان المحبه هي اساس سعادة المجتمع والعالم لانها المعجزه التي ستربط شعوب الارض وتسير باتجاة
التكامل والنمو الاجتماعي والحياتي ونبذ كل ما هو يعكر صفو فرح هذه الشعوب المتطلعه للخير الاكيد القادم.
ولان الكتاب المقدس يؤكد كلام يسوع (احبوا اعدائكم) وينره بنور ساطع من الخير والاستقرار القادم لامحاله
وعليه فالمحبه هي السبيل الوحيد والامثل لتحقيق رقي وسعادة البشريه جمعاء.وعليه فان الحب هو النور المضيء في اخر النفق ليوصل الجميع الى بر السعاده الابديه.