المحرر موضوع: الكلمة كالطائر إذا أفلت من القفص فمن العسر الإمساك به ثانية.. (حكمة سومرية)  (زيارة 554 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعيانا / ܪܥܝܢܐ

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 44
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
بعد فترة قصيرة على انطلاق موقع عنكاوا دوت كوم نهاية تسعينيات القرن الماضي توقعت كغيري من المتابعين النجاح لهذه الخطوة التي مثلت منبراً لمثقفي وكتاب شعبنا، حيث وفرت هذه النافذة متنفساً لجميع الآراء كما أفردت مساحة لمختلف التوجهات السياسية. وفعلا نستطيع اليوم أن نقول أن الموقع يعتبر أحد أهم المنصات الاعلامية التي يمتلكها شعبنا، وهو يتمتع بنسبة عالية من الموضوعية والحيادية والمنهجية في طرح وتداول شؤون شعبنا (رغم علمي اليقين بصعوبة تبني هكذا طروحات في مجتمعاتنا الشرقية)، كما أن الموقع بات يتمتع اليوم بنسبة عالية من المشاركين والمتابعين من مختلف الأقوام العراقية وبالأخص من أبناء شعبنا. والأهم من كل ذلك أن عنكاوا دوت كوم نجح وبنضج المشرفين في الحفاظ على ثابت مهم وحساس، وهو وحدة شعبنا بكافة تسمياته (الكلدانية السريانية الأشورية) من خلال الالتزام بالطرح الوحدوي عند تناوله لمسائلنا القومية.
لكن وبعد فترة وعند فتح باب الردود والتعليقات على المقالات طفحت على السطح مشكلة التوازن بين مفهومي حرية التعبير والطعن والتشهير وما بينهما من مساحة واسعة للرأي. ورغم أنه كان هناك في الكثير من الأحيان تدخلات من قبل المشرفين لوضع حد للتجاوزات اللفظية بين الكتاب وبينهم وبين القرآء، إلا أن محاولة وقف السجالات العقيمة لم تكن سهلة وفي بعض الأوقات تصاعدت وتشعبت. علما أن بعض هذه المناوشات الكلامية تجاوز حدود اللياقة الأدبية والمناكفة الفكرية، لابل أننا بتنا نرى اليوم الطعن والتجريح ينال من فئة أو جماعة أو طائفة بأكملها من تشكيلات شعبنا المجتمعية، وهو الأمر الذي يجب أن يوقفه موقع عنكاوا بشكل قطعي وفوري حتى لو أثر ذلك على المدخول المالي للموقع.
وبصراحة (مفرطة) فأنا أرى أن من يتعمد النيل من كاتب المقال دون مناقشة أفكاره هو كمن يحتقر الله لأن رجل الدين سيء، فشتان بين الفكرة والمروّج لها، فأحياناً يمكن للتافه أن يأتي بحكمة وهو ما يجب أن يحمد عليه كما يجب تقريع الحكيم عندما يتفوه بسخافات. فهل من المعقول أن نطلب من الرسول بولس تقديم جرد حساب على ما فعله باتباع المسيح قبل تقبله للمسيحية عند مناقشة رسائله؟!، أو هل من الانصاف أن نرفض المشروع السياسي للقائد القومي أغا بطرس لأنه كان أبن أرملة؟!. فالتفاعل يجب أن يكون مع النص وليس مع صاحبه، والمقالة مجرد فكرة للنقاش وليست بضاعة للمزايدة، ومن الطبيعي (لابل من المفروض) أن يكون هناك متفق ومختلف كما أن من الضروري أن يكون للمتفق إضافات وللمختلف أسبابه، لكن حتى لو لم يوجد فهو أمر وارد ومقبول، فالمنبر ليس حلبة مصارعة حيث يجب أن يكون هناك فائز وخاسر!!.
أما عمليات الرد والرد المقابل والتعليق مقابل التعليق، فأني أراها هدراً للوقت والطاقة أكثر من كونها نقاشات من الممكن أن تفضي إلى نتيجة مغايرة للفكرة الأصلية، فالكاتب لن يتخلى عن قناعته لأنني أختلف معه، كما أنه بالتأكيد ليس مجبراً على كيل المديح لي لمجرد أني أتفق معه. حيث أنني أرى أن من الضروري أن لا يصر الكاتب على إقناع من يختلف معه من خلال الردود المقابلة ولعشرات المرات (إلا في حالة الاضافة والتصحيح)، كما أني لست أرى أن على الكاتب أن يجامل  الذي يتفق معه بردود طويلة عريضة فقط ليقول له شكراً. وكم كنت أتمنى أن توجد خاصية (Like / Dislike) في التعليق على المقالات المنشورة في موقع عنكاوا دوت كوم، حيث كان الأمر سيغنينا عن الاطلاع على الكثير من النقاشات البيزنطية التي يقضي بها البعض أوقات فراغه على حساب راحة ومزاج القرآء.
وفي الختام فأن من (يشاغب) ويتعرض الى شخص كاتب المقال متجاوزا لما يحتويه من آراء، من خلال التركيز على  خصوصيات الكاتب الشخصية دون الخوض في ماهية أفكاره، فان هكذا (مخلوق) هو أصغر من أن يوضع له أي اعتبار، وكما يقول الأديب الايرلندي جورج برناردشو "الصمت هو أفضل تعبير عن الإحتقار".