المحرر موضوع: البلاستيك  (زيارة 382 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 336
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البلاستيك
« في: 18:41 07/10/2021 »
البلاستيك
د.خالد اندريا عيسى
 
فى ساعات قليلة او لحظات وقف العالم حائرا مستغربا أمام توقف أجهزة الاتصال الحديثة فيس بوك وواتس اب وانستجرام..
ومضت الساعات وكل وسائل الاتصال جمدت وتسائل خبراء التكنولوجيا يبحثون عن أسباب الكارثة..
هل هى حرب تكنولوجية بين الدول الكبرى، أم انه خلل فنى أم استعراض للقوى فى أسلوب جديد.. لقد توقف فيس بوك الذى يستخدمه بلايين البشر فى العالم وتوقف واتس اب وتوقفت كل الأعمال والأنشطة بما فى ذلك البورصات وأسعار الأسهم والمضاربات وتحويلات البنوك والمستشفيات والعلاقات الشخصية والعاطفيه..
لقد توقف العالم تماما أمام جهاز صغير هو فى النهاية مصنوع وبدقه متناهيه من قطعة البلاستيك، إن هذا الجهاز الذي يوجه السفن فى البحار والغواصات بل انه يصدر التعليمات للجيوش المتحاربة ولا احد يعلم ما تخفيه التكنولوجيا من أسرار لم تكشف عنها بعد..
إن المؤسسات الكبرى والبنوك والجيوش لديها أجهزة عملاقة تحفظ فيها أسرارها يصعب اختراقها أو فك طلاسمها ولكن ماذا يعنى توقف الواتس اب وفيس بوك وانستجرام وهذه الشبكات العالمية التى تدير شئون الحياة والبشر وما هى الضمانات التى تحفظ أسرار البلايين فى هذه الشبكات..
هل هناك طرف آخر فى يتحكم  بهذه اللعبة يريد أن يؤكد للعالم انه يتحكم فى كل شيء حتى أسرار البشر..
هل يريد أن يثبت أن مصالح العالم اقتصادا وحروبا وأمنا وسلاما فى يديه..
هل نجحت حضارة البلاستيك فى أن تكون سلاح ردع بدلا من الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل، وهل هناك علاقة بين فيروس كورونا واجتياح العالم وفشل العلم حتى الآن فى علاجه وتوقف وسائل الاتصال فى العالم..
فى إجراء غير مسبوق منذ سنوات كتبت عن حضارة البلاستيك فى صنع الكمبيوتر والطائرة والسيارة ودعامات القلب وقلت يومها ما هو مستقبل الإنسان وكل شيء فى حياته أصبح من البلاستيك..
كانت السيارة القديمة تعيش عشرات السنين والآن تعيش عاما واحدا او اكثر لأنها من البلاستيك قطعة صغيرة من البلاستيك تحكم العالم الآن حديثا واتصالا وأمنا وسلاما وموتا وحياة.. وما بين كورونا التى تهدد أرواح الملايين وتوقف واتس اب وفيس بوك وانستجرام وعلاج كورونا اللعين المضروب يقف إنسان هذا العصر حائرا وهو يعبث فى قطعة من البلاستيك تدير شئون حياته