الدكتور ريناد منصور في تقريرٍ عن الأنتخابات العراقية
لندن- خاصفي التقرير الأخير الذي نشره معهد تشاتام هاوس للشؤون الدولية عن الأنتخابات العراقية والمعزز بالاحصائيات والنِسب والأرقام، يتحدث الباحث الأقدم في المعهد ومدير الملف العراقي، الدكتور ريناد منصور عن الأنتخابات العراقية التي ستجري في العاشر من الشهر الجاري، إذ يقول:
"حول انعدام الثقة بين الأهالي والنخب السياسية يقول الباحث، ريناد منصور، من معهد تشاتام هاوس البريطاني للشؤون الدولية في تقرير جديد له بان ما يميز انتخابات هذا العام هو ليس التركيز على من سيفوز ومن سيخسر فيها بقدر التركيز على مدى حجم مشاركة الناخبين المتوقعة في يوم الاقتراع. ويقول منصور في تقريره ان انتخابات العراق الحرة الأولى عام 2005 كانت نسبة مشاركة المصوتين فيها تقارب 80%. ومنذ ذلك الحين بدأت نسبة المصوتين بالتناقص تباعا، وآخرها عام 2018 بلغت نسبة الناخبين 44% من عدد الذين يحق لهم التصويت، ويرى مراقبون وحتى مسؤولون اقروا بان نسبة مشاركة المصوتين في هذه الانتخابات قد تكون ادنى وربما اقل من نسبة 30 في المئة.
ويشير الباحث الى ان العراقيين لا يشعرون بان الانتخابات تمثل قناة لإيصال صوتهم أو وسيلة لإحداث تغيير. فمنذ فترة ما بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 نشأ نظام سياسي في البلد، ليس للشعب دور فيه، يخدم شريحة نخبة حاكمة بمنافع مالية ووظيفية مع غياب توفير خدمات أساسية مطلوبة لعامة الناس. الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في تشرين عام 2019 وفرت فرصة لرفع الشباب من المجتمع صوتهم، لان الانتخابات لم تحسن وضعية حياتهم. مع ذلك ولحد الان فان كلا من المسؤولين العراقيين والأطراف الدولية الأخرى مستمرون بالتركيز ليس على اصلاح النظام السياسي بقدر تركيزهم على نجاح الانتخابات كوسيلة لجعل العراق بلدا ديمقراطيا. ولهذا فان المطلوب أكثر هو معالجة المشاكل المتجذرة قبل ان يكون لأي صوت فرصة لإحداث تغيير."
