ألأب سرمد باليوس كما عرفته
د. صباح قيّالا بدّ أن أعيد ما سبق وأن بينته بأني أقف على مسافة واحدة من كافة الرعاة مهما بلغت منزلتهم الروحية أو مواقعهم الوظيفية. كما أن الإشارة إلى السلبيات لا تعني انني بالضد من المعني, وأن ذكر الإيجابيات لا تدل على كوني داعماً له. من الضروري التوضيح بأن الغاية من هذا العرض المتواضع هو إظهار الحقيقة من وجهة نظري الشخصية التي قد يكون مذاقها مراً عند البعض وحلواً عند البعض الآخر, وحتماً سيمتد المذاق إلى المعني نفسه. إنها الحقيقة ولا بد من تقبلها بعسلها وعلقمها, وما على المرء إلا أن يصب العسل على العلقم حتى تصير الحقيقة سكرية الطعم مستقبلاً.
ربما أسامح العديد من سلوكيات الراعي السلبية, وقد أحثه بطريقة أو أخرى, إذا تطلب الأمر, للإقلاع عنها. لكن, واشدد على "اللاكن", سوف لن أغفر لأي راع "يحاول أن يلعب أو يلعب بذيله فعلياً " إذا صح التعبير. بصراحة, سألاحقه حتى ينزع لباس الكهنوت إلى الأبد. لا ولن أتساهل بهذا الصدد إطلاقاً مهما كان المبرر أو الظرف. عفة الكاهن خط أحمر لا يُقبل تجاوزه, ومن ينتهكها فليودع الحياة الروحية ويسلك الدرب الدنيوي إلى غير رجعة.
قبل أن أدخل في صلب الموضوع لا بد أن أشير, بحسب تحليلي لواقع الحال, بأن طلب الأب سرمد باليوس راعي كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية الكلدانية في وندزر منحه "إجازة سبَتيه" لمدة عام لم يكن أختياراً أعدّ له بنفسه, وإنما كان حدثاً اضطرارياً تم اللجوء إليه أو جرى الإيعاز به بعد سلسلة من الشكاوي التي رفعها عدد محدود جداً من أبناء الرعية بحق أو بدون حق ضد راعي الكنيسة, والأهم من كل ذلك هو العلاقة المتوترة التي كانت سائدة في الفترة الاخيرة بين الأب سرمد ومطرانه المباشر باوي سورو لأسباب قد يتحمل الراعي نفسه بعضها ويتحمل المطران البعض الآخر. أقولها بصراحة بأنه لولا هذه العلاقة المتوترة لما حصل الذي حصل, ولكان مصير شكاوي العلمانيين, مهما بلغت وأي كان مصدرها, في سلة المهملات . نعم, في سلة المهملات, فمتى وفي أي زمن تم الأخذ برأي العلمانيين؟ دلًوني رجاءً.
بدون شك أنه مهما كانت درجة الضغط النفسي أو الوظيفي أو الروحي الذي فرضه المطران على الراعي, فإن الحكمة أن يتقبلها الراعي حيث طاعة المرجع الاعلى, حسب معلوماتي المتواضعة, تُعتبر بمثابة فرض تفرضه الكنيسة عند رسامة أي كاهن, والأب سرمد غير مُستثنى من ذلك. سؤالي إلى القيادات الروحية: هل الطاعة المقصودة هي طاعة عمياء أم ممكن مناقشة حيثياتها بروح المحبة والتسامح والغفران؟ أجيبوني رجاءً.
أعود إلى العفة عند الكهنة والخط الاحمر قبل الولوج في تفاصيل الحدث.
حاول أحد الشمامسة أن يكسب جانبي لدعم موقفه مع المجموعة القليلة العدد والمستمرة في التخطيط والعمل الدؤوب ضد راعي الكنيسة. سألت الشماس: هل أبونا سرمد "يلعب بذيله"؟ أجابني: يجوز. حقاً جواب سمج ويدل على نية عكرة. قلت للشماس: يجوز كلمة خطرة وفي الحياة كل شيء يجوز. لكن الأمر لا يسير وفق يجوز وإنما بالدليل القاطع, فهل عندك الدليل"؟ أجاب كلا. قلت له: إذن رجائي أن لا تعيد كلمة يجوز بهذا الصدد. ألحق يُقال, بأن تلك التهمة لم يتطرق إليها أي من مناوئيه لا ذلك الحين ولا بعد الحين رغم سيل التهم التي رُفعت أو قيلت بحقه. كما أنني تأكدت من مصدر موثوق في فانكوفر كندا حيث كان الأب سرمد راعياً هناك قبل نقله إلى وندزر كندا بأنه بعيد كل البعد عن ذلك السلوك الشائن رغم المغريات المتوفرة حوله آنذاك. ومن هذا المنطلق فإن الراعي الجليل خرج بجدارة من دائرة "اللعب بالذيل", فقررت بعد خروجه هذا كتابة المقال.
من العدل عند تقييم أي امرء أن توضع الإيجابيات في إحدى كفتي الميزان والسلبيات في الكفة الأخرى. يتم القرار من خلال الكفة الراجحة. وبعبارة أخرى أن تقييم الفرد يعتمد على المحصلة الناتجة من مقدار إيجابياته مقارنة بسلبياته, فلا وجود لمتكامل في الكرة الأرضية إطلاقاً.
يتبادر السؤال التالي:
هل الأب سرمد هو كاهن جيد؟ ألجواب, من وجهة نظري الشخصية: نعم أنه كاهن جيد حسب المحصلة الناتجة عند مقارنة سلبياته بإيجابياته. ألسؤال الذي يفرض نفسه الآن؟ ما هو الدليل؟. سؤال مشروع, فتعال معي.
أطل الأب سرمد في مطار وندزر يوم 18 كانون الثاني 2017 . كنت أنا ضمن مستقبليه ممثلاً عن الصالون الثقافي الكلداني بصحبة عدد من أعضاء نواة الصالون الكلداني وحسب الرابط المرفق:
تفاؤل رعية وندزر براعيها الجديد 18 ك2 2017
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,831474.msg7511897.html#msg7511897ظهرت بوادر الأنشطة الثقافية والأعمال الإعمارية حال استلام مهمته من الأب السابق داود بفرو.
كنت أحضر بانتظام محاضراته في حلقة دراسة الكتاب المقدس التي كانت تُعقد مرة واحدة كل أسبوعين. لاحظت عنه محاولة تجنبي. لم أكترث للأمر أبداً لشعوري الصائب بان هنالك من قام بتشريحي أمامه كما يشاء والذي أعرف من هو بالتحديد. لم يعيقني سلوكه معي من الإستمرار في الحضور والإشتراك بالمناقشة حسب الأصول. بعد فترة من الزمن طلب مني أن نلتقي على انفراد في مكان بعيد عن أنظار أبناء الرعية. أيقنت أنه قد تأكد بنفسه بأني لست تلك الصورة التي عرضها أمامه ضعيف النفس. وبالفعل التقينا ودارت بيننا أحاديث في مواضيع متعددة. فهمت منه بأن هنالك من حذره من الكلام معي وأوهمه بأني سأكتب مقالاً ضده عن كل ما يصدر منه. قلت له موضحاً: أبونا: أنا لا أريد منك أن تقف معي أو مع من نقل لك الصورة المشوهة, ولا أن تقف ضدي أو ضده, بل قف مع الحقيقة وخاصة أنك كاهن وبمثابة خيمة تبسط محبتها على الجميع. لاحظت دهشته من جوابي فقال لي على الفور: هل أنت متديّن؟ أجبته: بصراحة أبونا أنا غير ملتزم بما تفرضه الكنيسة ولكني مؤمن بالخالق وبمسيحيتي.
سألني أيضاً: كيف له أن يكسب ثقة الرعية؟ أجبته: أبونا ما يشغل الرعية كمحور للقال والقيل هو الشأن المادي. إقترحت عليه أن يُعد سجلاً فيه الواردات والمصروفات ويترك السجل في الطبلة الموضوعة عند مدخل الكنيسة, ويعلن بعد كل قداس عن السجل ومن يرغب بمراجعة حسابات الكنيسة من الوارد والمصروف. أكدت له بعدم قيام أي واحد من رواد الكنيسة بمراجعة السجل ما دام متروكاً هنالك بكل ثقة. للأسف الشديد لم يأخذ بهذا المُقترح فاستغلت المجموعة المعادية تلك النقطة فبدأت تعزف على اللحن الذي يخدمها بالرغم من تيقن الجميع بان الكنيسة بدأت واستمرت بالإزدهار عمرانياً بشكل لافت للنظر. طيّب... لماذا تُوجه الشكوك نحو الكاهن وهنالك لجنة مالية؟ لماذا لم توجه الإتهامات إلى الكاهن السابق الذي لم يتم وضع طابوقة عمرانية واحدة في عهده رغم السنوات التي قضاها راعياً لنفس الكنيسة؟ إذن, لا بد وان هنالك من تضررت مصالحه فبدأ بإثارة الشكوك التي تفتقد إلى الدليل الملموس. إذا كانت هذه النقطة من ضمن النقاط التي انعكست سلباً على الكاهن في علاقته مع سيادة المطران, فلا يسعني إلا أن أقول " مع الأسف". ليس هنالك أسهل من أن تأتي لجنة لتقصي الحقائق أفضل من تصديق من تضررت مصالحه.
لا بد وأن أشير بأن بصمات الأب سرمد باليوس العمرانية ظاهرة للعيان ولكل ضمير حي وعقل واع. جمالية الكنيسة سواء في الداخل أو في الساحة الخارجية تبهر كل عين بصيرة. كما أشدد بكل جرأة بأنه, للأسف الشديد, لم تُضاف طابوقة عمرانية واحدة منذ رحيله قبل أكثر من عام ولحد اليوم. إذن كيف يكون الكاهن الجيد؟ هل الذي يبني له دوراً يسكن في واحدة ويستثمر البقية لشخصه؟ أم الذي يبني للكنيسة ثم يغادرها خالي الوفاض؟ أسعفوني رجاءً.
لا أنكر بأن الأب سرمد يشتط في أحيان كثيرة عن موضوع الوعظ أو المحاضرة. لا بأس أن يكون للمحاضر روح الدعابة أو حس فكاهي كي يشد المستمع أو يلطف الجو. لكن أن يسترسل في الشطط لمرات متعددة فحتماً أن ذلك سيؤدي إلى الملل وأن المستمع سيزوغ في انتباهه عن لب الموضوع الأصلي وعندها تفقد المحاضرة رونقها ولن تحقق هدفها على الوجه الأكمل.
يتبادر السؤال التالي: هل أن الراعي الجليل يفتقد الأسلوب القياسي المتعارف عليه في الوعظ أو عند تقديم محاضرة ما. ألجواب كلا. لقد أثبت الأب سرمد حبه للثقافة المعرفية من خلال إلحاحه على عودة الصالون الثقافي الكلداني إلى الكنيسة ثانية بعد أن غادرها مطروداً بأمر من راعي الكنيسة السابق وبتحريض من مكتب الرابطة الكلدانية في وندزر ودعم فرع الرابطة بكندا على خلفية مقالي الموسوم " هل أن الرابطة الكلدانية علمانية أم كنسية؟" والمنشور في هذا الموقع. وبالفعل عاد الصالون إلى موقعه الأصلي وقدم الأب سرمد ثلاث محاضرات أبدع فيها إسلوباً ومعلومة وتقديماً, وأثبت من خلالها أنه محاضر جيد في إيصال المعلومة وفي امتلاكها. وأرفق أدناه روابط المحاضرات الثلاث:
ألمتصوفة والمعتزلة 2 شباط 2018
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,870373.msg7571434.html#msg7571434ألإثنيات عبر التاريخ 17 مايس 2018
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,907470.msg7620040.html#msg7620040أثر الثقافة السريانية على العصرين الأموي والعباسي 14 شباط 2019
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,932423.msg7650532.html#msg7650532هنالك من يعيب على الأب سرمد اجتهاده في تفسير النصوص الإيمانية. طيب. لماذا لا يعاب على من هم ضمن القيادات الروحية التي تجتهد بالنصوص كما تشاء وما أكثرها؟. من دون شك أن هذه المسألة ممكن تجاوزها من خلال التثقيف المستمر والتواصل مع الآباء من ذوي الإختصاص في المجال المعني.
أتفق مع من يؤكد أن الأب سرمد ينفرد برأيه ولا يأبه بآراء الآخرين إن تقاطعت معه. من خلال تجربتي معه أنه يستمع للآراء, لكن أن يأخذ بها أم لا فحاله حال أغلبية رعاتنا الأفاضل إن لم يكن جميعهم وعلى مختلف المستويات ممن تطغي عليهم النزعة الدكتاتورية والتسيد في القرار. إذن لماذ يُحاسب هو وليس غيره؟
رب سائل يسأل من الذي ساهم في إيصال الأذى النفسي والمعنوي والوظيفي إلى كاهن شاب يتمتع بإمكانية جسمانية وفكرية وقدم الكثير من الفعل الإيجابي للكنيسة التي يرعاها. ألكثير يشهد بأنه يواظب في الكنيسة حتى منتصف الليل, ثم يأخذ المكنسة وأدوات المسح ليكنس ويمسح الكنيسة بنفسه. :من مِن الرعاة يفعل ذلك؟ أجيبوني بصراحة.
من حرض ضده معروفون وعددهم ضئيل جداً. أعرفهم فرداً فرداً. جميعهم من دون استثناء ممن تضررت مصالحهم أو ممن أوقفهم الراعي عند حدهم وأحبط طموحاتهم الشخصية في السيطرة على الكنيسة أو على الكاهن نفسه. أنا أفهم أن العمل الكنسي هو خدمة وليس امتياز أو جاه أو سلطة. لا أرى مبرراً أن يدّعي كائن من كان بأنه أحرص من غيره على الكنيسة أو على الإيمان. من يحرص على الكنيسة عليه أن يخدم بصمت ويغادر بصمت بعد الإنتهاء من الخدمة.
ربما امتعض البعض من الشمامسة من موقف معين. لكن ذلك يمكن حله بالتفاهم مع الراعي أو مع المرجع الاعلى لا بترك الخدمة أو الإنتقال إلى كنيسة أخرى ثم التحريض على الكاهن. أية مسيحية هذه؟ إرحموني.
هنالك المزيد مما في حعبتي, وقد أُعرّج على ذلك من خلال المداخلات.
قناعتي, وأرجو أن أكون على وهم, بأنه لو كانت العلاقة مع المطران على ما يرام وكما كانت سابقاً لما حصل الذي حصل. أرفق ألرابط الذي يستدل منه بصورة غير مباشرة على مدى الوفاق بين الراعي والمطران أيام زمان.
ومضات من لقاء مطران كندا بالصالون الثقافي الكلداني – وندزر السبت 10 آذار 2018
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,868802.msg7569266.html#msg7569266أبرشية كندا بانتظار وصول المطران الجديد. أقول جئت سهلاً وحللت أهلاً.
سيدي المطران الجليل. أنا الخاطئ ومن هو ليس بالخاطئ؟. أركان المسيحية المتمثلة بالمحبة والعطاء والغفران والتسامح. رجائي أن لا تكون هذه الأركان مجرد كلمات.
ألأب سرمد باليوس له البعض من السلبيات, لكن ثق سيدي المطران الجليل بأن إيجابياته تفوق كثيراً سلبياته. إنه كاهن جيد, ويكن له بالمحبة أغلب أبناء الرعية. بالإمكان التأكد مما أقول بالإستئناس برأي الرعية بعد قداس الأحد سواء كان بالإقتراع السري أو العلني كي تقف بنفسك على حقيقة الأمر وتتيقن أن من حرض عليه لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين والقدمين. هنالك منهم من حاول أن يشغل موقعاً أكثر من حجمه, ومنهم من أراد أن يقوم بدور الكاهن في كل فعل باستثناء العمل الروحي, ومنهم من رغب أن يُسيّر الكنيسة على هواه, وهلم جرا.
سيادة المطران الجليل: الأمر متروك لشخصكم الكريم, ولكن الكنيسة بحاجة إلى خدمات رعاتها, والراعي سرمد باليوس له من المؤهلات ما تجعله يسد فراغاً شكت منه ولا تزال كنيستنا العزيزة. إسمح لي أن أُذكّر:
من كان منكم بلا خطيئة فليرجم الحجر أولاً.